العالم الكبير فاروق الباز فى حوار «كاشف»: «ترعة السلام» مليئة بالعيوب وتوشكى معزولة.. ولن أيأس من «ممر التنمية»
* دكتور فاروق هل أنت راض عن مشروع ترعة السلام بوضعه الحالى؟ وهل لديك اسباب
علمية لتوقف المشروع أم أنها فقط أسباب مالية كما تصرح الحكومة؟
- ترعة السلام فكرة رائدة ومبادرة طيبة كان الغرض منها توصيل مياه نهر النيل إلى سيناء، إذ كان الرئيس الراحل أنور السادات مقتنعاً بضرورة تعمير سيناء لإعاشة عدة ملايين من البشر وحل أزمة التكدس السكانى فى وادى النيل والدلتا، ولأنه كان يشعر أن خلو سيناء من الناس يشجع الغزاة والطامعين فى واجهة مصر الشرقية.
لم يتم التخطيط لـ«ترعة السلام» بناء على معرفة مستفيضة بخواص المكان والتربة المحلية، وأول مشكلة، حفر بداية الترعة فى سهل الطينة دون تغليفها..
وقد زرت المكان مع مجموعة چيولوچية وقابلنا المهندس المسؤول وأوضحنا أنه إذا لم تغلف الترعة فى هذه المنطقة فسوف تختلط مياه النيل بالمياه المالحة فى سهل الطينة الذى لا تنمو فيه نباتات وقلت للمهندس «الأرض التى نقف عليها الآن متشبعة بالمياه ومع ذلك أنظر على مدى النظر فى المساحات الشاسعة من حولك هل توجد أى نبتة خضراء، هل يوجد برعم واحد رغم وجود المياه؟ مستحيل أن ينمو الزرع لأن الملوحة زيادة عن اللزوم»..
فقال المهندس إنهم درسوا ذلك وجزموا بأن المياه الحلوة سوف تطفو فوق المياه المالحة.. فذكرنا لهم أن ذلك يتم فى وسط هادئ وبعمق كبير للمياه ولكنه لم يقتنع.. واستمر فى العمل بقناعاته التى أدت إلى توقف المشروع.
* وكيف نحل أزمة سهل الطينة؟
- ببساطة عن طريق تغليف مجرى المياه فى طول المسافة التى تسير فيها المياه بالأسمنت.
* وهل تم الأخذ برأيك فى هذا المقترح؟
لا
* لماذا؟
- لا أعرف.. ولاتنس أن هذه البرامج لها خطة وميزانية وتقوم شركات بتنفيذها ولو أخذ رأينا قبل إعطاء هذا العرض للشركات كان من الممكن تدارك المشكلة من البداية لكننا أحياناً نعرف بالمشروع بعد إسناده للشركات والاتفاق معها فيكون الموضوع قد انتهى.
* وأين الدراسات الخاصة بالچيولوچيا وطبيعة الأرض؟
- كل شىء مكتوب ومدون وموجود فى مكاتب الوزارات ولكن قلما يذهب أحد ليرى هذه الدراسات بل قليلون أيضاً يذهبون لمعاينة هذه الأماكن على الطبيعة.
اقتبـاس ،، * وأين الدراسات الخاصة بالچيولوچيا وطبيعة الأرض؟
- كل شىء مكتوب ومدون وموجود فى مكاتب الوزارات ولكن قلما يذهب أحد ليرى هذه الدراسات بل قليلون أيضاً يذهبون لمعاينة هذه الأماكن على الطبيعة.
كل حاجه يف مصر محتاجه لجنه و اللجنه تنبثق عنها لجنة تانيه ربنا يرجمنا و يجمينا من الروتين و العقول المغلقه شكرا رحمه على نقل هذا الحوار الشائق مع عالم جليل