الدبابات والمدرعات تدخل العريش للمرة الأولى منذ «كامب ديفيد».. وسلاح المهندسين يدمر الأنفاق.. والأمن يشدد إجراءاته فى قناة السويس
شددت القوات المسلحة من عملياتها العسكرية وضرباتها للعناصر المسلحة فى سيناء، رداً على المذبحة الإرهابية التى راح ضحيتها 16 شهيداً من ضباط وجنود الجيش فى رفح. وكشف مصدر عسكرى لـ«الوطن» عن أن خطة تطهير سيناء، التى تحمل اسم «نسر»، تعتمد على تكثيف الهجمات فى الفترة بين الثانية بعد منتصف الليل حتى الثامنة صباحاً، على أن تكون فترات النهار مخصصة لجمع المعلومات.
وأوضح المصدر نفسه أن القوات المسلحة تستعين فى عمليات الفجر بطائرات «أباتشى» وقنابل مضيئة كاشفة، إضافة إلى قنابل غاز غير محرمة دولية ولا تمثل خطراً على الحياة، لكنها تجبر المسلحين المختبئين على الخروج من مكامنهم، خاصة أن معظمهم يتحصن فى الكهوف والأنفاق والممرات الجبلية الضيقة.
وحسب المصدر نفسه فإن الأجهزة الأمنية تقدر أعداد الأفراد المسلحين فى سيناء بما يتراوح بين 1500 و2000 عنصر، وقال إن المعلومات تثبت أن هؤلاء على اتصال بجماعات وتنظيمات فى قطاع غزة وتنظيم القاعدة.
وللمرة الأولى منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل وصلت إلى شمال سيناء، أمس، تعزيزات من قوات الجيش الثالث الميدانى، ورصدت «الوطن» وصول رتل كبير من الدبابات والمدرعات والسيارات المصفحة المجهزة بكافة أنواع الأسلحة الرشاشة والقذائف، وأعداد إضافية من الجنود، تمركزت فى معسكر مجاور لمبنى ديوان المحافظة.
كما رصدت «الوطن» تحرك أكثر من 50 مدرعة على الطريق الدولى فى اتجاه مدينتى الشيخ زويد ورفح. وبدأ سلاح المهندسين ردم الأنفاق على الحدود مع قطاع غزة، وقال شهود عيان: إن حفارات خاصة بقوات الجيش وصلت إلى المنطقة المجاورة لمعبر رفح لإغلاق الأنفاق فى المناطق الخالية من المنازل، فيما أغلقت حكومة حماس الأنفاق من جانبها لمنع تسلل أى فلسطينى إلى الجانب المصرى.
وشددت الأجهزة الأمنية فى السويس من إجراءاتها الاحترازية تحسباً لأى اعتداء محتمل ورفعت حالة الطوارئ عقب التصريحات التى نشرتها، أمس، بوابة «الوطن» لمصدر أمنى رفيع أكد فيها وجود عناصر تكفيرية نائمة فى السويس، وأن هناك استهدافاً لقناة السويس والسفن المارة بها. وقال اللواء عادل رفعت، مدير الأمن، إن هناك حملات أمنية مكثفة لتمشيط المناطق النائية والمدن الجديدة والمناطق الصحراوية بالمحافظة.
فى سياق متصل أصدر صحفيون وإعلاميون فى سيناء بياناً يستنكرون فيه غياب المعلومات الصحيحة حول نتائج الحملة الأمنية التى ينفذها الجيش لاستهداف العناصر الإجرامية بسيناء، واتهم البيان الأجهزة الأمنية والتليفزيون بتضليل الرأى العام بمعلومات غير صحيحة لتهدئة الوضع واللعب على عواطف الشعب الثائر لدم الشهداء.