وضعوا العشاء.. لم ينزل وائل وقدم نائل من الخارج.. كنت انظر اليهم جميعاً وهم يأكلون..
وكأن شئ لم يحدث..
لكني لم أكل, كنت اشعر بالذنب بسبب تأخري وبسبب ذهابي مع وائل واكثر شئ اشعرني بالذنب هو من اجل وائل, لان دموعي خانتني مما اوقعت وائل بالمشاكل..
لانه اخذني الى البحر فقد لاهدئ من روعتي.. واكيد والده لامهُ لهذا هو لم ينزل ليتعشى معنا..
ونائل آه من نائل كان في عالم اخر غير عالمنا.. يأكل بهدوء ولا يعير اهتماماً لاحد..
أكملنا اكلنا فقالت خالتي, لا داعي لان نغسل الصحون ونذهب لنصلي لان موعد الصلاة قد حان..
صعدنا الى فوق.. صلينا ونزلنا لنشاهد التلفاز.. كانوا جميعهم قد اكملوا صلاتهم وأبريق الشاي امامهم..
حتى اني رأيت وائل ينزل ويذهب للحمام (اجلكم الله) يتوضئ ثم صعد بعد ذلك الى الغرفة مرة اخرى ولم ينزل..
شاهدنا برامج التلفاز وكان خالي+زوجة خالي+والدتي+جدتي يتبادلان الحديث حول ايام زمان في بلادنا وايضاً حول الغربة وبعض الامور عن اقربائنا ومن تزوجت هذه ومن تزوجك ذاك..
وكيف هي احوال بلادنا..
حنان+جنان كانا بالقرب من التلفاز يتمعن في كل لقطة في احدى المسلسلات المدبلجة المكسيكية.. حين اشارت الساعة الى ال12 في منتصف الليل قالوا رانية+نادية لنصعد الى فوق وان لم ننام نكمل سهرتنا..
دخلنا الغرفة و في تلك الاثناء دخلت علينا والدتي وقالت: قومي كي تنامي معي في غرفة جدتكِ فـ اليوم كان يوماً شاق لكِ.. ودعي بنات خالكِ يأخذن راحتهن ايضاً..
اردت ان اتكلم فلم يدعني بنات خالي وبادرت رانية برجاء: ارجوكِ عمتي دعي نسرين تنام معنا.. أرجووكِ..؟لن نرتاح بدونها..
نادية وهي تضع كفيها مع بعضهما بنية طلب حاجة: عمتي ارجوكِ؟ بلييييز؟ قولي نعم؟
ام نسرين تلعب بأعصابهن: هههههههههههه لا..
نادية+رانية طأطأن رؤوسهن بحزن فقالت والدتي: هههههههه اقصد نعم.. ولكن خذوا رأيها هي؟
رانية+نادية نظرن الي نظرة تهديد فقلت بأستسلام: ههههههه لا يوجد مانع لدي..
ضحكن بصوت عالي و عانقوني فقالت والدتي ونظرة الحنان لم تختفي من عينيها: اريد من الباري عز وجل ان ارى هذه المحبة دائماً بينكن..
رانية+نادية+نسرين: يـــــــــا ربـــــــــــ
خرجت والدتي وسرعان ما عادت بعد عدة دقائق بفراش و وسادة و بطانية لي.. اخذتهم رانية ووضعتهم بالقرب من سريرها..
قبلتني والدتي وقالت لنا: تصبحون على خير بنات ولا تتأخرن في السهر فهو مضر للصحة..
نسرين+رانية+نادية اومأن برؤوسهن بعلامة الايجاب وقالن: وانتي من اهل الخير..
خرجت والدتي وكل من بنات خالي أوت الى فراشها ولكنهن لم ينامن فـ نادية اتكأت على كفها وهي تنظر الي ورانية ايضاً..
فقالت نادية وهي تتثائب: في الواقع اشعر بالتعب الشديد فاليوم كان يوم شاق بالنسبة لنا..
تذكرت الموقف الذي حدث معي ومع وائل ولكني حاولت ان انساه لاني الى الان متلومة على وائل فلم يأكل.. وكله بسببي..
رانية تعيدني الى ارض الواقع اطفأت النور واشعلت واحد صغير بالقرب من سريرها شارحة لي السبب: انا اخاف من الظلام فأرجوا المعذرة ان ضايقكِ ولكن حين انام تستطيعين ان تطفأيه..
نسرين: لا عزيزتي عادي..
رانية وهي تغطي وجهها كلياً قالت: سأنام لاني تعبة تصبحون على خير..
نادية+نسرين: وانتِ من اهله..
نادية وهي تضع رأسها على الوسادة قالت: وانا ايضاً يا نسرين مع ان هذا ليس وقت نومي وخصوصاً غداً هو عطلة الاسبوع ولكن لا اعلم من اين آتى هذا النوم كله ههههههههههه..
نسرين: هههههههههههه حتى انا ولكني كنت خجلة ان انام واترككم..
نادية: حسناً اذن تصبحين على خير..
رانية: وانتِ من اهله..
حين شعرت بان بنات خالي في سبات عميق والضوء كان امام عيني لم استطع ان انام.. لاني لا انام الا على ظلام دامس.. وجدت سبب لأكتب في دفتري الصغير الذي لم اكتب فيه منذ فترة..
دفتر خواطري ومذكراتي الذي احمله في حقيبتي اين ما ذهبت..
فتحت دفتري على صفحة جديدة لاضع هذه الكلمات التي تشابكت في مخيلتي:
أعايش الزمن قبل أن أحياه..
أخطط الدروبَ التي سأمشيها..
فتنفر الغزلان..
تذبل عذارى الأشجار..
ورْدُ الوجود بلا رائحة..
وعيون الحقيقة مقفلة نائمة..
تضحك الأَقدار مني..
يشتعل في داخلي قنديل.. آراك أتياً..
لتهمس سراً عجيباً:
لا نملك الغد ولا اليوم..
إنها هبات إلهية..
غريب أمرك..
كيف تنكرت لمعرفتي..
بعد أن عرفتك؟!
كانت هذه الكلمات تتجول في مخيلتي وكنت ابحث لهذه الخاطرة عن اسم فـ وجدته لها.. وأسميتها (أستغراب).. كتبت العنوان في اول سطر من الخاطرة.. مع ذلك فأنا لم اغلق الدفتر.. كنت افكر في نائل ولقائنا الاول..
لم اكن اتوقع منه كل هذا الجفاء.. ولا اعلم ما سر ابتسامته الحزينة لي..
نزلت دمعتي.. مسحتها بسرعة باكمام قميصي لاني لا اريد ان ابكي على شخص لا يستحق..
ولكن احقاً نائل لا يستحق مني ان ابكي من اجله؟ وهو كما اعتقد سيصبح زوجي المستقبلي..
كدت اصرخ على نفسي واقول: اصمتي.. لماذا دائماً تطلقين عليه زوجكِ المستقبلي وهو لم يبين لكِ ولو للحضة بانه يهتم بكِ وانكِ محيرة له.. او انكِ ستصبحين زوجته يوماً..
انولدت في رأسي كلمات.. سارعت لأكتبهم في صفحة جديدة من دفتري الذي اشعر بهِ الوحيد الذي يتحمل أهاتي وآلامي ويسمح لي ان احمله ولو القليل من معاناتي و همي.. فـ كتبت هذه الكلمات في احدى ورقاته:
لو كان بإمكاني أن أبكي..
لأخضب وجهي بدموع شوقي..
لفعلت..
لكني أقفز فوق الألم..
كاشفة للرياح صدري..
لتأخذ اللواعح..
وتمنحني الصبر..
احمل حبك في قلبي يعذبني..
كي لا أنسى أني أحيا..
ولي قلب يدفعني لأرتفع..
لمسات عطفك بعيدة عني..
كأحلامي الطفولية..
أساهرها, أداعبها من الفجر إلى الفجر..
حيث أهدهد احزاني..
ببعض الكلمات..
قد تكون لي منك..
أسميتها بدون تفكير (بكاء صامت) وضعت العنوان في اول سطر من الخاطرة.. اغلقت دفتري ووضعته تحت وسادتي..
كدت اغلق عيني ولكني تفاجأت حين تسللت نظراتي الى النافذة امامي مباشرة..
أرى بأن الفجر بدء يبزغ.. عجيب انها فقط الساعة الثالثة, لهذا لم أنم.. وحين شعرت بـ رانية تتقلب في فراشها ناديتها: رانية.. رانية؟
رانية بصوت يملئه النعاس: همممم.. نعم..
نسرين: الا تصلون صلاة الفجر؟ وكم الوقت هو موعد صلاة الفجر لديكم؟ لاني متعودة ان أصلي الفجر..
رانية وهي تحاول ان تستيقظ بصعوبة: ولكن ليس انا ونادية.. ووالدي دائماً يتشاجر معنا بسبب ذلك..
واعتقد بان صلاة الفجر في الساعة الثالثة والنصف..
نسرين: أذن هيا انزلي معي لنتوضئ ونصلي معاً..
رانية: الا تستطيعين ان تنزلي وحدكِ؟
نسرين: بلى ولكن اريدكِ معي في الواقع اخاف ان انزل لوحدي لاني لست متعودة على بيتكم بعد..
لهذا قامت رانية من فراشها وهي تتثائب.. ارتديت حجابي ولأننا اصدرنا اصوات استيقظت نادية..
نظرت الينا بأستنكار وعيونها شبه مغلقة قالت: الى اين انتما ذاهبان؟
رانية: سأنزل مع نسرين لنتوضئ ونأتي لنصلي صلاة الفجر..
نادية وهي تستيقظ بشكل كامل: ماذا؟ ومن اين لكِ كل هذا الايمان فجأة استاذة رانية؟
رانية وهي متضايقة: من الرحمن.. الديكِ مانع (وهي تقلد على نادية) استاذة نادية؟
نسرين: هههههههههههههههه يا كثر ما تتشاجرى..
نادية: هههههههه الهداية للجميع.. انتظروني فقد هداني الرحمن ايضاً.. سأنزل معكم..
نزلنا جميعنا.. كان نائل و وائل جالسين على مائدة الطعام واياديهم على خديهم..
حين تقدمنا منهم بادرت رانية ونادية: صباح الخير..
وائل+نائل: صباح النور..
نسرين: صباح الخير..
رفع رأسه وائل وليس نائل وردوا علي ايضاً: صباح النور..
وائل وهو يكلم اخواته: عجيب امركما رانية ونادية كيف استيقظتما وأبي لم يصعد الى غرفتكم ليوقظكم؟
رانية: ايقظتني نسرين وقالت لي بانها متعودة لتصلي صلاة الفجر كل يوم لذلك نزلنا معها لنصلي نحن ايضاً..
نادية تحاول ان تلطف الجو: عيب علينا تركها لوحدها..!
وائل: ما شاء الله..
وهو يوجه كلامه الي هذه المرة: ستنتظرين طويلاً فتفضلي بالجلوس..
انتبهت لنفسي الى الان انا واقفة ههههههههههههه..
حين جلست اردفت قائلة: ولكن لماذا سأنتظر طويلاً؟
وائل: لان ابي في الحمام (اجلكم الله) وسيتأخر
واطلق تنهيدة ثم اكمل: ويتوجب عليكِ الانتظار الى ان يأتي دوركِ..
ضحكت بهدوء وانا ارى نظرة البؤوس في اعينهم ووجوهم مقلوبة..
قمت وقلت لرانية التي كانت تجلس بالقرب مني بصوت واطئ: ساذهب واتوضئ في المطبخ..
قال وائل الذي سمعني لا اعلم كيف بصوت يحمل قليل من الاستهزاء: أتصحين في الصباح ولا تغسلي وجهكِ؟
قلت له بقليل من الغضب لانه أستفزني: ومن قال لكَ باني نمت اصلاً..
ادرت بوجهي لكني شعرت بنائل وليس وائل ينظر الي ظهري ويخترقه.. الى ان وصلت المطبخ.. اغلقت الباب, خلعت حجابي وتوضأت.. حين انتهيت ارتديت حجابي وصعدت متجهة الى غرفة بنات خالي دون ان انظر لاحد في بداية السلم..
ولكن شاء الحظ ان التفت في منتصفه لتصتدم عيني بـ عيني نائل الذي حين نظرت اليه صُدمَ وانزل رأسه بسرعة..
فـ أرتسمت على شفتي أبتسامة لا اعلم مصدرها والتي شاء القدر ان يلتفت اليها وائل لان نائل انزل رأسة وانا كنت باقية انظر لجهة نائل..
حين ادرت وجهي الى جهة وائل.. المرة الاولى التي ارى وائل فيها, يحمل في عينيه بحور من الاحزان وسرعان ما وصلت غرفة بنات خالي دخلت.. واغلقت الباب ورائي بأحكام ووقفت مستندة ظهري على الباب وانا اتنفس بسرعة..
ما الذي يحدث؟ لما هذه النظرات الغامضة من عيني وائل ونائل؟ لماذا يجعلوني بحيرة من أمري؟ ما الذي يحملونه من اسرار في اعينهم وفي خلجانهم؟
أوقفت تفكيري بصعوبة حين تذكرت بأن والدتي طلبت مني قبل ان ننام, ان اوقظها اذا استيقظت لتصلي الفجر..
خرجت من غرفة بنات خالي, كان الممر ضيق, اي في استطاعتي ان ارى من جهتي اليمنى الاشخاص الذين يجلسون في الاسفل, رأيت رانية و نادية وهن جالسات ينتظرن خروج الوالد فـ وصلت غرفة جدتي وكانت امامي غرفة نائل+وائل وبابها مفتوح قليلاً استطعت ان ارى صورة لوائل ونائل وهما اصغر من هذا العمر..
رفعت عيني عن غرفتهم وطرقت الباب على والدتي.. بعد عدة دقائق انفتحت الباب وطلت منها والدتي: صباح الخير ماما..
ام نسرين: صباح النور..
أستأذنت منها لاذهب واصلي.. نزلت والدتي, و بعد عدة دقائق صحى البيت بأكمله..
أكملت صلاتي وأخرجت كتاب الادعية الذي احمله دائماً معي..
قرأت الادعية التي تعودت ان اقرأهم وحين انتهيت أستندت على الحائط ونظراتي كانت متوجهة الى السماء مباشرةً..
رأيت النجمتين الذين تعودت على رؤيتهم دائماً وفي اي مكان اذهب..
كانوا دائماً امام عيني, نزلت من عيني دمعة تلتها الاخرى ومن ثم اصبحت عشرات الدمعات تتطافر من عيناي دون ان اسيطر عليهم..
نسرين: لماذا ابتعدتم عني وعن امي؟ لماذا تركتمونا لوحدنا؟
كنت اكلم نفسي, جلست على الارض ويداي احاطت ركبي.. كنت كالكرة الصغيرة متكورة على نفسي..
انظر الى السماء شاكية..
مرت الحادثة امام عيني.. فجأة انفتح الباب و كانت رانية, اسرعت أمسح دموعي ولكن للأسف لم الحق فلقد رأتني رانية..
اقتربت مني بسرعة وقالت بقلق: ما بكِ؟
نسرين بصوتها الباكي: لا شئ..
رانية: لا فـ عيناكِ حمراء وأيضاً اثار الدموع بعدها عليهم.. أكنتي تبكين ولماذا؟
نسرين بصوت عالي: قلت لكِ لا شئ..
رانية و الصدمة على وجهها بسبب نبرة صوتي الحادة معها وردي القاسي.. ابتعدت مني الى الوراء وعيناها امتلئت بالدموع..
ثم قالت بصوت متقطع: انا اسفة لم اقصد ان ازعجكِ ولكني حقاً خفت عليكِ.. وان اراكِ في هذه الحالة.. انظري الى عينيكِ كيف اصبح لونهم وكيف انكِ ترتجفين..
نسرين: اعذريني رانية.. لم اقصد انـ ولم اكمل جملتي وركضت الى احضانها وضممتها الى صدري..
شعرت بحنيتها تجاهي وخوفها علي فـ بكيت في حضنها كطفلة صغيرة..
حتى ان اكتافي اصبح اهتزازهم يزعجني..
نسرين: لماذا لا انسى لماذا؟ لماذا صورتهم مطبوعة في رأسي اينما ذهبت؟ لماذا لا استطيع نسيان الحادثة المريعة لماذا؟
بدأ صوتي يخرج مني وكأنه صراخ حاد من اعماق قلبي..
مما جعل رانية تبعدني عنها وتضع يدها على فمي..
نظرت الى وجهها بعيون دامعة, جعل رؤيتي اليه شبه معدومة..
كان وجهها قد اخضب بدموعها الصامتة..
قالت لي بصوت مبحوح و بعد ان ابعدت يدها عن فمي: أنها مشيئة الله يا نسرين.. ترحمي عليهم.. وكل نفس ذائقة الموت.. هم السابقون ونحن الاحقون..
نسرين: ونعم بالله.. اعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم.. الله يرحمهم..
ثم اكملت بعد ان مسحت دموعي: عذراً يا نسرين لم اشئ ان ادخلك في عالمي الحزين ولكن ليس بيدي فـ كل مرة اتذكرهم فيها لا استطيع ان اسيطر على نفسي..
رانية بلوم: ما الذي تقولينه يا نسرين.؟ انا اختكِ وان لم تشارك اختكِ في حزنكِ اذن من سيشارككِ به..؟
التفت بحزن واكملت: أنا اشعر بكِ يا نسرين.. لاننا في نفس العمر تقريباً, افكارنا وأحاسيسنا ومشاعرنا متقاربة.. لهذا اعلم حين تكونين حزينة او سعيدة..
ادارت وجهها الي وقالت بصدق: واتمنى منكِ اختي العزيزة ان تفتحي قلبكِ لي ولا تعتبرين نفسكِ وحيدة.. فانتي لستي وابداً لن تكوني كذلك في يوم من الايام..
نسرين مبتسمة لحنية رانية: اتعلمين يا رانية رحمة المولى عز وجل دائماً واسعة.. لقد اخذ مني اغلى الناس على قلبي ولكنه ايضاً بعث لي اغلى الناس..
أمسكت بيدها واكملت: اشكرك على كل شئ يا رانية.. مع اني تعرفت عليكِ قبل ثلاثة ايام فقط ولكنكِ جعلتيني اشعر وكأني اعرفكِ منذ زمناً بعيد.. لا اعلم ان كنتي تشعرين بذلكَ ايضاً؟
رانية مبتسمة: شعوراً متبادل غاليتي..
دخلت علينا في تلك الاثناء نادية وهي في قمة غضبها.. تشتم وتلعن بـ وائل (مسكينة نادية)..
رانية وهي تهمس لي: ضحية وائل دائماً..
ضحكت بصوت هادئ كي لا تسمعني نادية.. وتفجر غضبها علي..