القاهرة - أكد حبيب العادلى وزير الداخلية أن أجهزة الامن توصلت الى معلومات مؤكدة عن هوية منفذى حادث تفجير الحستن الذى وقع فى ميدان الحسين ، مشيرا الى أنه سيتم الكشف عن جميع ملابسات الحادث قريبا. وقال العادلى - فى حوار مع صحيفة "الاخبار" نشرته فى عددها الصادر الاحد - اننا توصلنا الى معلومات عن هوية الجناة منفذى التفجير الارهابى ، وبمشيئة الله سوف نعلن فى القريب عن جميع ملابسات الجريمة وما توصلنا اليه .
وعما اذا كان منفذو الجريمة من الداخل أم أن هناك عناصر خارجية، قال وزير الداخلية نحن نتعامل مع الجريمة كجريمة سواء كانت داخلية أو من الخارج بذات القدر من الاهتمام ، ونترك التفصيلات لحين الاعلان عنها .
وأضاف نحن فى مصر والحمد لله ننعم باستقرار وأمن غير مسبوق ، وهذا لم يأت من فراغ ، لكنه جاء ثمرة جهد وتخطيط وعمل دؤوب يقوم به رجال الشرطة فى مختلف أجهزة وزارة الداخلية ، ونحن لدينا قناعة كاملة بأن مسئولياتنا تفرض علينا أن نحقق للمواطن أمنه .. مؤكدا أن ما ننعم به من أمن وأمان غير متوافر فى كثير من دول العالم.
وقال وزير الداخلية مخاطر الارهاب بدأت تتزايد على مستوى العالم بأثره .. مضيفا أن مخاطر الارهاب قائمة ولكن العبرة بفاعلية محاصرتها وعدم اتاحة الفرصة لان تصل مخاطرها الى حد تهديد كيان الدولة والمجتمع ومصالحه ومسيرة تنميته .. لقد أنجزنا بحمد الله شوطا بعيدا فى مكافحة الارهاب ، وهذا يحملنا مزيدا من اليقظة والالتزام والمراجعة المستمرة لكافة الاحتمالات ، ولا نستهين بأى حادث ولا نغلق ملفه قبل كشف أبعاده وضبط الجناة. وقال حبيب العادلى وزير الداخلية ان كل التنظيمات المتطرفة خرجت من عباءة جماعة الاخوان المسلمين التى تسعى للحكم والسلطة ، مشيرا الى أن أحداث غزة كشفت التنسيق الواضح بين "الجماعة المحظورة" وحركة حماس.
وأضاف أن تحركات الاخوان بصدد أحداث غزة لم تكن للدفاع عن القضية الفلسطينية، بل كان لاستثمارها، لان أبناء الشعب المصرى كانوا متعاطفين مع الاخوة الفلسطينيين ومنددين بالعدوان الاسرائيلى ، وكان ذلك جليا على المستوى الرسمى وغير الرسمى .
وتابع " للاسف كل من تزعم المهاترة والعبث الدعائى الى التحريض على التجمهر والشغب يدرك تماما أن تلك الافعال لا عائد منها ولا تحقق أهدافا بعينها تسعى للنيل من دور مصر واستقرارها .. كان واضحا بشكل جلى جدا خلال العدوان الاسرائيلى الوحشى على غزة أن التنسيق بين الاخوان وحركة حماس وايران كان تنسيقا منظما ومخططا له .. وهذا يجعلنى أقول أن الاخوان يزدادون بعدا عن المصالح الوطنية وعن صحيح الدين فى ذات الوقت .. نحن بصدد ثوابت وطنية وقومية وبصدد مصالح دولة والامر لا يحتمل لحظة تهاون.
وعما اذا كانت هناك مخاوف من المد الشيعى على مصر .. قال وزير الداخلية " نحن لدينا فى مصر شيعة ملتزمون بالمذهب الشيعى البعيد عن منحى السياسة ، وهؤلاء يتمتعون فى مصر بجميع الحقوق وبجميع الامكانيات .. أما اذا كان هناك من يرغب فى أن يتحرك داخل مصر لتكوين خلايا أو القيام بنشاط لا يتفق مع مبادئنا الدينية أو يمثل تهديدا أمنيا ، أعتقد أن الطريق مسدود أمامهم ونحن على يقظة تامة لهذه المحاولات". وأضاف أن محاولات تعميق واستثمار الخلافات بين المذاهب الدينية بصفة عامة أمر خطير لانه يزيد حدة التطرف ويبذر بذور الفتنة فى نسيج أى مجتمع ، ويعطى مؤشرا واضحا لمحاولة اختراقه ، والبعض اليوم يفتح ملفات سبق اغلاقها لاغراض سياسية سواء داخل المجتمعات أو لصالح أغراض نفوذ اقليمى ، ولنعود الى أصل القضية وهى الخطر الداهم للخلط بين الدين والسياسة ، أو استثمار الدين لصالح أهداف سياسية. وعن التيارات الارهابية فى مصر خاصة بعد المراجعات الدينية للجماعة الاسلامية وتنظيم الجهاد واعلانهم التوبة ونبذ العنف .. قال وزير الداخلية ان التصحيح الفكرى لاعضاء تنظيم الجهاد يشهد استجابة كبيرة من عناصر التنظيم ليكونوا على طريق تصحيح المفاهيم والتى سبقهم اليها من قبل قيادات وأعضاء الجماعة الاسلامية. وأضاف أن التجارب التى مرت بها هذه التنظيمات سواء الجماعة أو تنظيم الجهاد لمسوها بأنفسهم وتأكدوا أنهم كانوا على خطأ عندما استباحوا القتل وسفك الدماء بارتكاب أعمال ارهابية ، وتأكدوا أن ذلك ليس من الدين فى شىء .. لقد أتحنا الفرصة كاملة للمراجعات (دون وصاية) ومناخ ملائم وتدبير المراجع لمن رغبوا فى الاطلاع أو الاستفادة من المراجع الفقهية المتعمدة .. وقد عدل أعضاء الجماعة الاسلامية عن أفكارهم بنسبة 90% وجميعهم خرجوا من السجون الا عددا قليلا منهم لا زالوا متمسكين بأفكارهم الخاطئة .. وهذه التجربة الفريدة العالم كله يشيد بها وأصبحت نموذجا يحتذى به لدى الدول الاسلامية التى لديها جماعات متطرفة دينيا".
وعن تأثر الامن القومى المصرى بالامن العربى .. قال وزير الداخلية ان الامن القومى المصرى يؤثر ويتأثر بالامن العربى من منطلق المصالح العربية المشتركة ومن منطلق الجوار ومن منطلق المجال الحيوى للمصالح الاستراتيجية لكل دولة .. وبصفة عامة لا يمكن أن نغفل أن أى توتر أو عدم إستقرار يتيح مجالا أمام العمل الإرهابي كما يتيح منطلقات لاستثمارها في تحقيق مخططات تستهدف الكيان العربي ذاته وهذا أمر بالغ الخطورة ، من هنا يصبح التعاون الأمني ضرورة لا بديل عنها تتوازى مع جهود سياسية لاحتواء التداعيات السلبية وتحقيق الإستقرار. المصدر: وكالة انباء الشرق الاوسط.