علماء الازهر وفتوي شاهين بجواز تطليق الزوجة الاخوانية
علماء الازهر وفتوي شاهين بجواز تطليق الزوجة الاخوانية
استنكر مشايخ وعلماء الأزهر فتوي الشيخ مظهر شاهين، الملقب بخطيب الثورة، بتطليق الزوجة الإخوانية من زوجها غير الإخواني.
مؤكدين أن مثل هذه الفتوي لا علاقة لها بصحيح الإسلام، وتهدف إلي هدم الأسرة المصرية وبث الفرقة بين الزوج وزوجته، موضحين أن الاختلافات المذهبية والفكرية والسياسية، لا تؤثر علي علاقة الزوج بزوجته، وعلينا أن نتعلم الاختلاف ولا نسير وفق مثل هذه الفتاوي “العبثية”.
في البداية قالت الدكتورة آمنة نصير أستاذة الفلسفة الإسلامية جامعة الأزهر، إن ما أفتي به الشيخ مظهر شاهين،” بجواز تطليق الإخوانية من غير الإخواني”، إن صح فهمها فهي فتوي تضر بالمجتمع المصري في ظل كثرة المشكلات التي نعاني منها في هذه الفترة.
وأوضحت نصير أن صحيح الدين يدعونا للاختلاف ولكن علينا أن يحترم بعضنا البعض ، ومن ثم لا يجوز أن تطلق الفتوي بهذا الشكل دون اي علم لأنها تتعلق بحياة الأسر المصرية، مشيرة إلي أن الاختلافات المذهبية والفكرية والاجتماعية وأيضا السياسية، لا ترتقي إلي أن يقوم شخص بتطليق زوجته لمجرد اختلافها معه في فكرة معينة.
وأكملت نصير أنه لا يوجد شخص واحد يملك الحقيقة ولكن هناك العديد من الزوايا التي يري بها شخص معين ما لا يراه الآخرون، ومن ثم علينا أن نعلم جيدا أن هناك اختلاف وأخطاء في أفكارنا، وعلينا أن نعمل وفقاً لرأي الأمام الشافعي عندما قال: رأي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
وطالبت نصير جميع المشايخ ومن يتصدرون للفتوي بأن لا ينجرفوا إلي الفتوي وفق أهوائهم الشخصية، لمجرد الاختلاف مع الآخر، ومن ثم عليهم أن يحذروا الفتوي ويتقوا الله في الشعب المصري، الذي يعاني كثيرا من اضطراب في الفتوي التي تحمله للفهم الخاطئ للدين.
وقال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة جامعة الأزهر: إن الفتوي التي جاءت علي لسان الشيخ مظهر شاهين، لا علاقة لها بالشريعة الإسلامية، لافتا أن الصحيح في الدين الإسلامي عدم جواز الإخلال بعقد الزواج بين المسلم وزوجته باختلاف انتماءاتها المذهبية أو الفكرية، وفقا لما جاء بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية، التي أكدت علي عدم التمييز بينهم.
وأوضح كريمة أن هناك أفكارا يعتنقها الإخوان من رجال ونساء تخالف صحيح الدين بما يضعهم في مصاف الخوارج عن هذا الدين في هذا العصر، والتي تخرجهم علي صف الأمة، ولكن هذا لا يعطي الحق إلي أي شخص بأن يفتي بتطليق نسائهم أو عدم الزواج منهم، مشيرا إلي أن المسلمين علي اختلاف مذاهبهم وأشكالهم من صوفية وسلفية وإخوان عند الله مسلمين، ولكل منهم حسابه عند الله ولا وصاية للعبدمهما كان أن يصدر عليهم الفتوي الغير شرعية، والتي تحكمها العاطفة، لافتا علينا إصلاح المجتمع لا إفساده، ولا ينبغي الانزلاق إلي مثل هذه الفتوي التي تدمر المجتمع وتفرق بين الشخص وزوجته لمجرد الاختلاف.
وفي ذات السياق أكد الشيخ سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف السابق، أن الفتوي التي أطلقها الشيخ مظهر شاهين تهدف إلي هدم المجتمع المصري، لافتا إلي أنها فتوي تخرج من شخص غير ذي صفة ولا يحق له الفتوي.
وأوضح عبدالجليل، أن الفتوي لها أهلها ولا ينبغي لأي شخص يتحدث ويفتي في شئون المسلمين العامة، وهو يجهلها ولو تدبر “شاهين” الأمر قليلا لما أطلق مثل هذه الفتوي التي تصيب المجتمع في قيمه الإسلامية، ولا يجوز علي الإطلاق اتباع مثل هذه الفتوي، لأنها تهدم الأسر المصرية المسلمة بغير حق، ويترتب عليها ذرع الفتن بين الرجل وزوجته، مما يترتب عليه تشريد الأطفال وخلق حالة عدائية من جديد في ظل حالة العنف التي تشهدها مصر في الفترة الاخيره والذي ساهم فيها أيضا بعض الفتاوي “العبثية” وغير المطابقة للشريعة الإسلامية.