بالصور الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة
كثيرا ما يخطئ البعض وخاصة في وسائل الإعلام المرئية عندما تعرض صورة قبة الصخرة المشرفة- عن قصد أو من دون قصد- بوصفها المسجد الأقصى مما يؤدي إلى خلط والتباس للصورة لدى المشاهد العربي والإسلامي والأجنبي بين المسجد القبلي (المسقوف) ومسجد قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى. وقد يؤدي تكرار عرض صورة قبة الصخرة كرمز للقدس إلى اعتقاد المشاهد خطأ بأن مسجد قبة الصخرة هو المسجد الأقصى.
والحقيقة أن قبة الصخرة ومسجدها جزء من المسجد الاقصى الذي ورد ذكره في فاتحة سورة الإسراء بقوله تعالى “سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ” وهو- أي المسجد الأقصى- كل المساحة الواقعة داخل أسوار الحرم القدسي الشريف والبالغة (144) ألف متر مربع ويضم: عدة مساجد هي المسجد القبلي، والمسجد القديم، ومسجد البراق، ومسجد المغاربة، ومسجد النساء، والمصلى المرواني إضافة إلى (4) مآذن، و(15) قبة، و(12) مدرسة، و(8) بوائك، وعددا من الاسبلة والمحاريب والمصاطب والآبار العامرة، ورواقين غربي وشمالي.
كما أن المسجد القائم حاليا في الجهة الجنوبية من الحرم القدسي الشريف الذي بات يعرف في الاوساط الاعلامية والسياسية خطأ بالمسجد الاقصى، هو في الحقيقة المسجد القبلي أو المسجد المسقوف الذي بدأ بناءه الخليفة الاموي عبدالملك بن مروان واستكمل بناؤه في عهد ابنه الوليد بن عبدالملك. ولأنه يقع في الجهة الجنوبية من الحرم القدسي فقد جاءت تسميته بالمسجد القبلي، وهي الاصح والواجب تعميمها وترسيخها في أذهان العرب والمسلمين والعالم. وكان الخليفة عبدالملك بن مروان قد باشر ببنائه بعد أن فرغ من بناء مسجد قبة الصخرة في الجهة الشمالية من الحرم القدسي الشريف وبينهما ساحة يتوسطها كأس ليكون متوضأ.
ومسجد قبة الصخرة المشرفة الذي أصبح رمزا للمدينة وشاهدا على عروبة واسلامية القدس، فيعتبر بكل مقاييس الفن والجمال والهندسة المعمارية تحفة فنية تنشد إليها الأنظار من أنحاء العالم كافة.
ولهذا فإن الإشارة إلى المسجد الأقصى تستلزم إظهار كامل الحرم القدسي الشريف؛ ليرسخ في ذهن المشاهد أن كل شبر داخل هذا الموقع هو جزء من المسجد الاقصى المبارك. أما حائط البراق فهو جزء من الجدار الغربي للحرم الشريف حيث يطوق المسجد الأقصى بجدار من الجهات الأربع. وتقع خلف الجدار ساحة صغيرة تسمى ساحة البراق حيث ربط الرسول صلى الله عليه وسلم دابته (البراق) في الساحة إلى جوار الحائط. والساحة والحائط مكانان مقدسان لدى المسلمين. وهما من الأوقاف الإسلامية الخالصة. وتقع بالقرب منهما حارة الشرف. وقد قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلية بتوسعة ساحة البراق “وحارة اليهود ” بعيد عدوان 1967م اضعاف ما كانتا عليه، بعد أن أقدمت على هدم مئات المساكن ومئات المحلات التجارية في حي المغاربة الذي أزالته من الوجود كليا. كما قامت بهدم باب السلسلة، وحارة الشرف. ثم أنشأت مباني كثيرة جديدة لاسكان اليهود في “الحي اليهودي ” الذي أصبح أكبر بكثير مما كان عليه الحال قبل الاحتلال.
وكذك كان الخلط والتعمية بخصوص مصطلحات مثل “القدس الشرقية ” و “القدس الغربية ” وكأنهما مدينتان منفصلتان وليس مدينة واحدة هي القدس. كل ذلك حتى نقر ونعترف ونسلم باحتلال إسرائيل لغرب القدس التي يملك العرب أكثر من 70 % منها؛ فالصواب إذن أن يقال غرب القدس أو الشطر الغربي من القدس، وشرق القدس أو الشطر الشرقي من القدس.
أما المسميات الأخرى التي تطلق على المدينة وربما تكون مجهولة المضمون لدى الكثيرين فهي: القدس القديمة: (البلدة القديمة): داخل السور حيث الأماكن المقدسة ومساحتها أقل من كيلو متر مربع واحد، والقدس الجديدة: وهي الأحياء المحيطة بالقدس القديمة وكانت مساحتها قبل النكبة حوالي (19كم2). وقد استخدم هذا التعبير حتى العام 1948م. وكان الشطر الشرقي من القدس يضم البلدة القديمة والأحياء الشرقية= والشمالية والجنوبية بمساحة 6.5كم2 في الفترة بين عامي
1948-1967م. وبعد الاحتلال صادرت إسرائيل أراضي القرى الفلسطينية المحيطة بها ووسعتها بحيث أصبحت حوالي 72كم2 وضمتها إلى الشطر الغربي من القدس.
أما غرب القدس فكانت مساحتها بين عامي 1948م-1967م (38كم2) ثم وسعتها اسرائيل باتجاه الغرب بعد عدوان 1967م لتصل الى (53كم2).
وعن القدس الكبرى أو الموحدة وهي التي تدعي اسرائيل بأنها عاصمتها الأبدية الموحدة التي نتجت عن ضم الشطر الشرقي إلى الشطر الغربي من القدس بمساحة وصلت إلى (123كم2).
أما حاضرة القدس أو متروبوليتان القدس فمراد لها وفق الأطماع الصهيونية أن تشمل ما مساحته 400-600كم2 وربما تصل إلى أكثر من ذلك، عندما تضم الكتل الاستيطانية التي تطوق (القدس الموحدة) من الجهات الثلاث الشرقية، والشمالية، والجنوبية، بالإضافة إلى غرب القدس ولتقضم ما مساحته أكثر من 12.5 % من مجموع مساحة الضفة الغربية المحتلة.
ويجدر التأكيد في هذا السياق ضرورة استخدام كلمة مستعمرات في الاعلام بدلا من مستوطنات؛ لأن كلمة مستعمرة تعني الاستيلاء على أرض وطرد أصحابها منها لإحلال غزاة محلهم. وهذا هو الحاصل في كل مراحل المشروع الاستعماري الصهيوني في حين أن مصطلح مستوطنة ذو طابع تضليلي يمكن أن يفهم منه إلغاء صفة الاحتلال الظاهر للعيان في مصطلح مستعمرة.
هذه الصورة لمسجد قبة الصخرة , و ليس المسجد الأقصى كما يعتقد البعض , و هذا المسجد بناه “عبد الملك بن مروان” , و هذا المسجد عرج منه أشرف الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه و سلم.
هذه الصورة لـ”القبة السلسلة” أو ( القبة الصغيرة ) , بناها أيضا “عبد الملك بن مروان” ؛ و ذلك لتكون مقرا للمهندسين و المعماريين الذين أشرفوا على بناء مسجد قبة الصخرة.
هذا هو المسجد الأقصى الذي يعتقد البعض أنه مسجد قبة الصخرة , و هو أولى القبلتين , و ثالث الحرمين أي من الثلاث مساجد التي يشد إليها الرحال.
و من هنا يتضح لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود , فالفكرة واضحة , و الفرق واضح و يجب علينا كمسلمين أو كعرب أن نواجه هذه المشكلة , و نمنع إنتشار هذه الفكرة كالوباء , و ليكن مواجهة المشكلة هو دواء لهذا الوباء.