عالم القصص والحكايات

محمود.. “زبال” بمؤهل عال!

ـ الاسم: محمود حسين عبد الغفار.

ـ تاريخ الميلاد: 12 يونية 1985.

ـ المؤهل الدراسي: بكالوريوس زراعة.

ـ المهنة: “زبال”.. قصدي “عامل نظافة”.

 

هكذا قدم لنا “محمود” نفسه، فهو كغيره من آلاف الشباب في مصر، تخرج فى الجامعة ولم يجد عملا مناسبا لمؤهله الدراسي، وحتى لا يحمل لقب “عاطل” ارتضى بمهنة “عامل النظافة” رافعاً شعار: “النظافة من الإيمان”.

“مبقيتش أتكسف”

يحكي لنا محمود قصته وكيف تحول من طالب جامعي إلى عامل نظافة قائلا: “والدي كان برضه “زبال”، وعلى الرغم من بساطته وفقره إلا إنه لم يبخل يوما علينا، وأصر على تعليمي أنا وأخواتي الثلاثة، ولما كنت أرجع له من المدرسة بعيط لأن أصحابي بيعايروني بشغلانته، كان يقوللي: “اللي يقولك أبوك زبال قول له النظافة من الإيمان، ولو كلنا بقينا زبالين بلدنا هتبقى أنضف بلد، ومن وقتها مبقتش أتكسف من شغلانة أبويا”.

يكمل محمود قصته قائلا: “تخرجت من الجامعة وظللت سنتين بلا عمل عاطل يعني، قدمت على وظائف كتير أوي وللأسف مقدرتش أحصل على أي واحدة منها، لأن طبعا معنديش واسطة، وبعد وفاة والدي أصبحت أنا المسئول عن أخواتي وأمي، ومبقاش قدامي غير إني أشتغل زي أبويا”.

يستطرد محمود قائلا: “مش هقول العبارة الشهيرة (الشغل مش عيب طالما حلال)، لأني بصراحة حسيت بكسرة نفس رهيبة في بداية شغلي، وانكسرت أكتر لما أهل البنت اللي بحبها رفضوني بسبب شغلي”.

“الثورة رفعت رأسي”

“وقت الثورة كنت فرحان أوي، مش بس عشان مصر بتتغير، لكن لأني لقيت شباب زيي بينضف ويكنس الشوارع”، يقول محمود، ويتابع: “قلت لنفسي لما شوفت المشاهد دي خلاص محدش هيبصلك بنظرة إحتقار تاني، الكل هيقدر دورك وشغلك”.

ويكمل بحزن: “للأسف رجعنا تاني للأول وأسوأ، علشان كده نفسي الناس تقدر دور كل وظيفة مهما كانت بساطتها، اللي ناسها يغيروا مفاهيهم السلبية عن أي شغلانة”.

وعن أحلامه بعد دخول مصر مرحلة جديدة برئيس جديد، يقول محمود: “بحلم بمصر الجديدة اللي ألاقي فيها شغل بمؤهلي، ويكون معيار الإختيار الوحيد لأي وظيفة فيها هي الكفاءة مش الواسطة والمحسوبية”.

المصدر: الوفد

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button