كم فرحت يا سيدي الفاضل عندما علمت أنك قد حصلت علي المركز الثالث عشر من بين المئات من الشخصيات الأكثر تأثيرا في عالمنا العربي ...وذلك لأنك تستحقها بجدارة ... فأنت يا سيدي غيرت في أناس كثيرين وربما ساهمت في تشكيل جيل جديد من الشباب المتدين ...فجزيت خيرا على ذلك وكتبه الله في ميزان حسناتك .
سيدي أنا لم أفرح فقط لكني أيضا صدمت عندما علمت أنك ستصافحها ...هل حقا ستصافح تسيبني ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية ..!!هل تقبل يا سيدي أن تفقد حب واحترام الآلاف من الشباب من أجل ثواني معدودات تصافح فيها تلك المرأة ....هل حقا ستصافحها وتبتسم أيضا !!.
أنا لا أصدق ولا أريد أن أصدق ...حتى لو رأيته فسأتمنى أن يكون حلما ...أو بمعني أدق كابوسا وأستيقظ منه لألوم نفسي علي هذا الحلم السيئ .
أستاذي العزيز عمرو ...هل حقا ستمد يديك وعلي شفتيك ابتسامة لتصافح تلك اليد التي قد غرقت في دم الفلسطينيين نعم ...دم فلسطيني من أرض فلسطين تلك البلد المحتل الذي حدثتنا عنه كثيرا وقلت أنك تتمني أن يرزقك الله صلاة في مسجده وشهادة علي أعتابه ..هل ستنسي شهداؤنا الأبرار الذين سقطوا علي أرضه وفي حرمه ...أرجوك يا سيدي لا تنساهم..لا تنس إيمان حجو وسارة ومحمد الدرة والقسام والقوادمي والآلاف المؤلفة الذين سقطوا.
هل تنسى دماء الأطفال الذين سقطوا ويسقطون كل يوم في القصف الإسرائيلي على قراهم ومدنهم ومخيماتهم ؟؟
حسنا ...إن قررت أن تمد يديك إليها وتصافحها فصافحها كما شئت وابتسم واضحك وقهقه أيضا ...ولكن تذكر أن هذه اليد غارقة بدماء الأبرياء ...هذه اليد خدمت في جيش الدفاع وخدمت في الموساد ..خدمت في جيش الاحتلال الذي يحتل فلسطين .
تذكر أيضا وأنت تبتسم شهداء الانتفاضة ذوي الوجوه المشرقة وتذكر دموع البواكي من ثكالي وأرامل وأيتام ...أرجوك لا تنساهم .
تذكر المسجد الاقصى الذي حدثتنا عنه كثيرا وأنك تشتاق لصلاة واحدة فيه وتذكر أنك قلت أنه لن يعود بالسلام ولن يعود بغير سلاح المجاهدين الصادقين .تذكر تراب فلسطين وسمائها وزيتونها وبرتقالها الباكي علي دماء الرنتيسي وياسين وعياش .
أرجوك يا سيدي اخذل هؤلاء المتهكمين الذين قالوا انك ستصافحها وتبتسم لها اخذلهم وقل أنك لن تفعلها.
إياك أن تفعلها ثم إياك وإياك ..نريدك أن تكون قدوتنا كما كنت فلا تفعلها علي الأقل من أجلي ربما لا تعرفني، بل بالتأكيد لا تعرفني حسنا أنا إحدى الفتيات اللائي استمعن إليك كثيرا وتأثرن بكلامك فلا تفقدني ثقتي بك ولا تصافح هذه اليد الملوثة بدماء الآلاف ..ولا يغرنك ابتسامتها الصفراء فهي لا تبتسم لك وهي لا تحمل لك خيرا ..هؤلاء يا سيدي لا يعلمون معني التعايش الذي تشرحه أنت ولا يريدون أن يفهموه لا يعلمون سوى لغة القتل والبطش والقوة والسلاح و ...وفقط.
ؤلاء لا يستطيعون أن يتعايشوا سوى مع أنفسهم، لا تعتقد أنك ستمد يدك إليها لتحل جميع مشاكل إخوتنا وأحبائنا في فلسطين فذلك لن يكون وان مددت يدك بزهرة فسيمدون هم بقنبلة قد نزع فتيلها ..
سيدي نحن قد سئمنا من كلام كبار القوم عن السلام وجدواه ، سئمنا من تقتيلهم فينا وتدميرهم لمنازل إخوتنا..سئمنا من رؤية الدموع في وجوه الأطفال البريئة والدموع المتحجرة في عيون الأرامل والثكالي ..
هل تظن أنك بمصافحتك لها تجاهد لتطبق عمليا معني التعايش لا يا سيدي.. لا وألف لا ...أنت بهذا ترمي سلاحك الذي تجاهد به حقا وهو الدعوة إلي الله ..بمصافحتك تخسر جمهورك كله ...تخسر محبيك ..تخسر نفسك ....وتخسر كل شيء صنعته من صناع الحياة إلى مشروع النهضة إلى التعايش ..
إن رضيت لنفسك أن تصافحها فستزيد شعبيتك حقا هناك وستزيد جدا ...وفي المقابل تخسرنا نحن وتخسر نفسك ومبادئك.ألم تقل لنا أنك لاتصافح النساء فهل ستصافح النساء ونساء قتلوا أطفالنا وأحبائنا ..إن فعلت هذا فانسي انك في يوم من الأيام كنت قدوة لنا ....وتذكر دموع الباكين من الأطفال والنساء والشباب الذين قتلتهم وساهمت في قتلهم من تود ان تصافحها ...
أرجوك يا سيدي لا تفعلها ...إن فعلتها فأنت الخاسر الأكبر
سيدي لن أتحدث كثيرا فقط أهديك هذه الأنشودة ليست لك وحدك ...بل لأبطال فلسطين أيضا:
مازلت أبحث في وجوه الناس عن بعض الرجال ....عن عصبة يقفون في الأزمات كالشم الجبال
فإذا تكلمت الشفاه سمعت ميزان المقال.... واذا تحركت الرجال رأيت أفعال الرجال
أما إذا سكتوا فأنظار لها وقع النبال ...يسعون جهدا للعلى بل دائما نحو الكمال
[/b]