شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات فجر اليوم، أعنفها تلك التي استهدفت مجمع الوزارات في مدينة غزة، في وقت ارتفع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 360 شهيدا والجرحى إلى قرابة 1700 بعد سقوط عشرة شهداء و40 جريحا في الغارات الجديدة، حسب مصادر طبية فلسطينية.
وذكر مراسل الجزيرة في غزة سمير أبو شمالة أن قصف الساعات الماضية دمر بالكامل خمسة مبان في مجمع الوزارات في غزة ومبنى تابعا للجامعة الإسلامية والمقر الرئيس لنادي الشمس الرياضي.
كما استهدف القصف مكتبا إعلاميا تابعا للجان المقاومة الشعبية وأراضي خالية تستخدم في إطلاق الصواريخ وسيارة تقل مقاومين دون وقوع إصابات. وقبل ذلك استهدف القصف منطقة قرب المجلس التشريعي في غزة وحي النصر شمال غزة.
واستهدفت غارة أخرى منزل أحد القياديين الميدانيين البارزين في كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مدنيين.
وقال المراسل إن مقاتلات إسرائيلية من طراز أف 16 حلقت قبل ذلك في سماء غزة، فيما أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران أسلحتها على عدة أهداف على طول ساحل القطاع.
وأشار إلى أن كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين تبنت هجمات صاروخية على عسقلان وبلدتي ناحال عوز وأسدود جنوب إسرائيل، ما أدى إلى مقتل إسرائيليين وجرح 12 آخرين. وأقر الجيش الإسرائيلي بهذا القصف، وقال إن أحد جنوده من بين القتلى.
وفي هذا الإطار قالت حماس في بيان إنها أطلقت 43 صاروخا محلي الصنع و17 صاروخا من طراز غراد بعيد المدى وست قذائف هاون تجاه جنوب إسرائيل.
عدوان متواصل
تشييع فتاة لم تتجاوز أربع سنوات قتلت بقصف إسرائيلي على غزة (رويترز)
تأتي هذه التطورات بعد ساعات من استشهاد خمسة فلسطينيين من نشطاء حركة الجهاد الإسلامي في غارة إسرائيلية جوية استهدفت منزلا في قطاع غزة.
كما أسفرت غارات أمس عن استشهاد ثمانية أطفال، حيث استشهدت أم وأطفالها الخمسة في قصف لمسجد الشهيد عماد عقل في جباليا شمال قطاع غزة.
كما استشهد في الغارات ثلاثة أطفال في قصف إسرائيلي على منزل للقيادي في كتائب القسام رائد العطار في رفح جنوب القطاع.
وذكرت حماس أن 180 من أعضائها استشهدوا وأن بقية الشهداء ويزيد عددهم عن 300 بينهم مدنيون ومن بينهم 16 امرأة وبعض الأطفال.
في هذا السياق قالت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) إن ما لا يقل عن 62 من النساء والأطفال استشهدوا في الغارات الجوية الإسرائيلية منذ يوم السبت.
وقال كريستوفر جونيس المتحدث باسم (أونروا) أمس الاثنين إن هذا التقدير "متحفظ ومن المؤكد أنه سيرتفع"، وذكر أن التقدير استند إلى زيارات مسؤولي (أونروا) للمستشفيات والمراكز الطبية في قطاع غزة.
تمسك بالعدوان
دبابات الاحتلال على الحدود المتاخمة لغزة (الفرنسية)
في هذه الأثناء أشار مراسل الجزيرة في القدس إلى أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى إمكانية سقوط 100 الى 120 صاروخا فلسطينيا يوميا على جنوب إسرائيل، الأمر الذي قد يعجل بعمل عسكري إسرائيلي داخل القطاع.
وقال إن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر وقادة الأجهزة الأمنية أنهوا اجتماعا بحثوا فيه مستقبل العملية الإسرائيلية في غزة، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء إيهود أولمرت رفض أي حديث عن وقف إطلاق النار وتمسك بمواصلة هذه العملية حتى تحقيق أهدافها.
أما وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك فتوعد بأن تتخذ تل أبيب كل الوسائل القانونية لوقف ما سماها العمليات العدائية انطلاقا من غزة.
وقبل ذلك أعلن جيش الاحتلال أن منطقة الحدود مع قطاع غزة منطقة عسكرية مغلقة.
وقال متحدث عسكري إن السياسة الجديدة تعني أن المدنيين (باستثناء سكان المنطقة) بمن فيهم الصحفيون قد يمنعون من دخول منطقة عازلة عرضها بين كيلومترين وأربعة كيلومترات من غزة.