عام 56 نيوز

نتن ياهو لأوباما : لو لم تجدوا حلا لمصر سنحتل سيناء .. فهل يعي ما يقول؟

إسرائيل تدق طبول الحرب من جديد في‮ ‬المنطقة‮.. ‬تل أبيب تلوح بالحرب‮.. ‬نتنياهو‮ ‬يعجل بالتصريحات الساخنة لوقف تحول مصر إلي‮ ‬دولة قوية بعد الثورة ولو بمواجهة عسكرية‮.. ‬وآخرها ادعاء أن مصر لم تعد تسيطر علي‮ ‬سيناء‮.‬

التسريبات الواردة من تل أبيب تؤكد أن حالة من الغليان داخل الأوساط الإسرائيلية علي‮ ‬مصر الثورة بعد توقف إمدادات الغاز الطبيعي‮ ‬وإصرار الجانب المصري‮ ‬علي‮ ‬إعادة التفاوض مرة أخري‮ ‬لزيادة الأسعار‮.‬

ساسة الدولة العبرية‮ ‬يحرضون صراحة علي‮ ‬الحرب وقلة العقلاء هناك‮ ‬يطالبون بالتلويح بها فقط كإحدي‮ ‬أوراق اللعبة مع القاهرة والعرب‮.‬

تنبهت إسرائيل لخطورة الثورة في‮ ‬مصر بعد اختيار الدكتور نبيل العربي‮ ‬وزيرا للخارجية قبل انتخابه أميناً‮ ‬عاماً‮ ‬للجامعة العربية‮.. ‬العربي‮ ‬أطلق تصريحات تحرض علي‮ ‬إسرائيل وتدعو إلي‮ ‬المصالحة بين فتح وحماس،‮ ‬ليتحقق إتمام المصالحة بين الفصيلين فعلا في‮ ‬سرية تامة‮.‬

ويدعم السسياسيون في‮ ‬إسرائيل اتجاه تصعيد اللهجة ضد مصر،‮ ‬خاصة بعد إعلان القاهرة نيتها فتح معبر رفح بشكل كامل وفتح المعبر بالفعل،‮ ‬ليصبح المجتمع الإسرائيلي‮ ‬محرضاً‮ ‬يومياً‮ ‬علي‮ ‬كراهية مصر والتأكيد علي‮ ‬انها لم تعد ملتزمة باتفاقية السلام مع إسرائيل وأن المعاهدة صارت بلا قيمة حتي‮ ‬أن حزب‮ »‬إسرائيل بيتنا‮« ‬اليميني‮ ‬دعا بشكل رسمي‮ ‬إلي‮ ‬احتلال سيناء زاعما أنها جزء لا‮ ‬يتجزأ من الأراضي‮ ‬الإسرائيلية التي‮ ‬أوصت التوراة شعب اسرائيل باحتلالها‮.‬

الخطير في‮ ‬الأمر هو ما نشره موقع‮ »‬نيوز وان‮« ‬الإخباري‮ ‬الإسرائيلي‮ ‬وأعادت نشره صحيفة‮ »‬دنيانيوز‮« ‬العمانية نقلا عن أحد المصادر الاستخباراية الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي‮ ‬بنيامين نتنياهو اتصل بالرئيس الأمريكي‮ ‬باراك أوباما بداية الأسبوع الحالي‮ ‬وأبلغه برفض اسرائيل المطلق أن تكون مصر في‮ ‬مهب الريح وأن إسرائيل التي‮ ‬ضبطت نفسها طوال الأيام الماضية قد لا تبقي‮ ‬إلي‮ ‬ما لا نهاية وأنها قد تلجأ إلي‮ ‬حلول دراماتيكية إذا اقتضت الضرورة منها إعادة احتلال سيناء وخلال أيام قليلة إذا لم تتوصل الحكومة الأمريكية إلي‮ ‬حل‮ ‬يعيد الأمور إلي‮ ‬نصابها‮.‬

وبحسب الموقع الإسرائيلي‮ ‬فإن أوباما قرر الاتصال بالعديد من الدول العظمي‮ ‬لمحاولة إيجاد مخرج للأزمة بأي‮ ‬ثمن بما‮ ‬يحافظ علي‮ ‬أمن إسرائيل في‮ ‬سيناء ومحاولة‮ ‬غلق معبر رفح،‮ ‬كما كان في‮ ‬الماضي‮ ‬حيث اتصل أوباما بالرئيس التركي‮ ‬عبدالله جول والسعودية إضافة إلي‮ ‬رئيس وزراء بريطانيا،‮ ‬مؤكدا ضرورة التدخل لتهدئة الجانب المصري‮ ‬الإسرائيلي‮ ‬خاصة أن المنطقة‮ ‬غير مهيئة لنشوب حروب حاليا‮.‬

ليس هذا فقط بل أن القناة الثانية في‮ ‬التليفزيون الإسرائيلي‮ ‬نقلت عن مسئول رسمي‮ ‬في‮ ‬تل أبيب وصفته بأنه رفيع المستوي‮ ‬قوله إن مصر أصبحت خطراً‮ ‬كبيراً‮ ‬علي‮ ‬أمن الدولة العبرية الإستراتيجي‮ ‬خاصة بعد التغيير الأخير في‮ ‬سياستها الخارجية وفتح،‮ ‬معبر رفح لافتا إلي‮ ‬أن أمن إسرائيل خط أحمر وطالب المسئول الذي‮ ‬طلب عدم الكشف عن اسمه بتحجيم تلك السياسة الجديدة التي‮ ‬من شأنها إدخال العلاقات المصرية الإسرائيلية إلي‮ ‬أزمة حقيقية والوصول بها إلي‮ ‬حالة سيئة للغاية‮.‬

إذن هناك حالة‮ ‬غليان في‮ ‬المجتمع الإسرائيلي‮ ‬لم‮ ‬ينتبه أحد إلي‮ ‬خطورتها هنا‮.. ‬تلك الحالة التي‮ ‬عبر عنها الحاخامات اليهود في‮ ‬أحد المؤتمرات الجماهيرية حيث دعا الحاخام‮ ‬يسرائيل أرئيل لإعادة احتلال سيناء محذرا من تداعيات ثورة‮ ‬يناير علي‮ ‬الأوضاع السياسية والاستراتيجية في‮ ‬إسرائيل،‮ ‬وقال إن السلام مع مصر ليس كنزا استراتيجيا ولكنه شوكة في‮ ‬حلق إسرائيل فمصر بعد الثورة تقود اتفاق المصالحة بين الفلسطينيين وتفتح معبر رفح أمامهم ومازالت الأنفاق تنقل السلاح إلي‮ ‬حركة حماس في‮ ‬غزة‮.‬

وقال الحاخام‮ ‬يموزا عسرنيل‮ »‬لن نستطيع أبدا أن ننسي‮ ‬أن سيناء هي‮ ‬أرضنا المقدسة التي‮ ‬تعلمنا فيها التوراة وألواح العهد وتلك الأرض التي‮ ‬أوصانا بها الرب بإخضاعها لحكم سيناء ولن‮ ‬ينهض شعب اسرائيل إلا باحتلال سيناء وضمها لأراضينا تنفيذا لوصايا الرب‮«.‬

بينما أشار اللواء حاييم أراز الذي‮ ‬أشرف علي‮ ‬عملية إخلاء المستوطنات الإسرائيلية من سيناء في‮ ‬كلمته أن مصر لم تحترم بندا واحدا في‮ ‬اتفاقية السلام،‮ ‬فالسياح الإسرائيليون ممنوعون من زيارة إسرائيل والسفارة الإسرائيلية تحت حصار المتظاهرين ومازالت القاهرة تشكل أكبر قلاع معاداة السامية في‮ ‬العالم فنحن نعيش‮ ‬30‮ ‬عاما من خداع الذات بعد أن توحشت مصر‮.‬

تروج اسرائيل أن سيناء أصبحت مليئة بالإرهابيين والإسلاميين وهم أكبر خطر عليها حسب تأكيدات استطلاع رأي‮ ‬قامت بعد العديد من الصحف الإسرائيلية وما زاد من مخاوفها هو كالخبر الذي‮ ‬تم تسريبه منذ عدة أيام بأن أجهزة الأمن المصرية تتابع نشاط‮ ‬400‮ ‬من تنظيم القاعدة في‮ ‬سيناء وهو الخبر الذي‮ ‬تناقلته كل الصحف بحذر وخوف،‮ ‬ورغم نفي‮ ‬محافظ شمال سيناء الخبر وتأكيده علي‮ ‬عدم صحته من الأساس ألا أن إسرائيل لم تتعامل مع النفي‮ ‬بقدر تعاملها مع الخبر نفسه‮.‬

وما‮ ‬يؤكد ذلك هو التصريح الذي‮ ‬خرج علينا به رئيس الوزراء الإسرائيلي‮ ‬نتنياهو قبل‮ ‬يومين بأن السلطات المصرية عاجزة عن السيطرة علي‮ ‬شبه جزيرة سيناء الأمر الذي‮ ‬تستغله مجموعة بإرهابية لترسيخ وجودها في‮ ‬المنطقة وبعد تصريح نتنياهو أمام لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلي‮ ‬بأن حركة حماس تزداد قوة داخل الأراضي‮ ‬المصرية بعد ان قامت بنقل كل نشاطها من دمشق إلي‮ ‬القاهرة حتي‮ ‬إن المحللين اعتبروا تلك التصريحات تزيد من التوتر بين الجانبين‮.‬

الخارجية الإسرائيلية نصحت رعاياها الثلاثاء الماضي‮ ‬بعدم التوجه إلي‮ ‬مصر وزيارة سيناء محذرة من عواقب وخيمة في‮ ‬حالة عدم الالتزام بذلك‮.. ‬بينما اتهمت صحيفة معاريف المسئولين بدفن رؤوسهم في‮ ‬الرمال ونقلت عن عاموس جلعاد رئيس القيادة السياسية الأمنية تصريحاً‮ ‬قاله قبل‮ ‬10‮ ‬أيام اكد فيه انه وعبر كل الفحوصات في‮ ‬القنوات المخوله تبين أن معبر رفح لن‮ ‬يفتح وهو ما اعتبرنه الصحيفة فشلا في‮ ‬تقويم الوضع علي‮ ‬الحدود‮.‬

ونقلت الصحيفة عن مسئول أمني‮ ‬قوله إنه لا تزال هناك ورقه هامة في‮ ‬يد إسرائيل وهي‮ ‬التهديد بتصدير لغم‮ ‬غزة إلي‮ ‬مصر عن طريق‮ ‬غلق معابرها قائلا‮: ‬فلا‮ ‬يوجد سبب‮ ‬يدعونا إلي‮ ‬الحفاظ علي‮ ‬المعابر بين إسرائيل والقطاع مفتوحة طالما تسمح مصر بحركة حرة في‮ ‬رفح وإذا كان مصير‮ ‬غزة عزيزاً‮ ‬جدا علي‮ ‬مصر فليتفضل المصريون بمسئوليتها‮.‬

الأخطر ما عبرت عنه صحيفة‮ »‬يديعوت أحرونوت‮« ‬من أن التحركات التي‮ ‬يقوم بها الجيش الإسرائيلي‮ ‬علي‮ ‬الحدود مع مصر في‮ ‬ظل عدم استقرار الأوضاع في‮ ‬سيناء قد تدفع الجيش الإسرائيلي‮ ‬إلي‮ ‬التدخل لإنهاء حالة الفوضي‮ ‬التي‮ ‬تهدد المجتمع كله‮.‬

وعلي‮ ‬الجانب المصري‮ ‬لا‮ ‬يوجد رد فعل تجاه التصعيد الإسرائيلي،‮ ‬خاصة بعد مغادرة العربي‮ ‬والذي‮ ‬كان‮ ‬يطلق تصريحات مزعجة لإسرائيل‮.‬

اللواء نبيل العشري‮ ‬الخبير الاستراتيجي‮ ‬يري‮ ‬أن إسرائيل بالفعل لديها انزعاج كبير من الثورة المصرية بدأت مع تصريحات العربي‮.. ‬مضيفا‮: ‬هناك خلاف شديد داخل المجتمع الإسرائيلي‮ ‬وهناك من‮ ‬يضغط في‮ ‬اتجاه شن حرب علي‮ ‬مصر وتوطين اهالي‮ ‬غزة فيها لتنفيذ مخطط موجود منذ عشرات السنين ولكن كان‮ ‬ينقصه التنفيذ علي‮ ‬اعتبار توطين أهالي‮ ‬غزة في‮ ‬سيناء بحيث تصبح الحرب بين مصر وغزة وإسرائيل،‮ ‬مع استخدام ما‮ ‬يحدث في‮ ‬سيناء من عدم استقرار الاوضاع وسيلة لتنفيذ خططها لضمان ألا تخسر التعاطف الدولي‮ ‬معها وتحقق مكاسب سياسية‮.‬

العشري‮ ‬يري‮ ‬أن نتنياهو وجبهات المعارضة تضغط في‮ ‬اتجاه سيناريو التلويح فقط بالحرب وليس الخوض فيها لأن إسرائيل لديها تحد كبير بعد إتمام المصالحة بين فتح وحماس تمثل خسائر سياسية عديدة وليس من المنطقي‮ ‬أن تدخل إسرائيل حربا في‮ ‬ظل الظروف الراهنة التي‮ ‬تعيشها‮.‬

وحسب تأكيدات الدكتور أحمد النجار أستاذ العلوم السياسية فإن الصحف الإسرائيلية تسرب دائما تقارير مغلوطة عن وجود جماعات من حماس والقاعدة في‮ ‬سيناء بل أن هناك من‮ ‬يتحدث عن دعم من السلطة في‮ ‬مصر لوجود عناصر حماس في‮ ‬سيناء،‮ ‬ما‮ ‬يسبب حالة الشحن المستمرة في‮ ‬الصحف التي‮ ‬تعبر عن تيارات رئيسية في‮ ‬إسرائيل‮.‬

واشار النجار إلي‮ ‬أن الحلم الإسرائيلي‮ ‬الآن هو أن تتخلص من أبناء‮ ‬غزة وتوطنهم في‮ ‬سيناء سواء حدثت حرب أو لم تحدث فإسرائيل تفكر في‮ ‬غلق المعابر وشن‮ ‬غارات علي‮ ‬غزة وحملة حصار وتجويع لدفع سكانها إلي‮ ‬الهرب إلي‮ ‬سيناء ولكن إسرائيل في‮ ‬انتظار ما‮ ‬يسمي‮ ‬بالانتفاضة الثالثة وهي‮ ‬تفضل أن تري‮ ‬ماذا‮ ‬يحدث أولا حتي‮ ‬ترد بشكل مختلف‮.‬

وعكس كل الآراء السابقة‮ ‬يؤكد النجار أن إسرائيل لن تنجح في‮ ‬جر مصر إلي‮ ‬حرب الآن لأنها تضع في‮ ‬الاعتبار مشهد اقتحام المتظاهرين للسفارة الإسرائيلية وتخشي‮ ‬من الغضبة الشعبية عليها خاصة في‮ ‬ظل قرب اندلاع الانتفاضة الثالثة وأن حالة الشحن المستمرة الآن سوف تتوقف إذا استجابت السلطة في‮ ‬مصر لمطالب إسرائيل بالموافقة علي‮ ‬ندب مراقبين دوليين علي‮ ‬المعابر،‮ ‬والغالب أن السلطة سترفض وتظل حالة الاحتقان قائمة دون حرب‮.‬

الدكتور أشرف ميلاد الباحث بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية‮ ‬يعتبر أن أمريكا الآن ليس لديها هم سوي‮ ‬تأمين مصالح إسرائيل بعد اندلاع ثورة‮ ‬يناير،‮ ‬قائلا‮: ‬ليس صحيحا ما تروجه الصحف الإسرائيلية من وجود مخاوف من وجود الاسلاميين وحماس في‮ ‬سيناء فذلك‮ ‬يخدم مصالحها علي‮ ‬أساس أن إسرائيل تؤمن بأن ضرب مصر لن‮ ‬يأتي‮ ‬إلا من إحداث فوضي‮ ‬فيها أو وصول الإسلاميين إلي‮ ‬الحكم فكل ما‮ ‬يرعب إسرائيل فقط فتح المعابر وتوقف صفقة تصدير الغاز إلي‮ ‬إسرائيل ولكنها تتمني‮ ‬وجود حماس في‮ ‬سيناء لأن ذلك‮ ‬يدعم سيناريو الفوضي‮ ‬في‮ ‬مصر ويجعل أمنها حلماً‮ ‬مستحيلاً‮.‬

واضاف‮: ‬هناك حالة‮ ‬غليان داخل المجتمع الإسرائيلي‮ ‬ولكن‮ ‬يقابلها حالة‮ ‬غليان داخل فلسطين وهو ما بدأ‮ ‬يستحوذ علي‮ ‬اهتمام البعض فيها خاصة أنه لم‮ ‬يكن أحد‮ ‬ينتبه لما‮ ‬يحدث فيها والتركيز كله كان علي‮ ‬الجانب المصري‮ ‬ومتابعة ما‮ ‬يحدث فيه عقب اندلاع الثورة‮.‬

المصدر الوفد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى