الخائفون من أبو الفتوح “1” لعبد الرحمن يوسف
ظاهرة غريبة، ظاهرة الخائفين من فوز المرشح الرئاسى الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح!
وهم أنواع، النوع الأول: الخائفون من ماضيهم الفاسد.
وهؤلاء مجموعات من المنتفعين الفاسدين الذين تربحوا من الأوضاع المقلوبة فى عهد الرئيس المخلوع، فبنوا مصالحهم وحياتهم وأعمالهم وتجارتهم على أساس فساد الدولة، وعلى أساس أن كل شىء يمكن إنجازه «تحت الترابيزة»، وهؤلاء لا يتخيلون أنفسهم وقد دخلوا وأبناؤهم فى منافسة شريفة مع بقية الناس، فقد عاشوا حياتهم كلها فى منطقة الاستثناءات.
ولهؤلاء نقول إن مصر كلها تبدأ صفحة جديدة، فابدأوا مع البلد صفحة جديدة، وحاولوا أن تتطهروا مما أصابكم من الماضى لعلكم تجدون فى ذلك مخرجا.
النوع الثانى من الخائفين: هم الإخوان المسلمون، وهؤلاء يُصَوِّرُ لهم قادتهم أن عبدالمنعم أبو الفتوح سوف يلقى بهم فى السجون، وأنه سوف يعاديهم، ويبطش بهم، وهذا غير صحيح.
لقد أعلن أبوالفتوح أنه سيتعامل بالقانون مع كل المصريين، لن يتحيز، ولن يصفى حسابات، وجماعة الإخوان وغيرها من الجماعات لا بد أن تقنن أوضاعها القانونية، ولم يعد هناك من عذر لأى فئة من الناس لكى تعمل تحت الأرض بعد الثورة، وتقنين الأوضاع فيه خير للجماعة ولمصر.
هذا الكلام يفزع بعض قادة الجماعة ممن تعودوا بحكم الظروف على العمل فى التنظيمات السرية، ولا يتخيلون أن يعملوا فى النور.
ولهؤلاء نقول إن الأوضاع المغلوطة التى عاشت فيها مصر لستة عقود لا يمكن أن تستمر بعد ثورة يناير، وما نتوقعه وننتظره منكم أن تعينوا الرجل على إنهاء هذه الأوضاع الاستثنائية التى اضطرت الكثيرين إلى العمل بشكل غير قانونى.
النوع الثالث من الخائفين: بعض القوى اليسارية التى ترى الرجل منحازا للطبقات الغنية.
وهؤلاء بنوا تصوراتهم بناء على أفكار يتبناها الإخوان المسلمون، ولا يتبناها الدكتور أبوالفتوح، ولكنهم خلطوا هذا بذاك.
ولهؤلاء نقول اقرأوا برنامج الرجل، وستغيرون رأيكم بإذن الله.
النوع الرابع: أنصار نظرية المؤامرة الكونية الإخوانية العسكرية.
وهؤلاء ما زالوا مصرين على أن الدكتور أبو الفتوح هو المرشح السرى للإخوان، والبعض يصل بدرجة الادعاء إلى حدود اللامعقول فيقول إنه مرشح العسكر، وأنه هو الرئيس التوافقى الذى تحدثت عنه الأخبار!
وهؤلاء لا دليل لديهم سوى أوهام، ولا يصدقون أن الرجل قد ترك الجماعة، وأنه أعلن ألف مرة ومرة أنه لن يعود لها، وسيعيش مستقلا إلى آخر عمره، وأنه صاحب مشروع وطنى، وأنه خدم مصر فى الجماعة وسيخدمها خارج الجماعة.
ولهؤلاء نقول، إن الرجل قطع رحلة طويلة، وطوَّرَ قناعاته، ولكنه كان دائما بشهادة القريب والغريب رجلا صادقا واضحا، لا يبطن عكس ما يظهر.
النوع الخامس: الخائفون على إسلامية الدولة، وهؤلاء أغلبهم ينتمى للتيار السلفى، ولهم تصوراتهم الخاصة عن مواصفات الدولة الإسلامية، وهى تصورات تختلف عن تصورات الدكتور أبو الفتوح الذى يهتم بمقاصد الشريعة من العدل والمساواة والرخاء، ويهتم بالمرجعية الحضارية للإسلام أكثر مما يهتم بشكليات التدين، وفرعيات الأحكام الفقهية المختلف عليها.
وهؤلاء نقول لهم، بينكم وبين الرجل أمران، الأول: المادة الثانية من الدستور، وهى واضحة فى مرجعيتها للحضارة الإسلامية بالمعنى الشامل الذى يتسع لكل المواطنين، حتى لو لم يكونوا على دين الإسلام، والأمر الثانى: مؤسسة الأزهر، فلنحتكم لهذين الأمرين، ولندع خلافاتنا جانبا لنبدأ البناء.