على طريقة مقتل الشاب السكندري خالد سعيد الذي كان ضمن أسباب ثورة 25 يناير وقع محمد عزام بائع طيور بقرية بنجا مركز طهطا بسوهاج ضحية جديدة للشرطة بعد ان خرج من منزله بصحبة ضباط الشرطة وبعد ساعة تبين وفاته داخل مركز الشرطة اتهمت أسرة القتيل ضباط الشرطة بقتله بعد أن شاهدوا أثار ضرب
وتجرى نيابة مركز طهطا برئاسة إسلام أبو سالم مدير النيابة تحقيقات موسعة في القضية وتبين من التحقيقات أن المجني عليه صادر ضده حكم بالحبس أسبوعين في قضية ” تبديد ” وقالت أسرته في التحقيقات ان المجني عليه تعرضه للتعذيب على يد أفراد القوة الأمنية المكلفة بالضبط خاصة بعد تأكيد تقرير مفتش الصحة وجود كدمات وآثار دماء فى أنف الضحية.
واستعجلت النيابة فى التحقيقات التي باشرها المستشار مصطفى عبد الكريم المحامى العام لنيابات شمال سوهاج تقرير الطبيب الشرعي الخاص بتشريح الجثة لتحديد سبب الوفاة خاصة بعد اتهام أسرة الضحية فى التحقيقات لأفراد القوة الأمنية بضرب الضحية وتعذيبه والتسبب في وفاته.
بدأت وقائع القضية ببلاغ تلقاه اللواء عبد العزيز النحاس مدير أمن سوهاج من مركز شرطة طهطا بقيام قوة من مباحث المركز ضمت النقيب أحمد حسين كامل ضابط تنفيذ الأحكام والنقيب الهيثم إبراهيم شاكر والملازم أول مصطفى محمود وأفراد من الشرطة النظامية والسرية بضبط محمد إسماعيل عزام 47 سنة عامل من قرية بنجا مطلوب ضبطه وإحضاره فى قضية تبديد لتنفيذ حكم بالحبس أسبوعين وكفالة 20 جنيهاً وأنه لدى ضبط المذكور قام بتوجيه الألفاظ النابية لأفراد القوة إلا أنه تم احتواء الموقف واصطحابه لمركز الشرطة وأثناء إنهاء الإجراءات القانونية بوحدة مباحث المركز سقط مغشيا عليه.
وتم نقله على الفور إلى المستشفى المركزي لإسعافه إلا أنه وصل جثة هامدة – حسبما ذكرت مديرية الأمن – وأنه بتوقيع الكشف الظاهري على المذكور ولم يتبين وجود ثمة إصابات ظاهرية بالجثة ما عدا كدمة بالأنف يرجح أنها حدثت نتيجة سقوط الضحية أرضا على وجهه.
قال محمد طه همام 58 سنة تاجر والد زوجة الضحية أن محمد بائع طيور فقير ولم يتهم فى قضايا مخدرات أو سرقة وأضاف أن الحكم الصادر ضده بالحبس يتلخص فى قيامه بضم قطعة أرض فضاء ملاصقة لمنزله الصغير المكون من طابقين مساحتها 10 أمتار منذ 10 سنوات وقيام موظفي الوحدة المحلية بتحرير محاضر وغرامات له بدعوى استيلائه على أملاك الدولة وأنتهي الأمر إلى إلزامه بدفع 1000 جنيه على أقساط نظير انتفاعه بهذه القطعة وتمكن القتيل من دفع 600 جنيها من المبلغ المطلوب وتبقى عليه قسط بمبلغ 300 جنيه لم يستطع دفعها نظرا لظروفه المادية الصعبة تم تحرير محضر ومخالفة عدم سداد له وقضت عليه محكمة الجنح بالحبس أسبوعين ودفع غرامة 20 جنيها.
وقالت زوجة الضحية سعاد محمد طه 36 سنة أننا فقراء ومعظم أكلنا جبنه قديمة علشان نقدر نوفر المصاريف ولدينا 6 من الأولاد والبنات وهم : إسلام 16 سنة وحنان في الصف الثاني الإعدادي وكريم في الصف السادس الإبتدائى ومحمد فى الصف الرابع الإبتدائى ودعاء 3 سنوات والزعيم سنتان ونسكن جميعا في غرفتين بالدور الثاني والدور الأرضي تعيش فيه أم زوجي وبنتها .
وسردت سعاد تفاصيل الحادث أكدت أن هناك قوة من المباحث حضرت للقبض على زوجها أثناء تناوله طعام الغداء وسط أطفاله وقال
الضابط لزوجها ” قوم معانا ياد أنت عليك حكم ” فرد زوجي قائلاً ” يا باشا هى الشرطة لسه بتهجم على البيوت هو الكلام ده مش بطل من بعد الثورة وبعدين أنا راجل غلبان مش تاجر مخدرات ولا قاتل ولا حرامي يدوب عليا غرامة”.
وأضافت بأن الضابط غضب من كلام زوجها فسبه بأمه أمام أطفاله فرد عليه زوجي الشتيمة وبعدها جن جنون الضابط فصفعه بالقلم على وجهه وأستدعى باقي أفراد القوة وانهالوا عليه بالضرب داخل الحجرة وسحلوه على السلم وسط صراخي وصراخ والدته والأطفال وقالوا لى ” وحياة أمك ما هتشوفيه تانى ” ووضعوه فى سيارة الشرطة نائما على بطنه بعدما أوسعوه ضربا ومزقوا جلبابه الذي كان يرتديه وبدأت مع الجيران فى جمع مبلغ الغرامة ال300 جنيه من أجل إخراجه إلا أنهم بعد ساعة بالضبط أرسلوا لنا أحد أهالي القرية يبلغنا أن محمد مات وأن الوفاة قضاء وقدر.
وتؤكد سعاد أنها خافت على ضياع حق زوجها بعد موته وضياع قضيته دون محاسبة المتسببين في وفاته ومكثت أمام استراحة النيابة تطلب الاستغاثة فخرج لها وكيل النيابة الساعة الواحدة صباحا وتحرك معها إلى المشرحة وأجرى معاينة للجثة وطمأنها بأن حق زوجها لن يضيع.
وقالت خديجة هاشم 77 سنة والدة الضحية محمد كان بيصرف عليا ويأكلني مع عياله وطلبت من الضابط أن يتركه وقبلت يده وقلت له حرام عليك ده بيأكلنى وما ليش غيره لكن الضابط دفعني بيده وقال لي “أمشى من وشى يا امرأة يا شايبة “وصفعني علي وجهي.
وأكد عدد من المتهمين في قضايا أخرى من أهالي القرية لأسرة القتيل أن قوة الشرطة وضعته فى سجن إنفرادي عقب الوصول إلى مركز الشرطة واعتدوا عليه بالضرب والتعذيب وأضافوا أنهم سمعوا صراخه حتى سكت صوته فجأة مفارقا الحياة.
وطالبت اسرة القتيل الرئيس محمد مرسى ووزير الداخلية ومدير أمن سوهاج بالتدخل لتحقيق العدل والحصول على حق ابنهم.
شاهد الفيديو
httpv://www.youtube.com/watch?v=eZ4DkW1oiqM