الديمقراطيون والجمهورية يتحدون ضد “أوباما” ويعترفون بالثورة المصرية
الديمقراطيون والجمهورية يتحدون ضد “أوباما” ويعترفون بالثورة المصرية
تلقت الإدارة الأمريكية صفعة قوية بتضامن نواب الكونجرس من الحزب الديمقراطى مع ثورة الشعب المصرى، ليقف الرئيس الأمريكى باراك أوباما وإدارته وحيداً بعد أن كانت تحاول تجهيز حجتها لمواجهة نواب الكونجرس من الحزب الجمهورى المنافس لها حول سياستها الخارجية التى اعتمدت على التحالف مع الإسلاميين وأثبتت ثورة 30 يونيو فشلها.
وقال الدكتور وليد فارس، مستشار الكونجرس الأمريكى الذى سيلقى بياناً حول الأوضاع فى مصر الثلاثاء المقبل أمام نواب الكونجرس، إن على الجميع أن يفهموا جيداً ويدققوا بعمق وتمعن فى البيان القوى الذى صدر عن لجنة العلاقات الخارجية فى الكونجرس الذى جاء بتوقيع السيناتور إدوارد روى الجمهورى، وكانت المفاجأة هى توقيع السيناتور إليوتس أنجل الديمقراطى، وأضاف لـ«الوطن»، عقب إصدار بيان الكونجرس، أن رسائل البيان جاءت مباشرة وواضحة ولا تحتمل أى التباس، بداية من اعتبار ما قامت به القوات المسلحة المصرية بقرارها نزع السلطة من الإخوان استكمالاً لثورة لم تكن مكتملة وأن الإخوان لم يدركوا أن الديمقراطية ليست عملية انتخابية فحسب بل هى أكثر من ذلك وتمتد لمشاركة كل أطياف المجتمع واحترام حقوق الإنسان والأقليات والالتزام بمبادئ القانون، وأشار إلى أن البيان لم يسمِّ محمد مرسى بالرئيس، إذ قال البيان فى فقرته الثانية مباشرة: «إن مرسى وجماعته، وحلقاته الضيقة لم يتبنوا أياً من تلك المبادئ، واختاروا الانفراد بالسلطة، ما جعل الشعب المصرى يعانى كثيراً على الصعيد الاقتصادى والسياسى».
وتابع: «إن البيان وضح نظرة الكونجرس لدور القوات المسلحة فى المرحلة المقبلة، وطالبها بأن تبرهن أن الحكومة المرحلية قادرة وستحكم بشفافية وتعمل على عودة البلاد إلى الحكم الديمقراطى، وإن على كل الأطراف التزام الهدوء ومنع العنف».
وأوضح مستشار الكونجرس أن صدور هذا البيان عن الأغلبية الجمهورية، وممثل الأقلية الديمقراطية داخل الكونجرس يمثل رسالة دعم مباشرة للشعب المصرى بشكل عام ولعملية إصلاح مسار الثورة بشكل خاص، وتجديد الثقة مع الجيش المصرى، والأهم من ذلك فهو رسالة واضحة من الكونجرس إلى إدارة الرئيس أوباما بحسم الكونجرس للخيار الاستراتيجى الأمريكى تجاه الوضع فى مصر.
وتابع: «هذا البيان يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الكونجرس سيحمى المساعدات المقدمة للقوات المسلحة المصرية أكثر من أى وقت مضى، ففى العام الماضى كانت هناك انتقادات لإدارة أوباما من أنها تقدم مساعدات إلى نظام الإخوان القمعى فى مصر، وهو أمر يخالف القانون الأمريكى، أما الآن وفى الأشهر التالية ستنعكس المعادلة بأن الكونجرس سيقف أمام أى محاولة من قبل الإدارة للمساس بالمساعدات المقدمة للقوات المسلحة المصرية التى باتت شريكاً أكثر أهمية من الماضى، إذ كان ينحصر دورها على الحفاظ على اتفاقية السلام مع إسرائيل».
وفيما يخص مساءلة إدارة أوباما على الأموال التى أمدت بها تنظيم الإخوان باعتبارها أموال دافع الضرائب الأمريكى، قال فارس إن عدداً ليس قليلاً من نواب الحزبين الجمهورى والديمقراطى سيسألون الإدارة حول أسباب هذه الامتيازات التى أعطيت لنظام يقمع الشعب المصرى.
وحول الموقف المتوقع من نواب الكونجرس تجاه السفيرة الأمريكية التى اعتبرها المصريون جزءًا من الأزمة ورفعت صورها فى التظاهرات مطالبين برحيلها، قال فارس إن تعيين السفراء واستبدالهم يعد سلطة تنفيذية من سلطات أوباما ولكن يحق للكونجرس أن يدعو لجلسات استماع للكشف عن قدرات الدبلوماسيين ومدى كفاءتهم، وإنه لا يستبعد أن تكون باترسون محل مساءلة قريباً.
وفى الإطار نفسه نظمت الجالية المصرية أمس فى واشنطن مظاهرات حاشدة أمام البيت الأبيض لدعم ثورة 30 يونيو واستجابة الجيش لقرار الشعب بعزل محمد مرسى