د. محمد عبدالغني يواجه يوسف بطرس غالي للمرة الثانية في لندن
د. محمد عبدالغني يواجه يوسف بطرس غالي للمرة الثانية في لندن
تفاصيل ما قبل وبعد تصوير فيديو يوسف بطرس غالي في لندن في 18 ابريل 2014
ما يلي تسلسل الأحداث قبل ان أقوم بتصوير هذا الفيديو و بعد التصوير
قبل تصوير الفيديو:
في حدود الساعة الواحدة ظهراً وصلت لمتجر هارودز في وسط لندن لأشتري بعض الأغراض.
بعد وصولي بدقائق معدودة وانا في الدور الأرضي فوجئت بيوسف بطرس غالي بجواري و معه شاب في حدود التاسعة عشر من عمره (ابنه).
قررت ان اتصل بالشرطة البريطانية و ابلغ عنه لان هناك نشرة حمراء من البوليس الدولي (الإنتربول) تطالب بالقبض عليه بسبب الأحكام القضائية الصادرة ضده في مصر.
ابتعدت عنهم قليلاً بحيث أتمكن من اجراء المكالمة للشرطة دون ان يسمعوني.
في تمام الساعة الواحدة و اثني عشر دقيقة (13:12) اتصلت ب 999 (الشرطة البريطانية) و أبلغتهم بمكان تواجد يوسف بطرس غالي و شرحت لهم من هو وان هناك نشرة حمراء من الإنتربول تطالب بالقبض عليه. اثناء هذه المكالمة اخذوا مني بيانات عن شكله و الملابس التي يرتديها (هذا إجرائات روتينية عند إبلاغ الشرطة عن اي شخص) و اخذوا أيضاً بياناتي الشخصية. شعرت انه كان هناك شئ من المماطلة في هذه المكالمة التي استغرقت ٨ دقائق حيث طلب مني الشرطي معرفة القضايا التي حكم عليه بها و التي بسببها صدرت ضده نشرة الإنتربول. أجبته عن سؤاله و لفت نظره انني لست متخصص في القانون و لكن كمواطن ما اعرفه ان هذا الشخص مطلوب القبض عليه من قبل للانتربول. سألني اذا كنت متأكد ان الشخص المتواجد أمامي هو يوسف بطرس غالي و عندما أجبته بالإيجاب سألني كيف لي ان اكون متأكد من هذا فأوضحت له انه كان شخصية عامة في مصر و هو معروف لجميع الناس. في نهاية المكالمة قال لي انه عليه القيام ببعض الإجراءات و ان الشرطة في المنطقة التي نتواجد بها سوف تأتي الي مكان تواجده و تتصل بي. في نهاية المكالمة أعطاني الشرطي رقم البلاغ او ما يعرف هنا بال CAD number.
مر بعض الوقت و لم تتصل بي الشرطة و يوسف بطرس غالي أخذ يتنقل من مكان لأخر داخل المتجر. خشيت ان افقد أثره فاتصلت بالشرطة للمرة الثانية الساعة الواحدة و ست وعشرون دقيقة (13:26) وشرحت لهم الموقف. الشرطي هذه المرة قال لي انه حسب معلوماتهم يوسف بطرس غالي قد تم القبض عليه في فرنسا يوم الاثنين الماضي و انه ليس في بريطانيا. شرحت له انه حسب معلوماتي من الأخبار فلقد تم إطلاق سراحه في فرنسا و انه قد عاد الي بريطانيا. هذه المكالمة استغرقت ثلاث دقائق و في نهايتها قال لي الشرطي انهم سوف يتصلون بي بعد عدة دقائق.
في تمام الساعة الواحدة و ثلاث وثلاثون دقيقة اتصلت بي الشرطة في مكالمة استغرقت ثلاث وثلاثون ثانية فقط و ابلغوني ان الشخص الذي أمامي ليس يوسف بطرس غالي و علي حد تعبير الشرطي كما أتذكر قال انها (mistaken identity). أوضحت له انني متأكد ان الشخصي الذي أمامي هو يوسف بطرس غالي و انني قد أخذت صور فوتوغرافية له توضح هذا و لكنه أصر علي موقفه. فأبلغته انني سوف اصوره فيديو و أقوم بالاتصال بالأعلام بخصوص هذا الموضوع.
بعد الانتهاء من هذه المكالمة مباشرة توجهت ناحية يوسف بطرس غالي و صورت هذا الفيديو.
بعد هذا الفيديو:
في تمام الساعة الواحدة و سبع وأربعون دقيقة (13:47) حضر اثنان من رجال الأمن في متجر هارودز (اللذان يظهران في نهاية الفيديو) و قام إحداهم باصطحاب يوسف بطرس غالي الي مكان آخر و قام الثاني بالحديث معي و استفسر عما قد حدث. شرحت له الموقف بالتفصيل. سألته عن الإجراءات التي سيقومون بها فأكد لي ان زميله سيتأكد من هوية الشخص الآخر (يوسف بطرس غالي) و محل سكنه. و بعد ذلك سيقومون بالكشف عنه عن طريق نظامهم الأمني في المتجر و الذي من خلاله يستطيعون معرفة اذا كان هذا الشخص مطلوب من قبل الشرطة البريطانية او الإنتربول. بعد قليل حضر موظف الأمن الذي كان قد اصطحب يوسف بطرس غالي و قال انه قد أقر انه يوسف بطرس غالي و ولقد تأكدوا انه مطلوب من قبل الإنتربول و لكنه ادعي انه متواجد في بريطانيا كلاجئ سياسي. فابلغوني انهم سيتأكدون من ذلك عن طريق الاتصال بالشرطة البريطانية و اذا لم يكن هذا الادعاء صحيح سوف يقوموا بتسليمه للشرطة اما اذا اتضح انه في بريطانيا كلاجئ سياسي فلن يقوموا بتسليمه للشرطة.
انصرفت بعد ان أعطيتهم رقم هاتفي للاتصال بي لأبلاغي بنتيجة اتصالهم بالشرطة. اتصلوا بي في تمام الساعة الثانية و عشرون دقيقة (14:20) و ابلغوني انهم مقنعين انه لأجي سياسي (satisfied that he is a political asylum). أضاف رجل الأمن الذي اتصل بي انه مازال مطلوب من قبل الإنتربول و لكن بسبب صفته كلاجئ سياسي في بريطانيا فهو غير مطلوب من قبل السلطات البريطانية.
عدة نقاط هامة:
١- حتي الان ليس هناك اي معلومات رسمية من السلطات البريطانية تفيد بان يوسف بطرس غالي لاجئ سياسي في بريطانيا. فاليوم لم تقوم الشرطة بإبلاغي بذلك عندما اتصلت بهم و لكن قام بإبلاغي بذلك احد أفراد الأمن في متجر هارودز بطريقة ليست قاطعة و المعلومات السابقة التي تفيد انه لاجئ سياسي تناولتها وسائل الاعلام المصرية بدون اي تأكيد رسمي من السلطات البريطانية. و لذلك في رأيي انه لابد علي السلطات البريطانية توضيح موقف يوسف بطرس غالي القانوني و ان يتم ذلك بشكل واضح ليقطع الشك باليقين.
٢- هل السلطات المصرية و الإدارات المصرية المتعاقبة (مجلس عسكري و إخوان و السلطة الحالية) منذ صدور الأحكام القضائية ضد يوسف بطرس غالي جادة في سعيها ان يعود الي مصر ؟
٣- اذا كانت السلطات المصرية جادة في هذا الشأن فما الخطوات التي قامت بها و تقوم بها ؟
٤- بما ان يوسف بطرس غالي قد يكون قد اكتسب صفة اللاجئ السياسي في بريطانيا فدور الأشخاص و الجهود الغير رسمية تتضائل تأثيرها و لابد ان نري تحرك علي مستوي الحكومة المصرية و السلطات المصرية لدحض أسباب قبول لجؤه السياسي في بريطانيا حتي يتسني ترحيله الي مصر عن طريق الإنتربول.
ملحوظات:
١- لم يكن في نيتي ان أصور هذا الفيديو و كان أملي كان ان تحضر الشرطة و تقوم بتوقيف يوسف بطرس غالي المطلوب للانتربول الدولي. و لكن مع إصرار الشرطة علي ان الشخص الذي أمامي ليس يوسف بطرس غالي لم اجد وسيلة لإثبات ما ادعيت الا ان أقوم بتصوير هذا الفيديو.
٢- بخصوص تعاطي الشرطة البريطانية مع الموضوع و إصرارهم انه ليس يوسف بطرس غالي عندما اتصلت بهم فهذا موضوع آخر سوف أدرس ما سوف أقوم به حياله.
٣- لم اكن افضل ان أصور هذا الفيديو في وجود ابن يوسف بطرس غالي معه و ذلك لأنني أشفق ان يري شاب صغير السن والده في هذا الموقف، و لكني للأسف اضطررت ان أقوم بهذا.
د. محمد عبدالغني
لندن
١٨ ابريل ٢٠١٤