”أنا عايزة حق بنتي من اللي قتلها، حسبي الله ونعم الوكيل فيه، جاي يساومنا على حياتها بـ50 ألف جنيه”.
بهذه الكلمات المصحوبة بدموع وحصره كشفت حسنات نعيم فوزي، لـ” مصراوي” والدة سهير الباتع، فتاة الدقهلية، التى توفت نتيجة جرعة مخدر زائدة، أثناء إجراء عملية ختان لها، عن مساومة الطبيب المتسبب فى قتلها للتنازل عن القضية .مضيفة: ”فلوس إيه اللي هتعوض ضنايا”.
منذ يومين، رافقت سهير والديها إلى إحدى العيادات الخاصة، لإجراء عملية ختان، مثل باقي بنات قريتها، حيث لفظت ”سهير” أنفاسها الأخيرة داخل العيادة المملوكة للطبيب رسلان فضل، بعدما قام بإعطائها جرعة زائدة من المخدر، قبل إجراء عملية الختان .
ويروي الباتع محمد إبراهيم، والد الفتاة، تفاصيل الحادث لـ”مصراوي”، فيقول: ”ذهبت أنا وزوجتي حسنات، وبصحبتنا سهير إلى الطبيب، لإجراء عملية الختان لها، لأنها عادات وتقاليد متعارف عليها في الريف، وعندما ذهبنا إلى العيادة، تركنا ابنتنا مع الطبيب والممرضة فقط، وبعد ربع ساعة أخرجت الممرضة ابنتي من غرفة العمليات، ونقلتها إلى غرفة مجاورة ومعها 3 بنات أخريات، كان الطبيب قد أجرى عمليات ختان لهن أيضًا”.
وأضاف: ”انتظرنا نصف ساعة كي تفيق ابنتي، ولكن لم يحدث، وفوجئنا باستدعاء الدكتور لسيارة إسعاف لنقلها إلى مستشفى أجا، بحجة ضعف البنت وعدم وجود إمكانيات بالعيادة، وعند وصولنا المستشفى قالوا لنا إن البنت ماتت”.
واستطرد الباتع: ”لو كنت أعرف أن إجراء تلك العملية سيكون نهاية ابنتي لما فعلت ذلك، ولكن ما جعلني أقدم على تلك الخطوة أن ابنتي البكرية أجرت تلك العملية منذ سنتين عند نفس الدكتور وكانت ناجحة”.
تجدر الإشارة إلى أن لجنة العلاج الحر بمديرية الصحة في الدقهلية قررت إغلاق عيادة الطبيب، ومنعته من مزاولة العمل بها، كما أمرت نيابة أجا، برئاسة طارق حمودة، مدير النيابة، بسرعة ضبط وإحضار الطبيب والممرضات المساعدات له، وأخذ عينات من الجثة لفحصها، وكتابة التقرير النهائي بعد 15 يومًا.
وفي السياق ذاته، أدان المجلس القومي للمرأة الحادث، واعتبره ”إجراميًا”، مطالبًا بإحالة جميع المتورطين في هذا العمل إلى النيابة العامة، وبإجراء تفتيش فوري للعيادات الخاصة، وغلق أي عيادة تُجري عمليات الختان على الفور، وإحالة بلاغات المواطنين المتعلقة بهذا الشأن إلى النيابة، مطالبًا المواطنين بالإبلاغ عن أي معلومات لديهم تتعلق بواقعة إجراء عملية ختان بأي عيادة أو مركز.
