كيف تتجنب العطش والجوع في نهار رمضان
كيف تتجنب العطش والجوع في نهار رمضان
يقع الصائمون في الكثير من الالتباسات التي يظنون أنها عادات صحيحة، ثم يتبين لهم أنها أخطاء، لذلك يجب الانتباه إليها من أجل صيام أفضل، وقضاء رمضان أفضل…
هل عانيت في رمضان الماضي من عطش شديد؟ هل كنت تشعر أغلب أيام الشهر بالهبوط؟ هل اكتسبتي وزنًا زائدًا خلال رمضان؟ حسنًا ! إذا كانت إجابتك على أي من هذه الأسئلة بنعم.. فليس بالضرورة أن يكون الأمر عائدًا لظروف الطقس ومجيء الشهر الكريم في فصل الصيف، قد يكون الأمر ناتجًا بشكل كبير عن بعض الأخطاء الشائعة التي نرتكبها جميعًا خلال رمضان مما ينعكس سلبًا على حالتنا الجسمانية والصحية. في هذا المقال سوف نأخذ جولة في أكثر الأخطاء الصحية شيوعًا التي نرتكبها في رمضان، وندعو الله أن تكون هذه المعلومات عونًا لكم على الاستمتاع بنفحات الشهر الكريم بصحة أفضل ونشاط أكبر إن شاء الله.
الأخطاء في شهر رمضان:
1 – أخطاء تزيد العطش في نهار رمضان: يمثل العطش في رمضان أقوى التحديات، خاصة عندما يأتي الشهر الكريم في فصل الصيف بما يتسم به من ارتفاع شديد في درجات الحرارة وامتداد ساعات النهار. لكن… رغم اعترافنا بكل هذه الجوانب التي تسبب العطش إلا أن هناك بعض الأخطاء التي تساهم في زيادة شعورنا بالعطش خلال نهار رمضان ومن أهمها: – عدم الحرص على السير في الأماكن الظليلة خلال النهار. – عمل مشاوير غير ضرورية خلال ساعات ذروة الشمس. – اختيار مواعيد تمارين رياضية شاقة في منتصف النهار. – عدم ارتداء كاب على الرأس يقلل تأثير الشمس جزئيًا. – بالنسبة للشباب صغار السن فإن لعب الكرة في نهار رمضان في الصيف يمثل فكرة غير جيدة. على جانب آخر… هناك بعض الأخطاء خلال فترة ما بعد الإفطار تؤدي أيضًا إلى زيادة الشعور بالعطش في اليوم التالي وأهمها: – تناول القهوة والمشروبات المنبهة بكثرة؛ حيث إن آثارها المدرة للبول تؤدي إلى فقد السوائل وتعزز الشعور بالعطش. – الاعتماد على شرب كمية كبيرة من المياه فجأة في نهاية السحور؛ حيث إن الصحيح هو الاعتماد طوال فترة مابعد الإفطار على عصائر ومشروبات متنوعة لإمداد الجسم باحتياجاته من السوائل بشكل متزن. – تناول أطعمة عالية في الأملاح مما يؤدي إلى زيادة حاجة الجسم للسوائل وزيادة الشعور بالعطش.
2 – أخطاء تسبب سوء التغذية في رمضان: من العوامل المؤثرة على صحتنا في رمضان نمط التغذية المختلف عن باقي فترات السنة من حيث مواعيد الأكل ومواعيد الصيام وما إلى ذلك، مما يطرح تحديًا خاصًا بضرورة عمل خطة صحية للتغذية خلال فترة ما بعد الإفطار تضمن حصولنا على كميات متوازنة من كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمنا للنمو بشكل صحي. ومن أشهر الأخطاء التي تؤدي إلى حدوث نقص في إمداد الجسم بالفيتامينات مما قد ينتج عنه سوء تغذية: – الوجبات الدسمة المليئة بالدهون: تمثل الوجبات الدسمة المليئة بالدهون جزءًا أساسيًا من المائدة الرمضانية في كثير من البيوت، وهو للأسف أمر غير صحي؛ حيث إن هذه الوجبات تعطي شعورًا بالامتلاء الشديد بجانب أنها تحتوي كميات هائلة من السعرات الحرارية التي تسبب اكتساب الوزن وتراكم الدهون. – المشروبات ذات السعرات الحرارية الخالية: المقصود بالسعرات الحرارية الخالية هو السعرات الحرارية الخالية من أي فائدة غذائية مصاحبة لها من فيتامينات أو أملاح معدنية، وهذا النوع من المشروبات يتمثل بشكل أساسي في المشروبات الصناعية والمياه الغازية حيث تعطي الجسم عدد من السعرات الحرارية دون أي إضافة مفيدة للجسم من فيتامينات أو عناصر غذائية مفيدة. – التقليل من أهمية سلطة الخضار: سلطة الخضار هو طبق بسيط سهل الإعداد يتكون من خضروات بسيطة التكلفة مثل الخس والخيار والطماطم، ويمثل هذا الطبق السهل الممتنع مصدرًا أساسيًا لإمداد الجسم خلال فترة ما بعد الإفطار باحتياجاته من الألياف الغذائية والعديد من الفيتامينات المهمة للنمو، ويمثل إهمال طبق السلطة سببًا أساسيًا في سوء التغذية خلال رمضان.
3 – أخطاء تسبب زيادة الوزن في رمضان: مشكلة زيادة الوزن مشكلة منتشرة على مستوى العالم أجمع؛ لذا حين نتحدث عن موضوع زيادة الوزن في رمضان فإننا في حقيقة الأمر نتحدث عن نسبة كبيرة من القراء الأفاضل الذين يتراوحون بين منتظمين على برنامج وحمية لخفض الوزن، أو على أقل تقدير الذين يرغبون في الحفاظ على وزنهم وعدم زيادته. لهؤلاء وهؤلاء نضع هذه الخطوط العريضة لعوامل زيادة الوزن في رمضان: – المكسرات: المكسرات المتنوعة تمثل سببًا أساسيًا لزيادة الوزن في رمضان حيث تنطبق عليها العديد من المواصفات الجذابة مثل الطعم اللذيذ واحتوائها على كميات لا بأس بها من العناصر الغذائية المفيدة، أين المشكلة إذن؟ المشكلة تتمثل في أن هذا الطعم اللذيذ وهذه العناصر الغذائية المفيدة يترافق معها كم معين من السعرات الحرارية، ولا بد من مراعاة هذا الجانب الخاص بالسعرات الحرارية عند وضع خطة التغذية خلال فترة ما بعد الإفطار، بمعنى أن كل سعر حراري إضافي تحصل عليه من المسكرات، لا بد في مقابله أن تستبعد سعرًا حراريًا آخر تحصل عليه من مصدر ثاني مثل اللحوم وكافة مكونات الخطة الغذائية. – الخمول: يعتبر الخمول من أكبر العوامل التي تؤدي إلى زيادة الوزن خلال شهر رمضان ويرجع ذلك إلى تغيرات جداول الأعمال والشعور التلقائي بالكسل الذي ينتاب أغلب الأشخاص بحلول العصر في أحسن الأحوال. لذا فإنه من الضروري إذا كنت تسعى للحفاظ على وزنك في رمضان أن تضع ضمن خطتك اليومية نصف ساعة على الأقل لممارسة التمارين الرياضية على أن تكون هذه التمارين بعد الإفطار بساعتين على الأقل حرصًا على أن يكون جسمك مهيئًا لإجراء التمارين. – الأكل أمام التلفاز: رمضان يعني العروض التلفزيونية المشوقة ! هذا أمر مفروغ منه، لكن ما يجب أن نتفاوض بشأنه هو مسألة أن تأخذ طبق المسليات المليء بما لذ وطاب وتشرع في الأكل وأنت مندمج مع هذا البرنامج المشوق أو غيره. في هذه الحالة أعدك بأنك في خلال دقائق قصيرة ستستيقظ من نشوة اندماجك مع التلفاز على يدك وهو تبحث في الطبق الفارغ عن قطعة مسليات إضافية، كما أعدك أنك لن تشعر بهذا القدر الهائل من السعرات الحرارية الذي التهمته للتو. لذا من الضروري للغاية على كل شخص حريص على وزنه في رمضان تجنب عادة الأكل أمام التلفاز نهائيًا. وإن كنت لا بد فاعلاً، فاجعل طبق المسليات هذا مليئًا بالخضروات الطازجة المبردة، حينها يمكننا أن نتسامح مع هذه العادة بعض الشيء !
4 – تفويت مواعيد الدواء في رمضان: بالنسبة لأصحاب المشكلات الصحية المزمنة المنتظمين على أدوية علاجية، فإن مسألة نسيان مواعيد الدواء في رمضان وتفويت جرعات من العلاج بشكل متكرر تمثل خطرًا حقيقيًا على استقرار الحالة الصحية، وهو الأمر الذي يجب التعامل معه بالجدية الكافية من اللحظة الأولى. ولتجنب تفويت مواعيد الدواء في رمضان نقترح عليكم بعض بالتقنيات البسيطة المساعدة: – كتابة جدول الدواء الجديد في ورقة وتعليقها في مكان ظاهر تتردد عليه عين المريض بشكل متكرر. – استخدام منبه الساعة وضبطه على مواعيد الدواء. – استخدام تطبيقات الجوال التي تساعد على تذكر مواعيد الدواء. – الاستعانة بأحد أفراد الأسرة الآخرين لمساعدة المريض على تذكر مواعيد الدواء. – وضع الدواء في مكان ظاهر – ولكن بعيدًا عن متناول الأطفال أيضًا –.
5 – أخطاء تسبب تأثير على القدرات العقلية خلال الصيام: إذا كان لديك امتحان أو مقابلة مهمة للعمل خلال شهر رمضان، فيجب أن تحترم حقيقة أن الوظائف الإدراكية تنخفض كفاءتها خلال الصيام بعض الشيء، ولكن لا داعي للقلق فالأمر محدود وغير مؤثر مالم تتورط في بعض السلوكيات السلبية التي تؤدي إلى مضاعفة تأثير الصيام السلبي على الأداء العقلي. – السهر المتكرر: يمثل السهر المتكرر وعدم الحصول على فترات كافية من النوم عاملاً أساسيًا في تدهور القدرات العقلية للصائم خلال النهار؛ لذا إن كان لديك موعد مهم تحتاج فيه لعقل يقظ ومتقد خلال نهار رمضان، احرص على النوم لوقت كافي في الليلة السابقة، ولا بأس بالاستيقاظ فترة صغيرة قبل الفجر للسحور بغذاء صحي يضمن لك طاقة خلال النهار؛ حيث إنها أيضًا عامل مهم للحفاظ على كفاءة عقلك. – الاستسلام للغضب: يمثل الاستسلام للغضب خلال الصيام بوابة لاندفاع الأدرينالين في جسمك مما يؤدي إلى ارتفع معدل حرق الطاقة التي يفترض بها غالبًا أن تستمر معك حتى الإفطار، ناهيك عن الانعكاسات الخاصة بالتوتر العصبي الزائد وتشتت تركيزك عن مهمتك الأساسية. لذا احرص على استغلال الصيام كتجربة روحانية متكاملة في مساعدتك على التغلب على الغضب من أجل الحفاظ على يقظتك وتركيزك العقلي خلال فترة الصيام.
6 – سحور لا يمدك بالطاقة في اليوم التالي: إن وجبة السحور هي كلمة السر في استمتاعك بصيام سهل وصحي في اليومي التالي؛ لذا لا عجب أن نجد الرسول صلى الله عليه وسلم قد أوصى بالحرص على السحور ونصح بتأخير السحور. ومن أكبر الأخطاء التي يفعلها البعض هو اعتبار السحور مناسبة لملء المعدة بكافة الأكلات الدسمة، ولا ننسي بالطبع زجاجات المياه التي يتم ابتلاعها في خلال دقائق قصيرة قبل أذان الفجر كأنها سوف تبقى في داخل الجسم لفترة طويلة. ولتصحيح ذلك علينا أن ننظر للسحور من منظور أنه الوجبة التي يفترض بها أن تضمن لنا كميات مناسبة من الطاقة في اليوم التالي من الصيام ولا بأس بأن تضع بعض السوائل المفيدة بجانب الحصول المنتظم على السوائل طوال فترة ما بعد الإفطار.
المصدر ©كل يوم معلومة طبية
شكرا فعﻻ معلومات قيمة جدا