يعجز القلم عن الوصف .. تصاب المشاعر بالحزن ويسيطر عليك اليأس .. مرارة لا تغادر القلب قبل الحلق. منطقة محرمة مظلمة لا يدور الحديث عنها إلا همساً داخل أروقة المدارس ودهاليز الإدارات التعليمية تنتهي غالباً في مكتب مدير المدرسة أو وكيل الوزارة في أحسن الحالات والقليل منها هو الذي يطفو فوق سطح النشر الإعلامي، ولم لا والأغلبية العظمة من الضحايا يؤثرون الصمت تاركين العواقب والآثار النفسية والمجتمعية ريشة في مهب الريح. وعلى مدار أسابيع قلائل طالعتنا صفحات الجرائد بأكثر من حادثة كانت السمة المشتركة بينها هو لفظ واحد "وقائع حادث شذوذ جنسي داخل مدرسة" لتبدو تلك الحوادث وكأنها ليست إلا مجرد تفصيلة فرعية في لوحة سيريالية عنوانها "عيال معدومة الرباية" و"أولاد على شفا الإنهيار".
الحادثة الأولى جرت تفاصيلها بإحدى المدارس الثانوية الصناعية بشبين القناطر بمحافظة القليوبية عندما قامت حفنة من الطلاب باغتصاب زميل لهم داخل دورة مياه المدرسة تحت تحت تهديد السلاح الأبيض وبتأثير تعاطي مخدر البانجو. المثير أن الأم المكلومة عندما لاحظت حالة الإنطواء التي انتابت ابنها ومارست ضغوطاً من أجل معرفة السبب اعترف لها بما وقع عليه، اتجهت الأم إلي إدارة المدرسة فرفض مدير المدرسة الاستماع وتصديق شكواها مؤكداً أن مدرسته لا يمكن أن يحدث بها ذلك، ذهبت إلى القسم، لكن الضابط اتصل بالمدير وأخذ بشهادته، ونصح المدير الأم بأن تحول ابنها إلى نظام المنازل، أي أن يترك المدرسة منعاً للشوشرة
أما الحادثة الثانية فقد تم اكتشافها بالمصادفة عندما قام أحد المدرسين بإحدى المدارس الإعدادية في مدينة السلام بالتوجه إلى دورة المياه ليواجه المفاجأة المفجعة، ثلاثة طلاب لا تتعدى أعمارهم 13 عاماً يقومون بممارسة الشذوذ الجنسي مع بعضهم البعض
وما كان من المدرس إلا أن قام باستدعاء أولياء أمورهم وتحرير محضر في قسم الشرطة بالواقعة رغم توسلات مدير المدرسة بالتكتم على الموضوع لكن المدرس برر ما فعله بقوله أنه يخشى على بقية الطلاب من مواجهة نفس المصير على أيدي هؤلاء. ومع مزيد من البحث والتحري والإستقصاء تستطيع بمننتهى السهولة واليسر التأكد إلى وقوع حوادث مماثلة في مدارس أخرى كان أكثرها مثاراً للدهشة ما شهدت وقائعه إحدى المدارس الإبتدائية بالمعادي من قيام مدرسة بضرب تلميذ لها في الصف الرابع، ضرباً مبرحاً أحدث بوجهه بعض الكدمات واحتجزت حقيبته وطلبت ولي الأمر للحضور في اليوم التالي وإلا أودعت الطفل في الأحداث!! ذهب الوالد غاضباً وفزعا، حيث هاله ما في وجه ابنه وطلب أن يتقدم بشكوي ضد المعلمة وهناك رجاه الناظر أن يتكتم الموضوع، فالولد ضبط في دورة المياه مع اثنين من زملائه بالصف الخامس يمارسان معه الشذوذ. انخرط الأب المسكين في بكاء حاد، والطفل البريء يردد أنه يلعب معهم ويحبهم لكنهم "بيعملوا حاجات وحشة"!! أما في شبرا فقد وقعت حالة مختلفة في العام الدراسي الماضي، فقد تعرض طفل لاعتداء من زميلين يكبرانه بعام واحد فقط، وقامت الأم بإبلاغ القسم وحررت محضراً وتولت النيابة التحقيق وأحيل الطفلان إلى الأحداث. وقد تمكنت الأم من ذلك لأن الواقعة تمت خارج أسوار المدرسة، وقد حاولت أسرة كل منهما أن تثبت حدوث الواقعة داخل المدرسة، ولم تتمكن أي منهما من ذلك. الأمر لم يقتصر على مدارس البنين فحسب بل تعداها إلى مدارس البنات أيضاً، وهو ما دفع بعض المدارس إلى فرض نظام صارم متفرد وغير مسبوق أهم بنوده ممنوع لمس اى طالبة للاخرى و لو للسلام، سلموا من بعيد لبعيد .. ممنوع السلام على اى مدرسة .. ممنوع السلام بين المدرسات. وهو ما دعا عدد من المدونات على شبكة الإنترنت إلى نشر التعليقات الساخرة بعد نجاح السادة المسئولين منقطع النظير في تقديم الحلول الجذرية لمشكلة الشذوذ الجنسي داخل المدارس بطريقة عبقرية ولا أينشتاين تطبيقاً للشعار الخالد "شر البلية ما يضحك".