ومفتاحه هو:كمل الجمال من البحور الكامل....متفاعلن متفاعلن متفاعلن
ويتكون البيت في هذا البحر من ست تفعيلات ، كل منها مركب من فاصلة صغرى فوتد مجموع ، ووزنها العروضي (متفاعلن) .
ويأتي تاما مركبا من ثلاث تفعيلات في كل شطر ، ومجزوءا مركبا من تفعيلتين في كل .
أولا : الكـــامل التـــــام
(1) قال ابن الرومي :
وإذ امرؤ مدح امرءا لنواله وأطال فيه ، فقد أراد هجـاءه
لو لم يقدر فيه بعد المستقي عند الورود لــما أطال رشاءه
وإذا امرؤ(مـــتفاعلن) مـــــدح امرءا (متـــفاعلن) لنواله (متفاعلن) وهي العروض .
وأطال فيـ (متفاعلن)ــه فقد أرا(متفاعلن) د هجاءه (متفاعلن) وهو الضرب إذا فالعروض الأولى صحيحة ، وضربها كذلك .
وقال أخر :
ضمي قناعك يا سعاد أو ارفعــي هذي المحاسن ما خلقن لبرقــع
الضاحيات الضاحكات ودونــها ستر الجلال وبعد شـاو المطـلع
(2) وقال أبو تمام :
وإذا أراد الله نشر فضــيلة طويت أتـاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ماكان يعرف طيب عرف العود
وإذا أرا(متفاعلن)د الله نشـ(متفاعلن) ــر فضيلة (متفاعلن) وهي العروض طويت أتا(متفاعلن)ح لها لسا(متفاعلن)ن حسود (متفاعل) وهو الضرب .
فأنت ترى أن العروض صحيحة كسابقتها ، أما الضرب فقد خرج عن (متفاعلن) وجاء على (متفاعل) ، أي أن الوتد المجموع (علن) قد حذف ساكنه وهن النون وسكن ماقبله وهو اللام فصار (عل) وحذف ساكن الوتد المجموع ، وأسكان ماقبله ،يسمى (قطعا) .
إذا: فالضرب مقطوع.
(ج) وقال الجمحي :
عـقم النساء فما يلدن شبيهه إن النساء بمثــله عـقم
نزر الكلام من الحياء تخالـه ضمنا ،وليس بجسمه سقم
عقم النسا(متفاعلن)ء فما يلد(متفاعلن)ن شبيهه (متفاعلن) وهــــي الـــــعروض .
إن النسا(متفاعلن)ء بمثله (متفاعلن) عقم (متفا)، وهو الضرب ، فالعروض صحيحة كما ترى ، أما الضرب فقد خرج عن (متفاعلن) إلى (متفا) ،فكيف تم ذلك الخروج ؟ لقد حذف الوتد المجموع (علن) كله ، فصارت (متفا) بتحريك التاء ، وهذا الحذف يسمى (حذذا) ثم سكن الثاني فصار(متفا) وتسكين الثاني يسمى (اضمارا) .
إذن: فالضرب قد دخله الحذذ والاضمار ،ثم تكون عروضه صحيحة وهو نوع عصي نادر في الشعر العربي ، فإنك لاتجد منه إلا الأبيات المفردات كقول عمر بن أبي ربيعه :
ولقد عصيت ذوي القرابة فيكم طـــرا وأهل الود والصهرا
وقوله من قصيدة أخرى:
فأجبتها إن المحب مكـلف فدعي العتاب وأحدثي بـذلا
وكقول المسيب بن علس :
ولقد رأيت الفاعـلين وفعلـهم فلذى الرقيبة مالك فضل
كفـــاه مخلفة ومتـــلفة وعطـاؤه متدفق جزل
وبعض أبيات أخرى منثورة في القصائد ، ومن ثم يميل الباحثون إلى عدم اعتبار هذا النوع من الأوزان أصلا برأسه لأنه لم تجر عليه قصيدة كاملة وأنما يأتي به الشعراء للتنويع ليس غير.
النتيجة:
أن الكامل التام إذا كانت عروضه صحيحة فقد يكون ضربه صحيحا ، وقد يكون مقطوعا ،وقد يكون أحذ مضمرا.
2-(أ) قال بشار :
لا يؤنســــــنك من مخبأة قول تغلظه جــــرحا
عسر النساء إلى ميــــاسرة والصعب يمكن بعد ما جمحا
لايؤنسنـ(متفاعلن)نك من مخبـ(متفاعلن)بأة (متفا) وهي العروض ، قول تغلـ(متفاعلن) ــلظه وان (متفاعلن) جرحا (متفا) وهي الضرب .
فأنت ترى إن كلا من العروض والضرب ، قد ثبت على (متفا) وهذا هو الحذذ ، فالعروض حذاء ، والضرب أحذ .
(2) وقال الشريف الرضي :
ولقد مررت على ديــــــارهمو وطلولها .. بيد البلى نــهب
وأصل إذن بعلى ، فقلت لــــها : الغـدر شـيء ليس من ضـربى
والنتيجة:
إن الكامل التام ، إذا كانت عروضه حذاء ، فضربها يمكن أن يكون احذ فقط ، ويمكن أن يكون أحذ مضمرا .
ثانيا: الكامل المجزوء
قال الرصافى :
يا قوم لا تتكلموا إن الكلام محرمُ
ودعوا التفهم جانباً فالخير ألا تفهموا
يا قوم لا ( متفاعلن ) تتكلموا ( متفاعلن ) وهى العروض صحيحة كما ترى إن الكلا ( متفاعلن ) م محرم ( متفاعلن ) وهو الضرب صحيح كذلك ، ومن هذا النوع جاء قول شوقى يخاطب طائراً غرداً حبيساً، جعله رمزا للمرأة المحجبة:
يا ليت شعرى يا أسي ر شج فؤادك أم خلى
و حلي سهد أم تنا م الليل حتى ينجلى
بالرغم منى ما تعا لج فى النحاس المقفل
حرصى عليك هوى ومن يحرز ثمينا يبخل
والشـح تحثه الضـرو رة فى الجواد المجزل
أنا إنجعلتك فى نضا ر بالحرير مجلل
ولففته فى سوسن و حففته بقرنفل
و حرقت أذكى العودحو ليه وأغــلى الصندل
وأمرت بابنى فالتقا ك بوجهه المتهلل
بيمينه فــــالوذج لم يهد للمتوكل
وزجــاجة من فضة مملوءة من سلسل
ما كنت يا صداح عن دك بالكريم المفضل
شهد الحياة مشوبة بالرزق مـثل الحنظل
والقيد لو كان الجما ن منظما لم يحمــل
(ب)وقال حافظ يصف طيارة :
فإذا علت فكدعوة ال مظلوم تخترق الستار
وإذا هوت فكما هوت أنثى العقاب على الهزار
فإذا علت ( متفاعلن ) فكدعوة ال (متفاعلن ) وهى العروض ، وأنت تراها صحيحة ، مظلوم تخ (متفاعلن ) ،ترق الستار ( متفاعلان ) . وهو ضرب أصله ( متفاعلن ) زيد عليه ساكن فصار
( متفاعلن ن)، والتقاء الساكنين هكذا يعسر النطق به فحولت النون الأولى ألفاً فصارت ( متفاعلان )، ولا ضير من التحويل ، إذ هو استبدال ساكن بساكن ، و زيادة الساكن على ما آخره وتد مجموع يسمى (تذييلا ) ،فالضرب دخله التذييل.
إذن : فالعروض صحيحة، و ضربها مذال وقد جاء على ذلك قول محمود غنيم ،تحت عنوان جنازة السلام:
أرأيت إذ ولد السلام فنعوه من قبل الفطام
وضعته أوروبا لنا يا ليت أوربا عقام
طفل برئ ذاق من يد أمه كأس الحمام
لهفى عليه ممزق ال أو صال منتثر العظام
عصفت به ريح الوغى عصفا وغطاه القتال
فمضى شهيدا ماله قبر يزار ة لا مقام
ليس السلام بسائد ما دام فى الدنيا حطام
(ج)وقال بشار:
وكأن رجع حديثا قطع الرياض كسين زهرا
وكأن تحت لسانها هاروت ينفث فيه سحرا
وكأن رج ( متفاعلن ) ع حديثها (متفاعلن) وهى العروض صحيحة كما ترى .
قطع الريا (متفاعلن )ض كسين زهرا( متفاعلا تن) وهو الضرب أصله (متفاعلن) زيد عليه سبب خفيف ، أى متحرك وساكن فصار (متفاعلن تن) ، ولتنطق كلمة واحدة جعلت النون الأولى ألفاً ، وهو تغيير لا ضير منه، لأنه –كما عرفت- استبدال ساكن بساكن فصار (متفاعلا تن ) و زيادة السبب الخفيف (هنا ) تسمى ترفيلا، فالضرب دخله الترفيل.
إذن فالعروض صحيحة والضرب مرفل :
وعل هذا النحو قول السيد الحميرى:
امرر على قبر الحسي ن وقل لأعظمة الزكية
يا أ عظما لازلت من و رطفاء ساكنة روية
وإذا مررت بقبره فاطل به وقف المطية
وابك المطهر للمطه ر والمطهرة النقية
كبكاء معولة أتت يوماً لوا حدها المنية
تلك هي الأنواع الثلاثة التى يجرى عليا مجزوء الكامل، وهى شائعة فى الشعر العربي ،قد يطرقها الشعراء ويرتاحون لموسيقاها.
على أن أهل العروض ،قد حدثوا فى كتبهم عن نوع رابع لمجزوء الكامل قالوا: إن أبياته تنتهى بوزن
( متفاعلن ) ، أى إشارة ضربه مقطوع.
وهم يسوقون لهذا بيتاً واحداً لا ندرى قائله:
وإنما نراه يتردد فى كتبهم دون ذكر لناظمه ، أو إشارة إلى القصيدة التى أقتبس مها ، وهدا البيت المفرد وهو.
وإذا همو ذكروا الإسا ءة أكثروا الحسنات
وأكبر الظن أنه وليد صناعة عروضية، وليس من الأوزان التى طرقها الشعر.
والنتيجة:
أن مجزوء الكامل لابد أن تكون عروضه صحيحة، أما ضربه فيدور بين الصحة والتذييل، الترفيل.
مقطوعات للتدريب
قال شوقى يرثى مصطفى لطفى المنفلوطى ، وقد مات يوم أصيب الرئيس سعد زغلول برصاصة مجرمة:
اخترت يوم الهول يوم وداع ونعاك فى عصف الرياح الناعي
وقد ذكر العروضيون لهذا النوع التام عروضاً وضرباً صحيحين ، وآخرين مقطوعين.
فأما الصحيحان : فليس ثمة شاهد يثبت وجودهما في القديم ولا في الحديث ، ومعلوم أن الأبيات التي يصنعها العرضيون لا عبرة بها ولا وزن لها.
وأما المقطوعان : فليس في القديم شاهد لهما ، وأما في الحديث فنجد أبياتاً منثورة كأنها هتاف ، فأما القصائد فلم يوجد منها شيء .
تجد ذلك في قول شوقي:
تـحيا روما يحيا قيصر رومـا العظمى أبداً تنصر
وقوله :
مـرحى مرحى يحيا الفن يحيـا الشعر يحيا اللحن
ولذلك أعرضنا عن هذين النوعين[] .
* * * * *
ثانياً ( مجزوء المتدارك)
والذي نراه أن مجزوء المتدارك لا وجود له في الشعر العربي أثبته العروضيون وصنعوا له أبياتاً تقوم على عروض صحيحة وضرب صحيح كقول الذي قال :
قـف على دارهم وابـكين بين أطلالـها الدمـى
أو عروض صحيحة ، وضرب مخبون مرفل ، تصير مخبون مرفل ، تصير به ( فاعلن) إلى ( فاعلاتن) كقول من قال :
دار ســعدى بشحر عمان قــد كساها البلى الملوان
وتقطيعه :
دار سع ( فاعلن) ـدى بشح ( فاعلن) ـر عمان ( فعلاتن) ، فهذه العروض – كما يظهر – مرفلة- ، ولكن العروضيون يصيرون على أنها صحيحة ، وأن الترفيل هنا غير لازم ، ويدعون أن ذاك مصدره التصريع، وأن الشاعر سيهجره بعد ذلك ، ولكن أين القصيدة ومن الشاعر ؟ لا جواب .
قد كسا ( فاعلن) ها البلى ال( فاعلن) ملوان ( فعلاتن) وهذا الضرب مرفل ، ويثبتون عروضاً صحيحة ، وضرباً مذالاً ، مثل قول القائل :
هـذه دارهم أقفرت أم زبـور محتهــا الدهور
هذه ( فاعلن) دراهم ( فاعلن ) أقفرت ( فاعلن) عروض صحيحة أم زبو ( فاعلن) رمحت ( فاعلن) ـها الدهور ( فاعلان) ضرب زيد فيه ساكن على ما آخره وتد مجموع ، ويسمى هذا تذييلاً ، فالضرب مذال.
ونحن لا نثبت للمتدارك إلا نوعه التام النخبون العروض والضرب وعمدتنا في ذلك عدم الورود عن العرب ، ونشاز اللحن والموسيقى[].
تطبيقـــات
على الأبحر السبعة ذوات التفعيلة والواحـدة
( 1)
قطع الأبيات الآتية ، وألحقها ببحورها وبين أعاريضها وأضربها وما عراها من تغييــر:-
ولا تزجي مواكبهم مســاء
دخول الظافرين يكون صبحاً
(أ )
ذهب الشــباب فلم يعـد
أما الشبــاب فقد بعــد
(ب)
ولونك الغض شــــحب
ما بال بشــرك امـحـي
(ج)
قــيك تكاد تنســـكب
وللدمـــوع مـن مـآ
هـز أعطاف الديـــــار
أحــرز الأسطول نصـراً
(د )
حـزت غايات الفخــــار
شــرفا أسطول مصــر
على أنقـاضهـا بئس البنــاء
أتهدم أمة لتشـيد فــرداً
(هـ)
ولانخــــدع باللــــين
ولا تضــخع للبــأس
(و )
على ربة التـاج ذات الجـلال
سـلام السموات في مجدها
(ز )
أبينك فـرق وبين الحــمار ؟
إذا ما نفقت ومات الحمـار
(ح )
الضــــــــــواري
انتصــرت جنودنـــا
(ط )
البطـل المغــــــــوار
تحــــت لــــواء
لوجــهك الطلق النـــدى
ليس العبــوس سنـــة
(ى)
ليــل الشـــارب والـدد
ولست من يغـــــضب فـى
(2 )
حدد آخر الشطر الأول وبين العروض ، في الآبيـات الموصولة الآتيـة ثم بين بحر كل منهـا :
( أ ) فهذى فرصة الأنس وقد لا ترجع الفرصـة.
(ب) وكنت إذا الموت أفضى إليك تحديته فانثنى القهقرى.
(جـ)بعد حين تملأ الأرض الأفاعى البشرية.
(د ) ربيع الحمى أبي فكيف للحمي لم تغضب
(هـ)فيارب صفو سقيت الرجال فلما ترووا سقوني الكدر.
(و ) وإن التماوت فعل الثعالب ليس التماوت فعل السباع.
(ز ) لئن فرقنا الدهر لقد تجمعنا الذكري.
( 3 )
كون أبياتاً من بحر الرجز ، ثم الوافر ثم الكامل على الترتيب من الكلمات الآتية:-
( أ ) الأمر . خطر . إن انتقلت . خطر من . إلى .
( ب ) يا طيب. عجيب. الجراح . أرى . أثر . قتيلا. ولكن. لا أرى.
(جـ) ما بال قلبك . الأمهات. رقيقة. لم يلن . قلوبهن. لفتاك.
(4 )
يقول الصرفيون :
إن مدّ المقصور ضرورة شعرية في قول القائل:
يا لك من تمر ومن شيــشاء ينشب في المســعل وللهاء
وجه ذلك مستعيناً بالتقطيع.
(5)
يقول الصرفيون:
إن مجىء مصدر (فعّل) المعتل اللام ، على (تفعيل) ضرورة شعرية في قول الشاعر:
باتت تنزى ثوبهـــا تنزيا كما تنـزى شـهلة صبيـــا
وجه ذلك ؟
( 6 )
أكمل ما نقص من الأبيات الآتية . بحيث تجىء مستقيمة :
سيدتي عبدك أنشو قد صـدق ………………………………………………….
الفأر في مكتب القصــر……………………….………………………….
يقول: إن أسرق فزينون……………………..…………………………….
همى في الجلد وهمه الـ …………………………..……………………….
يسطو على آثار كل من ……………………..…………………………….
( 7 )
من لى به السحر فى ألفاظه رشأ يغار البدر من تكوينه
( أ ) قطع البيت وبين بحره
(ب ) غير كلمة(رشأ ) بكلمة(ظبى ) ثم أعد تقطيع البيت ، وبين بحره.
( 8 )
قطع البيتين الآتين ، واذكر عروضهما وضربهما ، وما بهما من تغيير إن وجد:
مـا جـــاء حـتى ذهبــا
كلمـحـة من خــاطر
(أ )
من الدأب الكواكب ما استراحـا
هو الشيخ الفتىُّ لو استراحت
(ب)
( 9 )
قــــد أذن لـيلك بالبلـج
اشـتدى أزمـة تنفـرجى
حـتى يغشـاه أبو الســـرج
وظـلام الليل له ســرج
بين عروض الأول وضرب الثاني وما في حشوه من زحـاف أو علة.