تعدته وهي تسحب دراجتها لكنه استوقفها بكلماته التي لا يعلم كيف تسربت منه الى اذنيها وقلبه يتقطع مع كل كلمه تخرج من فمه: اعلم بأنكِ تكرهينني يا حنان ( وما اصعب هذه الكلمة على قلبه) ولكن صدقيني لو لم أَكنَ لكِ مشاعر خاصة واخاف عليكِ لما نصحتكِ..
واقولها للمرة الألف ستكونين اجمل لو ارتديتي الحجاب.. بعد عدة دقائق حين لم يسمع جوابها..
التفت برأسه فلم يجدها ورائه, لانه كان يحدثها وهو معطيها ظهره..
أبتسم بحزن الى صورتها التي انطبعت في ذهنه قبل ثوان وهي تقف هناكَ امامه.. طرق الباب, فـ فتح له الباب نائل ودخل..
حنان سمعت كل كلمة قالها سامي.. ولكنها تكره شعورها بالضعف امامه, وتكره المشاعر المبعثرة التي تحيرها وتزعجها له..
لذلك قبل ان يلتفت انطلقت بالدراجة على طريق منحدر متجهة الى بيت مريم.. دائماً امام سامي تشعر بالضعف..
حتى حين يزعجها بشكل مستمر على ارتداء الحجاب, الا انها كانت تتقبل منه الاهانات.. مع انها لا تتقبلها من غيره.. الفرح يغمرها حين يأتي الى بيتهم مع انها تبين العكس.. وتكره بقائها في المكان نفسه الذي يتواجد هو به.. لا تحب المشاعر المتأججة له.. ان مشاعرها تحيرها وتقلقها..
ترددت كلماته في اذنها "صدقيني لو لم أَكنَ لكِ مشاعر خاصة واخاف عليكِ لما نصحتكِ.."
ضحكت بأستهزاء على نفسها: أي مشاعر يكنها لي وهو يستحقرني.. لا والعجيب في الامر اليوم فـ هو ابتسم الي.. أبتسمت حين ذكرت ابتسامته وأنزلت رأسها خجلاً..
أهوَ من نفسها ام منه؟
قررت قرار بينها وبين نفسها لعله يرضي الجميع ويرضي اهلها وخصوصاً يرضي سامي, فـ هو اكثر شخص يهمها..
**********
مريم هي الفتاة الوحيدة التي تنصح حنان بأن ترتدي الحجاب ما بين صديقاتها كلهن.. ولكن حنان لا حياة لمن تنادي..
حين دخلت حنان من باب الحديقة متوجهة الى بيت مريم, قابلت فواز أخ مريم الذي يبلغ من العمر ال17 عام, كان معجب بـ حنان ولا يهتم لحجابها.. كان يعجب بـ جمالها وبـ جرأتها ولكنه يكره الغرور فيها.. لانه يعتقد بان حنان مغرورة لانها لا تبادله اي اعجاب.. وخصوصاً و هو يحمل جمال رباني لم يعطيه لغيره..
حين تقدمت من السلم المؤدي الى بيتهم كان هو يقف على السلم وبيده كرة القدم قال بجرأة: عجباً, ما هذا الصباح الذي ارى فيه القمر مشرقاً في منتصفه.. وبدأ يصفر وينظر الى السماء..
حنان بـ تملل, لكنها جريئة في مثل هذه المواقف وخصوصاً معه, ترد عليه بدون حواجز لانها تكره كلمات الاعجاب هذه: ها ها ها لكني اعتبره صباحاً نحس لاني رأيت وجهكِ فيه..
كلمات في صميم قلب فواز المراهق الذي اشتعل غضباً من غرورها هذا..
تقدمت من امامه وصعدت السلم دون ان تعبئ شئ, كانت على وشك ان تطرق الباب..
فـ قال يحاول ان يلبس صوته البرود من ورائها مما جمد اصبعها على الجرس: كفاكِ غروراً يا حنان وراجعي نفسكِ قليلاً.. لعلكِ ترين الناس بـ منظاراً اجمل.. وحاولي ان تحترمينهم..
كانت على وشك ان ترد عليه لان الغضب تملكها ولكنه تركها واتجه مسرعاً الى الخارج, قالت بصوت واطي: سأحترمك ان احترمت نفسك.. لكن فواز لم يسمع لانه خرج من المكان باكمله..
انصدمت من فواز فـ هذه المرة الاولى التي يكلمها بهذه الطريقة.. فـ هو دائماً يرمي عليها كلمات اعجاب ويتجرع منها ردها الجريئ والوقح عليه بسبب جرأته معها..
مع انها غير مبالية لكن حين يصل الامر لها.. فـ هي محافظة على نفسها كثيراً..