4 تجار مخدرات يصلبون شابا ويمزقون جسده قطعا
صورة أرشيفية:الشاب المصرى محمد سليم الذى تم ذبحه بقرية كترمايا فى لبنان
الساعة الواحدة صباح يوم الخميس الماضى، الليل يخيم على سماء العمرانية، هدوء بشارع الاشتراكية المعروف عنه أنه ملجأ لتجار المخدرات، كشافات أعمدة الإنارة محطمة، مما زاد المكان ظلمة.
لحظات قليلة وتغير الحال، طلقات نارية تضىء سماء المنطقة، يصاحبها صوت صادر من منزل أبناء حكيم المشهورين بتجارة المخدرات وفرض سيطرتهم “إصحى يا منطقة وشوفى ولاد حكيم بيعملو إيه، إصحى يا منطقة ولاد حكيم عمر ماحدش يقدر عليهم” وفى لحظات ينتفض سكان الشارع من نومهم، لاستكشاف مصدر الصوت والأعيرة النارية، فإذا بهم يشاهدون مشهدا لن تنساه عين كل من شاهده، شاب مصلوب على باب حديدى دون ملابس ومعلق من رقبته بحبل لا حول له ولا قوة، فى الوقت الذى يحيط به مجموعة من الأشخاص بحوزتهم أسلحة نارية وبيضاء منهم 4 يمزقون جسد الشاب المقيد بأسلحة بيضاء كل منهم اختار جزءا لتقطيعه، بينما تتوالى صرخات الضحية لاستعطافهم دون جدوى، سكان الشارع منهم من استجمع شجاعته وخرج من منزله محاولا إنقاذ الضحية إلا أنه تراجع بعدما تم إطلاق النار عليه لإرهابه، ومنهم من منعه خوفه من الخروج، مكتفيا بالفرجة من البلكونة والنوافذ، ومنهم من حاول الاتصال بغرفة النجدة وقسم الشرطة لكن كل هذا لم ينفع، ساعة كاملة ونصف الساعة والمجرمون يواصلون جريمتهم، الضحية قد خارت قواه حتى يئسوا منه، ففكوا قيده ثم سحبوه أرضا إمعانا فى إذلاله، ليتركوه بعدها بعدما شفوا غلهم وفروا هاربين بعدها، ليتدخل سكان الشارع فى محاولة منهم لإنقاذ الضحية وستر عورته ونقله إلى المستشفى، لكنه يطلب من شقيقه نقله إلى منزله لرؤية والدته ليفارق الحياة بين أحضانها بعد أن لقنته الشهادة.
هذه الأحداث ليست مشهدا من الفيلم الأمريكى “آلام المسيح” وليست لقطة أيضا من الفيلم العربى “إبراهيم الأبيض”، لكنها واقعة حقيقية شهدتها منطقة العمرانية لشاب تعرض للصلب والقتل على يد تجار مخدرات انتقاما منه لشكهم أنه قام بتوصيل بعض الأشخاص بواسطة التوك توك، الذى يعمل عليه الذين حرقوا شقة تجار المخدرات.
التفاصيل المروعة تحكيها والدة الضحية قائلة: إن نجلها “سامح” البالغ من العمر 23 عاما يعمل سائق توك توك لمساعدة أسرته فى الإنفاق بعد أن حصل على الشهادة الإعدادية، ويوم الحادث كان يقف بجوار منزل عمته المجاور لنا فحضر إليه أحد الأشخاص يدعى “تامر.م.غ” وطلب منه مرافقته للاتفاق على عمل ثم استدرجه إلى منزل أبناء حكيم المعروف عنهم تجارة المخدرات وترويع سكان المنطقة وفرض السيطرة على المواطنين، وفور وصوله فوجئ بمجموعة من الأشخاص، منهم اثنان من أبناء حكيم وهم كل من “إبراهيم” وشقيقه “كرم”، بالإضافة إلى صديق لهم آخر يدعى هانى” يخرجون من أسفل السيارات التى اختبأوا أسفلها يشهرون الأسلحة النارية والبيضاء ثم قام “إبراهيم” بطعنه بسنجة” لإفقاده توازنه، بينما قام الآخرون بخلع ملابسه، وكشف عورته، بينما فشل فى مقاومتهم لضعف جسده وصغر سنه، حتى تمكنوا من خلع ملابسه، ليسحبوه بعدها إلى باب منزلهم الحديدى ويقيدوا يديه صلبا بالباب بينما يعلقون رقبته بحبل آخر، وفى الوقت الذى قام فيه كل منهم بدوره فى تشريح جسده بالسكاكين وطعنه فى كل مكان كان منهم من يطلق النار فى الهواء ويصرخ بأعلى صوته “إصحى يا منطقة وشوفى ولاد حكيم يعملوا إيه” إصحى يا منطقة ولاد حكيم محدش يقدر عليهم”، وعندما تجمع السكان وحاول بعض منهم التدخل لإيقاف المجزرة أطلقوا عليه الأعيرة النارية لإرهابه، ثم قام واحد منهم بإحضار زجاجة تحتوى على بنزين وصنعوا به “دائرة كان بداخلها ثم أشعلوا النار ثم لطخوا أيديهم بدمه ورسموا بها على الحوائط، حتى تأكدوا كما تقول والدة الضحية أن ابنها قارب على مفارقة الحياة ففكوا قيده وسحبوه أرضا، ثم استوقفوا توك توك وطلبوا من قائده نقله إلى مكان بعيد وعندما رفض السائق هددوه بالسلاح، ثم تدخل أحد الأهالى ونقله إلى مستشفى أم المصريين لتقف الأم عاجزة عند هذا المشهد من القصة، ويواصل نجلها شقيق الضحية، حديثه قائلا: إن شقيقى “سامح” كان حسن الأخلاق لا علاقة له بالمتهمين، إلا أنه أثناء عمله بالتوك توك استوقفه مجموعة من الأشخاص وطلبوا منه توصيلهم إلى شارع الاشتراكية دون أن يعلم سبب توجههم للمكان، ليكتشف بعد ذلك أن هؤلاء الأشخاص أشعلوا النار فى شقة خاصة بأبناء حكيم بسبب خلافات بينهم على تجارة المخدرات، ويضيف أن “إبراهيم” وشقيقه كرم من أبناء حكيم لم يتمكنوا من التوصل إلى من أشعل النار فى شقتهم وسط خوفهم من سقوط هيبتهم بالمنطقة بعد حرق شقتهم، حتى توصلوا إلى شقيقى بالرغم من علمهم أنه لا صلة له بحرق الشقة، إلا أنهم رغبوا فى إعادة هيبتهم بأى ثمن حتى لو كان الضحية بريئا، وأضاف أنه أثناء ارتكابهم جريمتهم فى حق شقيقه كان خارج المنزل وتلقى اتصالا من أحد الأشخاص أخبره فيه أن أولاد حكيم يقتلون شقيقه حاليا، فقام بالاتصال على هاتف شقيقه الضحية ليفاجأ بأحد الأشخاص يفتح الهاتف ليسمعه صرخات شقيقه وهو يستغيث “حرام عليكو أنا بموت، أنا معملتش حاجة”، وعقب ذلك اتصل على قسم شرطة العمرانية ليخبرهم حتى ينقذوا شقيقه ففوجئ بأحد الأشخاص يتلقى منه البيانات ثم يغلق الاتصال دون أى فائدة، ليتلقى اتصالا آخر من أحد أصدقائه يخبره بأنه تم نقله إلى مستشفى أم المصريين وفور وصوله عثر على شقيقه غارقا فى دمائه ويطلب منه فى كلمات معدودة” عايز أشوف أمى قبل ما أموت” فيحمله شقيقه على أكتافه وينقله إلى منزله ليضعه أمام والدته، فتتلقاه بالصرخات ثم تهدأ لتسمع كلماته ويخبرها “أنا مش عارف أتنفس أنا بموت، فتلقنه الشهادة ليفارق الحياة بين أحضانها”.
حسن جمعة خال الضحية ذكر أن المتهمين الذين اشتركوا فى ارتكاب الجريمة هم كل من “إبراهيم.م” وشقيقه “كرم” من أبناء حكيم عتاة الإجرام و”اثنين من أصدقائهما “هانى.ف” و”تامر.م” وساعدهم أشخاص آخرون بإطلاق الأعيرة النارية فى الهواء لمنع الأهالى من إنقاذ “سامح” وقال إن المتهمين يعلمون أن الضحية ليس له علاقة بحرق شقتهم بدليل أنهم حررو محضرا ضد المتهمين الحقيقيين ولم يتضمن الاتهام اسم “سامح” الذى قتلوه، لكنهم اعتقدوا أن هيبتهم سقطت بين تجار المخدرات بحرق الشقة، فرغبوا فى إعادتها بقتل هذا البرىء، وأضاف أيضا أن المتهمين الأول والثانى من عتاة الإجرام فى المنطقة وعندما ماتت والدتهم أشهر أحدهم “فرد خرطوش” وأطلق الأعيرة النارية فى السماء لإعلان غضبه، بينما أشهر الثانى سكينا وأخذ يردد “كل اللى أمه عايشه هتموت” مهددا بقتل أى أم، وطالبت أسرة المجنى عليه بضرورة محاكمة المتهمين أمام القضاء العسكرى حتى يتلقوا عقابهم فى أسرع وقت وأن لا تتم محاكمتهم أمام المحكمة المدنية التى تتكرر جلساتها ويتأجل الحكم فيها لسنوات طويلة.
كانت الإدارة العامة لمباحث الجيزة قد ألقت القبض على المتهمين بقتل المجنى عليه بعد هروبهم وإقامتهم داخل شقة بمنطقة سيدى بشر بالإسكندرية وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة فتمت إحالتهم إلى النيابة للتحقيق.