[size=6]وتصاعدت غزّة بين الغمام وفوق الدّخان[/size]
[size=4]كيفَ يُبدأ المَقالُ أمامَ كلّ هذا الدّم المسفوك؟! فكلّ ما فوق الأرضِ يقفُ مندهشاً مُتعجّباً صامتاً حتى (( الكلام ))...![/size]
[size=4]رجالٌ وأيّ رجال! شموخٌ وكرامة وجهادٌ ورباط وعزة حملتها غزة على أذرعها وفي صدرها فاستُهدفت جميعاً بالصّواريخ وتصاعد منها الدُّخان.[/size]
[size=4]من يرحمُ الصّدر الحنون؟! من يُكرم القلب النابض بالحبّ لكلّ المسلمين؟! من يُسعف ذراعها الأيمن والأيسر؟! إنّها أمّ فلسطين! كلّ فلسطين... فإن غابت الأمُّ فكيف الإنجابُ يكون؟![/size]
[size=4]ولكنّ غزة أقوى من أن تغيب خلف الدّخان، وتحت الرّكام! بل إنها مع كلّ استهداف تتصاعدُ عزيزة بين الغمام وفوق الدّخان... وإنّ أعضاءها كلما أصيبت أصبحت أصلب وأقدر؛ فأبناؤها ورجالها يُجددون فيها الدّماء ويقفون شامخين كما السّابقين وكلّ مُناهم أن يكونوا بهم لاحقين... شهداءُ أحياءُ عند ربهم فرحين؛ فهم يصعدون فوق ذُراها لينالوا إحدى الحُسنيين نصرٌ أو شهادة؛ فما يَضرّهم إذن؟![/size]
[size=4]ليتنا ما كنا من المُتفرّجين...![/size]
[size=4]بل هناكَ على ذراعها الأيمن -يا ربّ اجعلنا- من المُجاهدين بالمال والنفس...[/size]
[size=4]أو في قلبها دماً دفاقاً نابضاً بالعزة والكرامة،[/size]
[size=4]أو على ذراعها الأيسر بالقلم والفكر،[/size]
[size=4]أو في أيّ بقعة فوقها! فإننا بها مفتخرون...[/size]
[size=4]أمُّنا التي رفعت رأسنا عالياً... ويا ليتنا نستطيع الاقتداء بها والارتقاء.[/size]
[size=4]إنها تنادينا وجعلت الدّخان لنا منارة... فإن لم ننفر الآن فمتى ننفر لنصرتها؟! إنها تحاول بكلّ قوّتها حمايتنا وحماية أرضنا ورفع راية الإسلام خفّاقة فهل من مُعين؟! بل هل من مُحبّ للحُسنيين كمثلها؟! فما هذه الدّنيا إلا امتحان؛ فإمّا فوز أو خُسران.[/size]
[size=4]لبيك يا غزة... حنانيك يا أمّ...[/size]
[size=4].. الدّمُ المسفوكُ في غزّة أبلغُ من كلّ مقال...![/size]