مع اني والله قبلت باحمد ليس لان موسى مريض واني لن اقبل به, لكن الكل كان موافق على احمد, ولا احد يعلم بحبنا انا وموسى, ولو اخبرت اهلي لضحكوا علي وقد يضربوني ايضاً مع انهم لن يفعلوا.. لكني كنت خائفة..
منذ ذلكَ اليوم وانا احاول ان اتجنب موسى.. مع ان نظراته تعذبني..
خنساء تعلم بالامر, اعتقد بان موسى هو من اخبرها لذك اتت الي حين دخل موسى المستشفى وزادت من حرقة قلبي وشعوري بالذنب "اخي يهلوس باسمكِ ليل نهار, وانتِ سبب حالته الان..
كم انتِ انانية وجاحدة.. تركتيه وفضلتي الغرب عليه لانه مريض, اصابكِ الله مرض لا تقومين منه"..
هددتني ايضاً.. "لكنني لن ادعكِ يا رانية, ستندمين يوماً" هنا بدأت رانية تجهش بالبكاء..
كانت قاسية جداً علي يا نسرين, لم احقد عليها وبررت موقفها على انه بسبب حرقة قلبها على اخاها..
نسرين وهي تحظن ابنة خالها ودموعها تتساقط بهدوء: غاليتي انتِ لم تخطأي..
لم تعلقي امالكِ به وهذا جيد.. فقد كان حب مراهقة.. كنتِ صغيرة وهو ايضاً..
لذلكَ لا الومكِ على قراركِ.. لو كنت مكانكِ لفعلت نفس الشئ..
رانية وهي تبعد عني وبعيون غير مصدقة ما اقول: احقاً تعتقدين بأني لم اخطئ ولم اظلمه؟
كم كانت رانية بحاجة الى من يريح قلبها المعذب, هززت رأسي علامة الايجاب
وبأبتسامة بين دموعي قلت: لم تخطأي عزيزتي.. و لم تظلميه ايضاً, لانكم كنتم صغار, لهذا كيف يطلب منكِ ان تنتظريه..
ماذا كنتِ ستقولين لاهلكِ ان رفضتي احمد بدون سبب ولا تستطيعين ان تقولي لاهلكِ السبب الحقيقي..
راينة بصدق: وهذا والله ما كنت اخشاه.. كنت ايضاً اخاف كسر كلمة اهلي..
ولو ارادني موسى, فـ قبل ان يذهب لماذا لم يكلم اهلي؟
نسرين: حقه, لانكم كنتم صغار وايضاً يجب ان لا ترمي اللوم عليه فـ هو إحبكِ ولم يكن يعلم بانكِ ستنخطبين في تلكِ الفترة..
واعتقد ايضاً انه سينسى حبكِ حين يجد فتاته.. كما وجدتي انتِ فتاكِ..
أنزلت رأسها هروباً من نظراتي, نظرت اليها مطولاً ثم قلت بشكً ضئيل وانا ارفع رأسها بيدي: رانية هل ما زلتي تحبينه؟
رانية هربت من نظراتي مجدداً ولكنها بعد ذلك وضعت عينيها بعيني وبصدق قالت: اكذب عليكِ ان قلت لكِ لا..
لذلك اقول لكِ والله العظيم لم اعد احبه مثل قبل سنة ونصف ولكنه حبي الاول وحب مراهقتي لذلك انا احتفظ به في اعماق قلبي..
وحين اتزوج احمد ساقتل حتى هذا الشعور لاني لا اريد خيانته حتى بأفكاري, ليس له ذنب..
نسرين وهي تعانق رانية مجدداً: احسنتِ هكذا اريدكِ وحاولي ان تنسينه..
رانية: وهذا ما افعله حقاً.. تنهدت براحة, اكملت وهي ترفع نظرها الى السقف: يا الله كم ارتحت حين اخبرتكِ..
ازلت نصف الهم الذي كنت احمله في قلبي..
نسرين وهي تبعد رانية بأبتسامة: ماذا عن النصف الاخر؟
رانية: لا اعلم كيف اغير نظرية موسى وخنساء حول مرض موسى, فـ هم يعتقدون باني قبلت بأحمد بسرعة كي لا اتورط مع موسى..
نسرين: وهل هذا ما اخبروكِ به؟
رانية: خنساء من اخبرتني ولكن من سيخبرها غير موسى.. فلا احد يعلم بحبنا سوى انا وهو..
مع اني لم اخبره باني ابادله الشعور ولكن تكفي نظرات عيني له, في تلك الفترة.. ثم انزلت رأسها بأسى..
نسرين بصدق: سوف يفهم مع مرور الايام.. لكن الم تحاولي ان تشرحي له يوماً؟
رانية وهي ترفع نظرها الي: في الواقع لا.. اخاف من ردة فعله.. وهو ايضاً لم يعطني مجال, يجرحني دائماً بكلامه, وكلما حاولت ان اتقرب منهم, واعيد علاقتي معه كأخوة لا يشجعني..
نسرين: الحب لا ينتهي ابداً بـ صداقة او اخوة يا رانية..
رانية بحزن: اعلم ولكن ماذا افعل؟
نسرين: دعي الامور تأخذ مجراها.. و حاولي ان تبيني له بأنكِ لم تنتظريه وذلك ليس بسبب مرضه, وان لم يحاول ان يفهم فهذا شئ يعود له..
رانية: سأحاول.. ولكن هل تساعديني؟
نسرين: ان استطعت من عيوني..
رانية: تسلم لي هذه العيون الحلوة يا رب.. شكراً لكِ يا نسرين..
نسرين: الشكر لله غاليتي, وهي ترفع نظرها الى الساعة, اوه لقد نسينا انفسنا, لقد حان وقت صلاة الظهر قبل ربع ساعة..
رانية وهي تنظر الى الساعة المعلقة على الحائط بالقرب من صورة تشبيهية للامام علي ع..
قامت وقالت: يا ربي, ساذهب لاتوضئ..
نسرين: حسناً اكملي بسرعة لاني ورائكِ..
هبت رانية تاركة نسرين جالسة لوحدها تفكر بحال رانية, وكيف تساعدها..
الى ان عادها الى الواقع صوت وائل يدخل باب البيت, فـ ركضت تلحق بـ رانية لكي لا تكون لوحدها مع وائل, الذي سيتولاها ويبدأ احدى افلامه الدرامية وايضاً لانها كانت تبكي قبل قليل ومن الممكن ان يسأل عن سبب احمرار عينيها..
لكن لسوء حظها اصبح اماممها بغضون ثوان, وهو ينظر اليها مستنكراً وعلامة استفهام على رأسه من عيونها المحمرة بسبب بكائها مع رانية..
وائل بأهتمام وهو يرفع حاجب واحد من عينيه: من ابكى أميرتي الصغيرة؟