الجليد حفظ جثة الرجل الجليدي، أوتزي، لأكثر من خمسة آلاف سنة
تمكن العلماء في النمسا من حل اللغز الذي حيّر الكثيرين حول الطريقة التي مات بها الرجل الجليدي، أوتزي: لقد مات مقتولا بسهم وكانت جثة أوتزي قد اكتشفت قبل عشر سنوات في قطعة ثلجية في جبال الألب الإيطالية، ولأنها غُمرت في الثلج طيلة خمسة آلاف وثلاثمئة عام، فقد بقيت محفوظة بشكل جيد
الدائرة الصفراء هي موضع السهم الذي أصاب كتف أوتزي
وكان يعتقد أن الرجل قد مات بسبب الجوع أو البرد، غير أن الباحثين اكتشفوا الآن وجود رأس سهم في كتفه الأيسر ويعتقد العلماء أن أوتزي، ربما تمكن من الفرار والإفلات من مهاجمه لكنه عانى من نزف دموي أدى به إلى الموت، ثم غمره الثلج بعد ذلك انكمش وتقلص وكان سياح ألمان قد عثروا عن طريق الصدفة على جثة الرجل الجليدي عام واحد وتسعين في وادي أوتز، ومن هنا اشتق اسمه، وكان ما زال يرتدي سروالا من جلد الماعز ورداءا محاكا من العشب كما عثر على قوس وسهام وفأس على مقربة من الجثة وباستثناء الانكماش والتصلب الذي حصل للجثة بمرور الزمن، فقد احتفظت بأعجوبة بالكثير من ملامحها الأصلية
الباحثون يحاولون معرفة طبيعة المجتمع الذي عاش فيه
وقد حرص العلماء حرصا كبيرا على عدم الإضرار بالجثة عندما حاولوا دراستها والتعرف عليها، خصوصا وأنها كانت مثار نزاع وجدل سياسي، إذ عثر عليها داخل إيطاليا، على بعد أمتار من الحدود النمساوية، لكن السلطات النمساوية أخذتها في البداية إلى النمسا وترقد الجثة الآن في متحف تيرول الجنوبي للآثار في بولزانو في إيطاليا موت أليم ويقول خبير الأشعة ضمن فريق البحث المكلف بدراسة الجثة، بول كوستنر، إن رأس سهم حجري طوله سنتيمتران قد عثر عليه في كتفه الأيسر ويقول أدوارد إيجارتر، وهو عضو آخر في فريق البحث، إن السهم قد اخترق عظم الكتف ودمره بالكامل وشتت الأعصاب والأوعية الدموية وشل الذراع الأيسر، مما جعل أوتزي يموت بألم شديد، ربما بعد ثلاث إلى عشر ساعات من إصابته
سياح ألمان اكتشفوا جثة الرجل الجليدي على جبال الألب
ويقول الباحثون إن أوتزي ربما فر من مهاجمه أو مهاجميه إلى البقعة التي عثر على جثته فيها مغمورة في قطعة ثلجية ويشعر الباحثون في المتحف بالسرور لهذا الاكتشاف، ويقول مدير المتحف إن كل النظريات الأخرى حول موت أوتزي، بأنه نام ثم تجمد أو عانى من كسر في ضلعه، لم تعد قائمة مجتمع قديم ومن المحتمل أن يكون هناك معركة شارك فيها أوتزي، بل هناك سلسة من النظريات الجديدة المبنية على التفسير الجديد لموته، وكل هذه النظريات تحتاج إلى بحث ويأمل العلماء أن يتمكنوا من خلال المعلومات الجديدة، التي حصلوا عليها عند دراسة الجثة،من معرفة أحداث الساعات الأخيرة من حياة أوتزي ودوره في المجتمع القديم وكانت التحقيقات التي أجريت على الجثة قد أظهرت أن أوتزي كان بين سن الخامسة والأربعين والخمسين عند وفاته، لكن هذا العمر يعتبر متقدما بالنسبة لذلك العصر، عندما تحول الإنسان من استخدام الأدوات الحجرية إلى الأدوات المعدنية