مأدبة إفطار أوباما .. إشادة بالمسلمين من حلبات الرياضة إلى الكونغرس
في حفل الإفطار السنوي الذي يقام في البيت الأبيض اصطفت 11 طاولة في «غرفة الدولة» تزين كل منها باقة زهور زهرية وخضراء وثلاث شموع بيضاء، وجلس 8 مدعوين على كل طاولة، تنوعوا ما بين سفراء عرب وأجانب ومواطنين أميركيين مسلمين وأعضاء من الكونغرس وبعض المسؤولين في الحكومة الحالية.
مأدبة الإفطار هذا العام تحمل نواحي تاريخية، إذ إن راعيها رئيس أميركي اسم والده حسين، وحضرها مستشارون مسلمون، بالإضافة إلى زملاء، يهود ومسيحيين، للرئيس.
و في بداية الحفل ألقى أوباما كلمة أمام 100 ضيف أشار فيها إلى أهمية إقامة المأدبة التي أصبحت من
الطقوس السنوية للبيت الأبيض، في كلمته أكد أوباما على أن «الإسلام جزء من الولايات المتحدة»، وروى قصص مسلمين أميركيين قدموا تضحيات وإنجازات للولايات المتحدة كبرهان على ذلك.
وقال أوباما في كلمته قبل مشاركة المدعوين في تناول الطعام أن «إفطار الليلة هو طقس مشترك يقام على موائد المطابخ والمساجد على امتداد الخمسين ولاية، فالإسلام هو جزء من الولايات المتحدة.
ومثل باقي المواطنين الأميركيين فإن أفراد المجتمع الأميركي ـ المسلم لهم نشاط وتنوع ملفت .. مساهمة المسلمين في الولايات المتحدة أكبر من ما يمكن حصره، لأن المسلمين منسجمين في مجتمعاتنا وبلدنا».
وأضاف: «في هذه المناسبة، نحتفل بشهر رمضان الكريم ونحتفل أيضا بالطرق التي أثرى بها المسلمون الولايات المتحدة وثقافتها».
وكان أوباما قد بدأ خطابه بالترحيب بضيوفه، الذين شملوا سفراء عربا ومسلمين وممثلين عن الجالية المسلمة في الولايات المتحدة، ثم الإشارة إلى المسؤولين الأميركيين الذين حرصوا على حضور مأدبة الإفطار.
وأشاد الرئيس بأول نائبين مسلمين في الكونغرس الأميركي، كيث أليسون، وأندري كارسون، اللذين حضرا المأدبة مع العضو الأقدم في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، السناتور ريتشارد لوغار، ورئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب الأميركي جون كونيرز.
وعدَّد أوباما أعضاء حكومته الذين حضروا الإفطار أيضا، وهم وزير الدفاع روبرت غيتس، ووزير العدل إريك هولدر، ووزيرة الصحة كاثلين سيبليوس.
كما حضر المأدبة سفراء عرب مثل سفير المملكة العربية السعودية عادل الجبير، والسفير الأردني الأمير زيد بن رعد، وسفير مصر سامح شكري، وسفير العراق سمير الصميدعي، وعدد من سفراء دول مسلمة مثل سفراء تركيا وأفغانستان وباكستان، بالإضافة إلى سفراء إسرائيل وبريطانيا وفرنسا.
ولكن العدد الأكبر من المدعوين كان للمسلمين الأميركيين الذين كان من بينهم مستشارة أوباما ورئيسة مركز «غالوب» للدراسات الإسلامية، داليا مجاهد، والإمام يوسف سليم إمام مسجد محمد.
وقال أوباما إن مأدبة الإفطار مناسبة لـ«الاحتفال بدين عظيم والتزامه بالعدل والتقدم، ونحن نقدر مساهمة مسلمي أميركا، والنموذج الإيجابي الذي يظهره الكثيرون منهم من خلال عملهم».
وعلى الرغم من قوله إن مساهمة المسلمين في الولايات المتحدة أطول من أن تعد، فإن أوباما روى قصص مسلمين كانت لهم مساهمة في المجتمع الأميركي، ابتداء بكريم خان، وهو جندي أميركي مسلم قتل في العراق، وكانت والدته حاضرة مأدبة الإفطار.
وقال أوباما إن كريم خان «قدم التضحية الأكبر لبلده عندما فقد حياته في العراق»، موضحا أن كريم التحق بالجيش فور انتهائه من دراسته الثانوية ليحصل على ميداليتين حربية بسبب شجاعته.
وأضاف أوباما: «هذه الليلة، هو مدفون بجوار الآلاف من الأبطال في مقبرة (ارلينغتون) الوطنية والهلال محفور على قبره مثلما يحمل الآخرون الصليب المسيحي أو النجمة اليهودية».
ولفت أوباما إلى أن كريم وغيره من الجنود الأميركيين مشتركون بالتزامهم لبلدهم «والقيم التي نعتبرها قيمة، ومن بين تلك القيم حرية ممارسة الدين».
وهنا أشار أوباما إلى نشالا هيرنن، وهي صبية من ولاية أوكلاهوما دافعت عن حقها في ارتداء الحجاب في المدرسة حتى وصلت قضيتها إلى المحاكم، ودعمت وزارة العدل الأميركية طلبها وحصلت على حق ارتداء الحجاب.
ولكن كان تركيز أوباما كان أوضح على فتاة مسلمة أخرى وهي بلقيس عبد القادر، التي قدمها بقوله: «هي نموذج لفتاة حققت نجاحا كبيرا في مدرستها .. وعلى الرغم من أن طولها لا يتجاوز 5.5 قدم»، وهنا طلب أوباما من بلقيس الوقوف قائلا: «أين هي بلقيس؟» وقال مداعبا: «قفي حتى نستطيع .. أريد من الجميع أن يعرفوا أنها ترتدي حذاء ذا كعب عال».
واستطرد أوباما في تقديمه لبلقيس قائلا: إنها أكثر لاعبة كرة سلة تسجل نقاطا في فريق مدرسة ثانوية في تاريخ ولاية ماستشوستس، وأضاف أن بلقيس طالبة نموذج رياضي وتعتبر «مصدر إلهام، ليس فقط للفتيات المسلمات، بل لنا جميعا».
وكان للرياضيين النصيب الأكبر في تصريحات أوباما الذي أنهى خطابه بالإشادة بمحمد علي كلاي: «نعرف بالطبع أننا عندما نتحدث عن الرياضيين الذين كانوا مصدر إلهام لأميركا فإن القائمة لا بد وأن تتضمن اسم الرجل الذي نعرفه بلقب (الأعظم)».
وعبر أوباما عن أسفه لعدم قدرة محمد علي المشاركة في مأدبة يوم أول من أمس، مشيدا به كـرجل «ذي كرامة هادئة يواصل المحاربة من أجل ما يؤمن به، وذلك يشمل فكرة أن الناس من كل الأديان لديهم عناصر مشتركة».
وأشار أوباما إلى جملة قالها محمد علي كلاي في توضيح رؤيته «الأنهار والبحيرات والبرك والجداول، تحمل أسماء مختلفة، ولكنها كلها تحتوي على الماء، تماما الحال بالنسبة للأديان، فكلها تنضوي على الحقيقة».
وكان محور خطاب أوباما دور المسلمين في الولايات المتحدة من دون التطرق إلى السياسة الخارجية، بعد أن كانت السياسة الخارجية العنصر الأساسي في خطابه المسجل للمسلمين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.
إلا أنه أنهى خطابه مساء أول من أمس بالقول إن على المؤمنين «مسؤولية تنمية الحوار بناء على المصالح المشتركة والاحترام المشترك، وهذه من التزاماتي الأساسية كرئيس في الوطن وفي الخارج، وهذا أمر جوهري في البداية الجديدة التي أسعى إليها بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم، وهذا الالتزام نجدده في هذا الوقت المبارك».
واختتم أوباما خطابه بتوجيه الشكر للحاضرين ودعاهم للاستمتاع بالمأدبة قائلا: «لا أعرف ما الأطباق المقدمة ولكني متأكد من أنها كلها طيبة».
قائمة الطعام
- تمر ش
- سلطة خضراء
- لوز بالبهارات
- صلصة الخل بالعسل
- دجاج
- هريس البطاطا والكراث
- قطائف
- بوظة برتقال وليمون