تتعدد وسائل نصرة الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ضد الحملات المسيئة في الدول الغربية ، والتي تستهدف شخص النبي الكريم وتحاول لصق تهم الإرهاب والتخلف بالأمة الإسلامية ، فمن المواقع الإسلامية التي انتشرت عبر شبكة الإنترنت تعرض سيرة الرسول الكريم ، إلى الحملات التعريفية التي تقوم بها الجاليات الإسلامية في الدول الغربية . إلا أن الفن دخل بقوة لنصرة الرسول ولعرض الصورة الحقيقية للإسلام الحضاري عبر بوابة " هوليود " عاصمة السينما العالمية من خلال فيلم " رسول السلام " الذي يعده مجموعة من السينمائيين العرب والأمريكيين. ويعتبر الفيلم التجربة الثانية التي تظهر الإسلام ونشأته بعد التجربة الإبداعية للمخرج العربي مصطفي العقاد " الرسالة " والتي أنتج منها فيلما بالعربية وآخر بالإنجليزية قام بها الفنان العالمي " أنطوني كوين ". منتج الفيلم أوسكار زغبي – الأمريكي لبناني الأصل – يؤكد أن الفيلم يتمحور حول انطلاقة الإسلام ويهدف لإظهار القيم الحقيقية للإسلام لرأب الصدع بين العالمين الإسلامي والغربي ، مشيرا إلى أن تكلفة الفيلم تقدر بـ127 مليون دولار وسيتم تصويره في الإمارات والمغرب ، وسيتم الإنتهاء منه عام 2010 .
وأكد زغبي في تصريحاته لوكالة " فرانس برس " ، أن السيرة النبوية ستكون في صميم هذا العمل السينمائي، ولكن لن تجسد شخصية النبي محمد – صلي الله عليه وسلم - بأي شكل من الإشكال في الفيلم، الذي سيروي قصة أشخاص عايشوا مسيرته في الجزيرة العربية وتأثروا برسالته.
وقال زغبي : إن الفيلم سكون عنوانه " رسول السلام " ، مؤكدا أنه حان الوقت المناسب لإظهار القيم الحقيقية للإسلام بعد سوء التفاهم الكبير الذي ظهر مع الغرب في السنوات الأخيرة، وانه وفريق الفيلم حاليا بجولة في الدول العربية للبحث عن شركاء في إنتاج العمل الذي تبلغ كلفته حوالي 127 مليون دولار. إلا أن زغبي أكد أن فريق الفيلم وضع من جانبه مبلغا كبيرا لتنفيذ الفيلم هذا العمل السينمائي الكبير، وهو - يبحث عن شركاء وليس عن ممولين -. ويرى زغبي ان الفيلم الذي سيكون (فريدا من نوعه يمكنه أن ينطلق من قاعدة مشاهدين ضخمة نظرا لوجود حوالي مليار ونصف مليار مسلم حول العالم ناهيك عن غير المسلمين وبالتالي هو استثمار مضمون.
وتدور قصة الفيلم عن أشخاص بسطاء وعن عائلات يعيشون في المكان نفسه ومرحلة ظهور الإسلام، يتألمون ويبكون ويشهدون ولادة الإسلام ويتفاعلون معه.
و أشار زغبي إلى رغبته في استثمار استمرار الطلب الجماهيري على فيلم (الرسالة) للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد الذي يروي ظهور الإسلام، مؤكدا أن الفيلم مشروع ربحي كسائر أفلام هوليوود، وقد يواجه بعض العراقيل في أروقة هوليوود التقليدية، لذا يتم الإعداد لإستراتيجية غير كلاسيكية لتوزيع الفيلم " مفضلا عدم الإفصاح عن تفاصيل هذه الإستراتيجية ، مشيرا إلى أنه ليس عملا مسلما للمسلمين بل فيلم عالمي موجه إلى العالم بأسره. انه فيلم هوليودي ولكن بقيم إسلامية. كما سيضع الفيلم، بحسب زغبي، ولادة الإسلام في إطارها الزمني والجغرافي بين بيزنطة وفارس.
من جانبه، قال مخرج الفيلم رامسي توماس : إن فيلم " رسول السلام" ليس ملحميا بكل معنى الكلمة، وإنما سينطلق من الحميمية لبناء استعراض متألق تستخدم فيه احدث التقنيات قائلا : " نريد أن يشاهد الناس الفيلم، وننطلق من كل المسلمات المتعلقة بعدم تجسيد النبي أو أهل بيته والصحابة بأي شكل من الأشكال. لكن إذا كانت الكاميرا غير مصوبة على النبي محمد، فهذا لا يعني إخفاءه بل إن حضوره يتضاعف بهذه الطريقة.
وأضاف: "سنروي قصة بسيطة تستحق أن تروى وسنضعها في إطارها ونوسع الإطار زمنيا وجغرافيا لنرى كيف أن القصة تؤثر على كل ما حولها، وبمجرد القيام بذلك نكون قد ربطنا الحدث بإطاره التاريخي " . ويقول توماس : إن الممثلين قد يكونون مشاهير أو أشخاصاً يظهرون للمرة الأولى في السينما مؤكدا سعيه لإشراك ممثلين عرب في الفيلم. وكان توماس شارك في كتابة فيلم (الرسالة). وأكد حرصه على (احترام الشريعة بادق التفاصيل في الفيلم). وقال (هدفي الأساسي هو عدم المس بمشاعر المسلمين بأي شكل من الأشكال مشيرا إلى أن فريق الفيلم طلب مشورة (دار الشريعة) في الإمارات وسيقوم باتصالات مع مراجع دينية أخرى.