في رحاب اية
{وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ}
تتعرض الآية لصفة من صفات المنافقين الفاضحة لهم والكاشفة لنواياهم الخبيثة، فالمنافقون يدَّعون الإيمان ويدَّعون حب هذا الدين والرغبة في التضحية من أجله ويزعمون أنهم يريدون الجهاد والقتال في سبيل الله تعالى، فيأتي القرآن من عند الله تعالى ـ الذي يعلم السر وأخفى ـ ليفضح هؤلاء المنافقين، ويوعي الصف المسلم بحقيقتهم، ويشير إلى أمر عقلي بدهي أن هؤلاء القوم لو أرادوا الجهاد لتأهبوا له وأعدوا ما يستلزمه من عدة وعتاد، ولكن واقع هؤلاء المنافقين خلاف ذلك, فتركهم الاستعداد دليل على إرادتهم التخلف والقعود. وتأتي المنة من الله تعالى على الصف المسلم بتطهيره من أمثال هؤلاء، وذلك بتثبيطهم وتخذيلهم وحبسهم عن الخروج للجهاد في سبيل الله لما يعلم من سوء نوايهم وخطورتهم على الصف المسلم وقت الشدة والمواجهة، فكان أن أوقع الله في قلوبهم القعود عن الخروج في سبيل الله. والمتأمل في سياق القرآن يجده منفرا كل من نهج نهج هؤلاء المنافقين وفر من الجهاد معتذرا بأعذار واهية، يأتي القرآن ليضع هذا الصنف من الناس مع أولي الضرر والعميان والزَّمْنَى والنساء والصبيان الذين لا يستطيعون الغزو ولا ينبعثون للجهاد، فهذا مكانهم اللائق بذوي الهمم الساقطة والقلوب المرتابة والنفوس الخاوية من اليقين. فانظر أخي المسلم إلى موقفك من حب الله ورسوله...وحب الجهاد في سبيله...وهل أعددت له العدة حقا؟! واحذر أن تكون من القاعدين.
فكل عمل نقوم به هو جهاد في سبيل فقم به علي احسن مايمكن