إبراهيم سليمان بركه طفل يبلغ من العمر أحدى عشر عاما أستشهد صباح الأربعاء في مستشفى معهد ناصر بالقاهرة متأثر بجراحه أثر قصف تعرض له منزله في غزة من طائرة أسرائيليه أف 16 .. هو طفل تمنى الشهادة فنالها .. طفل رفض مغادرة أرضه المحتلة والذهاب لأمريكا ليعيش مع والده العالم بوكالة ناسا لعلوم الفضاء طفل حب وطنه فأحبه الله فأخذه إلى جواره شهيدا .
هكذا تحدث وبكل صمود وكبرياء وفرحه الدكتور سليمان بركه والد الطفل الشهيد إبراهيم للحياة اليوم مطالبين الجميع بتهنئته لاختيار طفله إبراهيم شهيدا إلى جوار ربه مؤكدا أنا اليوم في قمة سعادتي لهذا الشرف الذي منحنى وابني إياه المولى عز وجل فإبراهيم اليوم بجوار الله حي يرزق وهذا كان مكافأة له لكونه أحب وطنه وفضل الحياة وسط القصف والدم والموت ورفض الحياة المترفهه في أمريكا .
فأنا متخصص في علوم الفضاء وحاولت أن أقيم مركزا لعلوم الفضاء في فلسطين ولكن لأن إسرائيل قضت على كل عناصر الحياة هناك لم أجد أمامي إلى أن أخدم الأنسانيه بعلمي من أي مكان وكانت الفرصة هناك في وكالة ناسا لعلوم الفضاء وأسرتي جميعها تعيش في غزة وهذا العام كنت أنتظر حتى نهاية الموسم الدراسي لأصطحب إبراهيم وشقيقه محمد وشقيقه داود وشقيقته وعد وأمه الصابرة أيمان ولكن إبراهيم قال لي أنا لن أذهب معك يا أبى وسأظل هنا في غزة .
يبدوا أن إبراهيم كان يشعر أنه لن يذهب معي ولكنه سيكون بجوار ربه وينضم لنادى العظماء من أبناء فلسطين الشهداء .. والمثير هنا أن إبراهيم أستشهد برصاص الأسرائيلين في غزة وجاء مصاب لمصر ليستشهد في القاهرة ليدفن بجوار جده الذي أستشهد منذ سنوات ودفن بالقاهرة أيضا كما لو كان إبراهيم يريد أن يوجه رسالة أن مصر وفلسطين دم وارض واحده والعدو واحد والمصير واحد أيضا .
فاستشهاد إبراهيم لم يكن الأوحد ولكن السؤال كيف يقتل طفل بطائرة أف 16 فهل التهاون بالبشر وصل إلى هذه الدرجة .. فهل منزلي سكنه عسكرية لكي يقصف بطائرة أف16 ولكنهم تعاملوا مع المنزل بوحشيه لأنني أضع تليسكوب أعلى سطح المنزل لكي يرى أطفالي الفلك ويتعرفون على الفضاء فأطفال فلسطين أذا طلبت منهم أن ينظروا إلى السماء فلن يتخيلوا إلا الطائرات والقصف والطلقات والموت والدماء فأردت أن يرى أبنائي غير ذلك لذا وضعت هذا التليسكوب ولكن الأسرائيلين قصفوا منزلي بوحشيه فأستشهد طفلي إبراهيم وأصيبت والدتي المسنه فالإسرائيليين يتعاملون معنا كما لو كنا أميبا أو فطريات مجهلة لا قيمة لها فيفعلوا ما يفعلوا ولكنهم يعيشون كذبه فالنصر لنا مهما أحتموا بالسلاح والأعلام الزائف .. فأخيرا أقول للشعوب العربية أذا تكلمنا فنحن ميتين وإذا صمتنا فنحن ميتين لذا فلنتكلم ولنا الله .