رفض عدد من الساسة وعلماء الدين بمصر تهديدات تنظيم موالي لـ "القاعدة" ضد الأقباط، فيما اعتبر آخرون أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لها أصابع خفية وراء التهديدات.
ووصف الدكتور محمود عاشور عضو مجمع البحوث الإسلامية تهديدات تنظيم "دولة العراق الإسلامية" باستهداف المنشآت التابعة للكنيسة في مصر بانه يتنافى مع سماحة الدين الإسلامي.
وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة "الوفد" المعارضة في عددها الصادر اليوم الأربعاء إن هذه التهديدات تمس المسلمين قبل المسيحيين وطالب بالانتفاض يدا واحدة لحماية وحدة الوطن.
وقالت الدكتورة آمنة النصير استاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر إن هذه التهديدات جريمة لمجموعة ضالة لاتعرف الحق أو الصواب وأعربت عن أسفها لهذه التهديدات التي تلتصق بالإسلام وقالت إن الذين أطلقوها لا يعلمون شيئا عن هذا الدين.
وطالب الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية باتخاذ كافة الإجراءات الأمنية ووصف التهديات بأنها محاولة لتملق مشاعر المسلمين.
من جهته، اعتبر الدكتور عمرو هاشم ربيع الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية التصريحات الأخيرة للجنرال عاموس يادلين الرئيس السابق للمخابرات الحربية الإسرائيلية بأن "مصر هي الملعب الرئيس لنشاط أجهزة المخابرات الإسرائيلية " علامة على أن إسرائيل ضالعة في هذه التهديدات.
وأشار إلى أن إسرائيل نجحت في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي لتوليد بنية متصارعة متوترة .
وأضاف ربيع في حديث لصحيفة "الوفد" أن "ضعف النظام المصري يساعد على ظهرو هذه الفتن" ، وشدد على عدم التهاون مع هذه التهديدات.
يشار إلى أن يادلين زعم أن أجهزته أحدثت الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية فى أكثر من موقع، ونجحتا فى تصعيد التوتر والاحتقان الطائفى والاجتماعى، لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائما، ومنقسمة إلى أكثر من شطر فى سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية، لكى يعجز أى نظام يأتى بعد حسنى مبارك فى معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشى فى مصر.
إلى ذلك ، اعتبر السفير إبراهيم يسري مساعد وزير الخارجية في مصر الأسبق أنه لا يوجد شئ يسمى القاعدة ولكن هناك ايادي خفية تطلق هذه الادعاءات من أجل زعزعة الأمن والاستقرار بمصر. العظة الأسبوعية
ويأتي هذا بينما أصر البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط الأرثوذكس بمصر على إلقاء عظته الأسبوعية مساء اليوم الأربعاء، وسط إجراءات أمنية مشددة يجري العمل عليها حاليا من وحدات أمنية تابعة لوزارة الداخلية.
وسيتم تشديد إجراءات التأكد من هوية مرتادي الكنيسة والاستعانة بالكلاب البوليسية المدربة على الكشف عن أي متفجرات أو أسلحة، موضحا أن الكنيسة لم تطلب أي تعزيزات أمنية وأن ذلك يجري بمبادرة من وزارة الداخلية.
ويعقد شنودة اجتماعا طارئا صباحا مع قيادات "المجمع المقدس" أعلى جهة دينية فى الكنيسة وأخرى تعمل في إدارة البطريركية المرقسية في العباسية بالقاهرة وذلك لبحث التهديدات التي أطلقها تنظيم القاعدة للأقباط بمصر.
ونقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصادر كنسية أن الإجراءات الأمنية المشددة والتحذيرات التي وصلت الكنيسة عن احتمال وقوع حادث "إرهابي"، أجبرت الكنيسة على بحث تعديل برنامج وشكل حفل جلوس البابا التاسع والثلاثين، والمقررعقده الأحد 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
ويعد عيد جلوس البابا على كرسي البابوية الذي جاء سنة 1971 عقب القرعة الهيكلية بعد وفاة الأنبا كيرلس السادس، من أهم مناسبات الكنيسة القبطية التي تحرص على الاحتفال بها في هذا التوقيت من كل عام، وفيه يجتمع البابا بالمجمع المقدس وجمهور الأقباط ويتلقى التهاني من أرفع الشخصيات بالدولة.
وكانت الكنيسة المصرية تلقت تهديدات مما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في العراق"، الذي تبنى الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد الأحد ، بأنه سيقوم بعمليات ضدها في حال عدم إطلاقها سراح "المسلمات المأسورات لديها"، في إشارة الى مسيحيات يعتقد تحولن الى الإسلام وقيل إن الكنيسة تحتجزهن بدعم من السلطات المصرية.