المجوهرات عند الفراعنة..رموز وزينة بعضها يجلب الحظ والآخر يضمن الرفاهية
القاهرة: «الشرق الأوسط» علاقة المرأة المصرية بالمجوهرات علاقة قديمة، بدأت منذ أكثر من سبعة آلاف سنة على يد الفراعنة. وتبين الصور القديمة أن المرأة المصرية، وكذلك الرجل، اعتادوا على ارتداء قطع من الحلي والمجوهرات بعضها للزينة وبعضها كتمائم سحرية عبارة عن رموز وتمائم تؤمن لمن يرتديها، حيا أو ميتا، الحماية والرفاهية وامتداد الحياة. وكانت أغلب هذه المجوهرات مكونة من الذهب والفضة والالكتروم، وهي سبيكة من ذهب وفضة مطعمة بزجاج وأحجار شبه كريمة كثيرة الألوان. ويرى بعض علماء الآثار ان اعتماد الاحجار الكريمة من قبل الفراعنة يعود الى 7000 سنة قبل الميلاد، وكانت الحلي والمجوهرات وأدوات الزينة تمثل نوعا من العبادة وتكتسب معان مقدسة.
ولم يظهر الذهب إلا بعد 1000 سنة من ظهور الحجارة، حيث انبهر الانسان بجماله وأخذ مكان الصدارة. وقد بلغت هذه الصناعة أوجها في مقبرة توت عنخ آمون، فالقطع المعروفة لنا من الامتعة الشخصية لهذه الفترة، تظهر مدى رقي هذه الصناعة في الأسرة الثامنة عشرة. وقد وجدت بين لفائف مومياء الملك توت عنخ آمون 143 قطعة من الجواهر تتألف من تمائم وسلاسل وقلائد واسعة وصدريات ودلايات وأقراط، فضلا عن أغطية من الذهب لأصابع اليدين والقدمين. على أن أهمية المجوهرات لدى الفراعنة لا تقتصر على ألوان المواد والمعادن فحسب، ولكنها تتمثل كذلك في أصالة وروعة التصميم وما اتبع في القطع من حرفة وفن، فكانت الصياغة الشبكية التي اتبعت في الصدريات والدلايات مثلا تتم عن طريق تشكيل الشخوص والرموز من اسلاك الذهب التي تلتحم بصفائح من الذهب المطروق ثم تطعم بأحجار ملونة أو زجاج. أما التشبيك أو الصياغة المتفتحة من أسلاك الذهب والفضة فكانت تتبع غالبا في عمل الأبازيم وأقفال الذهب. كما عرف التحبيب في عهدهم، وهو فن اعداد مختلف الاشكال باستعمال كرات دقيقة من ذهب تلتحم بصفائح الذهب بالتسخين، وكان للتطعيم بالأحجار مدلول سحري وفقا للألوان: ـ فالفيروز: الذي كان يستخرج من سيناء يمثل لون الخصوبة والحظ الحسن والحماية من العين الشريرة. ـ اللازورد: أزرق داكن يمثل الخصوبة والحظ الحسن، وكان يستورد الى مصر في الغالب من مناطق غرب آسيا وأفغانستان. ـ العقيق: باختلاف ألوانه، من البني الداكن إلى الخفيف، مرورا بالأخضر الناصع ذي البريق، فكان يرمز الى كل شيء دافئ في الحياة. ـ الأماتيست: البنفسجي متعدد الدرجات يرمز للسعادة والمرح، وكان يستخرج من الصحراء الشرقية قرب أسوان ومن الصحراء الغربية قرب أبوسمبل. ـ الفلسبار: أزرق ناصع كان يستخرج من الصحراء الشرقية ويرمز للحظ والخصوبة. ـ الجعران: كان رمزا لشمس الصباح، إذ لاحظ المصريون انه يخرج من الأرض في الصباح الباكر مع شروق الشمس وهو يدحرج كرة من الروث تضم بيضه على مدى اليوم، فاذا ما غربت الشمس اختفى في الأرض مرة أخرى. وقد عقد الفراعنة صلة بين فعل الجعران بالكرة وبين قرص الشمس في السماء، وبذلك ذهب الظن الى انه يجسد الشمس في الصباح فصار رمزا للفأل الحسن والخصوبة، والحيوية وكان يصنع من حجر أزرق أو قيشاني. ـ الزمرد: اندر أنواع الزمرد، وقد وجد في مصر قبل أربعة آلاف سنة وكانت كليوباترا تتزين به، ويقال ان الامبراطور نيرون كان أيضا يرتدي عدسات صنعت منه عندما يشاهد المصارعين في الحلبة لانها تريح عينيه. ومما قيل عن الزمرد أيضا انه يزيد حدة الذاكرة ويتمتع من يرتديه بحلاوة اللسان، كما كان رمزا لالهة الجمال لدى الاغريق (فينوس) لانه يكشف صدق أو زيف العاشق. والزمرد هو الأندر بشكل حجره، وأغلى أنواعه المتوسط اللون النقي الصافي أو الزمرد المائل للزرقة والأخضر اللون، وأجود وأفضل أنواعه عندما يكون حجمه فوق 15 قيراطا واذا كان بكل هذه المواصفات سيكون المنافس الأول للياقوت الأحمر. ومما يذكر ان الفضة كانت حتى عصر الدولة الوسطى أكثر ندرة من الذهب، إذ كانت مناجمها قليلة وتقنية استخدامها متأخرة لانها أعقد كثيرا من الذهب لذلك كانت تساويه قيمة، حتى عصر الدولة الحديثة، حيث انخفض سعرها الى نصف سعره