فوائد ونصائح طبية

نصائح للتعامل مع الطفل العنيد

نصائح للتعامل مع الطفل العنيد, يتباين أطفالنا في شخصياتهم وأطباعهم، فكل طفل يمتلك أسلوبًا فريدًا للتعبير عن مشاعره أو التفاعل مع مواقف معينة. وهذا يستلزم من الأهل أن يكونوا حسّاسين لتفاصيل شخصية طفلهم وقادرين على التعامل معه بالطريقة المناسبة وفقًا لطبيعته. تربية الأطفال بشكل سليم وفعّال يتطلب جهدًا كبيرًا من الوالدين، حيث يمكن لتصرف بسيط غير متناسب أن يؤثر على نفسية الطفل، وقد ينجم عنه آثار سلبية تستمر على المدى البعيد. في هذا السياق، سنناقش اليوم كيفية التعامل مع الأطفال العصبيين والعنيدين، حيث يمكن أن تكون هذه المهارات مفيدة للأهل لفهم تصرفات أطفالهم والتفاعل معهم بشكل يحقق التوازن والتطور الإيجابي.

الطفل العصبي والعنيد من وجهة نظر المختصّين

تعزيز الإيجابية ومنح الأطفال الدعم يسهمان في تحفيزهم للامتثال لتوجيهات الوالدين. العناد ليس سلوكًا مكتسبًا بل هو مرحلة تمر بها الأطفال، وتوجد أساليب حديثة للتعامل مع الطفل العنيد والعصبي تساعد على فهمهما والتفاعل معهما بفعالية.
 
في البداية، يجب على الوالدين أن يدركوا أن الأطفال العنيدين والعصبيين يتميزون عادةً بسمتين إيجابيتين هما الذكاء والنشاط. بالفعل، يُعَدُّ عبث الأطفال، كما يطلق عليه الوالدين، مظهرًا إيجابيًّا للنشاط والذكاء، وهو يساهم بشكل كبير في تطوير مهاراتهم. يؤكد المختصون في علم النفس أن العناد يُظهِر ذكاء الطفل ويعبر عنه. تُبدأ مرحلة العناد غالبًا عندما يبلغ الطفل عمر السنتين، وهي تحمل العديد من الجوانب الإيجابية التي تجعل الوالدين واثقين من تطور طفلهم، فهي تشير إلى استقلاليته وأولى خطواته نحو الاعتماد على نفسه، وهذا يتجلى في إصراره على فعل الأشياء دون تدخل من الكبار.
 
وبالرغم من أنه يُمكن اعتبار صفة العناد لدى الأطفال ميزة طبيعية لا تُستدعي القلق الزائد، إلا أنها تُعَدّ مرحلة يجب أن يمروا بها. تبدأ تقريبًا في عمر السنتين، ومع ذلك لا ينبغي تجاهل أهمية التعامل الصحيح مع الطفل العنيد حتى لا يتوطَّد هذا السلوك حتى سنوات المراهقة، مما قد يعقِّد تفاعل الآباء معهم.

طريقة التعامل مع الطفل العصبي أو الطفل العنيد

كما سبق ذكره، العناد ليس سلوكاً يكتسبه الطفل، بل هو مرحلة يتجاوزها الطفل عادةً بدءًا من عمر السنتين، فهي مرحلة ابتدائية تعرِّف الطفل على مفهوم الذات “أنا”. في هذه المرحلة، ينشأ في الطفل رغبة قوية في التصرف وفقًا لرغباته الشخصية دون تدخل من الآخرين. يُظهِر الطفل رفضًا للأوامر التي لا تتناسب مع توجهاته، وعادةً ما يُعتبر هذا التصرف عنادًا من قبل الوالدين.
 
هذه المرحلة تُعَدّ نقطة تحول هامة. يمكن للوالدين أن يتفاعلوا مع عناد الطفل بإحدى الطرق:
● إما أن يجعلوا من هذه الصفة فرصة لدعم تطوير شخصية الطفل القوية والمستقلة، أو أن يتبعوا أسلوبًا يؤدي إلى نقص في ثقة الطفل بنفسه وتطوير شخصية ضعيفة لا تستطيع اتخاذ القرارات بثقة. إذا تمّ التفاعل بشكل غير مناسب، قد يكون الطفل عُرضة للتنمّر من قِبَل الأقران في المرحلة المقبلة.

أسباب استمرار العناد لدى الأطفال

تأثير الدلال المفرط يؤدي إلى تعكير سلوك الطفل. وإليكم قائمة تشمل العوامل التي قد تزيد من مشكلة العناد لدى الأطفال:

التصدي للعناد بمزيدٍ من العناد

السبب الرئيسي لاستمرار عناد الأطفال هو التعامل بنفس الطريقة، أي مقابلة عناد الطفل بعناد من قبل الوالدين. ويتضمن ذلك عدم قبول الوالدين لفكرة التنازل وعدم القدرة على التفاوض لإيجاد حلول. يحتاج الطفل إلى اهتمام ووقت وجهد مناسبين لتنمية شخصيته بطريقة صحية، وتجنب الاضطرابات النفسية. 

وجود بعض المشاكل الأسرية

الخلافات العائلية تُعد الجوهر الرئيسي لتكوّن اضطرابات نفسية لدى الطفل. في مرحلة العناد، تعمل هذه الخلافات على تعزيز رغبة الطفل في جلب الاهتمام من خلال رفض اتباع التوجيهات المطلوبة، وقد يصل الأمر إلى التفاعل بشكل مبالغ فيه، مثل الصراخ والبكاء.

تعوديه على الدلال الزائد

الإفراط في تلبية احتياجات الطفل يؤثر سلبًا على تطور سلوكياته، وهو عامل رئيسي في تعزيز سلوك العناد لديه، حيث يدرك أنه في النهاية سيحقق ما يريد من خلال هذا السلوك.

مقارنة الطفل بأطفال آخرين

ينبغي للوالدين أن يتدركوا الاضطرابات النفسية التي يتعرض لها الطفل عند مقارنته بالآخرين. فالسلوك الذي يتبعه لن يشجعه بأي شكل، بل سيؤدي دائمًا إلى تقويض ثقته بنفسه. فيما يتعلق بالعناد والعصبية، يُلاحظ أن المقارنة بأشقائه أو أقرانه تولّد ردود فعل سلبية منه، مثل التمرد وتنفيذ ما يخالف التوجيهات، وظهور سلوك عصبي وعدائي..

التركيز بشكل كبير مع عناد الطفل

عندما يتم التركيز من قبل الوالدين على سلوك العناد لدى الطفل ويتم طرحه في المحادثات أمام العائلة والأقارب أثناء وجود الطفل، وبسبب تكرار هذا السيناريو، ستترسخ الفكرة في ذهن الطفل وممكن أن تستمر حتى عمر أكبر.

التربية بطريقة متناقضة

الأطفال العنيدين والعصبيين يتميزون بذكائهم، ولذلك إذا لم يتفق الوالدين على أسلوب تربية محدد أو منهجية لاتخاذ القرارات، قد يستغل الطفل ذكائه في هذا السياق. على سبيل المثال، إذا سأل الطفل والديه عن إمكانية الحصول على شيء ما، وكان كل من الوالدين يلقي المسؤولية على الآخر لاتخاذ القرار، فإن الطفل قد يستفيد من هذا ويصر على طلبه حتى يحقق ما يريد.

معالجة صفتي العناد والعصبية لدى الطفل

الأطفال أحيانًا يلجأون إلى الصراخ لجلب الانتباه والاهتمام. إذا كنتِ تواجهين طفلًا عصبيًا وعنيدًا، يمكنك اتباع بعض الإرشادات في التعامل معه أهمها:
 
● يجب أن تتيحي له المشاركة في اتخاذ القرارات أو على الأقل سماع آرائه. يكمن النجاح في تربية الأطفال العنيدين والعصبيين في استخدام أساليب ذكية في التفاعل معهم. يجب أن تنخرطي في مستواهم العقلي وتتحدثي معهم بلطف وبنبرة صوت هادئة، وتستخدمي كلمات يحبونها. 
● يفتح الباب أمام استخدام الأهل للأوامر بشكل ذكي وملتف عند التعامل مع الطفل. يُمكن اختيار تقديم خيارين أمامه ليختار منهما، مما يجعله يشعر أنه المتحكم في اتخاذ القرار. على سبيل المثال، فيمكنك أن تسأليه عند مشاهدته التلفاز: “هل تريد إغلاق التلفاز والبدء في الدروس الآن، أم تفضل الانتظار لمدة 5 دقائق؟” هذا الأسلوب سيساهم في تعزيز انفتاح الطفل لاتباع التوجيهات وتعلمه صنع القرارات.
● بدلاً من إصدار أوامر صارمة للطفل لتنفيذ واجباته، يُمكن تحويل هذه الواجبات إلى تحديات مرحة. على سبيل المثال، بدلاً من أن تأمره بترتيب غرفته، يمكنك تحويل ذلك إلى تحدي لاستكمال ترتيب الغرفة خلال 5 دقائق. هذا النهج يشجع على المشاركة ويساعد الطفل على الالتزام بمهامه بشكل أكثر إيجابية.
● إشادة الأهل بالإنجازات والتصرفات الإيجابية للطفل تؤثر إيجابياً على نفسيته وثقته بنفسه. يُمكن استخدام هذه الطريقة لتشجيعه على الامتثال والتعاون. بدلاً من إصدار أمر مباشر، يمكنك القول: “أنت تتفوق في هذا، هل تستطيع مساعدتي في ذلك؟” أو “أنت تفعل ذلك بشكل جيد، هل يمكنك تعليمني كيف؟” هذا النهج يشجع على التعاون ويعزز شعوره بالقيمة.
● يجب تجنب استخدام أساليب الذم أو التهديد مع الأطفال. الحوار والتوجيه الإيجابي يمكن أن يكونا أكثر فعالية في تصحيح السلوك غير المرغوب. بدلاً من توجيه التهديدات أو العقوبات، يمكن النقاش والتعاون للتوصل إلى حلول.
● الذم والانتقاد العلني للطفل أمام الآخرين يمكن أن يؤثر سلبًا على نفسيته وثقته بنفسه. يفضل معالجة المشاكل ومناقشة التحديات بشكل خاص بدلاً من ذلك.
هذه النصائح قد تساعدك في التعامل مع الأطفال العصبيين والعنيدين بطرق إيجابية وفعّالة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى