طالب الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء, شباب الثورة ومختلف القوي السياسية المصرية, بتحقيق أكبر قدر ممكن من التوافق في الرؤي فيما بينهم, وتجنب الصراع, حتي تتمكن البلاد من عبور المرحلة الانتقالية بسلاسة.
كما ناشد جميع المواطنين المزيد من العمل والإنتاج, لضمان النمو للاقتصاد الوطني, وبالتالي الحفاظ علي الثورة.
واستعرض شرف ـ في كلمة بمناسبة مرور 100يوم علي حكومته ـ المهمة المنوطة بها, وقال: إن حكومته تشكلت لإدارة أزمة طبيعية تلازم الثورات عادة, ويتم خلالها الانتقال من نظام قديم إلي نظام جديد, وأكد أن النظام السابق حمل في طياته مؤشرات انهيار سياسي واقتصادي واجتماعي للبلاد, وأضاف أن النظام الجديد, الذي يسعي المصريون لبنائه, يقوم علي: الحرية, والديمقراطية, والعدالة الاجتماعية, وهي النداءات التي أطلقها الشعب المصري في ميدان التحرير, وأشار شرف في كلمته, إلي أن حكومته نجحت في الحد من النزيف الاقتصادي الذي عانت منه مصر منذ نهاية يناير الماضي, ودخلت بالبلاد إلي مرحلة جديدة من البناء تعتمد علي معايير سليمة أهمها: الشفافية, والعدالة الاجتماعية, ومكافحة الفساد, وأوضح أن أبرز المؤشرات الأولية لنجاح حكومته: ارتفاع عدد السائحين إلي نحو 800 ألف سائح الشهر الماضي, مقابل 500 ألف في شهر مارس, و 200 ألف سائح فقط في شهر فبراير, كما استقرت حصيلة إيرادات الدولة بالعملة الصعبة, سواء من قناة السويس, أو تحويلات المصريين بالخارج, واعتبر شرف ذلك شهادة علي ثقة العالم بمصر, وشهدت الفترة الأخيرة أيضا زيادة ملموسة في الصادرات غير البترولية, مع استئناف حركة البناء والتشييد.
وتناولت الكلمة المهام التي حددتها الحكومة الحالية لعملها, وتحقق منها جانب, وتتطلع لإنجاز المتبقي لها, ومن هذه المهام اتخاذ الإجراءات القانونية لاستعادة أموال مصر المنهوبة بالخارج, وزيادة ثقة المؤسسات الدولية في استعادة الاقتصاد المصري عافيته, واستعادة الأمن تدريجيا, ومن ثم إحساس المواطن بالأمان, وتطوير البنية التشريعية والمؤسسية لبناء الديمقراطية, وتأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
واعترف شرف بأن الحكومة الحالية بدأت عملها في ظل ظروف بالغة الصعوبة, منها تقلص جميع المؤشرات الاقتصادية, والانفلات الأمني, والتوترات الطائفية, والمطالب الإنسانية لبعض شرائح المجتمع, وكان الاقتصاد المصري قد انكمش بنسبة 2.4% في الفترة من يناير إلي مارس, كما تحول ميزان المدفوعات إلي العجز بدلا من الفائض الكبير.
وقال رئيس مجلس الوزراء صراحة: إنه يتطلع إلي إنجاز مهامه لتسليم الأمانة لمن يأتي بعده, كما تعهد بضمان مساندة مصابي الثورة وأهالي الشهداء, لكنه اعترف بأن هذه المهمة تتطلب بعض الوقت.
زر الذهاب إلى الأعلى