حوادث وقضايا

غرق ست فتيات في رماح

غرق ست فتيات في رماح

في ذمة الله
في ذمة الله

حين كانت شهامتهن ووفاؤهن أكبر، أبى الخوف البقاء في صدورهن وغادرتهن الحياة قبل أن يكملن أمنياتهن.
ست فتيات اختطفهن مستنقع مائي بمنطقة العرمة، مسطرا حادثة هزت وجدان الجميع أمس الأول.
والحكاية ليست إلا نزهة عائلية جديدة تسببت بكارثة كسرت قلوب ذويهن.
إحدى الفتيات سقطت في المستنقع بعدما توجهت مع بقية البنات للتنزه، غير أنها دفعت ثمنا باهظا لهذه النزهة التي قضت فيها على حياتها وحياة خمس فتيات أخريات، حاولن جاهدات إنقاذها بعدما تمردن على خوفهن وأنصتن فقط لوفائهن لبعضهن.
بدعاء «اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»، اختتمت ريم الحسين تغريداتها دون أن تعلم أن هذه الدعوة آخر ما ستسجله في حسابها بتويتر، الذي لا يوجد في صفحتها به إلا أذكار ودعوات اعتادت نشرها والتذكير بها، وكأنها تشعر أن ساعة الأجل قد اقتربت.
أما كريمة الطالبة بالمرحلة الثانوية، كتبت في تغريدتها قبل الأخيرة «أكثر سؤال يجرح القلب في الإجازة كم نسبتك؟» غير آخر نشاطها أن أعادت تغريدة تقول في مضمونها «ما ألزم عبد قلبه بالاستغفار إلا يسر الله عليه رزقه وسهل عليه أمره وحفظ عليه شأنه وقوته، أستغفر الله الذي لا إله إلا هو».
كما وضعت في حسابها انستقرام صورة لثلاجة الموتى وآية «كل نفس ذائقة الموت»، وفي تعليقها وصية «حطوا هذه الآية أمامكم وتذكروا أن فيه جنة وفيه نار».
وقد يكون صحيحا أن الإحساس بالأجل يزور كل من اقترب له الموت، إذ كانت آخر تغريدات رهف الآية من سورة الأحقاف، «ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون».
أما غادة فقد قتلتها الأمنية فعلا، فقد قالت في تغريدتها قبل الأخيرة «ما أحسد أحد كثر المخيمين الآن.. الجو يقتل»، وجاء قدرها على لسانها فقتلها الجو في نزهة. غادة التي طلبت في تغريدتها «واسقنا من بحور الصبر صبرا يا معين» كان آخر ما بثته آية سورة النساء «فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم».

Galal Hasanin

Galal Hasanin مؤسس موقع 56 نيوز - أعمل في مجال التربية والتعليم لغة انجليزية - مترجم - اهوي الشعر والانترنت

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى