كان إيفرتون ناديا ذي شأن عظيم في الدوري الإنجليزي الممتاز. ولكن جاء عليه زمن اعتمد فيه على اسمه وتاريخه فقط، فانحدر مستواه، وتراجع أمام قوة غريمه الأحمر، ورضى لاعبوه ومسؤولوه وجماهيره بقليلهم، حتى بات ناديا عاديا لا يعرف أمجاده كثير من متابعي البطولة حاليا.
فكثيرون من محبي الدوري الإنجليزي من خارج إنجلترا لا يعرفون أن إيفرتون فاز بالدوري تسع مرات في تاريخه ولا يعرفون أيضا أن مشجعيه في مدينة ليفربول يساوي عددهم جماهير فريق ليفربول الأشهر والأقوى والأكثر سطوة.
كانت مباريات إيفرتون وغريمه ليفربول دربي ينتظره عشاق الكرة في إنجلترا، وحدثا تهتز له ربما الكرة الأوروبية كلها، وكانت احلام الفوز فيه على الغريم الأحمر مشروعة ويوجد إمكانية لتحقيقها.
كان إيفرتون يحسب له ألف حساب عند بداية كل موسم باعتباره أحد القوى الكلاسيكية في الكرة الإنجليزية، حتى وإن كانت فترات زمنية طويلة تفصل بين كل لقب يحققه الفريق واللقب الذي يليه.
كانت جماهير إيفرتون تتطلع دائما إلى تحقيق بطولة مهما كانت. فإن لم يفز فريقها بالدوري، فربما يكون كأس إنجلترا أو الدرع الخيرية أو تحقيق المفاجأة وانتزاع لقب أوروبي مثل كأس أبطال الكؤوس الأوروبية عام 1985.
إلا أن وقتا ثقيلا مر على الجميع منذ نهاية الثمانينات حينما سقط إيفرتون، وتخلف عن ركب الكبار، سواء اقتصاديا أو كرويا، حتى بات الجميع ينتظر عودته، ولكنه على ما يبدو قرر الرحيل عن عالم الكبار بلا عودة.
وتدريجيا، لم يعد إيفرتون كبيرا، ولم يعد لاعبوه كبارا، ولم تعد أحلام جماهيره كبيرة أيضا، فمنهم من رضى بوضعه الحالي ومنهم من هجر الكرة تماما
ومع الوقت، تحولت كل أحلام الفوز والتتويج والسيطرة إلى مادة تحتفظ بها كتب التاريخ، ويجترها العشاق كلما استبد بهم الحنين إلى يوم من زمن الانتصارات.
باتت مباريات الدربي عقابا لجماهير الفريق المخلصة، وفوز الأحمر فيها هو النتيجة المنطقية إلا ما يحققه إيفرتون من مفاجآت بالفوز مرة كل بضعة مرات.
باتت كل أحلام إيفرتون ومشجعيه مع بداية الموسم تتخلص في مكان في دوري الأبطال أو حتى كأس الاتحاد، إذ أصبح الحديث عن المنافسة على لقب الدوري نكتة لا تضحك أحدا.
وباتت أيضا المنافسة على كأس محلي، أو انضمام لاعب أو اثنين على الأكثر إلى المنتخب الإنجليزي مثار الفخر الوحيد لقطاعات عريضة من جماهير الفريق فيما ترى علم ليفربول الأحمر مرفوع دائما سواء محليا أو قاريا.
وتدريجيا، لم يعد إيفرتون كبيرا، ولم يعد لاعبوه كبارا، ولم تعد أحلام جماهيره كبيرة أيضا، فمنهم من رضى بوضعه الحالي ومنهم من هجر الكرة تماما.
وعلى الرغم من أن العالم الخارجي لا يعرف الكثير عن إيفرتون الآن ولا يحتفظ بأسباب سقوطه في الماضي، فإن جماهير الفريق ومحبيه يتذكرون جيدا من كان يدافع عن ناديهم ويرفع علمه وأيضا يتذكرون من تسبب في سقوطه ..
وهؤلاء المتسببين في السقوط والغياب عن الساحة، لايزال العار يلاحقهم إلى الآن.