انهيار مناخي مدمر يهدد العالم.. الأرض تحطم أرقاما قياسية في درجات الحرارة
في عام 2024، شهد كوكب الأرض أرقاماً قياسية غير مسبوقة، حيث تسجّل درجات الحرارة معدلات تاريخية، مما أدى إلى تحذيرات عالمية بشأن احتمالية موجات حارة غير مسبوقة في عدة دول، بما في ذلك القارة الأوروبية ودول اسكندنافيا وتركيا، حيث تجاوزت درجات الحرارة الأربعينية، وآخر قراءات المحاكاة الحاسوبية المتطورة وبينما تتواصل الأجواء الصيفية الشديدة الحرارة، يتزايد القلق من تأثيرات هذه الظواهر الجوية على البيئة والمجتمعات المتأثرة إن هذه الظواهر تبرز تأثير التغير المناخي المتسارع، مما يجعل العلماء يحذرون من زيادة تكرار مثل هذه الأحداث في المستقبل، مما يتطلب تعزيز الجهود العالمية لمواجهة الاحترار العالمي وحماية البيئة.
موجة حارة غير مسبوقة تضرب العالم
الموجة الحارة المتوقعة ستنجم عن اندفاع كتلة هوائية حارة من الصحراء الكبرى الإفريقية، مما سيؤدي إلى إنشاء أجواء مرهقة وشديدة الحرارة بالنسبة للعديد من الدول، بما في ذلك الدول الإسكندنافية وتركيا، حيث من المتوقع أن تصل درجات الحرارة العظمى إلى حوالي 40 درجة مئوية وقد تتجاوز ذلك في بعض المناطق.
هذا وفقًا لتحليلات الخرائط الجوية المعالجة، حيث تسيطر أجواء شديدة الحرارة على مناطق واسعة من القارة الأوروبية، بما في ذلك إيطاليا، فرنسا، إسبانيا، والبرتغال، وفقًا لتقرير حديث.
في السياق نفسه، قد حطمت الأرض أرقاما قياسية في درجات الحرارة لمدة 13 شهرًا متتاليًا، حيث سجل كل شهر ارتفاعًا في درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية على الأقل.
قلق من حدوث انهيار مناخي مدمر
تقرير أظهر قلق العلماء من احتمالية حدوث انهيار مناخي مدمر، حيث يُعتبر ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية عتبة حرجة.
يتزايد القلق بشكل كبير مع ازدياد درجات الحرارة لما يزيد عن هذا المستوى، مما يعزز من احتمالية حدوث انهيار مناخي خطير.
منذ يونيو 2023، سجل كل شهر ارتفاعًا في درجات الحرارة عن الشهر الذي سبقه، مما أدى إلى زيادة متوسط درجة الحرارة العالمية بين يوليو 2023 ويونيو 2024 بمقدار 1.64 درجة مئوية فوق ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية.
هذا الارتفاع جزئيًا ناتج عن ظاهرة النينيو التي تأثرت بها المنطقة الاستوائية في المحيط الهادئ، كما أشار التقرير.
سامانثا بورجيس، نائبة مدير خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ “C3S”، أكدت في بيان رسمي أن هذا الارتفاع القياسي في درجات الحرارة خلال الأشهر الـ12 الماضية يعود بشكل أساسي إلى انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مع تأثير إضافي من ظاهرة النينيو في المحيط الهادئ الاستوائي.
مع اقتراب درجات الحرارة من الزيادة بمقدار 1.5 درجة مئوية، يصبح مناخ العالم عرضة لنقاط تحول متعددة، ما قد يتسبب في موجات حر شديدة، وفيضانات، ومجاعات، وتدمير واسع النطاق للنظم البيئية، كما حذرت الأمم المتحدة في تقريرها عام 2018.
أسباب تزايد الموجات الحارة بأوروبا في 2024
التغير المناخي
- تغير المناخ هو أحد الأسباب الرئيسية وراء تزايد الموجات الحارة في أوروبا خلال عام 2024. التغير المناخي يؤدي إلى زيادة تردد وشدة الظواهر الجوية المتطرفة، بما في ذلك الموجات الحارة، ويمكن أن يؤثر على توزيع الضغط الجوي وتيارات الهواء في المنطقة على سبيل المثال، قد يساهم الارتفاع العالمي في درجات الحرارة في زيادة احتمال حدوث موجات حارة شديدة.
- إضافة إلى ذلك، يمكن أن تلعب الظواهر الطبيعية الكبرى مثل ظاهرة النينيو أو النينا دوراً في تعزيز أو تضعيف الظواهر الجوية القاسية مثل الموجات الحارة.
- على سبيل المثال، في عام 2024، تأثرت منطقة البحر الأبيض المتوسط بموجات حارة ناتجة جزئياً عن تأثير ظاهرة النينيو في المحيط الهادئ.
- بالإضافة إلى التغير المناخي، يمكن أن تلعب التغيرات في تغذية الهواء البارد والدافئ دوراً في تعزيز الموجات الحارة في أوروبا.
- على سبيل المثال، تغيرات في نمط التيارات الهوائية قد تؤدي إلى تجميع الهواء الساخن فوق مناطق محددة وبالتالي زيادة الحرارة.
- يتفق العلماء على أن التغير المناخي يعزز من تردد وشدة الموجات الحارة، ويجعلها أكثر شيوعًا وشدة في عدة مناطق حول العالم، بما في ذلك أوروبا، ويتطلب ذلك تعزيز جهود مكافحة تغير المناخ والتكيف مع آثاره المتزايدة.
بعض العوامل الأخري التي تسهم في تزايد الموجات الحارة
بالإضافة إلى العوامل الطبيعية مثل التغير المناخي والظواهر الطبيعية الكبرى، هناك عوامل أخرى قد تسهم في تزايد الموجات الحارة في أوروبا خلال عام 2024 من بين هذه العوامل:
- التغيرات في الأنماط الجوية العالمية: تغيرات في أنماط التيارات الجوية العالمية يمكن أن تؤدي إلى تكدس الهواء الساخن في مناطق معينة، مما يزيد من احتمال حدوث موجات حارة شديدة في أوروبا.
- التأثيرات البيئية المحلية: تغيرات في الاستخدامات الأرضية، مثل الحضر والتجمعات السكانية الكبيرة، قد تزيد من درجات الحرارة في المدن، وبالتالي تسهم في زيادة حدة الموجات الحارة المحلية.
- التغيرات في التلوث الجوي: يمكن أن يزيد التلوث الجوي، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون والجسيمات الدقيقة، من احتباس الحرارة في الغلاف الجوي، مما يزيد من درجات الحرارة ويساهم في تفاقم الموجات الحارة.
- لتغيرات في السلوك البشري: النشاط البشري مثل استخدام الطاقة الكهربائية والمركبات البترولية، يمكن أن يسهم في زيادة الانبعاثات الحرارية، مما يعزز من احتمالية حدوث الموجات الحارة.
بالنظر إلى هذه العوامل المتعددة، فإن فهم تفاعلاتها وتأثيراتها المتراكبة يمكن أن يساعد في تطوير استراتيجيات فعالة للتكيف مع التغير المناخي وللحد من تأثيرات الموجات الحارة على المجتمعات والبيئة في أوروبا والعالم بشكل عام.