عام 56 نيوز
بيان الأزهر:اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
بيان الأزهر:اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا . أصدر الأزهر الشريف بيانا اليوم الأحد أعلن فيه أسفه البالِغ لتردِّى أحوال الدعوة الدينية، مشيرا إلى أن ما ذكره أحد من كانوا يَظهَرُون فى ميدان التحرير، فى إشارة للدكتور صفوت حجازى، ويتباهون بالتمسح بالثورة، وشَكَا عقلاء الميدان حينذاك من تلوُّنِه وأنانيته وشَقِّه لصف الوطـــن.
وأكد البيان: “الآن يتطـــاول على الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، فى جمعة لا للعنف، ويردد تُرَّهات حول شخصه وماضيه الكريم – دون أن يجد من يَردُّه إلى الصواب، أو يستنكر ما بدر منه من خطاب – هو ثمرة خيال سقيم وعقل مريض”.
وقال الأزهر فى بيانه: “نعم؛ لقد نصح الإمام الأكبر شباب الميدان فى اليوم الأخير وفى الساعات الأخيرة للثورة بعدم النزول إلى الميدان خوفًا على دمائهم الزكية من نظام كلنا يعلم طبيعته، وهو ما قدَّره رجل يخشى الله ويرجو رضاه”.
وأضاف: “ليت من يتاجرون الآن بدماء الجماهير المصرية يحسون بهذا الشعور، ويقدرون هذه المعانى، إذن لحقنوا دماء بريئة، ونالوا أجرًا باقيًا”.
وأوضح البيان أن الكلُّ يشهد بأنَّ الأزهر الشريف هو أول مؤسسة رسمية وصَفت الذين قُتِلوا فى الميدان بالشهداء فى بيانٍ منشور أيامَ الثورة، خلافًا لما ادَّعاه كذبًا وافتراءً هذا الدَّعِى مِن أن مَن مات فى ميدان التحرير ليس شهيدًا.
وحول ما تردد بشأن لجنة” السياسات”، شدد البيان على أنه لا صلة للإمام بها، وإنما هو تشكيل ضُمَّ إليه بحكم منصبه “رئيس جامعة الأزهر” حينذاك، وهو المكتب السياسى برئاسة رئيس الجمهورية عندئذٍ، ولم يحضره الشيخ إلا مرَّة واحدة، ثم بادر إلى الاستقالة منه بمجرد تعيينه شيخًا للأزهر؛ شعورًا بأن الأزهر فوق هذه المجالس والتشكيلات، على أن الرجل الذى تُطوِّل عليه سَفَهًا وافتراءً، ينظر إليه المصريون كافَّة بوصفه بينهم قامةً سامقة ومقامًا رفيعًا، من الطبيعى أن يعتزَّ به كلُّ عهدٍ، ويحترمه كل حاكمٍ، وهو بحكم نشأتِه وتربيته وأخلاقه لا يسعى إلى أبوابهم، ولا يتمسَّح فى ركابهم.
وأوضح أنه منذ أيام ثلاثة كان الرئيس الفاضل – الذى تزعُمُ أنَّك تتظاهر من أجلِه – يرعى حقوق التكريم والإعزاز لهذا الشيخ الجليل؛ لأنه – بحمد الله – يعرفُ قيمَ الرجال.
ولفت بيان الأزهر إلى أن شيخ الأزهر لم يدعُ للخروج على رئيس الجمهورية المُنتخَب، ولكنَّه – فى ظروف احتقان متوتر وحشد مُتبادل، وكل مصرى يشفق مما قد يحلُّ بنا من فتن وخسائر أعلن حرمة الخروج المسلَّح وذكَّر الناس بأنَّ السُّفَهاء فى الماضى ممن لا يبحثون عن الحقِّ، وتدفعهم السفاهة والحماقة، خرجوا على الخلفاء الراشدين أنفسهم، ولكنهم فى الوقت نفسه قرر ما يُجمع عليه فُقَهاءُ الإسلام من النهى عن تكفير الخارجين بالقوة، وهم البغاة العصاة الذين يجب التصدى لهم، أما المعارضة السلمية فلا خلاف بين المسلمين فى جوازها أو مشروعيتها، بل هو ما تكفله الآن القوانين والدساتير، متسائلا:” فماذا تريده أن يقول؟ هل يغير أحكام الشرع؛ لأن فهمًا مريضًا وعقلاً سقيمًا يفهم من هذا الكلام الدقيق المحكَم أنه تحريضٌ على الخروجِ ودعوة إليه؟”.