1 ـ أمسى القمر بدرا . قال تعالى : { فسبحان الله حين تمسون }1 .
2 ـ قال تعالى : { أصبح فؤاد أم موسى فارغا }2 . قال تعالى : { وحين تصبحون } 3 .
3 ـ قال تعالى : { وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا }4. لو ظلت الحرب لأدت إلى الفناء .
4 ـ صار العنب زبيبا . قال تعالى : { ألا إلى الله تصير الأمور }5 .
5 ـ ما دام الأمر معلقا . قال تعالى : { خالدين فيها ما دامت السموات والأرض }5 .
6 ـ ما مبرح المسلمون يجاهدون في سبيل الله . قال تعالى : { فلن أبرح الأرض }7 .
7 ـ ما انفك الطالب مواظب على درسه . انفكت عقدة الحبل .
معاني تلك الأفعال في حالتي النقصان والتمام :
المعنى في حالة النقصان المعنى في حالة التمام
ـــــــــــ ــــــــــــ
كان : تفيد اتصاف الاسم بالخبر في الزمن الماضي . بمعنى وجد ، أو حصل .
أمسى : اتصاف الاسم بالخبر في المساء . دخل في المساء .
أصبح : اتصاف الاسم بالخبر في الصباح . دخل في الصباح .
أضحى : اتصاف الاسم بالخبر في الضحى . دخل في الضحى .
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 17 الروم . 2 ـ 10 القصص .
3 ـ 17 الروم . 4 ـ 58 النحل .
5 ـ 53 الشورى . 6 ـ 107 هود . 7 ـ 80 يوسف .
ظل : اتصاف الاسم بالخبر في النهار . بمعنى بقي .
صار : تحول الاسم من صفة إلى صفة . رجع ، أو انتقل .
بات : اتصاف الاسم بالخبر في الليل . دخل في الليل .
ما دام : بيان مدة اتصاف الاسم بالخبر . بمعنى بقي .
ما برح : تفيد الاستمرار . ذهب ، أو فارق .
ما انفك : تفيد الاستمرار . انحل ، أو انفصل .
تنبيه :
يكون اتصاف اسم كان بخبرها في الزمن الماضي نحو : كان البحر هادئا .
وقد يكون مستمرا ، 47 ـ نحو قوله تعالى : { وكان الله غفورا رحيما }1 .
الثاني : ما لا يكون إلا ناقصا .
الفعل الناقص لا يكتفي بمرفوعه ، بل يحتاج إلى متمم وهو الخبر ، وهذا النوع من الأفعال هو :
فتئ : نحو : ما فتئ المؤمن ذاكرا ربه .
48 ـ ليس : نحو قوله تعالى : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها }2 .
زال التي مضارعها يزال : 49 ـ نحو قوله تعالى : { لا يزالون مختلفين }3 .
أم زال التي مضارعها يزول فتأتي تامة ، ولا تكون ناقصة . نحو : زالت الشمس .
وهي حينئذ بمعنى تحرك ، أو ذهب ، أو ابتعد .
21 ـ ومنه قول كعب ابن زهير :
زالوا فما زال أنكاس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل
فـ " زال " في البيت تامة بمعنى " انتقل " ، وفاعل زالوا " واو الجماعة " ، وفاعل فما زال " أنكاس " .
وتأتي زال التامة بمعنى " ميز " .
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 152 النساء . 2 ـ 189 البقرة . 3 ـ 118 هود .
نحو : زال الراعي غنمه من غنم أخيه . ومضارعها في هذه الحالة " يزيل " .
ومن معانيها : نحى ، وأبعد . وهي باختصار تفيد : الذهاب ، والانتقال .
تنبيه : قد تأتي " كان " زائدة بخلاف أنها تامة ، أو ناقصة ، وفي هذه الحالة لا عمل لها ، وتكون زيادتها في المواضع التالية :
1 ـ بين المبتدأ والخبر . نحو : زيد كان قائم .
فـ " زيد " مبتدأ مرفوع ، و” كان “ زائدة لا عمل لها ، و " قائم " خبر مرفوع بالضمة .
2 ـ بين الفعل ومعموله . نحو : لم أر كان مثلك . وما صادقت كان غيرك .
أر : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا .
كان : زائدة لا عمل لها .
مثلك : مفعول به ، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه .
3 ـ بين الصلة والموصول . نحو : وصل الذي كان أوعدك .
4 ـ بين الصفة والموصوف . نحو : التقيت بصديق كان مسافرٍ .
22 ـ ومنه قول الشاعر* :
وماؤكم العذب الذي لو شربته شفاء لنفس كان طال اعتلالها
فجملة " طال اعتلالها " في محل جر صفة ، وقد جاءت كان زائدة لا عمل لها .
5 ـ بين الجار والمجرور . 23 ـ كقول الشاعر* :
سراة بني أبي بكر تسامى على كان المسومة العراب
6 ـ بين ما التعجبية وفعل التعجب . نحو : ما كان أكرمك .
ما كان : تعجبية مبتدأ ، وكان : زائدة لا عمل لها .
ــــــــــــــ
*الشاهدان بلا نسبة .
أكرمك : فعل ماض ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره : هو يعود على ما ، والجملة في محل رفع خبر ما .
تنبيه : لا تكون زيادة " كان " إلا بصيغة الماضي .
كان وأخواتها من حيث الجمود والتصرف .
تنقسم كان وأخواتها من حيث الجمود والتصرف إلى قسمين : ـ
1 ـ قسم جامد لا يتصرف مطلقا ، ولا يكون إلا في صيغة الماضي وهو :
ما دام الناقصة ، وليس . أما دام التامة فيؤخذ منها المضارع ، والأمر .
نحو : مثال المضارع " يدوم " : لا يدوم إلا وجه الله .
ومثال الأمر " دم " دم في عملك حتى حين .
2 ـ قسم متصرف ، وينقسم بدوره إلى نوعين : ـ
أ ـ ما يتصرف تصرفا ناقصا ، فلا يؤخذ منه إلا الماضي والمضارع واسم الفاعل .
وهو : زال ، فتئ ، برح ، وانفك .
مثال ماضي زال ، 50 ـ قوله تعالى : { فما زالت تلك دعواهم }1 .
ومثال المضارع ، 51 ـ قوله تعالى : { ولا يزال الذين كفروا في مرية منه }2 .
ومثال اسم الفاعل ، 24 ـ قول الحسين بن مطير الأسدي :
قضى الله يا أسماء أن لست زائرا أُحِبُّك حتى يُغمِض الجفنَ مُغمَضُ
الشاهد في البيت قوله : زائرا ، فهو اسم فاعل من زال الناقصة ، واسمه ضمير
مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، وجملة أحبك في محل نصب خبره {3} .
ومضارع فتئ : يفتأ . نحو قوله تعالى : { تالله تفتؤ تذكر يوسف }4 .
واسم الفاعل : فاتئ . 52 ـ نحو : ما فاتئ المصلي قائما .
ومضارع برح : يبرح . 53 ـ نحو قوله تعالى : { لن نبرح عليه عاكفين }5 .
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 15 الأنبياء . 2 ـ 55 الحج .
3 ـ انظر حاشية الصبان على شرح الأشموني ج1 ص232 .
4 ـ 85 يوسف . 5 ـ 91 طه .
واسم الفاعل : بارح . نحو : ما بارح محمد مسافرا .
ومضارع انفك : ينفك . نحو : لا تنفك الحرب قائمة .
واسم الفاعل : منفك . نحو : ما منفكة جهود السلام متعثرة .
تنبيه : ربما يدور في ذهن القارئ سؤل حول اسم الفاعل من الفعل الناقص عندما يقع مبتدأ ، فيسأل : أين خبره ؟ وجواب ذلك هو : مرفوع اسم الفاعل .
فإذا قلنا : ما بارح محمد مسافرا .
نعرب " بارح " مبتدأ ، وخبره : محمد .
وفي نفس الوقت نعرب " محمد " : اسم بارح ، وخبره : مسافرا .
فإذا قلت : كيف يكون مرفوع اسم الفاعل الناقص هو خبره في نفس الوقت ، مع أنه لا يتم المعنى به .
الجواب : نقول إنه لا يمنع مانع أن يكون مرفوع اسم الفاعل الناقص هو خبره في نفس الوقت . أما عدم تمام المعنى به ، فلم يكن حاصلا من الخبر ، وإنما من نقصان المبتدأ ، فهو اسم فاعل لفعل ناقص {1} ، والله أعلم .
ب ـ ما يتصرف تصرفا تاما ، وهو بقية أخوات " كان " .
مثال المضارع ، 54 ـ قوله تعالى : { ويكون الرسول عليكم شهيدا }2 .
ومثال الأمر قوله تعالى : { كونوا قوامين بالقسط }3 .
واسم الفاعل : محمد كائن أخاك .
25 ـ ومنه قول الشاعر* :
وما كل ما يبدي البشاشة كائنا أخاك إذا لم تلفه لك منجدا
الشاهد قوله " كائنا " فهو اسم فاعل من كان الناقصة عمل عملها فرفع اسما تقديره : هو ، ونصب الخبر : أخاك .
والمصدر من كان : كون . نحو : سنلتقي غدا كونك موافقا .
ـــــــــــــــــــــــــ
4 ـ انظر حاشية الصبا على شرح الأشموني ج1 ص232 .
2 ـ 143 البقرة . 3 ـ 135 النساء . * الشاهد بلا نسبة .
26 ـ ومنه قول الشاعر* :
ببذل وحل ساد في قومه الفتى وكونك إياه عليك يسير
الشاهد قوله : كونك إياه ، فـ " كون " مصدر من كان الناقصة رفع اسما وهو : الضمير المتصل في " كونك " ، ونصب خبرا وهو : إياه .