القصة الرابعة
تشير الدراسات التي قامت بتحليل بقايا شعر وجمجمة الموسيقار العالمي بيتهوفن إلى أنه مات تسمما بالرصاص
بيتهوفن في شبابه
الدراسات التي قامت بها مختبرات قسم الطاقة في شيكاجو بالولايات المتحدة الأمريكية أعطت مؤشرات أولية إلى أن الأعراض المرضية التي ظهرت على الموسيقار الشهير والتي أدت إلى موته عام 1827 بعد عذاب مرير مع المرض في عمر يناهز السادسة والخمسين كانت بسبب الرصاص
وما زال سبب تعرض الموسيقار للرصاص مجهولا ، إحدى الأسباب المقترحة هي إفراطه في تعاطي الكحول والتي كان يحتسيها في أكواب من الرصاص !! إلا أن هناك تكهنات أخرى بأنه شرب الرصاص كنوع من العلاج حيث كان الأطباء في القرن التاسع عشر يستخدمون المعادن الثقيلة في تطبيب الناس!!
معدن الرصاص
إلا أن التحاليل التي أجريت لم تثبت وجود الزئبق في بقايا بيتهوفن وهذا يقطع الشك باليقين بأنه لم يكن مصابا بالزهري كما روجت بعض الشائعات لأنه كان العلاج السائد لهذا المرض آنذاك هو الزئبق
بيتهوفن في سنواته الأخيرة
أيا كانت الأسباب فإن الله وحده أعلم بمصدر هذا الرصاص ،،، القصة في ذاتها غريبة لأنني لم أكن أعلم عنها شيئا من قبل ليس لأنها حدثت لهذا الموسيقار ولكن لأنه استوقفني سؤال:
كم من النفوس قضت عبر مئات السنين نتيجة للتعرض للمعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق والزرنيخ والكادميوم والتي تعتبر من المواد السامة التي تفتك بالفرد وتتكالب عليه الأمراض من كل صوب وحدب ولا يدري لها سببا ،،، فمنها ما كان يعزى للسحر والجن ومنها ما يعزى إلى اللعنات ولكن السبب الحقيقي علمه عند الله الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء
وسبحان الله كم هي طاقة الإنسان العقلية عظيمة!! بعد مئات السنين تكتشف جرائم بعد أن طوتها رحى النسيان ومات الدائن والديّان!! إنه الفضول العلمي الجميل الذي يأخذنا إلى عالمٍ نجهل كنهه