& اللغويـات :
* سلا : اسألا ، مادتها (سأل) " والخطاب لصاحبيه "- سلا: نسى وصبر ، مادتها (سلو)- أسا : عالج و داوى ، اسم الفاعل منها " آسٍ " - جرحه : أي غربته - المُؤَسِّي: المعالج - رق : لان والمراد زاد حنينه وشوقه إلى وطنه × قسا - العهد : المعهود والمعروف - تقسى : تذهب الرحمة واللين - مستطار : مذعور ومفزوع كأنه سيطير من شوقه - البواخر : السفن م باخرة - رنت : أظهرت صوتها المراد صفرت - عوت : صاحت والعواء صوت الذئب - جرس : صوت ضعيف أو جزء من الليل ج جروس- راهب : عابد مقيم و ملازم ج رهبان ج ج رهابنة- للسفن فطن : مدرك لتحركات السفن ج فُطُن وفُطْن × غافل - كلما ثرن : أي كلما تحركت السفن للرحيل - شاعهن : ودعهن وشيعهن × استقبلهن - نقس : صوت الناقوس .
&الشـرح :
(4) يطلب شوقي من رفيقيه المتخيلين أن يسألا مصر سؤالاً غرضه النفي : هل نسيها قلبه العاشق لها ؟! وهل يستطيع الزمان المعالج أن يداوي جراح قلبه المستمرة النزف التي سببها نفيه بعيداً عن مصر ( إلى أسبانيا) ؟
(5) و من المعروف أنه كلما مرت الليالي على الإنسان في الغربة فإنها تجعل القلب قاسيًا متحجراً و تنسيه أحبابه ، إلا أن تتابع الأيام في الغربة يزيده شوقاً وحباً و حنيناً لمصر التي لا ينساها
(6) و كلما سمع صوت البواخر عند دخولها الميناء أول الليل أو خروجها منه فإن قلبه يخفق و يضطرب يكاد أن يطير من بين جنبيه يود أن يرحل معها إلى أرض الوطن .
(7) و لقد تحول قلب الشاعر إلى قلب راهب في محرابه ، ولكنه مدرك لحركات السفن التي تفرغ لمراقبتها ؛ فهي الوسيلة التي ستصل به إلى الوطن الغالي .
&التـذوق :
(4) [سلا مصر] : استعارة مكنية تصور مصر إنساناً يُسْأل ، وسر جمالها التشخيص ، و توحي بقوة العلاقة بينه و بين وطنه مصر .
* [سلا مصر] : أسلوب إنشائي / أمر غرضه الالتماس و التمني.
* [وهل سلا القلب عنها؟] : أسلوب إنشائي / استفهام غرضه النفي و الاستبعاد.
* [سلا القلب عنها] : استعارة مكنية تصور القلب إنساناً يسلو (ينسى) ، وسر جمالها التشخيص
* [سلا - وسلا] : محسن بديعي / جناس تام يعطى جرساً موسيقياًً ويحرك الذهن.
* [أسا جرحَه الزمانُ المؤسي] : استعارة مكنية تصور الزمان طبيباً يداوي الجراح ، وسر جمالها التشخيص ، و توحي بأثر الزمن في طمس الذكريات .
* [جرحَه] : استعارة تصريحية تصور لآلام الأشواق بالجرح ؛ لتوحي بشدة معاناة الشاعر من الغربة المريرة .
* [جرحه - المؤسي] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
* [أسا جرحَه الزمانُ المؤسي] : تقديم المفعول [جرحه] على الفاعل [الزمان] للاهتمام به
* (5) [مرت عليه الليالي] : استعارة مكنية ، تصور الليالي بإنسان يمر .
* [الليالي تقسى] : استعارة مكنية ، تصور الليالي أشخاصًا يدعونه إلى القسوة ، وترك الرحمة واللين وسر جمالها التشخيص .
* [كلما] : شرطية تفيد التكرار تكرار رقة قلبه بالحب للوطن و عدم انقطاعه مهما طال البعد .
* [رق - تقسى] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
* [العهد في الليالي تقسِّي] : إطناب بالتذييل .
* البيت الخامس أسلوبه خبري لتقرير حبه للوطن ، والبيت كله يجرى مجرى الحكمة .
(6) [مستطار] : استعارة مكنية ، تصور القلب طائرًا مذعورًا من صوت السفن ، وسر جمالها التوضيح ، و توحي بشدة الاضطراب .
* [مستطار] : خبر لمبتدأ محذوف تقديره " قلبي " فهو إيجاز بالحذف
* [عوت] : استعارة مكنية تصور البواخر ذئابا تعوي ، وسر جمالها توضيح الفكرة برسم صورة لها ، و توحي بشدة الفزع والرعب من صفير البواخر؛ لأنها لا تحمله معها إلى مصر.
& إضافة بلاغية :
من جمال التعبير ودقته: هذا الترتيب الملائم بين " رنت " و" عوت " فقد عبر بـ " رنت " عن صوت البواخر القادمة وهى تدخل الميناء أول الليل ، مما يبعث الأمل في أن تأخذه معها ، ثم بالفعل " عوت " عند رحيل البواخر من الميناء و العواء مخيف مفزع ؛ لأنه يبعث الوحشة ويقطع الأمل في العودة إلى الوطن ، وهذا ملائم للحالة النفسية للشاعر .
* البيت السادس أسلوبه خبري: لإظهار الأسى والحسرة.
(7) [راهب في الضلوع] : تشبيه للقلب - في عزلته داخل الصدر - براهب في معبده ، وسر جمالها التشخيص و توحي بانقطاع الشاعر عما حوله.
* [راهب] : إيجاز بحذف المبتدأ فالتقدير " قلبي راهب " .
* [للسفن فطن] : استعارة مكنية تصور القلب إنسانا ذكياً يدرك ما حوله ، وسر جمالها التشخيص ، و تقديم الجار والمجرور للاهتمام بالسفن ، ومتابعة حركتها في القدوم والذهاب.
* [ثرن] : استعارة مكنية تصور السفن في حركتها غباراً يثور وسر جمالها التوضيح ، و توحي بالجو النفسي الكئيب .
* [شاعهن بنقس] : استعارة مكنية تصور القلب إنسانًا يودع السفن وفيها تشخيص.
* [نقس] : استعارة تصريحية ، حيث شبه دقات القلب بصوت الناقوس
&تذكر :
* [الصورة الخيالية في الأبيات من الرابع إلى السابع] : صورة ممتدة ، فالمشبه واحد وهو القلب ، و المشبه به متعدد فهو إنسان يسلو و يرق و طائر مذعور ثم إنسان راهب ثم إنسان مدرك ثم إنسان يودع .
* البيت السابع أسلوبه خبري لإظهار التعلق بالوطن عن طريق الارتباط بالسفن التي هي أمله في العودة
* اليم : البحر وابنة اليم كناية عن السفينة - ما أبوك: أي البحر - بخيل ج بخلاء - ماله : عجباً له - مولعاً : مغرماً ، متعلقاً- بمنع وحبس : يريد منعه(حرمانه) من السفر لمصر وحبسه في إسبانيا تنفيذاً لأمر الإنجليز - البلابل : م بلبل - الدوح : الشجر م دوحة ، وهى الشجرة العظيمة و يريد الوطن - حلال : مباح - خبيث : فاسد × طيب ج خُبَثاء ، وخِبَاثٌ ، وخَبَثَة - المذاهب : يقصد مذاهب المستعمرين - رجس : دنس قبيح ج أرجاس - مرجل : قدر ج مراجل - شراع : قلع ج أشرعة ، شُرُع- الدموع : يقصد أن دموعه كثيرة يمكن للسفينة أن تسير فيها بدلاً من البحر - سيرى : انطلقي " يخاطب السفينة "- أرسى : قفي و استقري وهو فعل أمر ماضيه " أرسى " ومصدره " إرساء " - وجهك : اتجاهك وقصدك - الفنار : محرفة عن المنار " يريد منار الإسكندرية " - يد الثغر : المراد شاطئ الإسكندرية - الرمل والمكس: من أحياء الإسكندرية.
&الشـرح :
(8) يخاطب شوقي السفينة مستدراً عطفها قائلاً لها : إن أباك البحر مشهور عنه الكرم ، فَلِمَ يبخل علىّ و يبقيني حبيساً في أسبانيا ويمنعني من العودة إلى الوطن
(9) ثم يستنكر قسوة الاستعمار الذي يحِّرم الأوطان على أبنائها المخلصين و تباح للغرباء من كل جنس ليستمتعوا بخيراته ، تماماً كما يباح الدوح و الشجر لكل أنواع الطيور الغريبة ، ويحِّرم على بلابله التي تعيش فيه .
(10) ثم يصل بنا الشاعر إلى حكمة مفادها : " أن أهل الدار أحق بها " ، و كل وطن أحق بأبنائه ، و لا ينكر هذا الحق إلا أصحاب الآراء الفاسدة المستعمرون الذين استحلوا ديار و خيرات أوطان المستضعفين و قاموا بنفي من يعارضهم من أهلها .
(11) ، (12) يستعطف الشاعر السفينة (رمز العودة) أن تحمله إلى مصر ، ويتعهد لها بأن يقدم لها كل متطلبات الرحلة؛ فأنفاسه الملتهبة شوقاً وقودها ، وقلبه الخافق بحب الوطن شراعها ، ودموعه الغزيرة الملتاعة بحر تسير فيه و حين تبحرين فولّي وجهك شطر (تجاه) الإسكندرية ، و أرسي بين الرمل والمكس؛ حيث كنت أعيش سعيدًا في وطني ...
س1 : ما الذي يستنكره الشاعر في البيت التاسع ؟
جـ : يستنكر الشاعر تحريم وطنه عليه وإباحته لغيره فهو ممنوع من الإقامة بمصر بينما جنود الاحتلال و الغرباء يتمتعون بخيراتها.
س2 : لماذا حرص الشاعر علي ذكر (الفنار - رمل - مكس - الثغر) ؟
جـ : حرص الشاعر على ذكر (الفنار - رمل - مكس - الثغر) ؛ لأن هذه الأماكن مرتبطة بذكرياته حيث كان يقضى شهور الصيف هناك تنزها على هذا الشاطئ .
& التـذوق :
(8) [يا بنة اليم] : أسلوب إنشائي / نداء غرضه : التمنى و الاستعطاف ، في النداء استعارة مكنية حيث شبه السفينة بإنسان يُنَادى عليه ، وسر جمالها التشخيص .
* [ابنة اليم] : كناية عن موصوف وهى السفينة ، وسر جمالها الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل.
* [ما أبوك بخيل] : استعارة مكنية حيث شبه البحر بإنسان كريم ؛ ليستدر عطفه و يسمح له بالسفر و العودة إلى الوطن .
* [أبوك] : كناية عن موصوف و هو البحر .
* [ماله مولعاً بمنع وحبس؟] : أسلوب إنشائي / استفهام غرضه : التعجب
* [منع - وحبس] : نكرتان للتهويل
* [حبس] : يرى بعض النقاد أن " حبس " مجلوبة للقافية ، وهم مخطئون في ذلك لأن عطف " حبس " على منع أفاد التوكيد والتنويع ، فالمنع هو الحرمان من الحق ، فالشاعر ممنوع من حقه في الإقامة بالوطن ، ومحبوس في مكان بعيد حبسا معنوياً ، لا يستطيع الخروج منه إلا بإذن المستعمر كما أن الحبس نتيجة للمنع.
(9) [أحرام؟] : أسلوب إنشائي / استفهام للاستنكار .
* [حرام - وحلال] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
* [بلابله]: استعارة تصريحية ، حيث شبه المصريين بالبلابل ، و حذف المشبه و صرح بالمشبه به .
* [الدوح]: استعارة تصريحية ، حيث شبه الوطن بالدوح ، و حذف المشبه و صرح بالمشبه به .
* [الطير] : استعارة تصريحية ، حيث شبه المستعمرين و الأجانب بالطير ، و حذف المشبه و صرح بالمشبه به .
* و يجوز أن يكون البيت التاسع كله استعارة تمثيلية أو تشبيه ضمني ، فقد شبه الصورة المؤلمة لوطنه ، وقد حرم أحراره من الإقامة فيه ، وأبيح للأجانب المستعمرين بصورة الدوح تطرد طيوره ويباح للطيور الغريبة ، وهى توحي بالمرارة التي يحسها الشاعر واستنكار السياسة الاستعمارية الغاشمة.
* البيت التاسع كله يجرى مجرى الحكمة .
(10) [خبيث من المذاهب رجس] : استعارة مكنية تصور مذاهب الاستعمار مادةً قبيحةً نجسةً ، وسر جمالها التجسيم .
* [دار] : نكرة للعموم .
* [خبيث - ورجس] : نكرتان للتحقير .
* [الأهل] : تعريف للشمول .
* [رجس- خبيث] : ذكر [رجس] بعد [خبيث] لتأكيد وحشية الاستعمار .
* البيت العاشر أسلوبه خبري غرضه ذم الاستعمار وهو يجرى مجرى الحكمة .
(11) [نفسي مرجل] : تشبيه لنفسه الحار بالمرجل الذي يغلى ويمد السفينة بالطاقة الدافعة ، وسر جماله التوضيح ، ويوحي بشدة الشوق للوطن .
* [قلبي شراع] : تشبيه لقلبه بشراع السفينة الذي تحركه الريح ، فيدفع السفينة.
* [نفسي مرجل قلبي شراع] : محسن بديعي / حسن تقسيم يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .
* [بهما في الدموع سيرى] : استعارة مكنية تصور دموعه الغزيرة بحرًا تسير فيه السفن ، وسر جمالها التوضيح ، و توحي بشدة حنينه إلى الوطن ، و تقديم الجار و المجرور قصر للتخصيص .
* الخيال في الصور السابقة خيال مبتكر يدل على براعة شوقي .
س1 : يرى بعض النقاد أن الخيال في البيت الحادي عشر فيه تناقض . بين مع التوضيح .
جـ : التناقض في أن الشاعر جعل السفينة بخارية مرةً وشراعيةً مرة أخرى ، ويمكن الرد على ذلك التناقض بأنه لا مانع أن يكون للسفينة البخارية شراع أيضا يستخدم حين يتعطل محرك السفينة ، كما أن هذا أسلوب أدبي للتعبير العاطفي لا لعرض الحقائق العلمية .
* [سيرى - وأرسى] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد ويفيد العموم
* [سيرى - أرسى] : أسلوب إنشائي / أمر للتمني .
(12) [اجعلي] : أسلوب إنشائي / أمر للتمني .
* [اجعلي وجهك] : استعارة مكنية ، تصور السفينة إنساناً يخاطب وله وجه وسر جمالها التشخيص.
* [يد الثغر] : استعارة مكنية ، تصور الثغر إنساناً له يد ، وسر جمالها التشخيص ، و توحي بالترحيب ، وحسن الاستقبال.
* [الفنار] : كلمة محرفة عن " المنار " وكان يمكنه استعمالها بدون أن يتأثر الوزن ، ولكنه حرص على استعمال " الفنار - والرمل - والمكس " للتلذذ بذكرها وتعبيراً عن حبه لها .
&الأبيات : " لا يمكن نسيان الوطن "
13 - وطني لو شغلت بالخلد عنه *** نازعتني إليه في الخلد نفسي
14 - وهفا بالفؤاد في سلســبيل *** ظمأ للسواد من (عين شمس)
15 - شهد الله لم يغب عن جفوني *** شخصه ساعة ولم يخل حسي
& اللغويـات :
* شُغِلْتُ : تلهيت - الخلد :البقاء و المقصود الجنة - نازعتني إليه : اشتاقت إليه - هفا بالفؤاد : حركه وذهب به و مال - الفؤاد : القلب ج أفئدة- السلسبيل : الماء العذب (عين في الجنة)ج سلاسب و سلاسـيب - ظمأ : عطش والمراد شوق × ارتواء - السواد : القرى المحيطة بالمدينة والمراد هنا ضواحي عين شمس ج أسودة ج ج أساود - شهد الله: علم - جفوني : المراد عيوني - شخصه : ذاته " يقصد الوطن "- ساعةً : لحظةً - لم يخل : لم يفرغ - حسي : إدراكي .
& الشـرح :
س1 : اشرح الأبيات مبينا العلاقة بينها.
جـ : (13) إن حبي لوطني الغالي كبير لا يشغلني عنه شاغل مهما كان عظيماً حتى و لو كان الخلود في الجنة .
(14) لذلك فإن قلبي مشتاق لأن يروي ظمأه الشديد إلى مصر و ضواحيها الجميلة برؤية أهلها و لقاء الأهل في منطقة عين شمس التي عشت فيها فترة من الزمن .
(15) و يعلم الله أن صورة وطني لم تغب عن عيوني لحظة وأن حبه لم يفارق روحي رغم بعدي عنه فصورته أمام عينيّ و في قلبي على الدوام .
- الأبيات مترابطة فالبيت الثاني يكمل معنى البيت الأول والبيت الثالث دليل يؤكد شدة شوقه إلى مصر فهو يشهد أن صورتها لم تغب عنه لحظة.
س2 : لبعض النقاد رأي في البيت الثالث عشر..... وضحه واذكر رأيك.
- أو يرى بعض النقاد أن شوقيا قد بالغ في حبه للوطن في البيت الثالث عشر .. ناقش ذلك مبينًا وجهة نظرك .
جـ : يرى بعض النقاد بأن معنى البيت الأول فاسد ؛ لأنه حين يكون الإنسان في جنة الخلد تكون الدنيا قد انتهت ، فلا يكون هناك وطن يشتاق إليه ، أو لأن ذلك مخالف للدين الذي يجعل جنة الخلد أفضل مكان.
- ويمكن الرد على ذلك النقد بأنها مبالغة مقبولة لأنها في حب الوطن الذي يشبه كثيرًا بالجنة و المبالغة نابعة من خيال شاعر ، وقد خففها الشاعر باستعمال (لو) التي هي حرف امتناع الجواب لامتناع الشرط .
& التـذوق :
(13) - البيت الثالث عشر كله كناية عن شدة حبه لوطنه.
* [لو] : حرف شرط يفيد امتناع الجواب لامتناع الشرط و يفيد استحالة انشغاله بغير الوطن .
* [شغلت عنه - ونازعتني إليه نفسي] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
* [وطني] :الإضافة تدل على شدة التعلق بالوطن .
* [الخلد] : كناية عن الجنة ، و تكررت مرتين في البيت ؛ لبيان ضخامة الإغراء الواقع فيه الشاعر .
* أسلوب البيت الثالث عشر خبري ، و فيه حكمة جميلة وإن كانت فيها مبالغة شديدة .
*
(14) [هفا بالفؤاد ظمأ] : استعارة مكنية تصور الفؤاد شخصاً يتحرك ويذهب ، وفيها تجسيم .
* [ظمأ] : استعارة تصريحية ، فقد شبه الشوق إلى الوطن بالظمأ وحذف المشبه ، وصرح بالمشبه به ، وسر جمالها التوضيح ، و توحي بشدة الشوق .
* [السواد] : محسن بديعي / تورية فالمعنى القريب للسواد حدقة العين ، يساعد على ذلك الفهم كلمة عين (غير مقصود) ، والمعنى البعيد المراد [الضواحي] حول عين شمس ، وهى تورية متكلفة غامضة ، وذلك يقلل من جمالها.
* [عين شمس] : مجاز مرسل عن أهلها علاقته المحلية .
* [سلسبيل - ظمأ] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
(15) - البيت الخامس عشر كله كناية عن شدة حبه لوطنه.
* [شهد الله] : تعبير يوحي بصدقه و إخلاصه في حب الوطن .
* [جفوني] : مجاز مرسل عن " عيوني " علاقته الجزئية ، فقد أطلق الجزء وأراد الكل ، وسر جماله الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة .
* [شخصه] : استعارة مكنية تصور الوطن إنسانًا له ذات وشخص ، وسر جمالها التشخيص
* [ساعة] : نكرة للتقليل ، فالمقصود بها أقل جزء من الوقت
*وأسلوب البيت خبري غرضه إظهار التعلق بالوطن.
س1 : كيف وظّف الشاعر الألفاظ في إظهار حبه الشديد لوطنه؟(سؤال امتحان)
جـ : الشاعر شديد الحب لوطنه ولذلك عبر بألفاظ ملائمة لتلك العاطفة مثل (وطني) فقد أضافه لياء المتكلم دلالة على ارتباطه به و (الخلد) والمراد الجنة التي يحرص الجميع عليها لكنها لا تصرفه عن وطنه بل تشد نفسه إلى الوطن. وتضحي بالجنة و (هفا بالفؤاد) يدل على حركته في اتجاهه إلى الوطن. و (شهد الله) تعبير يدل على الصدق والله شاهد على ذلك ، وتنكير (ساعة) للتقليل فهو لا ينسى وطنه لحظة. (ولم يخل حسي) تعبير يدل على شدة إحساسه بحب الوطن. وهذا يدل على قوة عاطفة الشاعر نحو الوطن.
& التعليق :
س1 : تحت أي أغراض الشعر يندرج هذا النص ؟ وما خصائصه ؟
جـ : يندرج هذا النص تحت غرض (الشعر الوطني) الذي تمتزج فيه الأفكار بعاطفة الحنين إلى الوطن ، والدفاع عنه ، ومقاومة المستعمرين ، والتنديد بهم ، مع روعة في التصوير ، وجمال في التعبير .
& الأفكار:
واضحة عميقة فيها تحليل وتفصيل وترابط إذ يربطها خيط واحد هو حنينه إلى وطنه وإلى ذكريات الصبا والشباب ، كما أن حديثه للسفينة مرتبط بذلك لأنها أمله في العودة إلى الوطن وفي ختام النص يؤكد أن صورة وطنه لم تفارق خياله.
& الصور:
جزئية وكثيرة فقد كان شوقي مغرماً بالصور البيانية وهى تتنوع بين التشبيه والاستعارة والكناية والمجاز المرسل وتؤدى دورها في خدمة المعاني بالتجسيم والتوضيح والتشخيص ، وكثير منها مستمد من التراث كالتشبيه بالصبا - وعواء الذئب - وبلابل الدوح.. وفي بعضها مبالغة كتشبيه النفس بالمرجل الذي يمد السفينة بالطاقة والفؤاد بالشراع المضطرب والدموع بماء البحر الكثير ، وترك الخلد من أجل وطنه - ولكنها مقبولة لأنها جديدة.
& الألفاظ:
سهلة ملائمة للجو النفسى والعبارات جزلة محكمة ومعظم الأساليب خبرية تقريرية وبعضها إنشائى يثير المشاعر ، والمحسنات غير متكلفة " إلا التورية في البيت الرابع عشر ".
س : ما مصادر الموسيقى في هذه الأبيات؟ وأيها أجمل في رأيك ؟ ولماذا ؟
جـ : الموسيقا في الأبيات ظاهرة في الوزن والقافية والتصريع والجناس. وداخلية خفية نابعة من انتقاء الألفاظ وحسن تنسيقها وروعة الصور وترابط الأفكار. والموسيقى الداخلية أجمل لأنها - دائمًا - مؤثرة وغير متكلفة.
& من ملامح المحافظة على القديم:
1 - التزام الوزن ووحدة القافية.
2 - الحرص على اللفظ العربي الأصيل.
3 - التأثر بالخيال القديم.
4 - معارضة الشعراء القدامى.
& من ملامح التجديد:
1 - الموضوع جديد فهو من الشعر الوطني .
2 - اختيار عنوان للنص تدور حوله الأفكار .
3 - الوحدة العضوية في هذا الجزء المقرر من القصيدة وهى متمثلة في وحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي .
& ملامح شخصية شوقي من خلال النص:
1 - وطني صادق الوطنية وعربي مسلم مخلص لأمته الإسلامية والعربية.
2 - واسع الثقافة عميق الأفكار خبير بالمذاهب السياسية.
3 - شاعر موهوب عبقري ينافس أعظم شعراء العرب في أزهى العصور.
& الخصائص الفنية لأسلوبه:
1 - فصاحة الألفاظ وبعدها عن الغرابة والتنافر.
2 - جزالة العبارات وإحكام صياغتها كأنها سبائك الذهب.
3 - روعة التصوير والإكثار من الصور التي تخدم المعاني.
4 - الاستعانة بالمحسنات البديعية غير المتكلفة غالبا.
5 - وضوح الأفكار وترابطها وتحليلها وتعميقها.
س2 : في ضوء قراءتك لهذه القصيدة ، وضح إلى أي مدًى يعد شوقي رائدًا من رواد الكلاسيكية الجديدة .
جـ : بلا شك هو رائد من روادها ، فقد جاء شوقي بعد البارودي فسار على طريقته في المحافظة على الوزن والقافية والصور القديمة والألفاظ الأصيلة ، وزاد عليه في كثير من الأغراض الاجتماعية والتاريخية ، كما ابتدع الفن المسرحي الشعري ؛ ولهذا استحق أن يقال عنه إنه من رواد الكلاسيكية الجديدة .
س3 : توحي الألفاظ والصور التي استخدمها شوقي في هذه الأبيات بحنينه وحبه الشديد لمصر .. وضح ذلك مع التمثيل .
جـ : من الألفاظ الموحية بالحنين إلى مصر (الصبا - أيام أنسي - ملاوةً من شباب - رق) ؛ فكلها مرتبطة بمصر .
- ومن الصور : (مرت سنةً حلوةً ولذة خلس) ، و(سلا مصر هل سلا القلب عنها ؟) ، و(أسا جرحه الزمان) ، و(مستطار إذا البواخر رنت أو عوت) ، وكلها تصور شوقه الشديد وحبه لمصر
س4 : تشتمل القصيدة على أبيات صار كل منها مثلاً بعد ذلك . اذكر بعض هذه الأبيات مبينًا سبب الاستشهاد بها .
جـ : من الأبيات التي صار كل منها مثلاً :
اختلاف النهار و الليل ينسي**** اذكرا لي الصبا وأيام أنسي
كلما مرت الليالي عليه رق**** والعهد في الليالي تقســي
أحرام عـلى بلابله الدوح**** حلال للطير من كل جــنس
كل دار أحــق بالأهل إلا**** في خبيث من المذاهب رجس
وطني لو شغلت بالخلد عنه**** نازعتني إليه في الخلد نفسي
لأن كل بيت يمكن الاستشهاد به في المواقف التي تشبه معناه .
س5 : طبق ما درسته من عناصر التجربة على هذه القصيدة ، مبينًا مدى جودتها .
جـ : عناصر التجربة : (الفكر والوجدان ، والصورة التعبيرية) ، وقد اكتملت في هذا النص وكانت جيدةً . فالأفكار تتناول ذكريات الشباب والحنين إلى الوطن ومناجاة السفينة ، وهي مترابطة وفيها تحليل وعمق ، ويربطها خيط واحد هو حنينه إلى الوطن ، كما أن حديثه إلى السفينة متصل بذلك لأنها أمله في العودة إلى مصر . والعاطفة ممتزجة بالأفكار ، وتتراوح بين حبه لمصر وسخطه على الاستعمار ، فجاءت ألفاظه وصوره ملائمةً كذلك . أما الصورة التعبيرية فهي رائعة ؛ حيث اكتملت الموسيقى الظاهرة من الوزن والقافية والتصريع والجناس . والخفية من انتقاء الألفاظ وحسن ترتيبها وجمال الصور .
س6 : " ليست المعارضة تقليدًا ولكنها مباراة " . اشرح ذلك في ضوء دراستك .
جـ : برع شوقي في محاكاة القدماء وتفوق عليهم ؛ إذ دخل معهم في مباريات لإثبات جدارته ؛ فعارض سينية البحتري بهذه القصيدة ، كما عارض ابن زيدون في قصيدة أخرى ، وعارض البوصيري في نهج البردة ، وظهر تفوقه عليهم جميعًا ؛ فليست معارضة السابقين ضعفًا أو تقليدًا ناقصًا ؛ فشوقي جمع بين الموضوعات التي أبدعها والموضوعات التي سبقه بعضهم بها ، لكنه كان دائمًا سباقًا .
س7 : وازن بين قول البحتري :
صُنْتُ نَفْسِى عَمَّا يُدَنِّسُ نفْسِى وترفَّعْتُ عن جَدَا (عطاء) كل جِبْس (لئيم)
وقول شوقي : اختلاف النهار والليل ينسي اذكرا لي الصبا أيام أنسي
جـ : لفظ شوقي أوضح ، أما البحتري فقد استعمل كلمةً فيها غرابة وهي "جبس" بمعنى "لئيم" ، وهذا يضعف التأثير النفسي . وفي كلا البيتين محسنات بديعية كالطباق بين " صنت - ويدنس " ، وبين " النهار - والليل" ، وبين "ينسي - واذكرا" .
ومعنى شوقي أجمل ؛ لأنه يتحدث عن ذكريات الصبا والسعادة في وطنه ، بينما يتحدث البحتري عن أخذ العطاء ، فنخرج من ذلك بتفوق شوقي لفظًا ومعنى ، وهذا يؤكد أن المعارضة ليست تقليدًا ، ولكنها مباراة ومنافسة لإثبات الذات والمقدرة ، يضاف إلي ذلك أن بيت شوقي حكمة تجري مجرى الأمثال .