سارة المسكينة
سارة المسكينة
كانت سارة في الرابعة عشر من عمرها هذا البيت الذي يضيق علي أنفاس اصحابه قبل أن تضيق جدرانه علي قطع أثاثه المتهالكة. كانت أسرة معدمة لا تجد ما يسد رمق اولادها حتي بالعيش والفول. بدأ باب العرسان يدق علي ابواب الاسرة من اجل سارة ولكنها كانت ترفض لاحساسها انها ماذالت صغيرة.
ولكن الاب وضعها امام خيارين كلاهما مر اما ان تترك المدرسة وتعمل وتساعد في مصروف البيت أو ان تتزوج وتخلي مكانا لاحد اخواتها . وبالفعل تزوجت من رجل متزوج وعنده اولاد ويعمل تاجر خضار. تزوجت زواج متواضع جدا بعيد عن أخلام البنات , وبعد شهرين من الزواج ظهر الزوج علي حقيقته البشعة فأخذ يضربها هو واولاده علي أي سبب وكان يعاملها أنها خدامة. ثم قهرها بطلاقه لها.
فذهبت لبيت أبيها وأمها تستنجد بهما الا أن قسوة الايام حجرت قلب الوالدين بل أصبحوا أشد قسوة وقالوا لها “انت اللي طالعة فيها وكان لازم تستحملي زوجك مثل كل الستات .. وعموما ملكيش مكان هنا احنا يادوب بنأكل اخواتك”
أحست سارة بأنها أصبحت رخيصة في عين اهلها وفي عين زوجها الظالم. فخرجت من بيت اهلها للشارع وهي في قمة ثورتها الي ان قررت ان تعتمد علي نفسها فسافرت القاهرة لتجد عمل وكانت تعتقد ان الموضوع سهل ولكنها فوجئت بمدينة لم تقل قسوة عن اهلها .. وفي احد الايام بعد عناء يوم تبحث عن عمل ولم تجد ولا يوجد معها أي نقود ولم تعرف كيف ستبيت ليلتها . فقررت أن تبيت في احدي الحدائق العامة وهي جالسة.
وقفت سيارة حديثة واخرج شاب رأسه من السيارة وقال لها: قاعدة لوحدك ليه؟ متيجي تشرفيني في شقتي…
ولكنها فزعت ولم ترد عليه .. فنزل من السيارة واقترب منها وكلما اقترب ازدادة الرعشة في جسدها … فجاؤه هاجس بأنها ليست من فتيات الليل وسألها أن تحكي له قصتها وبالفعل أخذت تحكي ماحدث لها وتتسابق الاحرف من فمها لتروي كل شئ.
فما كان منه الا أن قال في صوت تحبسه الدموع: حقك عليا سامحيني اني كنت سئ الظن بك.
فامتلأت عيناها بدمعة بلورية تمايلت وانسابت علي خدها الحزين وكأنها تحاول أن تغسل آلامها التي لازمتها علي مر الأيام.
يا تري نهاية القصة ايه؟؟
تابعني لتعرف نهاية القصة