عاجل:والد “ضحية السويس” الإخوان ساوموني علي دم احمد بمليون جنيه !!!
لم يكن يعلم حسين عيد والد «أحمد» طالب الهندسة، الذى عرف إعلامياً بـ«ضحية السويس» أن حوار «الوطن» مع مؤسس الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الشيخ هشام العشرى، سينكأ جراحه مجدداً.. وسَيسكُب عليها مزيداً من الملح! خصوصاً أن العشرى ادعى فى حواره أن ابنه هو من هاجم من قتلوه، وأنه كان سيئ السمعة يذهب إلى الأماكن المشبوهة مع فتاته..
«ما عاد للصبر بقية».. هكذا قالها الحاج حسين.. الذى قرر أن يكشف المسكوت عنه فى السويس بعد هذا الحوار، وأن يخرج عن صمته ويكشف تلك الوجوه التى تمسِك فى يدها مصحفاً وفى الأخرى «منجلاً» كى «تَحِشُ» به قلوب الآباء قبل أجساد أبنائهم.. وهم الذين حذّر «حسين» من أنهم سيسقطون تباعاً إذا لم يمتثلوا لأوامر أعضاء الهيئة الِسريّين!
أكد لـ«الوطن» أن «هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر موجودة فى السويس، وهم من قتلوا ابنى، وهناك حوادث أخرى وقعت وتم التعتيم عليها بالتهديد والأموال».
ويكشف قائلاً: الإخوان المسلمون «ساومونى من خلال أحد قياداتهم بمبلغ مليون جنيه للتنازل عن القضية.. وهددونى بأن لا أبحث عن القتلة.. فهو مجرد إنذار للجميع وهم باقون»، مؤكداً أن الطعن المقدّم ضد الحكم على المتهمين الثلاثة بقتل ابنه إذا لم يُحكم فيه بالإعدام سيقوم بتدويل القضية أمام محكمة العدل الدولية.
وإلى نص الحوار..
* لماذا قررت إقامة دعوى قضائية على الشيخ هشام العشرى مؤسس «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»؟
– هشام العشرى لم يتكلم من فراغ، وهو يدرك تماماً كل ما يقوله، وهو مدرك تماماً أن القانون سيسانده، فالمادة العاشرة من الدستور تُشجع الجماعات الدينية على أخذ حقها بنفسها والتدخُّل بأى طريقة فيما تراه منكراً.. ولو كان الثلاثة الذين قتلوا ابنى قد حُوكموا بعد تمرير الدستور كان من الممكن أن يأخذوا براءة، وعلى الجميع الالتفات إلى هذه الجزئية الخطيرة.. وأقولها صراحة إن «أى حد متغاظ من حد دلوقتى ممكن يتعدى عليه ويدّعى عليه أنه كان يقوم بفعل منكر فى الشارع!».
* لكنه قال إن ابنك هو من بدأ الاعتداء؟
– هو كاذب تماماً.. والواقعة كانت الساعة 7:05 مساءً وكانت الدنيا «لسه منورة» على طريق عام وفى وسط محطة مكتظة بالناس طوال الوقت، وهو مع خطيبته، وقال المتهمون إنهم أثناء مرورهم وجدوا ابنى وخطيبته فى خلوة!.. وإن ابنى كان يقبّلها فى الطريق العام فى أقوال أخرى! بل وصلت بهم الوقاحة وقلة الحياء إلى الادعاء بأن ابنى كان يقوم بتصوير خطيبته وهى عارية تماماً فى الشارع! هل هذا دين؟ هل هذا عدل.. كل همّهم هو تشويه صورة ابنى مع أنه بين يدى الرحمن، وحسبى الله ونعم الوكيل فيهم.
* لماذا أنت متأكد أنهم من «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» تحديداً؟
– لأن لهم زياً موحداً، الجلابية الباكستانى والبنطلون الطويل والطاقية.. حتى الآلة الحادة التى ضربوا بها ابنى ليست أى آلة حادة، بل هى «منجل» مقوّس حتى يدخل على الوريد الرئيسى فوراً، وهذا ما حدث مع ابنى عندما ضربوه فى الشريان والوريد الرئيسى فى ساقه، فتمت تصفية دمه فى الحال ومات، وهم متدربون تماماً على طريقة الضربة التى يوجهونها للضحية، وهذه التدريبات تتم فى سيناء، وأنا عندى «سيديهات» تؤكد هذا الكلام.
* هل تعتقد أن الحكم القضائى على المتهمين بقتل ابنك أحمد، حدثت به أى تدخّلات؟
– نعم، جاءت لى رسائل واضحة من أشخاص أحتفظ بأسمائهم قالوا لى إنهم تدخّلوا عند رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى لتخفيف الحكم على الجناة، فالقضاء لم يُنصفنا تماماً، والحكم كان «مُسيساً» لصالح السلفيين، وقدّمت طعناً على الحكم، وإذا لم ينصفنى القضاء المصرى سأوجه قضيتى إلى محكمة العدل الدولية.
* هل هذا يعنى أن هناك ضغوطاً تُمارَس لصالح الجناة الآن؟
– نعم، هناك ضغوط تمارَس من شخصيات علىّ تحاول الإفراج عن قتلة ابنى، وهناك من ألمح إلىّ أنهم ممكن يحصلوا على عفو رئاسى، وبعض كبار السلفيين قالوا لى ذلك صراحة، وأن الموضوع مسنود «من فوق»!
* هل بدأ هؤلاء الأشخاص «من تُسميهم بأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» فى التراجُع عن أفعالهم بعد صدور الحكم على الجناة بخمسة عشر سنة لكل منهم؟
– بالعكس، «زادوا أكثر وشوكتهم قويت أكثر» لأنهم وجدوا أن بعضاً من رجال الدولة يساندونهم.. وهم معروفون من زمان وموجودون فى كل مكان، وواقعة نقابة الموسيقيين فى الشرقية كان أعضاء «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» أيضاً وراءها.. وهم أعلنوا عن أنفسهم من قبل، فهم موجودون فى السويس، والشرقية، والقاهرة، والإسكندرية، والقليوبية، وكفر الشيخ.
* إلى أى مدى وصلت تهديدات الهيئة؟
– أصبحوا يوزِّعون منشورات فى المساجد والميادين والأماكن العامة والمحلات التجارية يقولون فيها صراحة «أى واحدة هتلبس بنطلونات ضيقة أو «بديهات» سَتُضرب، أو ماشية من غير حجاب سَتُضرب.. ومنذ أن قُتل ابنى «الناس كلها خايفة وبدأت تطبّق كلام المنشورات».
* هل حاول أحد من السلفيين أو الإخوان مواساتك أو التخفيف عنك؟
– يقول باكياً: لا بالعكس.. فهناك الشيخ عبدالخالق، عضو مجلس الشعب المنحل عن السلفيين فى السويس، قال صراحة للناس فى أحد المؤتمرات الشعبية «يا جماعة ماتهتموش بالموضوع ده أوى لأن الله على عباده ستار»، سألته يا شيخ ماذا تعنى بهذه الجملة؟ فقال لى: أصلِ ابنك كان «مِقلّع» البنت هدومها وبيصورها فيديو فى الشارع! طبعاً كنت هاموت من الصدمة، وقلت له حرام عليك.. اتق الله فى أعراض الناس، فلم يسمع لكلامى وقامت بعد ذلك كل المساجد فى السويس بالترويج لهذه الشائعة من خلال منابرها على حساب سمعة ابنى وشرفه وشرف خطيبته، كأنهم بيقتلوه مليون مرة فى كل خطبة.
* وماذا حدث بعد ذلك؟
– قام أعضاء «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» بتوزيع منشورات وبيانات تدّعى هذه الكذبة، وأنهم ضربوه الساعة 6 صباحاً، وأنه «هو اللى كان معاه مطواة». وهو الذى تهجّم على أعضاء الهيئة مثلما قال «هشام العشرى» تماماً.
* ما تقوله يعنى صراحةً وبوضوح أن هناك بالفعل «هيئة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» فى السويس.
– وانتِ لغاية دلوقتى مصدقة أنه مافيش؟ هم هيئة موجودة بالفعل ولهم تنظيم وله أعضاؤه، وقالوا لى صراحة بعد قتل ابنى إنهم من هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
* فى تلك الأثناء، هل حاولت التواصل مع أى أعضاء من حزب الحرية والعدالة لمساعدتكم؟
– نعم تواصلنا مع الدكتور محمد البلتاجى، عبر صفحته على «الفيس بوك»، ولم نتلقَ إجابة، لأن كل الإخوان فى السويس رفضوا مساعدتنا واعتبروها حادثة عادية.. لم أكن أريد أموالاً، فأنا الحمد لله مُقتدر مادياً، لكنى كنت أريد مساعدة معنوية فى التوصل للجناة، والتوصل إلى طبيب مخ وأعصاب لإنقاذ وضعه الُمعقّد قبل أن يموت.
* كان من المفترض أن يقوم الرئيس محمد مرسى بزيارتك لتقديم واجب العزاء.. لكن هذا لم يحدث.. لماذا؟
– بالفعل كان المفروض أن الرئيس مرسى قادم لتعزيتى، لدرجة أنه تم «سفلتة» الشارع و«دهان» الرصيف.. ولم يأتِ، عرفت من مصادر خاصة أن السلفيين «ضغطوا» على الإخوان كى لا يذهب لتعزيتى «علشان مايصغروهمش» وأنه لا يجب أن يُحسب لنا موقف على حساب السلفيين، وبالفعل أُلغيت الزيارة، أنا لم أرِد منه شيئا، فقط أردت أن أقول له إن ابنى شهيد، لأنه لم يفعل شيئاً حتى يُقتل بهذه الطريقة البشعة باسم الدين.
* هل تعرّضت لأى مساومات مادية لإخماد قضية ابنك؟
– نعم مساومات كبيرة، فهناك واحد من كبار المسئولين فى السويس أرسل لى وسيطاً لعرض مبلغ مليون جنيه للتنازل عن القضية، وذلك على سبيل «الديّة» والإفراج عن المتهمين السلفيين الثلاثة.
* هل هو شيخ سلفى؟
– لا، هو قيادة كبيرة من الإخوان المسلمين.. وليس سلفياً، وهذا العرض قيل لى للتنازل عن القضية وتبييض وجه الإخوان والسلفيين معاً أمام الرأى العام، وهذا يدل على أنهم أيضاً كفة واحدة.
* ماذا كان رد فعلك؟
– قلت للقيادة الإخوانية الكبيرة، إذا كان دم ابنك يساوى 10 ملايين، فأنا أشترى منك حالاً.. فبعد ابنى كنوز الدنيا لا تكفينى.
* هل تعرّضت لأى تهديدات لاحقة إثر رفض هذه المساومات؟
– بعد تلقى العزاء فى ابنى.. أحضروا المتهمين الثلاثة قبل القبض عليهم، وقالوا لى «خذ حقك منهم بنفسك»، لكن لا تبحث عمن وراءهم.. حدودك هؤلاء الثلاثة فقط، غير ذلك لا تلومن إلا نفسك، كما تعرّضت خطيبة ابنى لمحاولة اختطاف مدبّرة من أعضاء «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» ووضعها فى سيارة مجهولة، وتم إنقاذها فى آخر لحظة.
* هل هناك وقائع أخرى حدثت من قِبل «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» وتم التعتيم عليها؟
– هناك وقائع كثيرة حدثت مثل واقعة ابنى.. وتم التعتيم عليها بالفعل بالتهديد وبالمال، فهناك حالات أخرى فى بورتوفيق، والأهالى «عارفين كويس مين الناس دى، لكن مش قادرين يتدخلوا لأنهم محميين من فوق».