بــــــــنــــــــــــاء الـــــــــــــر د م
////////////////////////////////////////////
يصف المؤلف في هذا الفصل رحلته الى مدينة ( جنج جو ) في شهر ذي الحجة من عام 1423 هـ الموافق فبراير 2002 ..وراى الردم عيانا والتقط صورا له .. والصور موجودة في الكتاب .. وقام بقياس ابعاد الردم .. وسانقل لكم الان بتصرف ما سرده المؤلف حول هذه الرحلة :
الانطباع الاول لمن يرى الردم لاول مرة هو انه امام منشأة هائلة الحجم طولا وعرضا وارتفاعا ..
ذو نمط هندسي بديع ... والشيء المؤكد انه في زمانه كان خطا دفاعيا لا يمكن اختراقه او تسلقه
والشكل العام له في هيئة مستطيل او مربع ... وتشير الكتب التي اهتمت بتاريخ هذا الردم بأن طول الردم
الأصلي كان حوالي سبعة كيلومترات ، وان ارتفاعه اكثر من تسعة امتار وان عرضه عند القاعدة يبلغ حوالي
36 مترا ، وان العمال الذين ساهموا في بنائه كانوا حوالي 10000 عامل وان بناءه استغرق حوالي 18 عاما ،
وانه بني من مادة يطلق عليها اسم ( Earth ) او القطر مكونة من عدة معادن ..عن طريق رصها ودكها
بادوات ثقيلة لتكون طبقات متراصة بعضها فوق بعض .
لا يبعد موقع الردم عن المدينة سوى بضعة كيلومترات ..ويوجد بالقرب منه بعض دكاكين الاثار والتحف
ومحلات تجارية اخرى ..حيث ان موقع الردم يتم استغلاله سياحيا ويتوافد السياح هناك على مدار العام ...
بعد صعود المؤلف الى قمة الردم وتفحصه لاجزائه ... سجل هذه الملاحظات والاستنتاجات :
1- ارتفاع الردم يبلغ حوالي 9 امتار من القاعدة .. ويبدو ان جزءا من قاعدته قد ردمت نتيجة الرفع
المساحي للشارع والسفلتة وتسوية الارصفة .. ومن ثم فان الارتفاع الحقيقي للردم لابد لنه اكثر من
تسعة امتار على الاغلب .
2- عرض قاعدة الردم تبدو كبيرة جدا حوالي 36 مترا ..اما هيكل الردم فانه جاء منسجما في ضخامته
وحجمه الكبير مع القاعدة .. ولولا وجدود الدرج لم استطاع احد تسلقه بسهولة ..وصدق الله العظيم حيث
قال : ( فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا ) لان قوة ( يأجوج ومأجوج ) كانت تكمن في
مهارتهم وخبرتهم في ركوب الخيل والقتال من على ظهورها ، فلما بني الردم فقدوا تلك الميزة .
3- الشكل الهندسي للردم : هيكل ضخم له ضلعان وبينهما زاوية ... طوله الاجمالي حوالي سبعة
كيلومترات ..وعند معاينة تربته ..كانت من الطين المحروق والذي يميل الى اللون الاصفر مع اتسامه
بخاصية البناء المشدود والمتماسك في كل اجزاءه بحيث يبدوا وكأنه كتلة متراصة لا فراغات ولا
ثغرات بين اجزائها .
كيف بنى ذو القرنين الردم
///////////////////////////////////////////////
بعد لقاء ذي القرنين بالصينين في مقاطعة ( خنان ) واطمئنانهم له بعد مكوثه فترة عندهم ، ولما رأوه من
عبقريته ومعارفه ..طلبوا منه ان يبني لهم سدا يدرأ عنهم اعتداء جيرانهم الشماليين الذين يطلقون ( يأجوج
ومأجوج ) ..وكانوا يصفونهم بانهم برابرة متوحشون .. ولكن ذا القرنين لم يجبهم الى طلبهم بادء الامر بل
قد يكون تعجب من طلبهم ..لان السد انما يكون لحجز المياه فقط ..والاولى ان يكون ردما وليس سدا .. مما
يعني ان الصينيين لم يكونوا ذوي دراية كبيرة بالاساليب الحربية والدفاعية فاغلبهم كانوا فلاحين وما زالوا
كذلك .. عندئذ طلب منهم ذو القرنين ان يعينوه بقوة ..اي بالعمال .. ثم بدأو العمل بتشييد حائطين من الخشب
ثم تم افراغ مادة القطر بين هذين الحائطين بعد ان ملأه بزبر الحديد ولعل هذا يفسر عبارة ( حتى اذا ساوى
بين الصدفين ) بمعنى حتى اذا ساوى بين قمتي الخشب على جانبي الردم بزبر الحديد ..( قال اتوني افرغ
عليه قطرا ) وهنا لابد من الاشارة الى ان الالواح الخشبية التي استخدمت .. لابد انها كانت تستند الى جبلين
حتى تتماسك وتثبت ...
الجدير بالذكر ان استخدام ذي القرنين لمعدن الحديد مع مادة القطر ضمن عملية كيميائية لتكوين مركب
انما هي نوع من البناء المسلح الذي لم يستخدمه الانسان الا منذ قرن او اكثر قليلا .
وقد استخدم ذو القرنين النار لصهر الحديد .. واستعمل نوعا من المنافيخ لنفخ الهواء على النار والحديد
المنصهر ..والشيء المؤكد ان عملية الصهر تمت في الهواء الطلق المحتوي على الاكسجين الكافي
لاتمام صناعة الحديد الصلب .
ان هذا الاسلوب الانشائي الذي يستخدم طريقة ردم او دك مادة القطر لملء الفراغات بين الالواح .. ثم دكها
ورصها طبقة على طبقة بواسطة رصاص ثقيل ... هذه الطريقة تجعل من الردم ذو قوة خارقة ومقاومة
شديدة للاختراق والثقب والصدأ .
////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
الى هنا ننتهي من الفصل المتعلق ببناء الردم .. وسنناقش في الفصل القادم
( يأجوج ومأجوج )
من هم ؟؟؟؟
ماهو اصلهم ؟؟؟
لغتهم ؟؟؟