أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتديات 56 نيوز، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






17-06-2011 08:25 صباحاً
مشاهدة مشاركة منفردة [11]
Galal Hasanin
مدير المنتدي
rating
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 2008-08-27
رقم العضوية : 1
المشاركات : 12108
الدولة : Egypt
الجنس : ذكر
الدعوات : 28
مشاركات مكتبة الميديا: 1033
قوة السمعة : 2896
موقعي : زيارة موقعي
التعليم : جامعي
الهواية : شعر
  
look/images/icons/i1.gif موسوعة أشهر الجواسيس
رجب عبد المعطي ...[/font]
هل انتحر قبل إعدامه...؟
جواسيس الإسكندرية ... حفلت بالكثيرين منهم ملفات المخابرات والجاسوسية ... وكانت ظاهرة لافتة ومحيرة ألقت ظلالاً من الدهشة حول تباين ظروف سقوطهم في مصيدة الموساد .. ويمثل كل جاسوس منهم حالة مختلفة عن الآخر. فبعضهم كان بمقدوره ألا يسقط .. ولكن النفوس الوضيعة والضعيفة .. والطمع، والنمو المبكر لبذور الخيانة، أمور معقدة لا ترتبط مباشرة بقيم أو مفاهيم أو شرف، فهناك مردودات أخرى وترسبات تتفاعل وتنسجم وتصنع في النهاية جاسوساً... ويظل سؤالنا يتردد:
لماذا كثر جواسيس الإسكندرية؟
في الأول من أكتوبر 1937 .. امتلأ منزل الحاج عبد المعطي بلفيف من الأهل والأصدقاء جاءوا يباركون مقدم مولوده الأول "رجب". ولأن الحاج عبد المعطي تاجر مشهور في حي القباري بالإسكندرية فقد انهالت عليه الهدايا من حيث لا يدري. فالمولود جاء بعد انتظار طويل مليء بالقلق والصبر والترقب. وتجارب لا حصر لها مع الأطباء والأدوية. وفي شهر رجب – جاء رجب.
وبعد عدة أشهر حمل الرجل وزوجته أمتعتهما وحطا الرحال بأطهر أرض ورفعا أيديهما عند الكعبة يطلبان من الخالق جل شأنه أن يبارك لهما في رجب ويشكرانه على "عطيته". وشب الوحيد نبتاً طرياً يأكل بملعقة من ذهب كما يقولون... فقد وفر له أبوه كل أسباب الرغد، وجعل منه شاباً خنوعاً مدللاً كان مدعاة لأن يخفق إخفاقاً ذريعاً في الحصول على الثانوية العامة .. ومع عدة محاولات أثمرت جميعها عن خيبة أمل للأب اغتر الابن وأوهم نفسه بأن له من العقل ما لم يملكه غيره... ويستطيع – بدون شهادات – أن يصبح رجل أعمال مشهوراً ينافس عمالقة السوق والميناء ... ووسوس له الشيطان أنه فقط بحاجة إلى فرصة يثبت من خلالها أنه عبقري زمانه الملهم.
حاول الحاج عبد المعطي إفاقة ابنه من سكرة الغرور وإعادته إلى طريق الصوات ففشل. إذ سيطرت على رجب عبقرية كاذبة نشأت من فراغ العقل والثقافة. وصار يحلم ليل نهار بشركة رجب للخدمات البحرية.
ولما امتنع والده عن إمداده بالمال اللازم حتى يتحصن بالخبرة .. مضطراً وافق رجب على العمل في وظيفة كاتب حسابات بميناء الإسكندرية ... إرضاء لوالده. واستغرق في عمله الجديد حتى توسعت مداركه واستوعب الكثير من الخبرة بعد الاحتكاك الفعلي في الحياة.
وبعد ثلاث سنوات من العمل في الميناء .. لم ينس حلمه الكبير ففاتح أباه ... وهذه المرة كان عنده إصرار عنيد على ألا يرجع. فلما عارضه والده بشدة غادر المنزل غاضباً.. وتحت ضغوط الأهل والأصدقاء.. رضخ الأب أخيراً أمام رغبة ابنه وأمده بعدة آلاف من الجنيهات وهو على ثقة من فشله وخسارته. وغمره للمرة المليون إحساس بندم شديد لأنه دلل ابنه وفتح له منذ الصغر خزينة أمواله بسحب منها كيفما يشاء...وتمنى بينه وبين نفسه لو أن الزمن عاد به إلى الوراء فيقوم على تربيته بالشكل الصحيح .. وينشئه فتى معتمداً على ذاته فيشب رجلاً يعرف قيمة العلم والقرش .. ويدرك جيداً أن للحياة ألف وجه ووجهاً.. ولكن ...فات الأوان وحسم الأمر ... !!
من ناحية أخرى كان رجب يدرك ما يدور بعقل والده، وأراد أن يؤكد له كذب ظنه واعتقاده.. فتوسع في أعماله دون خبرة كافية بمنحنيات السوق وتقلباته. وكانت النتيجة المؤكدة خسارة جسيمة مُني بها وفشلاً ما بعده فشل .. وديوناً تزاحمت بأرقامها دفاتره.
وجاءت نكسة يونيو 1967 وتعم حالة كساد ازدادت معها الأمور سوءاً، وحاول رجب باستماتة أن يقوم التيار القوي فخارت قواه وغرق في ديونه... وقام بتصفية الشركة وحزم حقائبه ووجد نفسه على ظهر مركب يشق مياه البحر إلى ميناء "بيريه" في اليونان.
1.[font=Times New Roman] نزل ببنسيون "بروتاجوراس" وحاول جاهداً أن يعثر على عمل لكنه باء بالإخفاق .. فلجأ إلى بحار يوناني يدعى "زاكوس" ربطتهما معاً إحدى سهرات الاسكندرية.. وكذب عليه مدعياً أنه ينجز إحدى صفقاته التجارية واستولى منه على خمسمائة دراخمة وخرب إلى "أثينا" العاصمة حيث ضاقت به المدينة الساحلية الساحرة. ووجد في أثينا أن الحياة بها أكثر ضجيجاً وحركة.
2. وفي بنسيون "زفيروس" جلس يفكر فيما وصل إليه من حال سيئة: لقد مر به شهر تقريباً ولم يعثر على عمل بعد. إنه الآن عاطل ينفق ليعيش... وعما قريب ستنفذ دراخماته فماذا سيعمل؟ هل ضاقت به الحياة أيضاً في أثينا؟
3. مئات من المصريين جاءوا إلى اليونان يعملون في أي شيء وكل شيء.. لكنه يبحث عن عمل من نوع آخر يتناسب وعبقريته. وكثيراً ما حدث نفسه قائلاً "لا أحد يفهمني في هذا العالم"... لقد صور له خياله أنه مضطهد .. ومعظم عباقرة العالم اضطهدوا أيضاً قبله وها هو يواجه قوى الاضطهاد التي تطارده أينما حل وعليه بالصبر حتى يكتب له النجاح.
4. وبينما هو يتجول في شارع "سوفوكليس" التقى بشاب مصري من برديس جنوبي سوهاج يعمل في مصنع للعصائر .. عرض عليه أن يعمل معه في قسم التغليف لكنه أبى بشدة أن يعمل بوظيفة تافهة كهذه.. واستعرض له سيرة حياته السابقة في مصر... فما كان من الشاب الصعيدي إلى أن نصحه بالعودة إلى الإسكندرية لكي لا يقع فريسة سهلة في قبضة المخابرات الإسرائيلية... التي تتصيد الشباب المصري العاطل في اليونان وتغريه بالعمل معها مقابل مبالغ كبيرة. وسخر رجب في داخله من نصيحة الشاب له بالعودة... فقد كان والده يعاني الأمرين من حجم الديون التي خلفها له ومن مطاردة الدائنين في المتجر كل يوم.
تزاحمت الأفكار في رأسه وغمرته إحساسات اليأس من صلاح أمره في أثينا .. والخوف من العودة يجر أذيال الخيبة والفشل .. وداهمه شعور بالضآلة وقال لنفسه "لن أيأس .. لن أستسلم أبداً مهما حدث".
أيقظته دقات الباب من أفكاره. وكان الطارق موظف حسابات البنسيون. فطلب منه إمهاله عدة أيام .. وما كانت جيوبه تحوي سوى دراخمات قليلة لا تكفي لأسبوع واحد إلا بالكاد.
هرب منه النوم واختنق صدره واهتزت أمامه الرؤى وعندما تذكر مقولة الشاب الصعيدي "المخابرات الإسرائيلية تدفع الكثير" قال لنفسه "لن أخسر أكثر مما خسرت" وأمسك بالقلم ليكتب:
Ø السيد المبجل / سفير دولة إسرائيل في أثينا
Ø أنا موظف مصري أقيم في بنسيون زفيروس. ضاقت بي الدنيا وظلمتني في الإسكندرية وفي أثينا. قال لي البعض إنكم تمدون يد المساعدة لكل من يلجأ إليكم وأنتم الملجأ الأخير لي. فأرجو أن أنال عطفكم واهتمامكم.
Ø رجب عبد المعطي أثينا 27/12/1967
ولم تكد تمر ثلاثة أيام – حتى فوجئ بمندوب من السفارة الإسرائيلية ينتظره في صالة الاستقبال ..
فاصطحبه إلى السفارة وهناك قابلوه بود وقالوا له:
Ø وصلتنا رسالتك ولم نفهم منها ماذا تريد بالضبط؟
أجاب بصوت يغلفه الرجاء:
Ø أريد أن أعمل في أثينا.
سلمهم جواز سفره وتركوه ثلاث ساعات بمفرده .. ثم جاءوا له باستمارة من عدة صفحات ... تحمل اسم السفارة وشعار دولة إسرائيل .. وطلبوا منه أن يملأها ويكتب سيرة حياته وأسماء أصدقائه وأقاربه ووظائفهم.
وبعدما تبين لهم أنه أمضى ثلاث سنوات في العمل داخل ميناء الإسكندرية... طلبوا منه أن يكتب تقريراً مفصلاً عن الميناء وأهميته الاقتصادية والعسكرية ففعل. واستعرض ما لديه من مظاهر "العبقرية" الفذة في شرح كل شيء عن الميناء بتفصيل مطول... فأذهلتهم المعلومات التي كتبها عن الميناء ... وأدرك ضابط الموساد الذي شرع في استجوابه بأنه وقع على كنز ثمين عليه أن يعمل على استثماره و"حلْب" ما لديه من معلومات.
وفي الحال سددوا حسابات البنسيون كافة ونقلوه إلى فندق "أورفيوس"... وهو ابن ربة الفن الإغريقية .. وأعطوه مائتي دولار أمريكي وتركوه عدة أيام يمر نهاره وهو يغط في سبات عميق ... وفي الليل يتذوق طعم السهر في حانات وكباريهات أثينا المتحررة ... ويصاحب أجمل فتياتها وداعراتها في شارع "ارستيديس" الشهير. وعندما نفدت نقوده تماماً ود لو عاد إليه مندوب السفارة الإسرائيلية ببعض المال ليكمل مسيرة اللهو والسكر.
وحدث ما توقعه وجاءه المندوب بمائتي دولار أخرى... فاستغرق في مجونه وتمنى لو استطاع أن يفعل أي شيء في سبيل أن يحيا حياة مرفهة في أثينا. أغرقته المخابرات الإسرائيلية بالمال حتى اطمأن إلى رجالها.. وكلما نفدت نقوده ذهب بنفسه لمقابلة أبو ابراهيم في السفارة الاسرائيلية يعرض عليه خدمات مقابل الدولارات التي يأخذها. فيؤجل ضابط الموساد الحديث في هذا الأمر لوقت آخر ... وينصرف رجب بالنقود فيرتع بين الحسان عاريات الظهر والنهود هو بينهن يختال اختيالاً.
إن المال والنساء أهم أسلحة أجهزة المخابرات. بل هما الأساس الذي تبني عليه عملية صنع جاسوس أو اصطياد عميل. وأجهزة المخابرات ليست بالسذاجة التي تجعلها تنفق الملايين لاصطياد ضعاف النفوس والخونة الذين يسهل شراؤهم بالمال والفساد... ولذلك أقامت فروعاً لها ومكاتب في الخارج تحمل أسماء شركات وهمية لا نشاط حقيقي لها سوى البحث عن الخونة. ويعمل بهذه الفروع ضباط مخابرات على أعلى مستوى من الخبرة والكفاءة... وتخول لهم سلطات واسعة .. وتحت أيديهم مئات الآلاف من الدولارات... وطابور طويل من السكرتارية والمساعدين الأكفاء ... بخلاف أجمل الفتيات اللاتي اخترن الطريق الصعب وخطون خطوات طويلة من الخبرة والحنكة. فهن يعرفن عملهن جيداً ويبدعن فيه وطريقهن إلى الإبداع يبدأ وينتهي بالجسد. إنه السلاح السحري الذي يقتل مقاومة الهدف... ويحرك فيه غريزته المجنونة التي تحيله إلى إنسان بلا عقل أو إرادة.
والمخابرات الإسرائيلية – الموساد – تفوقت كثيراً في هذه الأمور... وأصبحت أكثر أجهزة المخابرات خبرة في استخدام لغة الجسد... تلك اللغة التي يفهمها الجميع ولا تحتاج إلى مترجم أو قواميس تفسر مفرداتها.. ولكن الذي لا يعرفه أحد... أن الخونة الذين يسقطون في براثن الموساد .. يتحولون في لحظة ما إلى مجرد بهائم تدور في الساقية ... تطاردهم سياط الأوامر والطلبات التي لا تنتهي أبداً.. وأنها تقدر ما تدفع تريد المقابل أضعاف ما دفعته. وعندما يجف معين عميلها تنبذه كالكلب الأجرب وتلقي به في زوايا الذل والنسيان... وتعامله كخائن باع وطنه وأهله ولا قيمة لإنسان فقد انتماءه، وسلك كل المسالك نحو المال واللذة.
لم يدرك رجب عبد المعطي هذه الحقائق بل اندفع بكل ثقله باتجاه المخابرات الإسرائيلية ... وصادق الكثير من ضباطها في أثينا ظناً منه أنهم سينقذونه من شبح الإفلاس الذي تعلق بتلابيبه ولا يود مفارقته. ورحب كثيراً بضابط الموساد – أبو إبراهيم – الذي فوجئ به يزوره في حجرته بالفندق الفخم ... ويحدثه طويلاً عن أزمة الشرق الأوسط والوضع المتفجر في المنطقة بسبب الحروب مع العرب ... وحقهم في أن يعيشوا فوق أرض الميعاد في سلام وأمان ... وأنهم ليسوا شعباً يحب سفك الدماء بل أمة مشردة ضعيفة تسعى إلى العيش في هدوء بلا حروب أو صراعات.
[JUSTIFY]
[size=4]واستعرض أبو إبراهيم في سرد أساطير وأحاجي اللص الذي يبرر مشروعية سرقاته ثم سأل رجب فجأة:
Ø هل ترحب بالعمل معنا لصالح السلام؟
والابتسامة تملأ وجهه ..
Ø بالطبع ... ولكن .. أي عمل بالتحديد؟
أخرج ضابط الموساد الخبير أربع ورقات ذات المائة دولار ودسها في يد رجب وهو يقول:
Ø أنت كثير الأسئلة ... هل تعتقد أننا نريدك سفيراً لنا في مصر؟
Ø إذن .. ما هو المطلوب مني؟
Ø ألا تسأل كثيراً لكي لا أغضب منك .. عليك فقط أن تعرف أننا أصدقاء .. وأن لكل حديث أوان.
هز رجب رأسه علامة على الرضوخ والطاعة ولحقه أبو إبراهيم بسؤال ذا مغزى:
[blockquote]Ø هل لك صديقة في أثينا؟
أجابه على استحياء:
Ø هجرتني فتاة تدعى انكسيميندرا لأنني لا أعرف اللغة اليونانية وقد ضاقت بإنكليزيتي الركيكة.
Ø أوه ... أتقصد تلك الفتاة التي يملأ النمش وجهها؟ دعك منها وسوف أعرفك بفتاة رائعة تتحدث بالعربية وستكون معك ليل نهار في أثينا.
تهلل وجهه وارتفع حاجباه دهشة وقال:
Ø أين هي؟ أريدها حالاً...
Ø ستكون إلى جوارك في الطائرة أثناء رجوعك من تل أبيب.
بهت رجب ووقف فجأة كالملسوع وقال بصوت متلعثم:
Ø تل أبيب؟
Ø نعم ... !!
بسرعة قالها ضابط الموساد بلغة الواثق، وأضاف كأنه يأمره بتنفيذ قراره الذي لا رجعة فيه:
Ø ستسافر إسرائيل بعد عدة أيام .. وفي الغد عليك أن تحضر اجتماعاً مهماً في السفارة لمناقشة خطوات تنفيذ هذا الأمر فهل عندك اعتراض؟
هربت الكلمات وغاصت في قرار عميق ... وأجاب رجب الذي بدا كالأبله لا يضبط خلجاته:
Ø لا ... لا ... أنا لا أعترض ... إنها مفاجأة لي.
Ø عندما كتبنا تقريراً عنك وأرسلناه إلى إسرائيل... طلبوا منا أن نأخذك في رحلة سريعة إلى هناك ليتعرفوا عليك أولاً. وثانياً هناك مفاجأة سارة تنتظرك. وثالثاً: لتختار صديقتك بنفسك من بين أجمل فتياتنا وتصحبها معك إلى أثينا.
سكت رجب ولاحقه أبو إبراهيم:
Ø المخابرات الإسرائيلية إذا أعطت فهي سخية بلا حدود. وإذا غضبت ومنعت فطوفان من الهلاك قادم. وثق يا رجب أننا ودودون معك إلى أقصى درجة .. أعطيناك أكثر من ألف وخمسمائة دولار حتى الآن ولم نطلب منك أدنى شيء. ألا يدل هذا على كرم منا أيها المكار؟، وربت كتف رجب الغارق في ذهوله وهو يقول في لغة ظاهرها الثقة وباطنها التهديد والبطش:
Ø عليك ألا تضيع هذه الفرصة .. انتهزها... واركب قارب النجاة تنج نفسك من الطوفان والهلاك.
وعندما قام ضابط الموساد منصرفاً لم يستغرق رجب في التفكير كثيراً. لقد ثبتت لديه النية واتخذ قراره...ولم يذهب إلى سريره لينام بل خرج ينزف دولارات الموساد على الخمر وجسد داعرة صحبها إلى شقتها وهو يمني نفسه بالجارية الاسرائيلية التي ستكون تحت إمرته. وفي الصباح الباكر كان يقف أمام باب سفارة إسرائيل تعلوه سحابة انكسار وبعينيه بريق خنوع ديّوث باع لحمه لمزايد !!
استغرق الاجتماع به نحو الساعة .. كانوا أربعة من ضباط الموساد في أثينا وخامساً جاء من فيينا كان يبدو أنه أكبرهم دراية بالتعامل مع الخونة وتطويع الجواسيس. طلب من رجب أن يرسم له خريطة الميناء في الاسكندرية وأين يقع مكتبه بالضبط؟!! وفوجئ رجب بماكيت مصغر للميناء دخل به موظفان ووضعاه على منضدة تتوسط الحجرة ..
أخذ رجب يشرح بتفصيل أكثر معلوماته عن الميناء. بل ويحدد أماكن مخازن التشوين التجارية ... ورصيف الميناء الذي يستقبل السفن الحربية السوفيتية... وسفن الشحن التي تجيء بالأسلحة المختلفة من ميناء أوديس السوفييتي على البحر الأسود ... ومخازن تشوين السلاح المؤقتة .. وبوابات التفتيش والمداخل والمخارج.
وهكذا استمر يشرح لهم أسرار الميناء الحيوي، ولم يتركوا أدق التفاصيل إلا وسألوه عنها ثم طلبوا منه الانصراف والعودة صباح اليوم التالي ومعه أربع صور فوتوغرافية وجواز سفره. وبعد أن سلمهم الصور تسلم منهم وثيقة سفر إسرائيلية ذكر بها أنه إسرائيلي من تل أبيب واسمه "دافيد ماشول"... تسلم كذلك تذكرة سفر بالدرجة السياحية – أثينا تل أبيب على شركة العال الإسرائيلية – وأوصله مندوب من السفارة إلى المطار وتأكد من صعوده إلى الطائرة المتجهة إلى إسرائيل.
وعندما جلس رجب في مقعده بالطائرة كان جسده يرتجف بشدة .. وتشوشت أفكاره للدرجة التي أصبح فيها كالمخمور الذي فقد تركيزه واتزانه ... وسرعان ما استعاد ثقته بنفسه وهو يرسم في خياله أحلام الثراء الذي ينتظره ... ووجه الفتاة المليحة التي سيختارها في إسرائيل ... وخطرت بباله فجأة فتاة من بورسعيد اسمها مايسة كانت قد هاجرت مع أهلها إلى المنصورة وتعرف عليها في إحدى الحفلات العائلية وأحبها بسرعة إيقاع عجيبة وافترقا أيضاً بلا وداع. لماذا خطرت بباله في تلك اللحظة بالذات؟ ضحك بصوت مسموع فرمقته سيدة تجلس بالقرب منه بنظرة تعجب وابتسمت .. وأغمض عينيه ثم نام.. واستيقظ والطائرة تحوم فوق مطار بن جوريون تنتظر الإذن بالهبوط.
وعلى سلم الطائرة صافحه ثلاثة رجال .. ثم أدخلوه سيارة مسدلة التسائر كانت تنتظر أسفل جناح الطائرة .. سلكت به اتجاهاً آخر بعيداً عن بوابة خروج الركاب والجوازات ... ووجد نفسه في شوارع تل أبيب لا يصدق عينيه...
وفي بيت يشبه الثكنة العسكرية على أطراف تل أبيب أدخلوه إحدى الشقق المخصصة لأمثاله من الخونة .. حيث كانت تنتظرهم بها فتاة رشيقة صافحته بحرارة .. ورحبت به بالعربية فسره ذلك كثيراً وقالوا له إن "زهرة" ستظل على خدمته طوال إقامته في الشقة.
وتركوه ليستريح بضع ساعات وعادوا إليه ثانية فصحبهم لمبنى المخابرات الإسرائيلية في شارع الملك شاؤل بوسط المدينة .. وكان في استقباله عدد كبير من كبار رجال الموساد. ولعدة ساعات أخضع لتحقيق واستجواب تفصيلي لكل ما كتبه عن ميناء الاسكندرية.
كان الاجتماع مغلقاً على الضباط المختصين والمحللين الذين أدركوا ميوله للنزعة العسكرية .. وكان ذلك واضحاً جداً من خلال إجاباته الحاسمة .. التي تشبه إجابة عسكرية مدعومة بلغة عسكرية بحتة .. وتغلفها تفاصيل استراتيجية دقيقة لا ينتبه اليها الرجل المدني الذي لم يجند بالقوات المسلحة.
وفي ختام الاجتماع أعد له حفل استقبال كبير في إحدى القاعات بالمبنى .. حضره عدد أكبر من ضباط الموساد ورؤساء الأقسام ... وتم منح رجب عبد المعطي رتبة "رائد" في المخابرات الاسرائيلية، ولم يضيعوا وقتهم كثيراً في مظاهر الترحيب.. إذ أعدوه لدورة مكثفة بدأها أحد الضباط بمحاضرة طويلة عن "ذراع إسرائيل الطويلة" .. وأنها تجعل العدو يرتجف رعباً، وتمنح الإسرائيليين القدرة على النوم في هدوء. وأن الموساد نجحت في حل الكثير من مشاكل الدولة اليهودية وهي على استعداد للقيام بمهام أخرى.
[JUSTIFY][blockquote][size=4].. وإن عمليات الموساد ليست على درجة أقل أهمية .. بل هي أساس شهرتها.
وجاء ضابط آخر كانت مهمته تدريبية فنية تتعلق باستخدام الشفرة والاستقبال بواسطة موجات خاصة بالراديو... وبعد أيام أجاد رجب استقبال الرسائل المشفرة وترجمتها بسرعة وكان عليه اجتياز دورة أخرى مهمة .. وجاءته هذه المرة ضابطة شابة تتحده العربية بطلاقة شرعت في تدريبه على كيفية استخدام الحبر السري في الكتابة وقراءة الرسائل المرسلة إليه بالحبر السري أيضاً... وكذلك استعمال شفرة خاصة للمراسلة لا يكتشفها أحد.
استمرت برامج الدورة التدريبية المكثفة خمسة عشر يوماً كانت عصيبة ومرهقة. وبعد أن اجتاز الاختبارات بنجاح مذهل ... رافقته زهرة إلى منتجع خاص آمن يقع على بحيرة طبرية... وهناك أذاقته من لدائن أنوثتها ما حار فيه العقل وأذهل الشعور. قالتها له صراحة إنها هدية له لاجتيازه الاختبارات وتعاونه مع المخابرات الإسرائيلية بإخلاص... بل وأكدت له أنها عبدة له يفعل بها ما يشاء ... وعندما صارحها بأنه يستريح إليها ويود لو صاحبته إلى أثينا وعدته بأن تعرض طلبه على رؤسائها..
[JUSTIFY][blockquote][color=#000066][size=4][font=Times New Roman lang=AR]وفي تل أبيب أخبره الضابط المسؤول بأنه سيعود إلى الإسكندرية مرة أخرى ليعادوا نشاطه السابق في شركة رجب للخدمات البحرية. وأنهم سوف يمدو
توقيع :Galal Hasanin
Mr. Galal Hasanin
Expert Teacher of English Language
El-Malek El-Kamel High School
Mansoura Secondary High School


17-06-2011 08:41 صباحاً
مشاهدة مشاركة منفردة [12]
Galal Hasanin
مدير المنتدي
rating
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 2008-08-27
رقم العضوية : 1
المشاركات : 12108
الدولة : Egypt
الجنس : ذكر
الدعوات : 28
مشاركات مكتبة الميديا: 1033
قوة السمعة : 2896
موقعي : زيارة موقعي
التعليم : جامعي
الهواية : شعر
  
look/images/icons/i1.gif موسوعة أشهر الجواسيس

العميل رقم 1041

امتلأت الشوارع بفيضان من البشر كالطوفان يجرف أمامه هدأة الحياة وغفلة الزمن زحف من الأحياء يغلي، وكتل ملتصقة من الحناجر تصرخ في هلع وبكاء مرير يمزق القلوب ... وشروخ بدت في الوجوه بفعل الدموع. وتوقفت الحياة ومادت موازين العقل فلا عقل يصدق أن الزعيم رحل.
ودون أن يدري ... بكى رجب، وكان لا يدري أيبكي ناصر الأمل؟! أم يبكي بذور الخيانة التي تعملقت بداخله وعظمت فروعها؟
وود للحظات لو أن أقدام الباكين الحائرين داسته. لكنه سرعان ما استعظم ذاته وأبى ألا يضعف. بل سطر أولى رسائله، وكانت هذه الرسالة هي الخطوة العملية الأولى في عالم الجاسوسية... رداً على رسالة وصلته بطريق الراديو تطلب منه مراقبة حركة ميناء الإسكندرية وعما إذا كانت أسلحة سوفييتية تتدفق على مصر بعد موت زعيمها الأول أم لا ؟ وكانت الرسالة كالتالي:
(رقم 2) سطور كتبت باللغة العربية بالحبر السري بين سطور الرسالة.
(رقم 1) سطور كتبت باللغة الإنجليزية. الإسكندرية 24/1/1970
image001 صديقي العزيز باولو:
1- خط عادي: وصلتني رسالتكم العزيزة إلى قلبي وكم سررت بها.
2- حبر سري: لا زالت أعمال التجديدات في مكتبي جارية وبالرغم من.
1- خط عادي: وتعجبت من فعل الزمن يفرق دائماً بين الأصدقاء.
2- حبر سري: ذلك أقوم بعملي وأراقب الميناء جيداً.
1- خط عادي: والمحبين، ولكنك يا صديقي مهما باعدت المسافات بيننا
2- حبر سري ومنذ صباح الأمس وأنا أراقب سفينة سوفييتية ضخمة.
1- خط عادي: تسكن بأعماق قلبي فالأيام الجميلة التي قضيتها معك.
2- حبر سري: ترسو على الرصيف وحولها حراسة مشددة. السفينة.
1- خط عادي: في جزر كيكلاديس . لا أستطيع مهما حييت أن
2- حبر سري: اسمها ستاليننجراد، وقال لي زميل قديم بالميناء:
1- خط عادي: أنسى طعم حلاوتها وروعتها والصور التي التقطت.
2- حبر سري: إن السفن السوفييتية تتردد بكثافة هذه الأيام.
1- خط عادي: لنا هناك تكاد تنطق بمدى شوقي إلى تجديد هذه.
2- حبر سري: على الإسكندرية ونادراً ما تظل الأرصفة خالية منها.
1- خط عادي: الذكريات الجميلة في جزر بحر أيجه وشوارع ومقاه.
2- حبر سري: وعلمت أن بعضها تنزل حمولتها بالليل فقط بواسطة.
1- خط عادي: ومتاجر أثينا الساحرة. إن قلبي يرقص طرباً.
2- حبر سري: الأضواء الكاشفة. ومنذ أسبوع بالضبط نزل.
1- خط عادي: كلما مرت ببالي هذه الأيام الجميلة.
2- حبر سري: عدد كبير من الجنود والخبراء السوفييت.
1- خط عادي: عزيزي باولو: أرجو أن ترسل لي صورة ابنتك.
2- حبر سري: في ذات الوقت الذي تفرغ فيه سفن مصرية أخرى.
1- خط عادي: الجميلة بياتريتشي التي لم يسعدني الحظ برؤيتها.
2- حبر سري: حمولاتها من القمح المستورد من استراليا ومن.
1- خط عادي: خلال زيارتكم القصيرة لليونان. وسوف أحاول.
2- حبر سري: البرازيل.. وشاهدت عدداً كبيراً من الشاحنات العسكرية.
1- خط عادي: في القريب أن أزوركم في إيطاليا وأرى مدينتكم.
2- حبر سري: تنقل صناديق خشبية ضخمة بعضها مغطى بغطاء.
1- خط عادي: الرائعة – تريستا – التي تعشقونها. ومن جانبكم.
2- حبر سري: أزرق أو كاكي وتتجه إلى طريق الإسكندرية.
1- خط عادي: لا تدخروا وسعاً في التفكير بجدية في زيارتي.
2- حبر سري: القاهرة الصحراوي، وأنزلت سفينتان حمولتهما.
1- خط عادي: مع احتفالات الكريسماس حيث المناخ هنا في.
2- حبر سري: من الخشب الزان من أسبانيا ورومانيا وتعطلت بالأمس.
1- خط عادي: مصر أكثر من رائع، وبالأخص في صعيد مصر حيث.
2- حبر سري: شاحنة على الطريق محملة بأجولة السكر المستورد.
1- خط عادي: آثار أجدادي الفراعنة تفوح منها رائحة التاريخ.
2- حبر سري: من الاتحاد السوفييتي وسأوافيكم بمشاهداتي.
1- خط عادي: تحياتي لكم وتمنياتي بالسعادة الدائمة.
2- حبر سري: أولاً بأول، وسوف أنتظر رسائلكم.
1- خط عادي: رجب
2- حبر سري: رقم / 1041

تحت الميكروسكوب

ومع إطلالة الأيام الأولى في عام 1971 كان رجب قد انتهى من تشطيب مكتبه ... وليس حلة جديدة من بهاء تتفق ورونق أعمال الديكورات الفخمة .. التي تدل على ذوقه الأوروبي ويساره...
افتتح المكتب جمع غفير من الأهل والأصدقاء، وملأت إعلانات الدعاية بالعربية والإنجليزية صفحات الأهرام تعلن عن ميلاد شركة خدمات بحرية متميزة ... قادرة على تحمل مسؤوليات الشحن والتفريغ وما يخصهما من إجراءات مع الجهات المختصة.
وساعدته المخابرات الإسرائيلية كثيراً ليحصل على ثقة بعض الشركات البحرية العالمية ليصبح وكيلاً لها في الإسكندرية .. وتحول مكتبه إلى خلية نحل اضطر معها إلى الاستعانة بعدد كبير من الموظفين والسكرتارية، وازدحم المكتب بالزوار وذوي المصالح، وازدادت الخطابات الواردة إليه من الشركات الملاحية ومن رؤسائه في أثينا يغذونه بالمعلومات ... ويلقون أوامرهم وتوجيهاتهم ويدفعونه ليكبر أكثر وأكثر. فازدهرت أعماله بسبب التوكيلات العالمية التي حصل عليها، وصار اسمه مشهوراً ودخوله إلى الميناء بالتصاريح الممنوحة أمراً سهلاً وقويت علاقاته بالموظفين وبالمديرين.
ولأنه يعمل في "المهنة" فقد كان سؤاله عن أحوال الميناء يوماً بيوم أمراً عادياً لا يثير ريبة ولا شكوكاً في نياته... وهذا هو ما كانت تقصده المخابرات الإسرائيلية... أي زرع جاسوس داخل ميناء الاسكندرية يرصد كل أسراره وأوضاعه دون أن يشك فيه أحد. ومرت الشهور تلو الشهور وهو لا يزال يرتقي سلم النجاح والشهرة، ولم ينس أفضال اليهود عليه للحظة واحدة.
إنهم أولى أمره الذين ثبتوا قدميه على طريق النجاح، وهم الذين تسعى مصر ومن خلفها جميع الدول العربية للإضرار بهم رغم قلتهم ومحدودية أرضهم ومواردهم.
لقد أكدوا له أنهم لا يريدون حروباً مع العرب.. فهم يدافعون عن رقعة صغيرة من الأرض يعيش عليها أطفالهم وضعافهم. وكلما شن أنور السادات هجماته من خلال خطبه السياسية .. كان رجب يرتعد خوفاً من حماس وعوده بأن هذا العام هو عام "الحسم" لتدمير إسرائيل... وكثرت الرسائل إلى رجب بطريق البريد والراديو .. وتعددت رسائله أيضاً إلى "أصدقائه".
وانحبس النفس في رئتيه هلعاً يوم السادس من أكتوبر 1973 وجنودنا البواسل يعبرون الهزيمة ويدكون خط بارليف الحصين ويكتبون النصر غالياً بدمائهم.
توقيع :Galal Hasanin
Mr. Galal Hasanin
Expert Teacher of English Language
El-Malek El-Kamel High School
Mansoura Secondary High School


17-06-2011 08:41 صباحاً
مشاهدة مشاركة منفردة [13]
Galal Hasanin
مدير المنتدي
rating
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 2008-08-27
رقم العضوية : 1
المشاركات : 12108
الدولة : Egypt
الجنس : ذكر
الدعوات : 28
مشاركات مكتبة الميديا: 1033
قوة السمعة : 2896
موقعي : زيارة موقعي
التعليم : جامعي
الهواية : شعر
  
look/images/icons/i1.gif موسوعة أشهر الجواسيس
وعندما كانت مصر – بل والأقطار العربية كلها تزغرد للنصر ... كان رجب يبكي في مكتبه وينتفض جسده خوفاً وشفقة على شعب إسرائيل الذي يقتله العرب بلا رحمة مجتمعين. وكثرت في تلك الأثناء زياراته للميناء يستقص الأخبار ويستقي المعلومات بجرأة، دون أن يلفت انتباه أحد، لكثرة أسئلته عن السفن الراسية بالميناء وفي الغاطس تنتظر الدخول.
لفتت رسائله المتعددة إلى أثينا وروما انتباه ضابط المخابرات المصري المكلف بمراقبة البريد الصادر إلى خارج مصر والوارد إليها. واكتشف أمر الرسائل المشفرة. وقام جهاز المخابرات المصرية بمراقبة بريد رجب عبد المعطي ... وجرى الكشف عن كل رسائله وصورت وأعيد إغلاق الرسائل بدقة متناهية.. لكي تكون دليل إدانة ضده أمام النيابة وعند محاكمته.
وبينما كان الجاسوس مشحوناً بحماس النصر، وبدأت الخريطة السياسية للمنطقة تتشكل من جديد .. نشط رجب في رصد حركة الميناء المستمرة وأرسل الرسالة التالية إلى صديقه "الوهمي" ديميتريوس في اليونان:
الإسكندرية 27/11/1974. عزيزي ديمتريوس.
1- خط عادي: تهنئتي القلبية بمناسبة عيد ميلادك السعيد، ولعلك .
2- حبر سري: سفن شحن متعددة من جنسيات مختلفة تدخل.
1- خط عادي: الآن في أحسن حال بعد الوعكة الصحية التي أصبتم.
2- حبر سري: الميناء لتفرغ حمولتها من المواد التموينية بكثرة.
1- خط عادي: بها منذ ثلاثة أسابيع. فكيف حالكم الآن؟!!
2- حبر سري: أيضاً تأكدت من وصول سفينة تشيكوسلوفاكية.
1- خط عادي: أحوالي على أحسن ما يرام، وأنوي إجراء بعض.
2- حبر سري: تحمل معدات عسكرية في صناديق يصعب الاقتراب.
1- خط عادي: أعمال الديكورات الحديثة بمكتبي، على ذلك.
2- حبر سري: منها بسبب الحراسة المشددة، ولا زالت.
1- خط عادي: فسأتغيب لمدة أسبوعين على الأكثر على شاطئ.
2- حبر سري: سفن عربية من الجزائر وليبيا تنزل حمولتها.
1- خط عادي: البحر الأحمر ريثما ينتهي مكتب الديكور من عمله.
2- حبر سري: من البطاطين والمواد الطبية وسفينة عملاقة.
1- خط عادي: ولسوف أعاود بعد ذلك نشاطي بشكل أفضل.
حبر سري: تحمل علم بنما اسمها "ليليها مر" محملة بحوالي.
1- خط عادي: بعد هذه الإجازة التي أتشوق اليها لأتمكن.
2- حبر سري: 200 جرار زراعي ومعدات زراعية وميكانيكية.
1- خط عادي: من صيد السمك بعيداً عن زحام العمل والتوتر.
2- حبر سري: مختلفة وسفينة سوفيتية تحمل معدات توليد.
1- خط عادي: المستمر من جراء المشكلات المتوقعة.
2- حبر سري: كهرباء ضخمة وآلاف من الإطارات.
1- خط عادي: تهنئتي لك مرة أخرى وتحياتي وأشواقي.
2- حبر سري: الكاوتشوك مقاسات مختلفة وموتورات.
1- خط عادي: رجب.
2- حبر سري: رقم / 1041.

قتلته ظنونه

... . وأخيراً .. بعد أن جمعت المخابرات العامة المصرية كل الأدلة التي تدينه ... توجهت قوة من رجال المخابرات صباح 13 يناير 1975 إلى مكتبه... اعتقد رجب أنهم "زبائن شغل" ولكن ... حينما أخبره قائد القوة بأنه ضابط مخابرات ... لم يستطع رجب أن يقف ... ظل ساكناً على كرسيه تتحرك ركبتاه لا إرادياً، واصطكت أسنانه فجأة، وزاغت عيناه في هلع لا حدود له.
ومن قبيل الصدف العجيبة أن رجل البريد جاء برسالة من المخابرات الإسرائيلية – مرسلة من الداخل – أثناء وجود المخابرات في مكتبه حيث طلبوا منه حلها ... ووضعوا أمامه كتاب الشفرة التي عثروا عليه في درج سري بالمكتب مع كل أدوات التجسس المزود بها.
لم يستطع رجب استيعاب الأمر على حقيقته. فقد كانت نظرات ذهوله تدل على مدى الرعب الذي أصابه... إنهم أفهموه في تل أبيب وفي أثينا أن المخابرات الاسرائيلية لم يحدث لها أن فشلت مرة واحدة في مهامها.. ولكن الفشل يأتي دائماً من العميل الذي قد يهمل تكتيكات الأمان التي يجب عليه أن يلتزم بها ولا يهملها أبداً. فجهاز المخابرات الاسرائيلي – حسبما اقنعوه – أفضل أجهزة المخابرات في العالم.
ابتسم رجب في سخرية عندما تذكر ادعاءاتهم الباطلة، وبينما كانت قافلة السيارات تنطلق به إلى القاهرة – كانت المخابرات الإسرائيلية ترسل بالراديو رسالتها الدورية إلى عميلها:
"ننتظر ردك على الرسالة التي وصلتك .. لا تتأخر، واستعد للسفر خلال شهر مارس إلى أثينا".
وفي مبنى المخابرات المصرية جرى استجوابه فاعترف تفصيلياً – وهو مذهول – بقصة سقوطه في مصيدة المخابرات الإسرائيلية .. وعقدت له محكمة عسكرية وجهت اليه التهم الآتية:
Ø باع نفسه ووطنه للعدو مقابل المنفعة المادية.
Ø أمد العدو بمعلومات عسكرية واقتصادية تضر بأمن الدولة ومصلحة البلاد.
Ø ارتضى لنفسه أن يحمل اسماً يهودياً وجواز سفر يهودياً ورتبة عسكرية يهودية.
Ø التخابر مع دولة معادية "إسرائيل" بقصد الإضرار بالعمليات الحربية لمصر.
Ø التخابر مع دولة أجنبية معادية لتسليمها سراً من أسرار الدفاع عن البلاد.
وحكمت المحكمة بالإعدام شنقاً... وصدق المفتي ورئيس الجمهورية على الحكم. وأثناء انتظار التنفيذ ... شعر الخائن بعظم جرمه وفداحة مسلكه. وعامله المجرمون والقتلة في السجن معاملة سيئة، وكادوا أن يفتكوا به عدة مرات كلما سنحت لهم فرصة لقائه. وأنزوى الخائن يجتر ذكرياته فتتقلص عضلات جسده.. ومضت عليه عدة أسابيع، ذاق خلالها مرارة الحسرة والذل والمهانة... ونحتت بدنه عضات الندم .. حتى عثر عليه ذات يوم ملقى على الأرض بزنزانته وسط بركة من الدم المتجلظ ... وقد عثر على إحدى عدسي نظارته منزوعة ومهشمة... وتبين أن هناك ثمة قطع غائر بيده اليسرى طال شريانه.
Ø ترى .. هل أصابه مس من العقل وأدرك فداحة جرمه فانتحر؟
Ø أم أنه استشعر الفارق الشاسع ما بين الرفاهية والحبس؟
Ø أو ربما ظن أن الموساد ستنقذه لا محالة فقتلته ظنونه؟ لا أحد يعرف..
Ø لكنه حتماً أفاق بعدما خسر الكثير..
Ø خسر نفسه وأهله ووطنه ... وكل شيء ... كل شيء ضاع..
لكن اسمه سيظل دائماً بقائمة الخونة ... أولئك الذين باعوا عروبتهم بثمن بخس... ولن يغفلهم التاريخ على مر الأحقاب ...!!
توقيع :Galal Hasanin
Mr. Galal Hasanin
Expert Teacher of English Language
El-Malek El-Kamel High School
Mansoura Secondary High School


17-06-2011 08:43 صباحاً
مشاهدة مشاركة منفردة [14]
Galal Hasanin
مدير المنتدي
rating
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 2008-08-27
رقم العضوية : 1
المشاركات : 12108
الدولة : Egypt
الجنس : ذكر
الدعوات : 28
مشاركات مكتبة الميديا: 1033
قوة السمعة : 2896
موقعي : زيارة موقعي
التعليم : جامعي
الهواية : شعر
  
look/images/icons/i1.gif موسوعة أشهر الجواسيس
إيلان تشايم جرابيل

37931714

56170033

67879173

49122536


أعلن المستشار عادل سعيد النائب العام المساعد، والمتحدث الرسمى للنيابة العامة، أن النيابة ألقت اليوم القبض على الجاسوس الإسرائيلى إيلان تشايم جرابيل فى أحد الفنادق بوسط القاهرة.

وأوضح المستشار السعيد فى بيان له اليوم، أن النيابة العامة كانت قد تلقت معلومات من المخابرات العامة التى أشارت إلى أن الجاسوس المذكور قد تم دفعه إلى داخل البلاد وتكليفه بتنفيذ بعض الاحتياجات للجانب الإسرائيلى، وتجنيد بعض الأشخاص لتوفيرها للجانب الإسرائيلى من خلال نشاطه فى التجسس ومحاولة جمع المعلومات والبيانات ورصد أحداث ثورة 25 يناير، والتواجد فى أماكن التظاهرات وتحريض المتظاهرين على القيام بأعمال شغب تمس النظام العام، والوقيعة بين الجيش والشعب بغرض نشر الفوضى بين جميع المواطنين والعودة لحالة الانفلات الأمنى، ورصد مختلف الأحداث للاستفادة بهذه المعلومات، بما يلحق الضرر بالمصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد والتأثير سلبا على الثورة.

وأشارت معلومات المخابرات العامة إلى أن المتهم كان أحد عناصر جيش الدفاع الإسرائيلى وشارك فى حرب لبنان عام 2006 وأصيب خلالها.

وأشار المستشار السعيد إلى أن نيابة أمن الدولة العليا تتولى التحقيقات فى تلك الواقعة، حيث أمر النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود بحبس المتهم على ذمة القضية لمدة 15 يوما ..وقال إنه فور انتهاء النيابة العامة من التحقيقات ستعلن تفاصيلها.

35746460

23916711

42046500

31277662

99873279

62303765

46406293
توقيع :Galal Hasanin
Mr. Galal Hasanin
Expert Teacher of English Language
El-Malek El-Kamel High School
Mansoura Secondary High School

لا يمكنك الرد على هذا الموضوع لا يمكنك إضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 3 < 1 2 3 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
سلسلة الموسوعة الالكترونية في المواد الفلسفية Mona Galal
2 4535 Mona Galal
موسوعة Macmillan لمذكرا وشيتات وبكليتات المرحلة الابتدائية ترم اول Galal Hasanin
8 13157 عربى2
سلسلة الموسوعة الالكترونية في اللغة الفرنسية Mona Galal
0 2841 Mona Galal
الفصل الاول فيزياء منهج 2013 2ثانوى من موسوعة عبدالعزيزعطوة لفيزياء الثانوية رحمة
2 4103 رحمة
اغرب 6 حالات وفاة في العالم التي دخلت في موسوعة جينيس هانا
4 3248 هانا

الكلمات الدلالية
موسوعة ، أشهر ، الجواسيس ،









الساعة الآن 03:50 PM