[size=5][font=Times New Roman][color=#ff0000]الواقع لم أجد ما أكتبه ... كل الكلمات لا تكفي ... الكل يعرف الحقيقة والحقيقة ابدا لا تموت ........ اكتفي بنقل مقال عن البطلة الحقيقية فعلا ... وشكرا سيدتي علي الموضوع السعيد[/color][/font][/size]
[size=4][color=#4040ff]آن لجميلة أن تستريح الآن قليلا.. خرج أيمن، وعاد «النور» إلي منزله، وأشرق البيت بمقدم صاحب البيتِ.. وسلوا جميلة -الآن- وأنتم مطمئنون للإجابة: هل نامت الأمس قريرة العين؟
أربع سنوات، وجميلة تحمل ما تنوء به الجبال..الزوج مسجون، والسجن ليس أحبَّ إليه حينئذ، فيما الأراذل يتصارعون علي البقية الباقية من حلم أيمن بـ «غد» أفضل.
وقفت جميلة بجوار زوجها، لملمت أشلاءه- فهي إيزيس من جديد- وما نكأ النظام لأيمن جرحا إلا وجميلة داوت.. ما نازعه حقه إلا وجميلة تصدت، ما حاول أن يضرب بمعوله روح الرجل السجين إلا وجميلة حالت بينهم وبينه. مَنْ كان يتخيل أن هذه السيدة ستصمد كل هذه المدة؟
الزوج مسجون، والميراث متنازع عليه، وأراذل الناس ينهشونها نهشاً، وهل بعد ذلك من بلاء؟
رفعت جميلة سبابة ووسطي(إشارة النصر) بينما الخصوم - وهم إذا خاصموا فجروا- يحاولون حرق مقر حزب الغد قبل شهور قليلة، وقفت السيدة الشجاعة وتصدت وقاومت حتي اللحظة الأخيرة، فهي «الزوجة» المصرية الأمينة علي ميراث زوجها(مكتبه) حتي الرمق الأخير.. وهي سنده وظهيره إذا أدارت له الدنيا ظهرها.
حملت جميلة قضية أيمن وحافظت عليها.. إيزيس أخري خرجت من قلب المحنة.. لم تترك فرصة إلا وحملت قضية زوجها ودافعت عنها، وفي الوقت نفسه علمتها المحنة أن تكون ضمن قائمة المدافعين عن الوطن والحرية .. مَنْ يرها علي سلم نقابة الصحفيين أثناء تظاهرات العدوان الإسرائيلي علي غزة، كان لابد أن يدرك أن جميلة خلقت من «نور».. ضلع من نور.. ولابد للفرع أن يحنَّ للأصل، وأن يحنو عليه، فكانت جميلة لنور وكان نور لها. كأن سجن زوجها زادها صلابة من حيث ظن الناس أنه ضربة في وتر القلب، كانت شامخة، كانت صلبة، كانت كأنها خلقت من جديد.. لمن لم يكن رآها منذ سنوات. حزمت أمتعتها وقضية زوجها إلي كل مكان، وكانت تري أن «الشعوب أبقي من الحكام».. وخاطبت العالم عن زوجها وعن حق تراه سليبا. خرجت علي شاشة الـ «بي بي سي» العربية قبل شهرين وقالت: زوجي يستعد لمقاضاة مسؤولين كبار أمام المحكمة الجنائية الدولية، فلاقت ما لاقت علي أثر ذلك.. فصبرت ولم تهن.
حافظت علي ابنين (شادي ونور).. وتشبثت بحلم عائلة سيجمع الله شتاتها يوماً ما.. حين يعود الأب من محبسه، ويوم يجتمع أربعتهم تحت سقف واحد.
حين سألوها عن شعورها بعد الإفراج عن زوجها.. قالت إن أمنيتها أن يفرج «صاحب القرار» عن باقي المعتقلين السياسيين، وهي إجابة تكشف إلي أي مدي صنعتها المحنة.. وتعكس حساً إنسانياً رقيقا لم تهزمه المحنة بل حوّلته إلي حلم من أجل الجميع