يسأل القاريء علي عبدالقادر من القاهرة قائلاً:
انتشرت حاليا رسائل الكترونية تضم تسبيحات وأذكاراً يتم تداولها عبر البريد الالكتروني أو الهاتف المحمول ويذكر المرسل في آخرها أن من يقرأها يؤجر بالحسنات. ويطالب كل من يقرأها بإرسالها لكل من يعرفهم وإلا يحل عليه غضب الله. فما حقيقة ذلك؟ وهل يُثاب المرء علي قراءة أذكار لم يقصد قراءتها؟
** يجيب فضيلة الدكتور أحمد عبده عوض أستاذ الدراسات الإسلامية جامعة طنطا فيقول: هناك ضوابط شرعية لاستخدام الرسائل التذكيرية الدعائية التي يمكن أن تكون بابا من أبواب التجارة مع الله تعالي. وتتمثل هذه الضوابط فيما يلي:
* أن يكون محتوي هذه الرسائل شرعياً ومنضبطاً ومن المأثور ممثلاً في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة أو أقوال الصحابة والتابعين.
* ألا يربط المسلم أو كاتب الرسالة بين ارسال هذه الرسالة ونشرها وبين أمور الثواب والعقاب. لأن هذا ليس من الدين في شيء وإنما يكفي أن ينتفع بها من يتلقي الرسالة استناداً لقول النبي صلي الله عليه وسلم:
"لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم".
أي انها مسألة ليس فيها ثواب ولا عقاب. وإنما يثاب المرء علي نيته في تبليغ رسالة الله عز وجل.
* الأفضل في محتوي هذه الرسائل أن تكون متصلة للتذكير بمناسبات الخير مثل صيام التطوع. الأيام البيض. قراءة سورة الكهف وفضلها. يوم الجمعة وغُسْلُه. عيادة المريض. صلة الأرحام. إطعام الطعام وغيرها.
* الإسلام يعتبر أن كل عمل له قصد شرعي نبيل يُثاب عليه المسلم دون أن يتبع من أمر الشريعة شيئاً. ودون أن يُحمِّل الناس فوق طاقتها استنادا لقوله تعالي:
"ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين". وربما كان المتربح الأساسي من كثرة هذه الرسائل هي شركات المحمول وعندئذ تتحول الدعوة إلي الله تعالي إلي جانب اقتصادي استثماري. والشريعة الإسلامية تجعل مبدأ الاحتساب أساساً في عمل المسلم.
أما بالنسبة لمن يقرأ الرسالة ومدي تحقق عنصر الثواب فهذا يتوقف علي نية قارئها ومدي تفاعله معها من الناحية الشرعية.
فقد لا يكون له هوي في أمثال هذه الرسائل الدينية ويفضل عليها رسائل أخري تجارية أو عاطفية. فهذا لا يثاب.
وقد تكون الأذكار الواردة في الرسائل حجة لقارئها إذا عمل بما فيها ويثاب عليها. وقد تكون حجة عليه إذا لم يعمل بما فيها وبالتالي لا يثاب عليها.
والله أعلم