القاهرة : في مؤتمر صحفي عقده بمقر الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم مساء الخميس ، نفى رئيس مجلس الشورى المصري صفوت الشريف الشائعات التي رددها البعض عن هروب بعض المسئولين للخارج . وتابع " تلك الشائعات لا أساس لها من الصحة لأن الحزب الوطنى لا يعرف الهروب ونحن نحمى الوطن عن إيمان راسخ وسنقف شامخين من أجل الوطن ونؤكد مجددا أن مطالب الناس فوق رؤوسنا "، معربا عن أمله في أن تتم شعائر صلاة الجمعة بشكل هادئ وألا يتلاعب أحد بأمن المواطنين تحت أية دعاوى . وأضاف الشريف " مثل هذه الشائعات المغرضة التى يروجها بعض المغرضين تستهدف التأثير على البورصة والإقتصاد ومناخ الإستثمار فى مصر " ، مؤكدا أن مسيرة الإصلاح الإقتصادى والسياسى التى يقودها الرئيس مبارك مستمرة من أجل صالح المواطنين . وشدد على أن الحزب يؤمن بحرية الرأى والتعبير, وحق الشباب فى التعبير عن وجهة نظره وآرائه وتطلعاته ، مشيرا إلى أن الحزب يقدر احترام الشباب وإلتزامه بالتعبير السلمى طوال الفترة الماضية ويرفض أي محاولات للمساس بأمن الوطن ومكتسباته. واستطرد الشريف " الشباب المصرى الذى خرج للتعبير عن رأيه بطريقة سلمية كان يعبر عن آماله وتطلعاته التى أكد عليها الرئيس حسني مبارك في توجيهاته للحزب والحكومة وانحيازه الدائم والمستمر لمطالب الجماهير". وتابع أن بعض القوى حاولت استغلال مناخ الحرية والديمقراطية الذى تعيشه مصر لإثارة الفوضى ونشر الشائعات ، مؤكدا وعي ملايين الشعب المصرى لهذه المحاولات . وأشار في هذا الصدد إلى أنه لا يمكن للأقلية المعارضة أن تفرض وصاية على المجتمع لأن الحوار يتم دائما بالطرق السلمية والشرعية التى تتبعها الدول المتحضرة. وأكد الشريف أيضا استمرار مسيرة الإصلاحات الإقتصادية لحل مشاكل الجماهير وفي مقدمتها مشكلة البطالة وارتفاع الأسعار ، مشيرا إلى أن الحكومة وفرت 105 مليارات جنيه لدعم السلع الأساسية للمواطنين وتوفيرها بأسعار مناسبة كما تم تسجيل 65 مليون مواطن على بطاقات التموين للحصول على إحتياجاتهم الأساسية على الرغم من الأزمة المالية العالمية التى تعرض لها العالم فى العامين الأخيرين والتى أثرت على اقتصاديات العديد من الدول الكبرى واستطاع الإقتصاد المصرى أن يقلل بقدر المستطاع من آثار هذه الأزمة حتى لاتكون هناك أعباء إضافية على المواطنين. وتابع " الدعم مستمر بالنسبة للسلع الأساسية وتكليفات الرئيس مبارك للحكومة واضحة بوضع قضية التشغيل والبطالة على رأس الأولويات ومسئولياتنا أن نعالج الكثير من القضايا". وحول دعوة البعض لوقفات احتجاجية بعد صلاة الجمعة ، أعرب صفوت الشريف عن أمله فى أن تتم شعائر صلاة الجمعة بشكل هاديء وألا يتلاعب أحد بأمن المواطنين تحت أية دعاوى ، مؤكدا أن مصر دولة مؤسسات ولها تاريخها وواجهت دائما أية محاولات للنيل من وحدتها الوطنية وأمنها وأن أصحاب المصالح الخاصة ودعاة الفوضى لن يستطيعوا التأثير على شباب مصر والمواطنين فى أنحاء البلاد للخروج على الشرعية. وأكد الشريف مجددا أن الوقفات الإحتجاجية التى يقوم بها البعض هى إفراز طبيعى لحرية الرأى وقد أتاحت الإصلاحات السياسية والدستورية التى أعلنها الرئيس مبارك الفرصة لحرية التعبير والتظاهر السلمى , ولكن الدولة تتصدى لمحاولات بعض المحرضين الذين يحاولون أن يركبوا الموجة وينشروا الفوضى فى البلاد . وأضاف " نحن نؤمن بإستمرار دعم الحريات العامة وتوسيع المشاركة السياسية للشباب لينتقلوا من التعبير للمشاركة ، الحزب الوطنى يتابع مع الحكومة خطتها فى معالجة عدد من القضايا المهمة لأن الحزب يضع سياسات ويتابع تنفيذها مع الحكومة ". وأكد أن قضية البطالة والأجور والأسعار هى قضايا هامة على أجندة الحزب الوطنى الديمقراطى وهناك تكليفات من الرئيس للحزب والحكومة ونتابع الحكومة لتنفيذ هذه القضايا ، قائلا :" إننا حزب سياسى ولانقبل الخروج على الشرعية والجهات المسئولة تقوم بواجبها لأمن الوطن ومحاسبة الخارجين على الشرعية ". وشدد الأمين العام للحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم أيضا على أن الرئيس حسنى مبارك يعبر دائما وكذلك الحزب الوطنى عن الانحياز الدائم والمستمر لمطالب الجماهير وانه كلف الحكومة فى كلمته امام مجلس الشعب وامام المؤتمر السنوى الاخير بوضح قضايا المواطنين الرئيسية على رأس الأولويات والتعامل معها بشكل فاعل وسريع وبصورة غير تقليدية .
وتابع الشريف أن الحزب يقوم على التفاهم المشترك وأن الديمقراطية لها اصول فلا يجب للاقلية ان تفرض رأيها او وصايتها على الاغلبية والمجتمع ، مشيرا الى ان التعبير يجب ان يكون بالطرق السلمية . كما أكد الشريف ان الحزب الوطنى الديمقراطى يضع يده على نبض الناس بعقل مفتوح ويؤمن باستمرار دعم الحريات العامة لتوسيع المشاركة السياسية وخاصة للشباب لينتقل تعبيرهم الى المشاركة وان هناك وسائل كثيرة لذلك .
وجدد الشريف ثقته وثقة الحزب فى الشباب والشعب وقدرته على عدم تمكين أصحاب المصالح السياسية والفوضويين من تحقيق ما يبتغونه ، مؤكدا أن الشرعية تعنى الإستقرار الذى يجذب الإستثمارات ويفتح المزيد من فرص العمل . وردا على سؤال عما إذا كان الحزب قد فوجىء بالمسيرات يوم " الثلاثاء " ، قال الشريف :" إننا لم نفاجأ فكان هناك دعوات على وسائل الإتصال لوقفات احتجاجية " ، مشيرا إلى أن هذه الوقفات هي إفراز لحرية الرأى بحماية الدستور والقانون إلا أنه أدان ركوب البعض للموجة والإندساس بين الشباب بغرض التحريض . وأشار أيضا إلى أن المسألة لم تكن كما صورها البعض بخروج الملايين , ولكن كانت عدة آلاف وتم التعامل معهم بضبط النفس , مؤكدا أن هذه ضريبة المجتمع الديمقراطى التى يتحملها دائما . وعما إذا كان هناك إجراءات جديدة سيدفع بها الحزب للحكومة للتعامل مع الوضع , قال الشريف :" إن الحزب له سياسات محددة ناقشها مع الحكومة من قبل وهناك تكليفات سابقة من الرئيس للحكومة وإن الحزب دائما ينحاز إلى الناس والمواطنين وإن هيئة مكتب الحزب التقت برئيس الوزراء الأسبوع الماضى لمناقشة أولوليات المواطنين وإن الحزب يتابع الحكومة فى التنفيذ بعيدا عن الروتين ". كما أكد الشريف أن هناك عملية إصلاح سياسى فى مصر وأن هذا الإصلاح سيظل مستمرا وأن الحزب الوطنى ورئيسه يؤمنان بأن عملية الإصلاح السياسى والإقتصادى والإجتماعى مستمرة ولكن بجهد وهدوء واستقرار مع توفير الموارد اللازمة , مطالبا بعدم الإنسياق وراء الإشاعات المغرضة التى أثر بعضها على البورصة المصرية . وعما إذا كان هناك تعديل وزارى ، قال صفوت الشريف :" نحن دولة مؤسسات والحزب يضع يده على نبض المواطنين ولدينا إصلاح نريد أن نكمله منحازين في ذلك للجماهير ". وتابع " تكليفات الرئيس حسني مبارك للحكومة واضحة بشأن وضع قضية التشغيل والبطالة على رأس الأولويات وأن مسئوليتنا هى معالجة الكثير من القضايا بأساليب غير روتينية " ، مشيرا إلى أن قضايا التشغيل وإتاحة فرص العمل وكذلك إخراج الكثير من الأسر من دائرة الفقر على رأس أولويات عمل الحزب . وذكر التليفزيون المصري أن الشريف اختتم مؤتمره الصحفي بالتأكيد على اهتمام الحزب الحاكم بالشباب ، قائلا :" إن الشباب في قلب الاهتمام ، نسعى لمشاركته وتواجده ومساهمته وأن قضاياه محل الاهتمام الشديد من الحزب الوطني ".
