النساء تكذب أكثر من الرجال
يخشى العديد من الأشخاص الأول من نيسان ابريل في كل عام، فيما ينتظره آخرون بفارغ الصبر، ففيه تحصل العديد من المواقف الطريفة، المضحكة، المسلية، الحزينة أو الكئيبة كذلك، والسبب هو كذب الناس في هذا اليوم.
ولكن لماذا يكذب الناس في هذا اليوم بالتحديد، وهل للكذب يوم محدد؟ اجتمعت غالبية آراء الباحثين على أن كذبة الأول من نيسان، تقليد أوروبي قائم على المزاح، قام فيه بعض الناس بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب ويطلق على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم “ضحية كذبة أبريل”.
ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول نيسان وبين عيد “هولي” المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 آذارمارس من كل عام وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعابة ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من نيسان.
ويرى البعض من الباحثين أن نشأته تعود إلى القرون الوسطي إذ أن شهر نيسان في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول فيطلق سراحهم في أوّل الشهر ويصلي العقلاء من اجلهم وفي ذلك الحين نشأ العيد المعروف باسم عيد جميع المجانين. وهناك باحثون آخرون يؤكدون أن كذبة أول نيسان لم تنتشر بشكل واسع بين غالبية شعوب العالم إلا في القرن التاسع عشر.
والواقع أن كل هذه الأقوال لم تكتسب الدليل الأكيد لإثبات صحتها وسواء كانت صحيحة أم غير صحيحة فمن المؤكد أن قاعدة الكذب كانت ولا تزال أول نيسان ويعلق البعض على هذا بالقول أن شهر نيسان يقع في فصل الربيع ومع الربيع يحلو للناس المداعبة والمرح. وقد أصبح أول نيسان هو اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع شعوب العالم فيما عدا الشعبين الأسباني والألماني والسبب أن هذا اليوم مقدس في أسبانيا دينيا أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد “بسمارك” الزعيم الألماني المعروف.
وبما أن العديد من الأشخاص يكذبون، على مدار العام وليس في هذا اليوم تحديدا، فالسؤال المطروح هو “لماذا يكذب الناس؟”، وبهذا الشأن قال الباحث الإنكليزي جون شيمل الذي شغل نفسه بالكذب وبالبحث عن أصوله ودوافعه ومسبباته “إذا كان الكذب صفة يتميز بها البشر عن سائر المخلوقات ويستخدمونه في شتى مرافق الحياة واتصالاتهم العامة أو الخاصة فان كل الأدلة تثبت أن المرأة أكثر استخداما للكذب من الرجل”.
وأضاف أن السبب في ذلك “يرجع إلى عاملين أولهما عامل نفسي عاطفي فالمرأة أكثر عاطفية من الرجل ولأن الكذب حالة نفسية ترتبط بالجانب العاطفي أكثر من ارتباطها بالجانب العقلاني فالنتيجة الطبيعية أن تكون المرأة أكثر كذبا من الرجل”. “والعامل الثاني أن الكذب بصفة عامة هو سمة المستضعفين والإنسان غالبا ما يلجأ إلى الكذب لإحساسه بالضعف من حالة من المعاناة والاضطهاد وللهروب من واقع اليم يعيشه ولان المرأة خلقت اضعف من الرجل وعاشت على مر العصور وفي مختلف المجتمعات البشرية تعاني الاضطهاد والقهر فكان لابد وان تلجأ إلى الكذب”