وقد ذكر العروضيون لهذا النوع التام عروضاً وضرباً صحيحين ، وآخرين مقطوعين.
فأما الصحيحان : فليس ثمة شاهد يثبت وجودهما في القديم ولا في الحديث ، ومعلوم أن الأبيات التي يصنعها العرضيون لا عبرة بها ولا وزن لها.
وأما المقطوعان : فليس في القديم شاهد لهما ، وأما في الحديث فنجد أبياتاً منثورة كأنها هتاف ، فأما القصائد فلم يوجد منها شيء .
تجد ذلك في قول شوقي:
تـحيا روما يحيا قيصر رومـا العظمى أبداً تنصر
وقوله :
مـرحى مرحى يحيا الفن يحيـا الشعر يحيا اللحن
ولذلك أعرضنا عن هذين النوعين[] .
* * * * *
ثانياً ( مجزوء المتدارك)
والذي نراه أن مجزوء المتدارك لا وجود له في الشعر العربي أثبته العروضيون وصنعوا له أبياتاً تقوم على عروض صحيحة وضرب صحيح كقول الذي قال :
قـف على دارهم وابـكين بين أطلالـها الدمـى
أو عروض صحيحة ، وضرب مخبون مرفل ، تصير مخبون مرفل ، تصير به ( فاعلن) إلى ( فاعلاتن) كقول من قال :
دار ســعدى بشحر عمان قــد كساها البلى الملوان
وتقطيعه :
دار سع ( فاعلن) ـدى بشح ( فاعلن) ـر عمان ( فعلاتن) ، فهذه العروض – كما يظهر – مرفلة- ، ولكن العروضيون يصيرون على أنها صحيحة ، وأن الترفيل هنا غير لازم ، ويدعون أن ذاك مصدره التصريع، وأن الشاعر سيهجره بعد ذلك ، ولكن أين القصيدة ومن الشاعر ؟ لا جواب .
قد كسا ( فاعلن) ها البلى ال( فاعلن) ملوان ( فعلاتن) وهذا الضرب مرفل ، ويثبتون عروضاً صحيحة ، وضرباً مذالاً ، مثل قول القائل :
هـذه دارهم أقفرت أم زبـور محتهــا الدهور
هذه ( فاعلن) دراهم ( فاعلن ) أقفرت ( فاعلن) عروض صحيحة أم زبو ( فاعلن) رمحت ( فاعلن) ـها الدهور ( فاعلان) ضرب زيد فيه ساكن على ما آخره وتد مجموع ، ويسمى هذا تذييلاً ، فالضرب مذال.
ونحن لا نثبت للمتدارك إلا نوعه التام النخبون العروض والضرب وعمدتنا في ذلك عدم الورود عن العرب ، ونشاز اللحن والموسيقى[].
تطبيقـــات
على الأبحر السبعة ذوات التفعيلة والواحـدة
( 1)
قطع الأبيات الآتية ، وألحقها ببحورها وبين أعاريضها وأضربها وما عراها من تغييــر:-
ولا تزجي مواكبهم مســاء
دخول الظافرين يكون صبحاً
(أ )
ذهب الشــباب فلم يعـد
أما الشبــاب فقد بعــد
(ب)
ولونك الغض شــــحب
ما بال بشــرك امـحـي
(ج)
قــيك تكاد تنســـكب
وللدمـــوع مـن مـآ
هـز أعطاف الديـــــار
أحــرز الأسطول نصـراً
(د )
حـزت غايات الفخــــار
شــرفا أسطول مصــر
على أنقـاضهـا بئس البنــاء
أتهدم أمة لتشـيد فــرداً
(هـ)
ولانخــــدع باللــــين
ولا تضــخع للبــأس
(و )
على ربة التـاج ذات الجـلال
سـلام السموات في مجدها
(ز )
أبينك فـرق وبين الحــمار ؟
إذا ما نفقت ومات الحمـار
(ح )
الضــــــــــواري
انتصــرت جنودنـــا
(ط )
البطـل المغــــــــوار
تحــــت لــــواء
لوجــهك الطلق النـــدى
ليس العبــوس سنـــة
(ى)
ليــل الشـــارب والـدد
ولست من يغـــــضب فـى
(2 )
حدد آخر الشطر الأول وبين العروض ، في الآبيـات الموصولة الآتيـة ثم بين بحر كل منهـا :
( أ ) فهذى فرصة الأنس وقد لا ترجع الفرصـة.
(ب) وكنت إذا الموت أفضى إليك تحديته فانثنى القهقرى.
(جـ)بعد حين تملأ الأرض الأفاعى البشرية.
(د ) ربيع الحمى أبي فكيف للحمي لم تغضب
(هـ)فيارب صفو سقيت الرجال فلما ترووا سقوني الكدر.
(و ) وإن التماوت فعل الثعالب ليس التماوت فعل السباع.
(ز ) لئن فرقنا الدهر لقد تجمعنا الذكري.
( 3 )
كون أبياتاً من بحر الرجز ، ثم الوافر ثم الكامل على الترتيب من الكلمات الآتية:-
( أ ) الأمر . خطر . إن انتقلت . خطر من . إلى .
( ب ) يا طيب. عجيب. الجراح . أرى . أثر . قتيلا. ولكن. لا أرى.
(جـ) ما بال قلبك . الأمهات. رقيقة. لم يلن . قلوبهن. لفتاك.
(4 )
يقول الصرفيون :
إن مدّ المقصور ضرورة شعرية في قول القائل:
يا لك من تمر ومن شيــشاء ينشب في المســعل وللهاء
وجه ذلك مستعيناً بالتقطيع.
(5)
يقول الصرفيون:
إن مجىء مصدر (فعّل) المعتل اللام ، على (تفعيل) ضرورة شعرية في قول الشاعر:
باتت تنزى ثوبهـــا تنزيا كما تنـزى شـهلة صبيـــا
وجه ذلك ؟
( 6 )
أكمل ما نقص من الأبيات الآتية . بحيث تجىء مستقيمة :
سيدتي عبدك أنشو قد صـدق ………………………………………………….
الفأر في مكتب القصــر……………………….………………………….
يقول: إن أسرق فزينون……………………..…………………………….
همى في الجلد وهمه الـ …………………………..……………………….
يسطو على آثار كل من ……………………..…………………………….
( 7 )
من لى به السحر فى ألفاظه رشأ يغار البدر من تكوينه
( أ ) قطع البيت وبين بحره
(ب ) غير كلمة(رشأ ) بكلمة(ظبى ) ثم أعد تقطيع البيت ، وبين بحره.
( 8 )
قطع البيتين الآتين ، واذكر عروضهما وضربهما ، وما بهما من تغيير إن وجد:
مـا جـــاء حـتى ذهبــا
كلمـحـة من خــاطر
(أ )
من الدأب الكواكب ما استراحـا
هو الشيخ الفتىُّ لو استراحت
(ب)
( 9 )
قــــد أذن لـيلك بالبلـج
اشـتدى أزمـة تنفـرجى
حـتى يغشـاه أبو الســـرج
وظـلام الليل له ســرج
بين عروض الأول وضرب الثاني وما في حشوه من زحـاف أو علة.