الفريق سعد الدين الشاذلي (ولد عام 1922 – توفي عام 2011)، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973، ولد في في أبريل 1922، بقرية شبراتنا مركز بسيون فى محافظة الغربية في دلتا النيل. يوصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر عام 1973
حظى بشهرته لأول مره في عام 1941 عندما كانت القوات المصرية و البريطانية تواجه القوات الألمانية في الصحراء العربية، خلال الحرب العالمية الثانية و عندما صدرت الأوامر للقوات المصرية و البريطانية بالانسحاب. بقى الملازم الشاذلي ليدمر المعدات المتبقية في وجه القوات الألمانية المتقدمة[بحاجة لمصدر].
اثبت الشاذلي نفسه مرة أخرى في نكسة 1967 عندما كان يقود وحدة من القوات المصرية الخاصة المعروفة بمجموعة الشاذلي في مهمة لحراسة وسط سيناء و وسط أسوأ هزيمة شهدها الجيش المصري في العصر الحديث وإنقطاع الإتصالات مع القيادة المصرية و كنتيجه لفقدان الاتصال بين الشاذلي وبين قيادة الجيش في سيناء، فقد اتخذ الشاذلي قرارا جريئا فعبر بقواته الحدود الدوليه قبل غروب يوم 5 يونيو وتمركز بقواته داخل الاراضي الفلسطينيه المحتله بحوالي خمسة كيلومترات وبقي هناك يومين الي ان تم الاتصال بالقياده العامه المصرية التي اصدرت اليه الاوامر بالانسحاب فورا. فاستجاب لتلك الاوامر وبدأ انسحابه ليلا وقبل غروب يوم 8 يونيو في ظروف غاية في الصعوبة، بإعتباره كان يسير في أرض يسيطر العدو تمامًا عليها ، ومن دون أي دعم جوي ، وبالحدود الدنيا من المؤن، واستطاع بحرفية نادرة أن يقطع أراضي سيناء كاملة من الشرق إلى الشط الغربي لقناة السويس (حوالي 200 كم). وقد نجح في العوده بقواته ومعداته إلي الجيش المصري سالما، وتفادى النيران الإسرائيلية، وتكبد خسائر بنسبة 10% الى 20% . فكان اخر قائد مصري ينسحب بقواته من سيناء.
بعد هذه الحادثه اكتسب سمعة كبيرة فى صفوف الجيش المصري، فتم تعيينه قائدًا للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات، وقد كانت أول واخر مرة فى التاريخ المصرى يتم فيها ضم قوات المظلات وقوات الصاعقة الى قوة موحدة هى القوات الخاصة.
تعيينه رئيساً لأركان القوات المسلحة
في 16 مايو 1971، وبعد يوم واحد من إطاحة الرئيس السادات بأقطاب النظام الناصري، فيما سماه بـثورة التصحيح عين الشاذلي رئيسًا للأركان بالقوات المسلحة المصرية، بإعتبار أنه لم يكن يدين بالولاء إلا لشرف الجندية ، فلم يكن محسوبًا على أي من المتصارعين على الساحة السياسية المصرية آنذاك.
بقول الفريق الشاذلي : كان هذا نتيجة ثقة الرئيس السادات به وبإمكانياته، ولأنه لم أكن الأقدم والمؤهل من الناحية الشكلية لقيادة هذا المنصب، ولكن ثقته في قدراته جعلته يستدعيه، ويتخطى حوالي أربعين لواء من اللواءات الأقدم منه في هذا المنصب.
دخل الفريق الشاذلي في خلافات مع الفريق محمد أحمد صادق وزير الحربية آن ذاك حول خطة العمليات الخاصة بتحرير سيناء، حيث كان الفريق صادق يرى أن الجيش المصري يتعين عليه ألا يقوم بأي عملية هجومية إلا إذا وصل إلى مرحلة تفوق على العدو في المعدات والكفاءة القتالية لجنوده ، عندها فقط يمكنه القيام بعملية كاسحة يحرر بها سيناء كلها.
وجد الفريق الشاذلي أن هذا الكلام لا يتماشى مع الإمكانيات الفعلية للجيش، ولذلك طالب أن يقوم بعملية هجومية في حدود إمكانياته، تقضي باسترداد من 10 إلى 12 كم في عمق سيناء.
بنى الفريق الشاذلي رأيه ذلك على أنه من المهم أن تفصل الإستراتيجية الحربية على إمكانياتك وطبقا لإمكانيات العدو. وسأل الشاذلي الفريق صادق : هل لديك القوات التي تستطيع أن تنفذ بها خطتك ؟ فقال له: لا . فقال له الشاذلي : على أي أساس إذن نضع خطة وليست لدينا الإمكانيات اللازمة لتنفيذها؟.
أقال الرئيس السادات الفريق صادق وعين المشير أحمد إسماعيل وزيراً للحربية والذي بينه وبين الفريق الشاذلي خلافات قديمة
خطة المآذن العالية
يقول الشاذلي عن الخطة التي وضعها للهجوم على إسرائيل واقتحام قناة السويس التي سماها “المآذن العالية” إن ضعف الدفاع الجوي يمنعنا من أن نقوم بعملية هجومية كبيرة .. ولكن من قال إننا نريد أن نقوم بعملية هجومية كبيرة.. ففي استطاعتنا أن نقوم بعملية محدودة ، بحيث نعبر القناة وندمر خط بارليف ونحتل من 10 إلى 12 كيلومترا شرق القناة”.
وكانت فلسفة هذه الخطة تقوم على أن لإسرائيل مقتلين : المقتل الأول هو عدم قدرتها على تحمل الخسائر البشرية نظرًا لقلة عدد أفرادها. والمقتل الثاني هو إطالة مدة الحرب، فهي في كل الحروب السابقة كانت تعتمد على الحروب الخاطفة التي تنتهي خلال أربعة أسابيع أو ستة أسابيع على الأكثر؛ لأنها خلال هذه الفترة تقوم بتعبئة 18% من الشعب الإسرائيلي وهذه نسبة عالية جدًّا.
ثم إن الحالة الاقتصادية تتوقف تمامًا في إسرائيل والتعليم يتوقف والزراعة تتوقف والصناعة كذلك ؛ لأن معظم الذين يعملون في هذه المؤسسات في النهاية ضباط وعساكر في القوات المسلحة ؛ ولذلك كانت خطة الشاذلي تقوم على استغلال هاتين النقطتين.
الخطة كان لها بعدان آخران على صعيد حرمان إسرائيل من أهم مزاياها القتالية يقول عنهما الشاذلي: “عندما أعبر القناة وأحتل مسافة بعمق 10: 12 كم شرق القناة بطول الجبهة (حوالي 170 كم) سأحرم العدو من أهم ميزتين له؛ فالميزة الأولى تكمن في حرمانه من الهجوم من الأجناب؛ لأن أجناب الجيش المصري ستكون مرتكزة على البحر المتوسط في الشمال، وعلى خليج السويس في الجنوب، ولن يستطيع الهجوم من المؤخرة التي ستكون قناة السويس، فسيضطر إلى الهجوم بالمواجهة وعندها سيدفع الثمن فادحًا”.
وعن الميزة الثانية قال الشاذلي: “يتمتع العدو بميزة مهمة في المعارك التصادمية، وهي الدعم الجوي السريع للعناصر المدرعة التابعة له، حيث تتيح العقيدة القتالية الغربية التي تعمل إسرائيل بمقتضاها للمستويات الصغرى من القادة بالاستعانة بالدعم الجوي، وهو ما سيفقده لأني سأكون في حماية الدفاع الجوي المصري، ومن هنا تتم عملية تحييد الطيران الإسرائيلي من المعركة.
موقفه من تطوير الهجوم
أرسلت القيادة العسكرية السورية مندوبًا للقيادة الموحدة للجبهتين التي كان يقودها المشير أحمد إسماعيل تطلب زيادة الضغط على القوات الإسرائيلية على جبهة قناة السويس لتخفيف الضغط على جبهة الجولان، فطلب الرئيس السادات من إسماعيل تطوير الهجوم شرقًا لتخفيف الضغط على سوريا، فأصدر إسماعيل أوامره بذلك على أن يتم التطوير صباح 12 أكتوبر.
عارض الفريق الشاذلي بشدة أي تطوير خارج نطاق الـ12 كيلو التي تقف القوات فيها بحماية مظلة الدفاع الجوي ، وأي تقدم خارج المظله معناه أننا نقدم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلي.
بناء على أوامر تطوير الهجوم شرقًا هاجمت القوات المصرية في قطاع الجيش الثالث الميداني (في اتجاه السويس) بعدد 2 لواء، هما اللواء الحادي عشر (مشاة ميكانيكي) في اتجاه ممر الجدي، واللواء الثالث المدرع في اتجاه ممر “متلا”.
وفي قطاع الجيش الثاني الميداني (اتجاه الإسماعيلية) هاجمت الفرقة 21 المدرعة في اتجاه منطقة “الطاسة”، وعلى المحور الشمالي لسيناء هاجم اللواء 15 مدرع في اتجاه “رمانة”.
كان الهجوم غير موفق بالمرة كما توقع الشاذلي، وانتهى بفشل التطوير، مع اختلاف رئيسي، هو أن القوات المصرية خسرت 250 دبابة من قوتها الضاربة الرئيسية في ساعات معدودات من بدء التطوير للتفوق الجوي الإسرائيلي.
وبنهاية التطوير الفاشل أصبحت المبادأة في جانب القوات الإسرائيلية التي استعدت لتنفيذ خطتها المعدة من قبل والمعروفة باسم “الغزالة” للعبور غرب القناة، وحصار القوات المصرية الموجودة شرقها خاصة ان القوات المدرعه التى قامت بتطوير الهجوم شرقا هى القوات التى كانت مكلفة بحماية الضفة الغربية ومؤخرة القوات المسلحة وبعبورها القنال شرقا وتدمير معظمها فى معركة التطوير الفاشل ورفض السادات سحب ما تبقى من تلك القوات مرة اخرى الى الغرب , اصبح ظهر الجيش المصرى مكشوفا غرب القناة. فيما عرف بعد ذلك بثغرة الدفرسوار.
اكتشفت طائرة استطلاع أمريكية لم تستطع الدفاعات الجوية المصرية اسقاطها بسبب سرعتها التي بلغت ثلاث مرات سرعة الصوت و ارتفاعها الشاهق وجود ثغرة بين الجيش الثالث في السويس والجيش الثاني في الإسماعيلية، وقام الأمريكان بإبلاغ إسرائيل ونجح إريل شارون قائد إحدى الفرق المدرعة الإسرائيلية بالعبور إلى غرب القناة من الثغرة بين الجيشين الثاني والثالث، عند منطقة الدفرسوار القريبة من البحيرات المرّة بقوة محدودة ليلة 16 أكتوبر، وصلت إلى 6 ألوية مدرعة، و3 ألوية مشاة مع يوم 22 أكتوبر.واحتل شارون المنطقة ما بين مدينتي الإسماعيلية والسويس، ولم يتمكن من احتلال أي منهما وكبدته القوات المصرية والمقاومة الشعبية خسائر فادحة.
تم تطويق الجيش الثالث بالكامل في السويس، ووصلت القوات الإسرائيلية إلى طريق السويس القاهرة، ولكنها توقفت لصعوبة الوضع العسكرى بالنسبة لها غرب القناة خصوصا بعد فشل الجنرال شارون فى الاستيلاء على الاسماعيلية و فشل الجيش الاسرائيلى فى احتلال السويس مما وضع القوات الاسرائيلية غرب القناة فى مأزق صعب و جعلها محاصرة بين الموانع الطبيعية و الاستنزاف و القلق من الهجوم المصري المضاد الوشيك.
طالب الفريق الشاذلي بسحب عدد 4 ألوية مدرعة من الشرق إلى الغرب ؛ ليزيد من الخناق على القوات الإسرائيلية الموجودة في الغرب، والقضاء عليها نهائيًّا ، وهذا يعتبر من وجهة نظر الشاذلي تطبيق لمبدأ من مبادئ الحرب الحديثة ، وهو “المناورة بالقوات”، علمًا بأن سحب هذه الألوية لن يؤثر مطلقًا على أوضاع الفرق المشاة الخمس المتمركزة في الشرق.
لكن السادات وأحمد إسماعيل رفضا هذا الأمر بشدة، بدعوى أن الجنود المصريين لديهم عقدة نفسية من عملية الانسحاب للغرب منذ نكسة 1967، وبالتالي رفضا سحب أي قوات من الشرق للغرب، وهنا وصلت الأمور بينهما وبين الشاذلي إلى مرحلة الطلاق.
الخروج من الجيش
في 13 ديسمبر 1973 و في قمة عمله العسكري بعد حرب أكتوبر تم تسريح الفريق الشاذلي من الجيش بواسطة الرئيس أنور السادات و تعيينه سفيراً لمصر في إنجلترا ثم البرتغال وتم تجاهله في الاحتفالية التي أقامها مجلس الشعب المصري لقادة حرب أكتوبر و التي سلمهم خلالها الرئيس أنور السادات النياشين و الاوسمة كما ذكر هو بنفسه في كتابه مذكرات حرب أكتوبر.
في عام 1978 انتقد الشاذلي بشدة معاهدة كامب ديفيد و عارضها علانية مما جعل الرئيس السادات يأمر بنفيه من مصر حيث استضافته الجزائر.
في المنفى كتب الفريق الشاذلي مذكراته عن الحرب و التي اتهم فيها السادات باتخاذ قرارات خاطئة رغماً عن جميع النصائح من المحيطين أثتاء سير العمليات على الجبهة أدت إلى وأد النصر العسكري و التسبب في الثغرة و تضليل الشعب بإخفاء حقيقة الثغرة و تدمير حائط الصواريخ و حصار الجيش الثالث لمدة فاقت الثلاثة أشهر كانت تصلهم الإمدادات تحت إشراف الجيش الإسرائيلي، كما اتهم في تلك المذكرات الرئيس السادات بالتنازل عن النصر و الموافقة على سحب أغلب القوات المصرية إلى غرب القناة في مفاوضات فض الاشتباك الأولى و أنهى كتابه ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الرئيس السادات بإساءة استعمال سلطاته وهو الكتاب الذي أدى إلى محاكمته غيابيا بتهمة إفشاء أسرار عسكرية و حكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات مع الأشغال الشاقة. ووضعت أملاكه تحت الحراسة, كما تم حرمانه من التمثيل القانونى وتجريده من حقوقه السياسية .
وقد تقدم برقع خطاب للنائب العام المصري
نص خطاب الذي وجهه الى النائب العام
السيد النائب العام :
تحية طيبة.. وبعد
أتشرف أنا الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 من مـايو 1971 وحتى 12 ديسمبر 1973، أقيم حاليا بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية بمدينة الجزائر العاصمة وعنواني هو صندوق بريد رقم 778 الجزائر- المحطة b.p 778 alger. Gare بأن اعرض على سيادتكم ما يلي :
أولا: إني أتهم السيد محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربيـة بأنه خلال الفترة ما بين أكتوبر 1973 ومايو 1978، وحيث كان يشغل منصب رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية بأنه ارتكب الجرائم التالية:
الإهمال الجسيم
وذلك انه وبصفته السابق ذكرها أهمل في مسئولياته إهمالا جسيما واصدر عدة قرارات خاطئة تتعـارض مع التوصيات التي أقرها القادة العسكريون، وقد ترتب على هذه القرارات الخاطئة ما يلي:
(أ) نجاح العدو في اختراق مواقعنا في منطقة الدفرسوار ليلة 15/16 أكتوبر 73 في حين انه كان من الممكن ألا يحدث هذا الاختراق إطلاقا.
(ب) فشل قواتنا في تدمير قوات العدو التي اخترقت مواقعنا في الدفرسوار، فى حين أن تدمير هذه القوات كان في قدرة قواتنا، وكان تحـقيق ذلك ممكنا لو لم يفرض السادات على القادة العسكريين قراراته الخاطئة.
(ج) نجاح العدو في حصار الجيش الثالث يوم 23 من أكتوبر 73، في حين أنه كان من الممكن تلافي وقوع هذه الكارثة.
تزييف التاريخ
وذلك انه بصفته السابق ذكرها حاول و لا يزال يحاول أن يزيف تاريخ مصر، ولكي يحقق ذلك فقد نشر مذكراته في كتاب اسماه (البحث عن الذات) وقد ملأ هذه المذكرات بالعديد من المعلومات الخاطئة التي تظهر فيها أركان التزييف المتعمد وليس مجرد الخطأ البريء.
الكذب
وذلك انه كذب على مجلس الشعب وكذب على الشعب المصري في بياناته الرسمية وفي خطبه التي ألقاها على الشعب أذيعت في شتى وسائل الإعلام المصري. وقد ذكر العديد من هذه الأكاذيب في مذكراته (البحث عن الذات) ويزيد عددها على خمسين كذبة، اذكـر منها على سبيل المثال لا الحصر مايلي:
(أ) ادعاءه بان العدو الذي اخـترق في منطقـة الدفرسوار هو سبعة دبابات فقط واستمر يردد هذه الكذبة طوال فترة الحرب.
(ب) ادعاءه بأن الجيش الثالث لم يحاصر قط في حين أن الجيش الثالث قد حـوصر بواسطة قوات العدو لمدة تزيد على ثلاثة أشهر.
الادعاء الباطل
وذلك انه ادعى باطلا بأن الفريق الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية قد عاد من الجبهة منهارا يوم 19 من اكتوبر 73، وانه أوصى بسحب جميع القوات المصرية من شرق القناة، في حين انه لم يحدث شيء من ذلك مطلقا.
إساءة استخدام السلطة
وذلك أنه بصفته السابق ذكرها سمح لنفسه بان يتهم خصومه السياسيين بادعاءات باطلة، واستغل وسائل إعلام الدولة في ترويـج هذه الادعاءات الباطلة. وفي الوقت نفسه فقد حرم خصومه من حق استخدام وسائل الإعلام المصرية -التي تعتبر من الوجهة القانونية ملكا للشعب- للدفاع عن أنفسهم ضد هذه الاتهامات الباطلة.
ثانيا:
إني أطالب بإقامة الدعوى العمومية ضد الرئيس أنور السادات نظير ارتكابه تلك الجرائم ونظرا لما سببته هذه الجرائم من أضرار بالنسبة لأمن الوطن ونزاهة الحكم.
ثالثا:
اذا لم يكن من الممكن محاكمة رئيس الجمهورية في ظل الدستور الحالي على تلك الجرائم، فإن اقل ما يمكن عمله للمحافظة على هيبة الحكم هو محاكمتي لأنني تجرأت واتهمت رئيس الجمهورية بهذه التهم التي قد تعتقدون من وجهة نظركم انها اتهامات باطلة. إن البينة على من ادعى وإني أستطيع- بإذن الله- أن أقدم البينة التي تؤدى إلى ثبوت جميع هذه الادعاءات وإذا كان السادات يتهرب من محاكمتي, على أساس أن المحاكمة قد تترتب عليها إذاعة بعض الأسرار، فقد سقطت قيمة هذه الحجة بعد أن قمت بنشر مذكراتي في مجلة “الوطن العربي” في الفترة ما بين ديسمبر 78 ويوليو 1979 للرد على الأكاذيب والادعاءات الباطلة التي وردت في مذكرات السادات. لقد اطلع على هذه المذكرات واستمع إلى محتوياتها عشرات الملايين من البشر في العالم العربي ومئات الألوف في مصر.
الفريق سعد الدين الشاذلي
عودته
عاد عام 1992 إلى مصر بعد 14 عاماً قضاها في المنفى وقبض عليه فور وصوله مطار القاهرة وأجبر على قضاء مدة الحكم عليه بالسجن دون محاكمة رغم ان القانون المصرى ينص على أن الأحكام القضائية الصادرة غيابياً لابد أن تخضع لمحاكمة أخرى.
وجهت للفريق للشاذلي تهمتان الأولى هي نشر كتاب بدون موافقة مسبقة عليه، واعترف ” الشاذلي ” بارتكابها. أما التهمة الثانية فهي إفشاء أسرار عسكرية في كتابه ، وأنكر الشاذلي صحة هذه التهمة الأخيرة بشدة ، بدعوى أن تلك الأسرار المزعومة كانت أسرارًا حكومية وليست أسرارًا عسكرية.
وأثناء تواجده بالسجن ، نجح فريق المحامين المدافع عنه فى الحصول على حكم قضائى صادر من أعلى محكمة مدنية وينص على أن الإدانة العسكرية السابقة غير قانونية وأن الحكم العسكرى الصادر ضده يعتبر مخالفاً للدستور. وأمرت المحكمة بالإفراج الفورى عنه . رغم ذلك، لم ينفذ هذا الحكم الأخير وقضى بقية مدة عقوبته فى السجن ، وخرج بعدها ليعيش بعيدًا عن أي ظهور رسمي.
ظهر لأول مرة بعد خروجه من السجن على قناة الجزيرة في برنامج شاهد على العصر في 6 فبراير 1999.
الجدير بالذكر أن الفريق الشاذلى هو الوحيد من قادة حرب أكتوبر الذى لم يتم تكريمه بأى نوع من أنواع التكريم, وتم تجاهله في الاحتفالية التي أقامها مجلس الشعب المصري لقادة حرب أكتوبر و التي سلمهم خلالها الرئيس أنور السادات النياشين والأوسمة كما ذكر هو بنفسه في كتابه مذكرات حرب أكتوبر. على الرغم من الدوره الكبير فى إعداد القوات المسلحة المصرية, وفى تطوير وتنقيح خطط الهجوم والعبور، وإستحداث أساليب جديدة فى القتال وفى إستخدام التشكيلات العسكرية المختلفة، وفى توجيهاته التى تربى عليها قادة وجنود القوات المسلحة المصرية.
مؤلفاته
حرب أكتوبر
مذكرات سعد الدين الشاذلي
الخيار العسكري العربي
الحرب الصليبية الثامنة
أربع سنوات في السلك الدبلوماسية
لماذا ينهشون تاريخ سعد الدين الشاذلي؟
عندما نكتب عنه فإننا نزداد قامة.. وعندما تخط أقلامنا كلمات للوقوف في وجه من يحاولون تشويه الرموز وهدم معاقل للكرامة والانتصار فإننا ندافع عن كرامتنا قبل أن ندافع عن سيرته العطرة.. رجل بحجم الفريق سعد الدين الشاذلي لا نعتقد أنه يستحق أن يهاجمه رجل يزعم أنه ينتمي للمؤسسة العسكرية التي أنجبت رجالاً نعتبرهم ونحن علي يقين أنهم الحصن الحصين لهذا البلد.. رجل في كبرياء وشموخ سعد الدين الشاذلي لا يستحق أن يتم اتهامه بأنه هرب بقواته يوم ٥ يونيو ٧٦٩١.. أو أنه مدعي بطولة خاصة أن كل ما قاله الفريق سعد الدين الشاذلي موجود في كتبه وحواراته الصحفية والتليفزيونية وهو لم يتاجر بها.
وبدون مقدمات منطقية خرجت الزميلة الوفد بحوار غير مفهوم للمؤرخ العسكري عصام دراز وهو رجل نتهم أنفسنا بالتقصير في معرفة سيرته الذاتية.
هذا الحوار الذي يمتلئ باتهامات غير منطقية للفريق سعد الذين الشاذلي ووصفه بأوصاف لا تليق أن تخرج من رجال خدموا في كنف العسكرية المصرية – لرجل صنع مع كوكبة من الرجال نصرًا لايزال أهم انتصار عسكري كسر شوكة الكيان الصهيوني و’مرمغ’ كرامتهم في وحل الهزيمة.
الحوار الذي يمتلئ بالمغالطات والأكاذيب والاتهامات وأنه كان رجل الأعمال القذرة بامتياز.. وأنه كان شخصية وصولية .. أوصاف أقل ما يقال عنها إنها هدم واساءة لرمز من رموز العسكرية المصرية الشامخة.
وربما نتفهم أن حزب الوفد كحزب سياسي له الحق في أن يختلف مع الحقبة الناصرية ورموزها أو أن يبحث عن تاريخ شخصيات خاضت معارك ضده ليكشف وجهها الآخر ـ هذا من حقه ـ ولكن ما ليس من حقه هو الاساءة إلي أحد رموز مصر بهذه الطريقة وهذه الأوصاف والألفاظ.
وربما نسي هؤلاء الذين ظلوا في جحورهم عقودًا لا يتكلمون ليخرجوا فجأة لينفثوا سمومهم في عقولنا.. وفي عقول أجيال تعاني في الأساس غياب القدوة بعد أن رأت بعينها قيمًا يتم هدمها ورموزا يتم التطاول عليها لنفقد ما تبقي لنا من ذكريات تحمل العزة والكرامة.
الفريق الشاذلي قيمة وسيرة عطرة.. فتعالوا نريكم بعضًا من صفحات مضيئة في حياته.
البدايات
في ابريل عام ٢٢٩١ وفي قرية ‘شبراتنا’ وهي احدي قري مدينة بسيون بمحافظة الغربية ولد هذا الرجل عن عائلة من أعيان الغربية كما أنه ينحدر من عائلة عسكرية من الدرجة الأولي حيث توفي جده وهو يقاتل في صفوف الجيش المصري في السودان وشارك أفراد من عائلته في الثورة العرابية وكذلك في ثورة ٩١٩١.
التحق سعد الدين الشاذلي بالكلية الحربية وتخرج فيها في يوليو عام ٠٤٩١ ضابطًا برتبة ملازم في سلاح المشاة. ومنذ بداياته العسكرية اكتسب سمعة طيبة في الجيش.. ففي عام ١٤٩١ قررت القيادة المصرية البريطانية المشتركة في الحرب العالمية الثانية الانسحاب من مرسي مطروح وشكلت مجموعة مهمتها تدمير المعدات والمؤن التي تركتها هذه القوات خلفها وقد أدي مهمته ببراعة أشادت بها قياداته. وفي عام ٣٤٩١ انضم إلي الحرس الملكي وهو مكان كان كل الضباط يحلمون بالالتحاق به نظرا لمكانته العالية وبعد فترة قصيرة تركه وطلب الانتقال للخدمة في التشكيلات المرابطة علي الحدود المصرية.
وفي عام ٤٥٩١ ترأس الشاذلي اول كتيبة لقوات المظلات في الجيش المصري.
وفي عام ٠٦٩١ ترأس القوات العربية المتحدة في الكونغو ضمن قوات الأمم المتحدة. وفي الفترة من ١٦٩١ إلي ٣٦٩١ تم تعيينه ملحقًا عسكرياً في السفارة المصرية بالعاصمة البريطانية لندن وهو ما ساعده علي الاحتكاك المباشر بالتجارب العسكرية والقتالية الغربية.
كان الشاذلي رجلا عسكريا محترفا يدين بولائه لوطنه ولشرف العسكرية الذي جعله محط احترام الجميع.
النكسة وبطل قادم
ولأن المواقف هي التي تصنع وتفرز الرجال فإن حرب يونيو ٧٦٩١ يقول عنها الفريق الشاذلي – الذي كان برتبة لواء – إن هناك خطأ تم في فتح جبهتين واحدة في اليمن والأخري مع اسرائيل وأن التصعيد في هذا التوقيت كان خطأ كبيرا.
ويضيف أن الدفع بالقوات المصرية داخل سيناء كان يتم بصورة فيها الكثير من المظهرية والمظاهرة العسكرية، وهذا كان يؤدي إلي حدوث بلبلة واضطراب لدي الجنود لدرجة أن غالبية العسكريين كانوا يتصورون أنه لن تكون هناك حرب.
ويضيف الفريق سعد الدين الشاذلي ان هذا التخبط ظهر عندما تم استدعاؤه للقيادة في النصف الأخير من مايو ولما ذهب إلي هناك شعر بأن هناك تخبطاً في الأوامر التي تصدر.
ويشير الشاذلي إلي أن تكرار الأوامر وتناقضها جعلاه يقطع شبه جزيرة سيناء ذهابا وإيابا وهذا خطأ بالنسبة للدبابات التي كان يتم استهلاكها وتم انتداب الفريق الشاذلي لتكوين مجموعة عمليات خاصة تعتمد علي بعض الوحدات من التشكيلات المستديمة وكانت تتبع قيادة سيناء مباشرة والتي اطلق عليها ‘مجموعة الشاذلي‘.
ويؤكد الفريق الشاذلي ان ارتباك هذه القرارات ادي إلي تغيير هذه المهمات ٣ أو ٤ مرات وكانت مهته حراسة وسط المنطقة الواقعة بين المحور الأوسط والمحور الجنوبي.
وفي يوم ٤ يونيو ٧٦٩١ وقبل الحرب بيوم وصل ضابط اتصال لإبلاغ الشاذلي بضرورة الحضور صباح ٥ يونيو الساعة ٨ لمقابلة المشير عبدالحكيم عامر.
كانت هذه المقابلة حسب وصف الشاذلي تضم قادة الفرق العاملة في سيناء وذلك في مطار فايد وتم ضرب المطار الذي كان من المفروض ان يلتقي فيه المشير بالقادة.. أي أن القوات كلها كانت تفتقر إلي قيادتها.. وتم تقييد عمل بطاريات الصواريخ لتأمين طائرة المشير عبدالحكيم عامر التي كانت موجودة في الجو وتم تدمير المطارات المصرية خلال ساعة أو ساعتين وأصبحت جميع القوات في عزلة تامة.
ويسطر الشاذلي في هذه المعركة موقفا من مواقف العسكرية الفذة التي جعلته من القادة العباقرة.
انسحاب مشرف
فبعد سيطرة الطيران الإسرائيلي علي الأجواء المصرية وسيناء بصفة خاصة قرر أن يقوم بعملية من أبرع عمليات المناورات في سجلات العسكرية حيث عبر بقواته – التي كان قوامها ٠٠٥١ جندي – شرقا وتخطي الحدود إلي صحراء النقب في فلسطين وذلك قبل غروب شمس ٥ يونيو ٧٦٩١ ولم يهاجمه الطيران الإسرائيلي حيث اعتقد أنه إحدي الوحدات التابعة له.
وبقي الشاذلي في منطقة النقب لمدة يومين إلي أن تمكن من تحقيق اتصال بالقيادة العامة بالقاهرة والتي اصدرت له الأوامر بالانسحاب فقام بتنفيذ عملية الانسحاب في ظروف صعبة للغاية واستطاع بحرفية نادرة أن يقطع أراضي سيناء كاملة من الشرق إلي الشط الغربي لمسافة 200 كيلومتر اشبه بعملية انسحاب القائد الألماني ‘روميل’ في الحرب العالمية الثانية حيث كان يسير بقواته داخل أراض يسيطر عليها العدو سيطرة تامة ودون أي غطاء جوي وبالحد الأدني من المؤن إلي أن وصل إلي غرب القناة قبل غروب يوم ٨ يونيو.
وكانت هذه العملية من أهم وأشهر عمليات الانسحاب التي اكسبته سمعة طيبة فتم تعيينه قائدا للقوات الخاصة ‘الصاعقة والمظلات’ في الفترة من ٧٦٩١ إلي ٩٦٩١ ثم قائدا لمنطقة البحر الأحمر العسكرية في الفترة من ٠٧٩١ إلي ١٧٩١.
المآذن العالية
ولأن الفريق الشاذلي لم يكن يدين بالولاء سوي للعسكرية المصرية فقد عينه الرئيس السادات رئيسا للأركان، وبمجرد وصوله إلي رئاسة الأركان دخل في صدام مع الفريق محمد صادق وزير الحربية حول خطط العمليات الخاصة بتحرير سيناء حيث كان الفريق صادق يميل إلي نظرية عدم مهاجمة العدو إلا بعد الوصول إلي مرحلة من التفوق عليه في المعدات والأفراد ويقوم بعملية كاسحة لتحرير سيناء.
أما وجهة نظر الفريق سعد الدين الشاذلي فكانت تري أن هذه النظرية لا تتماشي مع الإمكانيات الفعلية للجيش المصري وخبراته وتجاربه فطلب أن يقوم بخطة هجومية بحدود امكانياته تقضي باسترداد من ٠١ إلي ٢١ كيلومترا في عمق سيناء.
واطلق الشاذلي علي هذه الخطة اسم ‘المآذن العالية’ التي رأي أن ضعف الدفاع الجوي في مصر يمنع قواتها من التقدم للضفة الشرقية بصورة واسعة لأن القوات لن يكون لديها غطاء جوي فعال، واعتمدت خطة المآذن العالية علي أن لإسرائيل نقطتي ضعف: الأولي أن تل أبيب لا تستطيع تحمل الخسائر البشرية العالية نظرا لقلة عدد أفراد الجيش العامل. والثانية أن إطالة فترة الحرب ستجهدها لأنها كانت تعتمد علي الحروب الخاطفة التي تنتهي خلال أربعة أو ستة أسابيع علي الاكثر وهي في هذه الفترة تقوم بتعبئة ٨١٪ من الشعب الإسرائيلي وهذه نسبة عالية جدا وتؤدي إلي توقف الحالة الاقتصادية في إسرائيل لأن هذه التعبئة تؤدي إلي استدعاء الاحتياط الذي يتشكل منه القطاع الاقتصادي في اسرائيل.
كذلك كانت خطة ‘المآذن العالية’ تعتمد علي أنه عندما يتم احتلال مسافة من ٠١ إلي ٢١ كيلومترا شرق القناة وبطول الجبهة سيتم حرمان الجيش الإسرائيلي من الهجوم علي الأجناب لأن أجناب الجيش المصري ستكون مرتكزة علي البحر المتوسط شمالاً وخليج السويس في الجنوب وهو لن يستطيع الهجوم من المؤخرة لأنها ستكون مستندة إلي القناة وهو سيكون مضطراً إلي الهجوم من المواجهة وبذلك ستكون خسائره كبيرة للغاية.
وفي أكتوبر ١٧٩١ اصدر الرئيس السادات قرارا بإقالة الفريق صادق وتعيين المشير أحمد إسماعيل وزيرا للحربية حتي يضمن ولاءه له بعد أن حدث صدام بين السادات والفريق صادق حول رؤية كل منهما لتحرير سيناء.
صناعة الانتصار
ولأن العظماء تظهر عظمة أفكارهم عند تنفيذها فإن القوات المسلحة طبقت خطة ‘المآذن العالية’ التي وضعها الشاذلي.
يقول الفريق سعد الدين الشاذلي في كتابه ‘حرب اكتوبر’ : ‘في أول ٤٢ ساعة قتال لم يصدر من القيادة العامة أي أمر لأي وحدة فرعية.. قواتنا كانت تؤدي مهامها بمنتهي الكفاءة والسهولة واليسر كأنها تؤدي طابور تدريب تكتيكياًَ’.
ونتيجة للموقف الذي كانت فيه القوات السورية طلبت القيادة في دمشق تطوير الهجوم شرقًا لتخفيف الضغط عن الجبهة السورية وطلب الرئيس السادات من المشير أحمد إسماعيل ذلك وتقرر أن يكون يوم ٢١ اكتوبر وهو ما عارضه الفريق الشاذلي بشدة لأن أي تطوير للهجوم خارج نطاق الـ٢١ كيلو التي تحميها مظلة الدفاع الجوي معناه أن تكون القوات المصرية لقمة سائغة للقوات الإسرائيلية.
وبعد تنفيذ القوات المصرية أوامر تطوير الهجوم شرقا هاجمت القوات المصرية في قطاع الجيش الثالث الميداني ‘في اتجاه السويس’ بعدد ٢ لواء هما اللواء الحادي عشر مشاة ميكانيكي في اتجاه ممر الجدي واللواء الثالث المدرع في اتجاه ممر متلا وهما من الممرات التي تتحكم في سيناء استراتيجيا وفي قطاع الجيش الثاني الميداني وباتجاه مدينة الإسماعيلية هاجمت الفرقة ١٢ المدرعة في اتجاه منطقة ‘الطاسة’، وعلي المحور الشمالي لسيناء هاجم اللواء ٢١ مدرع في اتجاه ‘رمانة’. وكما حذر الفريق سعد الدين الشاذلي من المخاطرة بتطوير الهجوم شرقًا فقد خسرت القوات المصرية ٠٥٢ دبابة من قواتها الضاربة بعد عدة ساعات بسبب التفوق العسكري الإسرائيلي.
الثغرة.. وبداية الصدام
وعقب فشل خطة تطوير الهجوم اصبحت المبادأة في يد القوات الإسرائيلية وبدأت تنفذ خطة ‘غزالة’ للعبور غرب القناة ومحاصرة القوات المصرية الموجودة شرقًا.
وقام ارييل شارون وكان قائدا لإحدي الفرق المدرعة الإسرائيلية بالعبور إلي غرب القناة من ثغرة بين الجيشين الثاني والثالث عند منطقة الدفرسوار القريبة من البحيرات المرة بقوة محدودة وذلك ليلة ٦١ اكتوبر ٣٧٩١ وصلت إلي ٦ ألوية مدرعة و٣ ألوية مشاة بحلول يوم ٢٢ اكتوبر.
وتكبدت هذه القوة خسائر فادحة بسبب بسالة مواجهة القوات المصرية والمقاومة الشعبية في مدينتي الإسماعيلية والسويس.
وبسبب هذه الثغرة حدث الخلاف الأشهر والأكبر بين الفريق الشاذلي من جانب والرئيس السادات والمشير أحمد إسماعيل وزير الحربية من جانب آخر.. حيث كان رأي الشاذلي أنه يمكن تصفية الثغرة بسحب ٤ لواءات مصرية من الشرق إلي الغرب لزيادة الضغط علي القوات الإسرائيلية والقضاء عليها نهائيا وكانت وجهة نظر الشاذلي أنها تطبيق لمبدأ عسكري حديث ومتقدم هو ‘المناورة بالقوات’ حيث لن يوثر هذا الانسحاب التكتيكي علي وضع القوات المصرية في الشرق. ورفض السادات هذا الرأي ودخل بعدها في مفاوضات فض الاشتباك.
وفي ٢١ ديسمبر ٣٧٩١ قرر السادات عزل الفريق سعد الدين الشاذلي من منصبه وتعيينه سفيرا لمصر في لندن ثم في البرتغال، وفي لندن زادت شهرة الفريق الشاذلي حيث دخل في مواجهات كثيرة مع اللوبي الصهيوني الذي اتهمه بقتل الأسري الإسرائيليين في الحرب.
وعندما قرر الرئيس السادات الدخول في مفاوضات السلام في كامب دفيد، وجه لها انتقادات حادة وهو ما أدي إلي فصله من منصبه فعاش في المنفي عدة سنوات.
وفي الجزائر نشر الفريق الشاذلي كتابه ‘حرب اكتوبر’ الذي احيل بسببه إلي المحكمة العسكرية وصدر ضده حكم بالسجن ثلاث سنوات ومصادرة أملاكه بتهمة نشر كتاب بدون موافقة مسبقة وهو ما اعترف الشاذلي به. والتهمة الثانية كانت افشاء الأسرار العسكرية وهو ما نفاه الشاذلي وأكد أن ما تسميه الدولة أسراراً عسكرية ما هو إلا أسرار حكومية.
وفي عام ٢٩٩١ عاد الفريق سعد الدين الشاذلي ليكمل بقية العقوبة بعد ٤١ سنة قضاها في المنفي ويدفع ضريبة غالية لحبه لوطنه ولشرف العسكرية الذي طالما وضعه نصب عينيه.
هذا هو رمز مصر الكرامة.. سعد الدين الشاذلي.
تكريم لكل مصري وفيه ناس يحبوا ينسبوا اكتوبر لشخصهم ولذاتهم وهذه فرصه بعد الثورة ليظهر من ظلم
ويأتي في نور الثورة لظهر لنا ويروري لكل الشعب المصري والعالم كله كل ما تم تعتيمه واخفاء ما قدمه لمصر
تكريم لكل مصري وفيه ناس يحبوا ينسبوا اكتوبر لشخصهم ولذاتهم وهذه فرصه بعد الثورة ليظهر من ظلم
ويأتي في نور الثورة لظهر لنا ويروري لكل الشعب المصري والعالم كله كل ما تم تعتيمه واخفاء ما قدمه لمصر
تحية للفريق سعد الدين الشاذلي وكل ابطال حرب اكتوبر وجيشنا العظيم بخير.