بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
(الشفاء في ثلاث: شربة عسل.. وشرطة محجم.. وكية بنار، وأنهى أمتي عن الكي)) .
وقد جاء في سن ابن ماجة مرفوعاً من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: ((من لعق ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم البلاء )).
كما يعلم الجميع أن العسل سهل الامتصاص وذلك بسبب خاصية تغير السكر الموجود فيه (فركتوز إلى كلكوز). وبالرّغم من احتوائه على نسبة كبيرة من الحوامض إلاّ أنّه يُمتص بسهولة حتى من قبل المعدة الحساسة، وهو يساعد في سهولة عمل الأمعاء والكلية , كما أن قابلية ذوبان العسل في الماء الدافئ، وفي مدة 7 دقائق يذوب في الدم، ولاحتوائه على السكر الطبيعي فهو يسهّل عمل الدماغ وهذا مفيد جذا للطلبة خاصة وقت الامتحانات , يوفر العسل القسم الأكبر من الطاقة التي يحتاجها الدم في عملية تكوينه، ومن ناحية أخرى يساعد في عملية تنقية الدم وفي عملية دوران الدورة الدّموية بسهولة ، ويساهم في عدم تصلّب الشرايين. والعسل لا يسمح بوجود البكتريا بداخله لاحتوائه على (مادة البوتاس) وهي التي تمنع عن البكتريا الرطوبة التي هي مادة حياتها, ولعلّكم على علم بقصة جثّة الطفل الذي وجد في إحدى أهرمات مصر الذي وجد مغمور بالعسل والعجيب أن عمر هذه جثّة 4500 سنة دون أي تحلل أو عطب .
وإذا أردنا الفائدة المضمونة إنشاء الله يشُرب العسل مخفَّفاً بالماء على الريق كما كان يفعل المصطفى صلى الله عليه وسلم، أما إذا تيسَّر شُرب العسل على الريق بماء زمزم فإنه الدواء الجامع بإذن الله تعالى، والبلسم النافع لكل داء، والوقاية من كل وباء.
هذا إلى جانب العديد من الهرمونات القوية والمنشطة والفعالة التي يحتويها العسل والتي تضم مضادات حيوية تشكل وقاية لجسم الإنسان ضد العديد من الأمراض، وتفتك بجميع أنواع الجراثيم والميكروبات، كما تم اكتشاف مادة في
العسل مضادة للسرطان، وهي مادة ( الديوتيريوم ) .
وهناك العديد من الأمراض التي يفيد في علاجها العسل و في كل مرة نكتشف فائدة جديدة للعسل ضد أمراض أخرى والإمراض التي يفيد فها العسل ومنتجات النحل :
الروماتيزم، والتهابات عضلة القلب والرعشة، والقرح المتعفِّنة والغرغرينا، والتهابات الفم وأورام اللسان، وأمراض الأذن وآلامها، وتقوية عضلة القلب، والربو والسل الرئوي، والاستسقاء، والثعلبة، والثآليل، وجميع أمراض الكبد، والحصوات الكلوية، وزيادة القوة والحيوية والشباب، وأمراض النساء والولادة والعقم، وجلب القوة الجنسية للجنسين ، والأورام الخبيثة، والبرص والبهاق، وأمراض الحساسية، والتقيُّؤ ، وبحَّة الصوت، والبخر وروائح الفم ، وغيرها من الأمراض؛ حيث ما زلنا.
إن عسل النحل أسرع المواد الكربوهيدراتية جميعاً تمثيلاً في الجسم، ولذلك ينتج طاقة أسرع من النشا والسكر دون أن يتحمل الجهاز الهضمي أدنى تعب أو عناء. ولذلك نرى الأطباء كثيراً ما ينصحون بالابتعاد عن السكريات الصناعية واستعمال عسل النحل بدلاً منها, فإن هذه السكريات ثنائية معقدة تجهد الجهاز الهضمي حتى تتأكسد وتتحول إلى سكريات أحادية, ويقوم البنكرياس بإفراز إنزيمات خاصة لتحويل السكريات الصناعية إلى نشا حيواني ( جليكوجين) يمكن للجسم أن يستفيد منه عند الحاجة، فإذا زادت كمية ما يتناوله الإنسان من السكر الصناعي سبب ذلك إجهاداً للبنكرياس، وهذا الأمر يؤدى إلى الإصابة بالبول السكري، مما يؤثر بدوره على الكلى والدورة الدموية، فإن القدر المتبقي من السكر دون هضم يبقى كمادة سامة في الجسم ينتج عنها الشعور بالتعب من هنا كانت أهمية العسل في الغذاء لاحتوائه على سكريات أحادية لا تحتاج إلى عملية أكسدة داخل الجهاز الهضمي، بل يستفيد منها الجسم بمجرد تناوله.
إن الحلاوة الموجودة في العسل تعادل ضعفي حلاوة السكر العادي , وحيث أن هذه الحلاوة ناتجة عن سكر الفواكه (الفركتوز) وليس عن السكر المسمى سكروز (سكر القصب) فإن ضرره للمصابين بمرض السكر أقل بكثير من أذى السكر العادي رغم أن حلاوته تعادل ضعفي حلاوة السكر العادي.
و العسل يفوق السكر العادي لهذه الأسباب:
لا يسبب العسل اضطرابات لأغشية القناة الهضمية الرقيقة.
يصل تأثير العسل إلى أعضاء الجسم فور تناوله بسهولة ويسر.
لا يضر الكلى ولا يسبب تلف أنسجتها.
ليس للعسل تأثير معاكس على الجهاز العصبي.
يساعد الرياضيين ومن يقومون بجهد عضلي كالعمال على استعادة قواهم بسرعة.
له تأثير طبيعي كامن ويجعل عملية الإخراج سهلة.
الكثير يفضل العسل على غيره كغذاء لماذا ؟
لاختبار القيمة الغذائية للعسل واللبن اقتصر أحد الباحثين في طعامه لمدة ثلاثة أشهر على غذاء مكون من 100 جرام (ثلاث ملاعق) من العسل لكل ربع جالون من اللبن المعقم يومياً, فلاحظ أنه يحتفظ بوزنه العادي وقدرته على العمل، ولم يظهر عليه الخمول, وقد أظهرت التحاليل الطبية التي أجراها عدم وجود الزلال أو السكر في البول، وزيادة طفيفة في هيموجلوبين الدم, ولكن ظهرت أعراض نقص فيتامين (ج) بالقرب من انتهاء التجربة, وتم علاج ذلك
بإضافة عصير البرتقال إلى الغذاء.
إن العسل مادة طبيعية تكونت بواسطة النحل بعد جمعه لرحيق الأزهار, ويحتوى الرطل الواحد من العسل على 1600 سعر حراري, ويعتبر الثاني بعد الرطب ( الثمر ) من ناحية ما يحتويه من السعرات الحرارية, ولذلك فهو يفوق في توليده للحرارة : اللحم، والسمك، والدواجن، والبيض، واللبن، والحبوب, والخضر.
فالعسل غذاء مملوء بالحيوية، وله مكانته العالية في إنتاج الطاقة داخل الجسم, والذين يتناولون العسل ضمن غذائهم اليومي يزيدون بالتأكيد في مقدرتهم البدنية والفكرية, والمرضى الذين تحتاج أجسامهم إلى الترميم ينصحون بإضافة ملعقة من العسل إلى فطورهم.
العسل غذاء مثالي للضعفاء والمرضى:
ليس هناك مثيل للعسل كغذاء مثالي يعتمد عليه للمصابين بالوهن ولحالات ضعف الهضم، و بعد العمليات الجراحية، والأمراض المنهكة للجسم وفى حالات التسمم، وحالات أمراض الأمعاء ولأثنى عشر وأمراض الأطفال. ( الأطفال الذين تفوق أعمارهم عن السنة )
وإذا كان العسل يريح المعدة والأمعاء وسائر الجهاز الهضمي لأنه لا يحتاج إلى أدنى مجهود في الهضم, فإنه أيضاً يريح الكليتين والكبد, وذلك لأنه لا ينتج عنه فضلات أو مواد سامة يضطر الجسم إلى التخلص منها, فعند هضم البروتينات الحيوانية مثلاً ينتج حمض البوليك، ويتحتم على الجسم أن يتخلص منه بواسطة الكليتين, , أما العسل فهو غذاء سهل لا يكلف الجهاز الهضمي جهداً, ولا يكلف الكبد والكليتين أدنى عناء.
العسل يحتفظ بقيمته الغذائية:
يحرص الناس على تناول الأطعمة الطازجة قبل أن تنقص قيمتها الغذائية, وقبل أن تتحلل وتتحول إلى مواد خطرة على الصحة, فاللحم مثلاً إذا لم يكن طازجاً يصير مرتعاً للجراثيم بعد مدة قصيرة, أما العسل الجيد النقي فإنه لا يفسد مع مرور الزمن إذا حفظ بطريقة صحيحة، ويظل محتفظاً بقيمته الغذائية كاملة, وكما ذكرنا فإن بعض الخضروات تفقد كثيراً من فيتاميناتها بعد ساعات قليلة من قطفها, أما العسل فيظل محتفظاً بمكوناته الغذائية أطول وقت ممكن.
العسل غذاء مضاد للعفونة:
من الثابت أن للعسل خصائص مضادة للعفونة, وهى كافية لتؤثر على الجراثيم الضارة داخل الأمعاء, بحيث إذا استغنى الإنسان عن اللحوم والحليب واقتصر في غذائه على العسل فترة طويلة نقصت الزمرة الجرثومية الضارة داخل الأمعاء بنسبة عالية، لذلك ينصح في كل حالات التيفود وقرحة لأثنى عشر والتهاب القولون أن يكون الغذاء المنتخب معتمداً أساساً على العسل.
في كل حالات الإنهاك والإعياء وفقر الدم وسوء الهضم يوصف المزيج التالي:
كأس من الحليب الطازج المسخن مع ملعقة كبيرة من العسل حتى الذوبان, ويشرب مرتين يومياً مع قطعتي خبز جاف مدهونتين بالزبد. كما ينصح لعلاج الأرق عند المسنين بتناول كأس من الماء الفاتر تذاب فيه ملعقة كبيرة من العسل.