عام 56 نيوز

في عالم الفيس بوك.. كيف تضبط علاقاتك بالآخرين؟

قديما قالوا أن الحب يبدأ بنظرة فابتسامة فلقاء فزواج.. أما في عصر التكنولوجيا والإنترنت والشبكات الاجتماعية اصطبغ الحب بصبغة إلكترونية فأصبح: like فـ comment فـ tag فـ message فـ chat.. ويأتي الزواج أو لا يأتي غالبا ليست هذه المشكلة.

لغة جديدة يؤسس لها الموقع الاجتماعي الشهير – الفيس بوك – يشرحها “أ.ع”، أحد مستخدمي الموقع، بقوله أن الموقع له لغته التي تمكن الأفراد المستخدمين من التعبير عن مشاعرهم ونقلها للآخرين، أو التعرف على مشاعر الآخرين من خلال طبيعة سلوكهم اليومي على صفحاتهم.

فإذا كنت تريد أن تلفت نظر شاب أو فتاة علي الفيس بوك ماعليك سوى أن تعجب (Like) بكل جملة يكتبها وكل صورة أو فيديو يقوم برفعها، ثم إضافة تعليق طويل منك ومفصل علي حالته الشخصية (status) ولكل جديد يضيفه في صفحته الشخصية، ثم عمل (tag) له في بعض الفيديوهات والصور التي قد تحمل معنى أو لا تحمل.

بهذه الخطوات أصبح بعض مستخدمي الفيس بوك يفسرون الحب الإلكتروني والإعجاب من الطرف الآخر، لتبدأ بعد ذلك مرحلة أخرى من الرسائل الخاصة ثم المحادثات الشخصية.

اختر شخصيتك الافتراضية

وإذا كان ما يشرحه “أ.ع” يتعارض مع حقيقة أن الشبكة العنكبوتية مهما تطورت فلن تتمكن من نقل صورة كاملة عن حقيقة الأفراد ومشاعرهم، إلا أن رصد ومتابعة سلوك مستخدمي الموقع يؤكد هذه اللغة، كما يبين أن لكل منهم سلوكه الخاص وطبيعته في التفاعل مع ما يتيحه الموقع من استخدامات:

  • فمن المستخدمين من يريد تقوية روابطه الاجتماعية والعائلية التي تتوه تفاصيلها في زحمة الحياة، فيكون دور الفيس بوك مشاركة الأحداث اليومية ومعرفة المناسبات الخاصة بالعائلة وربما معرفة مرض أو وفاة شخص منها، ويستمتع بهذه الخدمة الكثير خاصة من المغتربين.
  • ومنهم من يمثل الفيس بوك بالنسبة له مساحة اجتماعية مثل النادي أو الجامعة؛ فهو عبارة عن فضاء واسع للتعرف على أصدقاء جدد ومبادلتهم تفاصيل حياته، وهذا النوع دائما لديه قائمة ضخمة من الأصدقاء قد تتجاوز 500 شخص.
  • نموذج آخر يقتصر الفيس بوك لديه علي أصدقائه الفعليين في الواقع والذين يعرفهم جيداً مثل بعض زملاء العمل أوممن تجمعه بهم علاقات مشتركة.
  • وهناك من يدخل هذا العالم الافتراضي ليبحث عن انتصارات فشل فيها في الواقع، فربما يلبس شخصية المهذب الرائع في كل شئ، يتعرف علي الكثير والكثير ليوهمهم بشخصيته المزيفة ويجد لذلك انتصارا له وسعادة وتعويض لما يشعر به من نقصان.
  • وهناك الشخص الانطوائي محدود العلاقات والتجارب الخجول أحيانا، الذي يدخل لعالم الفيس بوك لكي يحاول أن يثب لنفسه أنه قادر علي صنع العلاقات، ويحقق الفيس بوك له ميزة أنه غير مرئي من أحد فبوسعه قول أي شئ عن نفسه وسيصدقه الجميع بالطبع، ويحاول مشاركة أصدقائه كل تفاصيل حياته اليومية.
  • وهناك من ينتحل صفة فتاة ويدخل لعالم الفتيات ويتفنن بإقناعهم بشخصيته الجديدة والاندماج معهم.. إحدى الفتيات تم خداعها هي وأصدقائها لمدة عام كامل من شاب أقنعهم فتاة بالفعل ومخطوبة، بل وعرض عليهم بعض الصور التي تثبت ادعاءاته، وظل طوال العام يتحدث حديث الفتيات ويتبادل معهم النصائح حول كيفية التعامل مع الخطيب المزعوم.. وهكذا حتى شعر بنوع من صحوة ضمير في لحظة ما ثم أرسل رسالة لهذه الفتاة يبلغها بأنه شاب ويطلب منها أن تسامحه وبعدها ألغى حسابه المزيف من على الموقع نهائياً.

خطوط حمراء

كل هذه الشخصيات لابد أن تقابل منها نموذجاً يوميا في جنبات هذا العالم الافتراضي؛ وهو الأمر الذي يستلزم أن نعلم كيف لنا أن نضبط علاقتنا في هذا العالم؟.. كيف نحسن استخدامه ولا نجني منه سوي المشكلات فقط؟.. كيف نضع خطوطنا الحمراء التي نضعها مع من نتعامل معهم في الحقيقة علي الفيس بوك أيضا؟.. كيف نستفيد بكل ما يتيحه الفيس بوك من مزايا حقيقية وأن نتجنب مشكلاته؟..

توضح دكتورة داليا الشيمي – – أنه بوجهٍ عام يمكننا ضبط علاقاتنا على الشبكات الاجتماعية بأن نتعامل معها كما نتعامل في حياتنا اليومية؛ فما هومباح فيها مباح في غيرها وما هو غير مباح فهو غير مباح في غيرها.

أما على وجه الخصوص في العلاقات بين الجنسين فلابد أن نضع في اعتبارنا الحالة التي يفرضها علينا هذا النوع من التواصل والذي ربما يترك مساحة لخيال الفرد ومن هنا:

1.    التحديد هام جداً؛ لذا مثلا يجب الحفاظ على الألقاب في الحوار بين الأشخاص الذين لا يعرفوا بعضهم البعض، فهذا يضع إطار للحديث ولا يسمح بكثير من التجاوز.

2.    الحفاظ على العمومية في الحديث، والحذر من الانتقال إلى خصوصية العلاقة مع شخص بعينه، والتأكيد على هذا المعنى في حالة تجاوزه من الطرف الآخر.

3.    اللجوء إلى التوضيح المستمر، وعدم استخدام الألفاظ التي تحمل أكثر من معنى حتى لا يترجمها الآخرون حسب أهواهم.

4.    يفضل أن تكون العلاقات القوية على الفيس بوك بين هؤلاء الذين نعرفهم معرفة شخصية.

5.    علينا أن نحذر أن حتى من نعرفهم شخصيا ربما يساعدهم وجودهم خلف شاشة الكمبيوتر على التجرأ؛ فيظهروا على غير ما نراهم عليه في العمل مثلاً، لذا علينا تنبيههم إذا تجاوزوا، سواء كان ذلك بتجاهل الرد على تجاوزاتهم أو ترك رسالة عامة في الحالة الشخصية (status) تقول ما معناه أن على الأشخاص أن يحافظوا على احترامهم لذواتهم في كل الأحوال، وغيرها من الطرق غير المباشرة، وإن لم تُفهم هذه الوسائل فلا مانع من الرسائل المباشرة.

6.    علينا أن نذكر أنفسنا دائما أن عالم الفيس بوك وغيره من المواقع ما هي إلا تواصل مبتور يجب ألا نعوّل كثيراً على ما يصدر من الأخرين فيه، لأنهم في الحقيقة مختلفون في حياتهم اليومية عما يظهرونه في كثير من الأحيان، خاصة في مرحلة الشباب حيث البحث عن قبول الآخر أو عن علاقات عاطفية مفقودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى